اكتشاف جديد يقلب مفاهيم مقاومة الأنسولين رأسا على عقب
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
الدنمارك – توصل فريق من الباحثين في جامعة كوبنهاغن إلى اكتشاف مهم يظهر أن مقاومة الأنسولين تختلف بشكل كبير بين الأفراد، حتى أولئك الذين يصنّفون طبيا على أنهم أصحاء.
لطالما اعتمد الطب التقليدي على تصنيف الأفراد إلى فئتين: إما أصحاء أو مصابون بداء السكري. غير أن هذا التقسيم لا يعكس التعقيد البيولوجي الحقيقي، حيث تظهر البيانات أن حساسية الأنسولين تتفاوت حتى بين الأشخاص الظاهرين كأنهم في الفئة نفسها.
ويشير الاكتشاف الجديد إلى وجود “بصمة جزيئية” فريدة لكل شخص في طريقة استجابة جسده لهرمون الأنسولين، ما يمهّد الطريق نحو تشخيص أكثر دقة، وعلاجات مخصصة تعتمد على الخصائص البيولوجية لكل مريض.
ويقول أتول ديشموك، الأستاذ المشارك في مركز أبحاث الأيض بجامعة كوبنهاغن: “وجدنا تباينا كبيرا في استجابة الأفراد للأنسولين، حتى بين من يعتبرون أصحاء، وبعض المصابين بداء السكري من النوع الثاني أظهروا استجابة أفضل من المتوقع. وهذا يؤكد أهمية النظر في الفروقات الفردية بدلا من الاعتماد على تصنيفات عامة”.
واعتمدت الدراسة على تحليل بروتيني متقدم لخزعات عضلية أُخذت من أكثر من 120 مشاركا، مكّن الباحثين من تحديد تغيّرات جزيئية ترتبط بتطور مقاومة الأنسولين، ما أدى إلى تحديد “بصمات” دقيقة يمكن أن تكشف عن الاستعداد للإصابة بالمرض قبل ظهوره سريريا.
وتوضح البروفيسورة آنا كروك، من معهد كارولينسكا، والمعدة المشاركة في الدراسة:
“هذه البصمات تفتح الباب أمام طب دقيق في مجال السكري، يتيح تصميم العلاجات بما يتناسب مع السمات الجزيئية لكل مريض”.
ولم يقتصر الأمر على الكشف المبكر فحسب، بل استخدم الباحثون هذه البيانات الجزيئية للتنبؤ بكفاءة استجابة الجسم للأنسولين لدى كل فرد.
ويعلّق الباحث جيبي كييرجارد نورثكوت، المعد الأول للدراسة: “عندما ندمج البيانات السريرية مع البصمات الجزيئية، يمكننا فهم مقاومة الأنسولين بعمق أكبر وتصميم تدخلات علاجية مخصصة وأكثر فعالية”.
ويعني هذا الفهم الجديد أن بإمكان الأطباء تطوير أدوية تستهدف مسارات بيولوجية بعينها لدى كل مريض، ما يقلل من الآثار الجانبية ويزيد من فاعلية العلاج.
نشرت الدراسة في مجلة Cell العلمية.
المصدر: interesting engineering
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: مقاومة الأنسولین
إقرأ أيضاً:
جورج عبد الله.. الثائر الذي عاد بروح مقاومة رغم سنوات سجنة الـ41
عاد الناشط اللبناني المؤيد للقضية الفلسطينية جورج عبدالله، الجمعة، إلى مسقط رأسه بلدة القبيات بقضاء عكار، بعد الإفراج عنه من السجون الفرنسية، حيث أمضى 41 سنة على خلفية قضية اغتيال دبلوماسيين إسرائيلي وأمريكي.
وقبيل وصوله الى بلدته، احتشد عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس، عشرات المواطنين عند جسر شارع القدس، تلبيةً لدعوة من الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، رافعين الأعلام اللبنانية والفلسطينية.
وفي 17 يوليو/ تموز الحالي، أمرت محكمة الاستئناف بباريس بالإفراج عن جورج عبد الله، في خطوة اعتبرتها عائلة الناشط اللبناني انتصارا غير متوقع للقضاء الفرنسي و"تحديا واضحا" للضغوط الأمريكية والإسرائيلية على باريس.
"روح ثائرة"
ولم تهدأ روح الثورة في جورج عبد الله رغم سنوات حبسة الطويلة جدا، حيث بادر في أول تصريح له إلى استنكار الصمت العربي تجاه حرب الإبادة في قطاع غزة، داعية إلى الوحدة ورص الصفوف لمواجهة مخططات "إسرائيل" في المنطقة.
عبد الله الذي حيا في كلمته الأولى شهداء المقاومة، اعتبر أن "إسرائيل" تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة أن تستمر حتى دحرها عن فلسطين.
كلمات مهينة لكل العرب والفلسطينيين المتفرجين على الإبادة المستمرة، خرجت من فم المناضل جورج عبد الله بعد 41 عامًا من السجن، خرج منها بهذا النفس الإنساني المقاوم، خرج منها بضمير حي، والملايين من الأحرار ضمائرهم مغيبة في غيابت الجب ومنطقة الراحة والخذلان والخوف من التضحية pic.twitter.com/9enmY0c3n9 — مصطفى البنا (@mostfa_1994) July 25, 2025
وشدد على أنه "طالما هناك مقاومة هناك عودة للوطن وهي قوية بشهدائها الذين صنعوا شلال الدم المقاوم".
تفاصيل اعتقال جورج عبد الله
واعتقل جورج إبراهيم عبد الله، الذي ينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من طرف السلطات الفرنسية عام 1984 بتهمة تورطه في اغتيال دبلوماسيين من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في الثمانينيات.
وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987، وعلى الرغم من أن فترة سجنه القانونية انتهت في عام 1999، إلا أن التدخلات السياسية، خاصة من جانب الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، حالت دون الإفراج عنه، مما أثار الجدل حول العدالة ومدى استقلالية القضاء الفرنسي.
الضغوط السياسية والحقوقية
طوال سنوات سجنه، واجهت القضية ضغوطات كبيرة من قبل الحكومات والمنظمات الحقوقية، واستمرت الإدارات الأمريكية والإسرائيلية في ممارسة الضغط على الحكومة الفرنسية لمنع الإفراج عنه، ما جعل القضية تُعتبر مثالًا على تسييس القرارات القضائية، وهذا التدخل دفع منظمات حقوقية عديدة إلى انتقاد الوضع ووصفه بانتهاك للحقوق الإنسانية.
من هو جورج عبد الله
ويعد جورج إبراهيم عبد الله لبنانيا معروفا بنشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولد في قرية القبيات، قضاء عكار، في شمال لبنان في الثاني من نيسان/ أبريل عام 1951.
نشأ في بيئة متأثرة بالاحتلال الإسرائيلي وأحداث الحرب الأهلية اللبنانية، مما ساهم في تشكيل توجهاته السياسية.
درس عبد الله في الجامعة اللبنانية حيث تأثر بالأفكار اليسارية والثورية، مما قاده إلى الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. عمل في البداية كمدرس قبل أن يتوجه إلى العمل النضالي.
في أوائل الثمانينيات، أصبح معروفًا بنشاطه المناهض للسياسات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، وقد ارتبط اسمه بعدة عمليات ضد دبلوماسيين أجانب.
في عام 1984، اعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة حيازة أوراق مزورة ثم وجهت له لاحقًا تهما بالضلوع في عمليات اغتيال لدبلوماسي أمريكي وإسرائيلي في باريس. في عام 1987، أصدرت محكمة فرنسية حكمًا بسجنه بالمؤبد.