50 يوماً من الإرهاب الصهيوني على غزة: مشاهد مروعة كشفتها ساعات الهدنة الأولى
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
جثث متحللة في الطرقات وأحياء مدمرة بالكامل
كشفت الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة التي بدأت الجمعة الماضية، عن حجم المأساة والكارثة التي خلفها العدوان الإسرائيلي الغاشم بحق المدنيين في قطاع غزة.
وخلال ساعات الهدنة الأولى تمكنت وسائل الإعلام بالإضافة إلى مئات النازحين من نقل حجم الدمار الكبير الذي خلفه الإجرام الصهيوني خلال 50 يوما من عدوان الكيان على قطاع غزة بالإضافة إلى مشاهدة العشرات من الجثث المتحللة التي عجزت أطقم الإسعاف عن تتبعها أو انتشالها نتيجة الاستهداف الصهيوني المتعمد للمسعفين وانقطاع التواصل والاتصال داخل القطاع ما تسبب بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
الثورة / مصطفى المنتصر
بعد 50 يوماً من الإرهاب الصهيوني الظالم على قطاع غزة، دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين فصائل المقاومة في غزة والكيان الصهيوني حيز التنفيذ عند الساعة السابعة صباحا من اليوم الجمعة.
وخلال اللحظات الأولى من سريان الهدنة الإنسانية توجه مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين لتفقد أوضاع الأحياء والمنازل التي حولها العدو إلى مدينة أشباح وخراب موحش، عرت جرائم العدو وحقده الدفين الذي طال الشجر والحجر والإنسان بصورة مروعة وغير مسبوقة .
وكشف النازحون في غزة الذين تمكنوا من التحرك في بعض مناطق القطاع عن مشاهد إنسانية مروعة وجرائم إبادة جماعية ارتكبها الاحتلال، حيث عثروا على جثث لعشرات الشهداء الفلسطينيين في الشوارع والأحياء المدمرة الذين استهدفهم الاحتلال الصهيوني في شوارع بيت لاهيا وبيت حانون وعجزت أطقم الإسعاف عن إنقاذها نتيجة للوحشية الصهيونية وانقطاع الاتصال والحصار المطبق الذي طال كل الأحياء والشوارع في المناطق الشمالية في القطاع .
وأوضحت الشهادات التي نقلها النازحون، أن الجثث التي عثروا عليها مرمية كانت متحللة وبصورة يعجز اللسان عن وصفها مما يشير إلى استشهادهم قبل عدة أسابيع خلال العدوان البري أو أثناء حركة النزوح من مدينة غزة إلى مناطق جنوب القطاع.
الشهود أكدوا أنهم وجدوا أحياء سكنية كاملة تضم مئات المباني وعشرات الآلاف من الوحدات السكنية دمرت بشكل كلي، وعرت حجم الإرهاب الصهيوني الذي طال هذه المساكن والبنى التحتية إضافة للدمار الهائل الذي لحق بالطرقات ومباني المؤسسات الحكومية والأهلية وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.
وكانت أطقم الإنقاذ قد بدأت عملية الانتشال والبحث عن الجثث في الشوارع والأحياء عقب اللحظات الأولى من الصدمة التي تعرض لها آلاف الفلسطينيين عندما رأوا منازلهم المدمرة يحيط بها عشرات الجثث والدماء عقب أيام دامية وأوضاع إنسانية مريرة.
مواطنون فلسطينيون أكدوا انهم تركوا منازلهم قبل عملية النزوح سليمة لكنهم اليوم وبعد ساعات قضوها سيرا على الأقدام على امل ان يطمئنوا على منازلهم الا انهم فوجئوا بصدمة كبيرة حين وجدوها قد دمرت بالكامل وبجوارها جثث من أهلهم وأقاربهم كانوا قد استعدوا للنزوح الا ان العدو الصهيوني استهدفهم على أبواب منازلهم .
المستشفيات الأكثر تضرراً
سياسة اقتحام المستشفيات ومحاصرتها وقصفها أحد أوجه الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، في محاولة منه في القضاء على معالم الحياة بشكل كامل واستهداف الجرحى والمرضى والكوادر الطبية بشكل مباشر .
ومن بين مشاهد الدمار المروع التي فضحت الأهداف الإسرائيلية التي لم تكن سوى منازل أبرياء ومبان خدمية وطبية ومشاف وطرقات في صورة عكست عبثية العدوان ووضاعته وحالة التخبط التي يعيشها نتيجة الإخفاق والفشل الذي تعرض له بعد عملية طوفان الأقصى.
وفي المناطق الشمالية من القطاع المنكوب ولاسيما في الأحياء المجاورة للمستشفيات التي كانت أكثر عرضة لاستهداف طيران العدوان في محاولة لترويع المرضى والمصابين والنازحين داخل المستشفيات أحدها المستشفى الإندونيسي ببلدة جباليا حيث انتشر الدمار الهائل في كل إرجاء المنطقة التي طالتها غارات العدوان وهدمت أسوارها دباباته وآلياته العسكرية.
مصادر إعلامية فلسطينية بينت أن الساعات القليلة التي سبقت الهدنة كثف الاحتلال الإسرائيلي خلالها من قصفة العنيف على المستشفى الإندونيسي فيما هدمت دباباته وجرافاته سور وجدران المستشفى وقامت بإطلاق النار على المرضى والأطقم الطبية مما أدى لمقتل امرأة مصابة وإصابة آخرين بالإضافة إلى تدمير كل المنازل والطرق المجاورة للمستشفى.
وأظهرت لقطات مصورة، أوضاعا مأساوية يواجهها المرضى والجرحى ومرافقون والأطقم الطبية داخل المستشفى الإندونيسي، عقب اقتحامه من قبل قوات الاحتلال الصهيوني في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى واختناق المرضى جراء تسرب الدخان والغاز نتيجة للأعيرة النارية الكثيفة التي اطلقتها قوات الاحتلال صوب المتواجدين بداخل المستشفى .
مجمع الشفاء هو الآخر طالته وحشية الكيان المهزوم بعد ان شن حملة إعلامية كبيرة عززتها الأكاذيب الأمريكية الرخيصة من اجل استهداف المستشفى الاكبر في فلسطين ودمرت العديد من أجزائه ومرافقه الحيوية.
المصادر إشارات إلى أن الاحتلال قام بتدمير أجزاء مهمة في مستشفى الشفاء منها مولدات الكهرباء بالمستشفى وأجهزة طبية بينها مضخات الأكسجين بالإضافة الى تفجير بعض أقسام ومباني المستشفى الأكبر بالقطاع في الوقت الذي لايزال المستشفى يأوي بداخله نحو 180 مريضا و7 من الأطقم الطبية الذين لازالوا متواجدين فيه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين
بعد عام كامل على بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لم تعد تُسمع فيها أصوات الحياة، بل حلّ محلها دويّ الانفجارات وهدير الجرافات وهي تلتهم ما تبقّى من المنازل والذكريات، مغيرة بذلك ملامح المدينة بالكامل.
تُظهر مقاطع فيديو نشرها جنود الاحتلال ووسائل إعلام عبرية حجم الدمار الكارثي الذي حلّ بأحياء سكنية كاملة؛ مبانٍ سُوِّيت بالأرض، شوارع دُمّرت بالكامل، ومعالم اندثرت كما لو أنها لم تكن يوما موجودة.
كل شيء مدمر بشكل كامل.. مشاهد تظهر حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في #رفح جنوب قطاع #غزة pic.twitter.com/8MzYnOuU4o
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) May 12, 2025
أثار العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي صدمة وغضبا واسعين بين مغردين فلسطينيين وعرب، بعدما أظهرت حجم الدمار الواسع والكبير الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية في مدينة رفح.
ووصف المغردون ما يحدث بأنه جريمة موثقة بكاميرات الجنود، لا تُخفى، بل تُعرض على العالم بوقاحة على أنها "إنجازات عسكرية"، في مشهد يُقلب فيه الحق باطلا، وتُروَّج فيه الإبادة كنوع من الانتصار.
وتعليقا على هذه المقاطع، قال الناشط خالد صافي إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يوثق جريمته في مدينة رفح ويعرضها على العالم كأنها مجدٌ يُتفاخر به لا مجزرة تُدان، مشيرا إلى أن جنود الاحتلال لا يخفون أفعالهم، بل يصوّرونها بكاميراتهم، ويوثّقون الإبادة التي ارتكبوها بحق مدينة كاملة، ويجوبون أنقاضها بوجوه تتشح بالزهو لا بالخزي.
ما زال المجرم يوثق جريمته..
ويعرضها على العالم كأنها مَجدٌ يُتفاخر به لا مجزرة تُدان.
جنود الاحتلال لا يخفون أفعالهم، بل يصوّرونها بكاميراتهم، يوثقون الإبادة التي ارتكبوها بحق مدينة كاملة، ويجوبون أنقاضها بوجوهٍ تتشح بالزهو لا بالخزي.
فيديو نشره أحد الجنود يكشف ما لا يحتاج إلى… pic.twitter.com/sfF0ZgMRn5
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 12, 2025
إعلانورأى مغردون أن ما يحدث في رفح ليس مجرد احتلال أو اجتياح، بل "إزالة جغرافية كاملة" لإحدى محافظات القطاع الخمس، التي كانت تُشكّل بوابته الوحيدة نحو العالم، ونقطة اتصاله بالجغرافيا العربية.
كما أشاروا إلى أن هذا المسح لا يعني دمارا آنيا فقط، بل يُمثّل تعقيدا هائلا لأي محاولة مستقبلية لإعادة إعمارها، إن انتهت الحرب وسُمح بذلك أصلا.
وأكد آخرون أن رفح لم تُهدم فقط، بل أُعدِمت هويتها بالكامل، في ظل مواصلة الآليات الإسرائيلية تدمير أحيائها بشكل ممنهج وسريع، بعيدا عن الأضواء، وخارج نطاق التغطية الإعلامية.
شركات مدنية اسرائيلية تهدم ما تبقى في رفح pic.twitter.com/gJJ6Y73gQ9
— alam_mohaier83 (@alam_mohaier83) April 23, 2025
وأوضح عدد من المغردين أن رفح قد انتهت، ولم يبقَ من اسمها إلا "جنوب محور موراغ"، كما تسميها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وكأن رفح بتاريخها وأحيائها ومآذنها وأسواقها ومساجدها وذكريات أهلها لم تكن أبدا.
وعلّق أحد النشطاء قائلا: "مدينة كاملة مُسحت، بيوت سُوِّيت بالأرض، شوارع دُكّت، أرواح صعدت بلا وداع، ومعالم اندثرت في صمت عالمي مخزٍ".
أما آخرون، فقد وصفوا رفح بـ"المدينة المنسية على هامش الخريطة"، حيث صمت الشوارع أبلغ من كل صراخ، وحيث يُدفن الحلم قبل أن يولد. بين أنقاضها تنكسر الأرواح كما تنكسر الحجارة تحت أقدام العابرين.
واعتبر مدونون أن رفح اليوم ليست مجرد مدينة أُزيلت عن الخارطة، بل شاهد على جريمة إبادة، جريمة محو جغرافي وتطهير عرقي كامل.
وتساءل مدونون آخرون: "هل نسينا أن مدينة تُباد أمام أعيننا؟ هل فقد الإعلام العالمي حسّه الإنساني إلى هذا الحد؟".