تسلا تحذر إدارة ترامب من فرض رسوم على رقائق أشباه الموصلات
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
طالبت شركة تسلا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوخي الحذر عند النظر في فرض رسوم جمركية على الرقائق الإلكترونية المستوردة، مشيرة إلى أن أي إجراء غير محسوب قد يسبب اضطرابات كبيرة في سلاسل الإمداد.
وفي رسالة رسمية وجهتها الشركة إلى وزارة التجارة الأمريكية، شددت تسلا على أهمية التشاور مع القطاع الصناعي قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بالرسوم، موضحة أن أحد منتجاتها قد يحتوي على "عشرات الآلاف من الرقائق الإلكترونية، التي تتكون من مكونات فرعية تصنعها مئات الشركات في مئات المواقع حول العالم".
وقالت الشركة إن بناء مصنع واحد فقط لتصنيع أشباه الموصلات قد يستغرق ما لا يقل عن أربع سنوات واستثمارات بمليارات الدولارات، ولهذا فإن التنسيق بين الحكومة والصناعة أمر بالغ الأهمية، محذرة من أن القرارات المفاجئة أو المؤقتة قد تسبب آثارا طويلة الأمد على القطاع.
ورغم أن تسلا لم تعلن معارضتها المباشرة لفكرة الرسوم الجمركية، فإنها دعت الإدارة الأمريكية إلى التركيز على سياسات داعمة للنمو وتشجيع الاستثمارات المحلية بدلا من الإجراءات التي قد تحد من التجارة.
يذكر أن الرئيس التنفيذي لـ تسلا، إيلون ماسك، المعروف بدعمه للرئيس ترامب، كان قد صرح مؤخرا بأنه يدعم خفض الرسوم الجمركية، رغم موقفه السياسي المقرب من الرئيس السابق.
ومن جانب آخر، أرسلت شركة TSMC، وهي أحد موردي الرقائق الرئيسيين لـ تسلا، رسالة منفصلة تحذر فيها من أن فرض رسوم على الرقائق التي تصنعها خارج الولايات المتحدة قد يهدد استثمارا ضخما بقيمة 165 مليار دولار في مصانع جديدة بولاية أريزونا.
وفي رسالتها، حذرت تسلا من فرض رسوم متعددة على الرقائق، ما قد يؤدي إلى ازدواجية في التكاليف الجمركية ورغم تمكنها من تخطي أزمة نقص الرقائق في عام 2021 عبر حلول تقنية داخلية، فإن الشركة لا تزال تعتمد بشكل كبير على شركاء عالميين في أميركا الشمالية وأوروبا وأفريقيا وآسيا.
وأكدت تسلا أن هذه الشراكات الدولية تتيح لها التركيز على تعزيز الريادة الأمريكية في قطاع التصنيع المتقدم"، محذرة من أن أي خلل في التوريد في ظل غياب البدائل المحلية قد يؤثر سلبا على قدرة البلاد في المنافسة العالمية بمجال الذكاء الاصطناعي.
وكانت عدة شركات ومجموعات تجارية قد أبدت مخاوف مماثلة ضمن تعليقات عامة دعت إليها وزارة التجارة، حيث تهدف الرسوم المقترحة إلى إعادة توطين صناعة الرقائق داخل الولايات المتحدة. ومع ذلك، حذرت جمعية البرمجيات الترفيهية، التي تمثل قطاع ألعاب الفيديو، من أن البدائل المحلية المحدودة حاليا قد تؤدي إلى تداعيات سلبية على المدى القصير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شركة تسلا ترامب رسوم جمركية الرقائق الإلكترونية أشباه الموصلات فرض رسوم
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يغادر إدارة ترامب .. تفاصيل
أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن رجل الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك قرر مغادرة منصبه في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة مفاجئة تأتي وسط تصاعد الخلافات بشأن تقليص دور المؤسسات الفيدرالية وخطط خفض الإنفاق الحكومي.
ويأتي انسحاب ماسك من موقعه الاستشاري بعد فترة مثيرة للجدل، حيث اعتُبر لفترة طويلة من أبرز داعمي الرئيس ترامب وأكثر المستفيدين من وصوله إلى البيت الأبيض، خصوصاً بعد أن أنفق مئات الملايين من الدولارات لدعم حملته الانتخابية، وفقًا لتقرير نشره موقع "بيزنس إنسايدر".
كان يُنظر إلى ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ومالك شركة سبيس إكس، باعتباره "أكبر الرابحين" من انتخاب ترامب، لكن الوقائع خلال أول 100 يوم من إدارة الرئيس الجديد أظهرت العكس، بحسب مراقبين.
وقال المحلل في شركة "ويدبوش"، دان إيفز، إن رهان ماسك على ترامب بدا في بدايته منطقياً، مضيفاً: "كنا نعتقد أن الفوائد على ماسك وتيسلا تفوق السلبيات"، لكن مع مرور الوقت، "تبين أن الأضرار أكبر بكثير مما كان متوقعاً".
وشهد سهم شركة تسلا انخفاضًا ملحوظًا منذ تنصيب ترامب، حيث هبط من أعلى مستوى تاريخي بلغه في منتصف ديسمبر عند 479.86 دولاراً، إلى مستويات أقل بكثير، نتيجة تباطؤ عالمي في مبيعات السيارات، بالإضافة إلى أزمات متكررة في إدارة الشركة.
وتعرض ماسك لضغوط مكثفة من مستثمرين كبار طالبوه بـ"الابتعاد قليلاً عن تسلا"، على خلفية تراجع أداء الشركة والجدل السياسي المصاحب لعلاقته مع إدارة ترامب. ورغم تعهده بتقليص انشغاله بمهامه داخل وزارة كفاءة الحكومة والتركيز على تسلا بدءًا من مايو، إلا أن القلق لم يتراجع.
تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" كشف أن مجلس إدارة تسلا بدأ مشاورات سرية قبل نحو شهر مع شركات مختصة، للبحث عن بديل محتمل لماسك في رئاسة الشركة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تعكس تزايد التوتر داخل المجلس بشأن القيادة الحالية.
إلا أن رئيسة مجلس إدارة تسلا نفت تلك المزاعم، مؤكدة أن أعضاء المجلس "واثقون جداً" في قيادة ماسك، ولا يوجد في الوقت الراهن أي نية لإبعاده عن منصبه.
كما يواجه ماسك حملة احتجاجات سياسية ومقاطعة من ناشطين، على خلفية مواقفه وتصريحاته بشأن السياسة الأميركية والتقنيات المثيرة للجدل، بالإضافة إلى ما يعتبره البعض "تسييساً مفرطاً" لنفوذه في واشنطن.
ويبدو أن مغادرة ماسك لإدارة ترامب قد تكون خطوة للحد من الخسائر السياسية والتجارية، في ظل تزايد الضغوط وتراجع المكاسب التي كان يأمل تحقيقها من تحالفه مع الإدارة الجمهورية.