جثث متحللة في الطرقات وأحياء مدمرة بالكامل

 

كشفت الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة التي بدأت الجمعة الماضية، عن حجم المأساة والكارثة التي خلفها العدوان الإسرائيلي الغاشم بحق المدنيين في قطاع غزة.
وخلال ساعات الهدنة الأولى تمكنت وسائل الإعلام بالإضافة إلى مئات النازحين من نقل حجم الدمار الكبير الذي خلفه الإجرام الصهيوني خلال 50 يوما من عدوان الكيان على قطاع غزة بالإضافة إلى مشاهدة العشرات من الجثث المتحللة التي عجزت أطقم الإسعاف عن تتبعها أو انتشالها نتيجة الاستهداف الصهيوني المتعمد للمسعفين وانقطاع التواصل والاتصال داخل القطاع ما تسبب بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

الثورة / مصطفى المنتصر

بعد 50 يوماً من الإرهاب الصهيوني الظالم على قطاع غزة، دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين فصائل المقاومة في غزة والكيان الصهيوني حيز التنفيذ عند الساعة السابعة صباحا من اليوم الجمعة.
وخلال اللحظات الأولى من سريان الهدنة الإنسانية توجه مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين لتفقد أوضاع الأحياء والمنازل التي حولها العدو إلى مدينة أشباح وخراب موحش، عرت جرائم العدو وحقده الدفين الذي طال الشجر والحجر والإنسان بصورة مروعة وغير مسبوقة .
وكشف النازحون في غزة الذين تمكنوا من التحرك في بعض مناطق القطاع عن مشاهد إنسانية مروعة وجرائم إبادة جماعية ارتكبها الاحتلال، حيث عثروا على جثث لعشرات الشهداء الفلسطينيين في الشوارع والأحياء المدمرة الذين استهدفهم الاحتلال الصهيوني في شوارع بيت لاهيا وبيت حانون وعجزت أطقم الإسعاف عن إنقاذها نتيجة للوحشية الصهيونية وانقطاع الاتصال والحصار المطبق الذي طال كل الأحياء والشوارع في المناطق الشمالية في القطاع .
وأوضحت الشهادات التي نقلها النازحون، أن الجثث التي عثروا عليها مرمية كانت متحللة وبصورة يعجز اللسان عن وصفها مما يشير إلى استشهادهم قبل عدة أسابيع خلال العدوان البري أو أثناء حركة النزوح من مدينة غزة إلى مناطق جنوب القطاع.
الشهود أكدوا أنهم وجدوا أحياء سكنية كاملة تضم مئات المباني وعشرات الآلاف من الوحدات السكنية دمرت بشكل كلي، وعرت حجم الإرهاب الصهيوني الذي طال هذه المساكن والبنى التحتية إضافة للدمار الهائل الذي لحق بالطرقات ومباني المؤسسات الحكومية والأهلية وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.
وكانت أطقم الإنقاذ قد بدأت عملية الانتشال والبحث عن الجثث في الشوارع والأحياء عقب اللحظات الأولى من الصدمة التي تعرض لها آلاف الفلسطينيين عندما رأوا منازلهم المدمرة يحيط بها عشرات الجثث والدماء عقب أيام دامية وأوضاع إنسانية مريرة.
مواطنون فلسطينيون أكدوا انهم تركوا منازلهم قبل عملية النزوح سليمة لكنهم اليوم وبعد ساعات قضوها سيرا على الأقدام على امل ان يطمئنوا على منازلهم الا انهم فوجئوا بصدمة كبيرة حين وجدوها قد دمرت بالكامل وبجوارها جثث من أهلهم وأقاربهم كانوا قد استعدوا للنزوح الا ان العدو الصهيوني استهدفهم على أبواب منازلهم .
المستشفيات الأكثر تضرراً
سياسة اقتحام المستشفيات ومحاصرتها وقصفها أحد أوجه الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، في محاولة منه في القضاء على معالم الحياة بشكل كامل واستهداف الجرحى والمرضى والكوادر الطبية بشكل مباشر .
ومن بين مشاهد الدمار المروع التي فضحت الأهداف الإسرائيلية التي لم تكن سوى منازل أبرياء ومبان خدمية وطبية ومشاف وطرقات في صورة عكست عبثية العدوان ووضاعته وحالة التخبط التي يعيشها نتيجة الإخفاق والفشل الذي تعرض له بعد عملية طوفان الأقصى.
وفي المناطق الشمالية من القطاع المنكوب ولاسيما في الأحياء المجاورة للمستشفيات التي كانت أكثر عرضة لاستهداف طيران العدوان في محاولة لترويع المرضى والمصابين والنازحين داخل المستشفيات أحدها المستشفى الإندونيسي ببلدة جباليا حيث انتشر الدمار الهائل في كل إرجاء المنطقة التي طالتها غارات العدوان وهدمت أسوارها دباباته وآلياته العسكرية.
مصادر إعلامية فلسطينية بينت أن الساعات القليلة التي سبقت الهدنة كثف الاحتلال الإسرائيلي خلالها من قصفة العنيف على المستشفى الإندونيسي فيما هدمت دباباته وجرافاته سور وجدران المستشفى وقامت بإطلاق النار على المرضى والأطقم الطبية مما أدى لمقتل امرأة مصابة وإصابة آخرين بالإضافة إلى تدمير كل المنازل والطرق المجاورة للمستشفى.
وأظهرت لقطات مصورة، أوضاعا مأساوية يواجهها المرضى والجرحى ومرافقون والأطقم الطبية داخل المستشفى الإندونيسي، عقب اقتحامه من قبل قوات الاحتلال الصهيوني في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى واختناق المرضى جراء تسرب الدخان والغاز نتيجة للأعيرة النارية الكثيفة التي اطلقتها قوات الاحتلال صوب المتواجدين بداخل المستشفى .
مجمع الشفاء هو الآخر طالته وحشية الكيان المهزوم بعد ان شن حملة إعلامية كبيرة عززتها الأكاذيب الأمريكية الرخيصة من اجل استهداف المستشفى الاكبر في فلسطين ودمرت العديد من أجزائه ومرافقه الحيوية.
المصادر إشارات إلى أن الاحتلال قام بتدمير أجزاء مهمة في مستشفى الشفاء منها مولدات الكهرباء بالمستشفى وأجهزة طبية بينها مضخات الأكسجين بالإضافة الى تفجير بعض أقسام ومباني المستشفى الأكبر بالقطاع في الوقت الذي لايزال المستشفى يأوي بداخله نحو 180 مريضا و7 من الأطقم الطبية الذين لازالوا متواجدين فيه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

انتهاكات الاحتلال في غزة تهدد المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة

رغم مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على وقف إطلاق النار في غزة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاق، مستهدفًا المدنيين والمباني، ومانعًا دخول المساعدات الإنسانية. وفي ظل تعنت الاحتلال بشأن مقاتلي رفح، تتواصل جهود مصر ووسطاء دوليين لحفظ الهدنة والانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، وسط تحذيرات من انهيار الهدنة وتصاعد التوتر في القطاع.

ووصل عدد الشهداء نتيجة قصف جيش الاحتلال إلى نحو 348 شهيدًا، إضافة إلى نحو 889 مصابًا منذ العاشر من أكتوبر الماضي، بحسب آخر إحصاء. والغالبية الساحقة من الضحايا كانوا من المدنيين، بينهم أطفال ونساء لم يحمل معظمهم السلاح قط، كما طال القصف المباني والأحياء وتحولت إلى أنقاض، ما يعكس حجم الدمار الذي حل بالقطاع.

لم يقتصر إخلال الاحتلال بتعهده بوقف إطلاق النار على القصف المستمر وقتل المدنيين، بل امتد أيضًا إلى منع إدخال المساعدات الغذائية والدوائية للقطاع. فقد اشترط دخول 600 شاحنة يوميًا، لكنه سمح بأقل من 200 شاحنة فقط، مع رفض أنواع معينة من الأغذية الطازجة وأدوية حيوية للمرضى المصابين بأمراض خطيرة، إضافة إلى عدم إدخال العدد الكافي من المخيمات، مما زاد من معاناة السكان خاصة مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار.

بالإضافة إلى ذلك، وسع الاحتلال «الخط الأصفر» ليتيح لنفسه ممارسة جرائمه على مساحة واسعة من غزة، مطاردًا السكان بذرائع مختلفة، في سلوك مماثل لما يقوم به في لبنان وسوريا والضفة الغربية. وقد سمح هذا التوسع للاحتلال بالتصرف دون أي قيود، مستغلاً الأوضاع الإنسانية الصعبة لتعزيز السيطرة والإجبار على الانصياع، وهو نهج متكرر يكرره الاحتلال في مناطق النزاع المحيطة بغزة.

كما لم يلتزم الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار المتعلقة بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات وإخراج المرضى للعلاج، وكذلك إعادة العالقين بعد انتهاء علاجهم في مصر وخارجها. هذا الإخلال انعكس على حياة المدنيين بشكل مباشر، حيث بقي الكثيرون محرومين من الخدمات الأساسية والدوائية، بينما استمرت القيود على الحركة والتنقل، مما زاد من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، وسط غياب أي رقابة دولية فعالة على تلك الانتهاكات.

أمام التعنت الإسرائيلي الواضح، تسعى مصر بالتنسيق مع الوسطاء الدوليين من قطر وتركيا والولايات المتحدة للحفاظ على قرار وقف إطلاق النار ومنع انهياره، خاصة في ظل ضغوط أصوات إسرائيلية متطرفة تسعى لإعادة الحرب لما كانت عليه قبل العاشر من أكتوبر. وتهدف القاهرة إلى الدفع نحو المرحلة الثانية من القرار، مع تكثيف الضغوط الدولية والإقليمية لإعادة الاستقرار إلى قطاع غزة وحل أزمة المقاتلين الفلسطينيين العالقين في الأنفاق عبر ضمانات آمنة لخروجهم.

عرضت مصر بالتنسيق مع حركة حماس مجموعة من الأفكار والترتيبات لتجاوز أزمة المقاتلين العالقين، إلا أن تعنت الاحتلال الإسرائيلي يصعب الوصول إلى حل سريع. فالاحتلال يرى أن الوقت في صالحه، مع نفاد الطعام والموارد المتاحة لهؤلاء المقاتلين، مما يجعلهم عرضة للوفاة أو دفعهم للاستسلام تحت ضغط الجوع والعطش، في حين ترفض القاهرة والحركة التنازل عن حقوقهم الإنسانية والسياسية.

وفي مواجهة التشدد الإسرائيلي، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن «مصطلح الاستسلام ليس في قاموسها»، مؤكدة على موقفها الرافض لأي شروط للاستسلام أو التسليم للتحقيق قبل الإفراج. كما أكدت بقية الفصائل الفلسطينية تمسكها بحقوق المقاتلين ورفضها للرضوخ لمطالب الاحتلال، بما يعكس وحدة موقفها في مواجهة الضغوط ومحاولات الاحتلال استغلال الوضع الإنساني لإجبارهم على الاستسلام.

في هذا الإطار، التقى اللواء حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، بوفد حركة حماس لمناقشة مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والاطلاع على مطالب الحركة. وركز اللقاء على تذليل العقبات التي تحول دون تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويمكّنه من التمسك بأرضه، مع تعزيز ضمانات الاستقرار ورفع المعاناة الإنسانية في القطاع.

غادر وفد حركة حماس القاهرة يوم الجمعة الماضي عائدًا إلى الدوحة دون التوصل إلى اتفاق بشأن حل أزمة مقاتلي رفح العالقين في الأنفاق، وفشل أيضًا في مباحثات الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بعد رفض إسرائيل مقترحات الوسطاء وإصرارها على استسلام المقاتلين العالقين الذين يتراوح عددهم بين 60 و80 مقاتلًا. واعتبرت حماس ملاحقة جيش الاحتلال لهؤلاء المقاتلين «خرقًا واضحًا» للاتفاق، محذرة من أن هذه الخروقات تهدد استقرار الهدنة وتزيد من التوتر في القطاع.

كما رفض وفد حماس فتح باب النقاش حول مستقبل إدارة غزة وتشكيل ما يعرف بلجنة كفاءات مستقلة لإدارة مؤقتة للقطاع، جراء التعنت الإسرائيلي. وجددت الحركة رفضها لأي مطلب يقتضي خروج مقاتليها إلى السجون الإسرائيلية، معتبرة ذلك خرقًا لقرار وقف إطلاق النار، وطالبت الوسطاء بضرورة إيجاد حل عاجل لأزمة العالقين لضمان التزام الاحتلال ببنود الهدنة وحماية الاستقرار الإنساني والسياسي في القطاع.

وأعلن جيش الاحتلال يوم الجمعة الماضي وفاة 9 من مقاتلي حماس العالقين في أنفاق رفح، ما يرفع عدد الوفيات بينهم إلى أكثر من 30، وفق بعض التقارير. وتشير حركة حماس إلى أن عدد المقاتلين العالقين يتراوح بين 60 و80 مقاتلًا، يعانون من نقص شديد في الطعام والشراب، وبعضهم مصاب ويحتاج إلى علاج، كما انقطع الاتصال بينهم وبين إدارة الحركة منذ أسابيع، ما يزيد من المخاوف بشأن تدهور أوضاعهم الإنسانية.

وادعى الاحتلال أن المقاتلين لم يكونوا داخل الأنفاق وقت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بل كانوا يتحركون ويجهزون أنفسهم لعمليات ضد الجيش، معتبرًا أن تحركاتهم جاءت بعد الاتفاق. في المقابل، تحاول حكومة نتنياهو التنصل من تعهداتها بالهدنة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتم التوقيع عليها بحضور دول ضامنة على رأسها الولايات المتحدة وتركيا وقطر ومصر، فيما حذرت القاهرة عبر وزير الخارجية بدر عبد العاطي من انهيار الهدنة وتزايد العقبات أمام الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.

وحذرت تقارير عبرية من نفاد صبر الولايات المتحدة تجاه ممارسات حكومة نتنياهو، التي تماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتستخدم ذرائع واهية، ما يزيد من الغضب الدولي ويضع واشنطن في موقف حرج أمام المجتمع الدولي. ويأتي ذلك في ظل حرص مصر على توقيع الاتفاق بحضور نحو 40 زعيمًا عالميًا لضمان الالتزام به، مع محاولة القاهرة تفادي أي تنصل إسرائيلي يحرم القطاع من الاستقرار ويحبط جهود الوسطاء الدوليين.

اقرأ أيضاًعشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى واعتقال 16 فلسطينيا

الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار بقصف مناطق بقطاع غزة

جرائم الإبادة.. من غزة إلى الضفة

مقالات مشابهة

  • "الشعبية": محرقة خانيونس دليل قاطع على تعمّد الاحتلال نسف الهدنة
  • جيش الاحتلال يرد على خرق الهدنة بقصف مستهدف لقيادي من حماس في غزة
  • جولة الإعادة بانتخابات النواب.. 5 مشاهد تلخص سير عملية التصويت
  • وزارة التنمية: المساعدات التي تدخل غزة تمثل ثلث احتياجاتها فقط
  • القوات المسلحة: الهدنة التي أعلنها المتمرد الكاذب حميدتي ليست سوى مناورة سياسية وإعلامية مضللة
  • في اليوم الـ 53 لـ “هدنة غزة”..العدو الصهيوني يواصل قصف ونسف منازل الفلسطينيين
  • “تجارة وصناعة غزة”: عدد الشاحنات التي تدخل القطاع لا يتجاوز 220 شاحنة يومياً
  • غرفة تجارة غزة: عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يوميا لا يتجاوز 220
  • انتهاكات الاحتلال في غزة تهدد المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة
  • وفد أممي رفيع يزور المستشفى الميداني الإماراتي في غزة ويشيد بجهوده الإنسانية