من هي الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص التي اشعلت مواقع التواصل -صور
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
سرايا - "نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة"، تقول الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص، عقب خروجها يوم أمس من سجون الاحتلال، والذي قضت بين جدرانها المليئة بالعتمة ثماني سنوات عانت فيها من اهمال، والوجع الجسدي، مع إصرار الاحتلال على عدم تخفيفه ومعاجتها، محملا إسراء أوجاعا إضافية فوق قيد الأسر.
الجعابيص كسرت قيد السجان، وعانقت الحرية، وطفلها الوحيد، الذي غادرته طفلا، ولاقته اليوم صبيا بلغ الرابعة عشر، بابتسامة خجولة، يتخللها حزن جلي، على ما يحدث في الجانب الآخر من الأراضي المحتلة، وتحديدا في قطاع غزة.
لم يكن الحادي عشر من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، تاريخا عاديا وسهلا في حياة الأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص( 37 عاما)، فانفجار عرضي لاسطوانة غاز كانت تقلها في سيارتها على الطريق الواصل بين مدينة القدس المحتلة ومدينة أريحا ذاك اليوم، كان كفيلا بتوجيه الاتهام لها بمحاولة قتل جندي من قوات الاحتلال بالقرب من حاجز الزعيم العسكري شرقي القدس.
اتهامات الاحتلال التي لم تستند للأدلة والمنطق حولت حياة إسراء إلى كارثة موجوعة، فقدت من وراءها أجزاء من جسدها، وحياتها الهانئة مع طفلها الوحيد الذي لم يستطع التعرف عليها بعد الحادثة، أثناء زيارته لها ذات مرة في سجن " هشارون" العسكري.
الحادثة تسببت بحروق عميقة، من الدرجة الثالثة، أذابت أصابع الأسيرة الجعابيص، ولم تبق إلا عقدة واحدة في كل من أصابعها الثلاثة المتبقية، وأذابت ما يقارب 50% من جسدها.
أذني الأسيرة احترقتا كذلك، فالتصقتا بعد أن ذابتا بفعل الحروق في الرأس، في الوقت الذي لم تعد تقوى فيه على رفع يديها إلى الأعلى بشكل كامل نتيجة التصاق الإبطين أيضا.
إسراء بحاجة إلى عملية لفصل ما تبقى من أصابع يديها الذائبة والملتصقة ببعضها البعض، فقد ذابت عقد الأصابع، وهي بحاجة لعملية أخرى لزراعة جلد ليغطي العظام المكشوفة.
الآلم في الظهر، واليدين، وحرقة في العين، وإحساس دائم بالدوار، وصعوبة الأكل والشرب بشكل طبيعي بعد أن ذوبت الحروق شفة الجعابيص السفلى، فالأكل يتساقط منها، وهي بحاجة لكأس مزودة أنبوب صغير تستطيع الشرب منها بأريحيّة، كلها أوجاع لا متناهية تترافق مع رفض الاحتلال استكمال علاجها.
الاحتلال حكم عليها بالسجن 11 عاما، ولم توفر لها إدارة السجن سوى مرهم لتبريد الحروق لا تزيد سعته على عشرين ملم يصرف لها كل ثلاثة أيام، وهي كمية غير كافية لتغطية كافة الحروق، وترفض الإدارة تغير البدلة الخاصة بعلاج الحروق وشد الجلد التي أحضرت لإسراء إلى واحدة أكبر تطابق مقاس جسدها.
ابتدعت إسراء طرقا للحياة، وأضاءت شعلة أمل وسط كل هذا الظلام، فابتكرت أساليب لخلق حياة أكثر سهولة. فعلى الرغم من صعوبة الكتابة وفق وضعها الصحي، تعلمت كيف تكتب، وكيف تمسك الإبرة بصورة لا تعرض فيها نفسها للأذى.
قد تستغرق في كتابة رسالة لأحدهم ثلاثة أيام، إلا أنها لا تتردد في ذلك، فهي لم تكف عن محاولة تحضير الهدايا لعائلتها قدر المستطاع، فتطرز حينا، وتصنع دما يدوية حينا لطفلها معتصم بمساعدة الأسيرات.
لم تتوقف الجعابيص عن نشر الفرح رغم الحزن داخل السجن، فكانت تقوم بدور المهرج وكتابة السيناريو المقترح وتقوم بتأديته، بالترافق مع اعراض سوء التركيز والحفظ الذين عانت منهما بسبب الظروف الصعبة التي عايشتها.
لم تتوقف الحملات و المطالبات بالإفراج عن الأسيرة إسراء الحعابيص، والنظر في وضعها الصحي الخطير، وتهيأة الظروف لاستكمال علاجها، واحترام الاحتلال القوانين والمواثيق الإنسانية.
فقبل عامين تصدر وسم أنقذوا " إسراء جعابيص " منصات التواصل الاجتماعي وتضمنت الحملة التي أطلقها نشطاء التعريف بالحالة الصحية التي تعيشها الأسيرة الجعابيص وكذلك ظروف اعتقالها بعدة لغات لتصل إلى العالم، إضافة لنشر صور تظهر حجم التشوهات التي تعاني منها.
ورغم كل المطالبات من المنظمات الحقوقية، وحملات الضغط على قوات الاحتلال، كانت ترفض قوات الاحتلال بشكل قاطع الافراج عنها، وتقديم المساعدة لها لتلقي علاجها وفق ظروف انسانية.
"ابنتي ليست أهم من أهل غزة"، يقول والد إسراء. فحرية الأسرى كان ثمنها شلال من الدم في القطاع.
فبعد عملية طوفان الأقصى التي أجرتها المقاومة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وأسرها لأكثر من مئتي مستوطن من مستوطنات غلاف غزة، شن الاحتلال عدوانا لا متناه في وحشيته على أهالي القطاع المحاصرين منذ سبع عشر عاما راح ضحيتها أكثر من عشرين ألف شهيد من ضمنهم أكثر من ثماني الاف طفل.
يوم الجمعة الماضية، تم الاتفاق على هدنة إنسانية مؤقتة، أحد شروطها كان الإفراج عن مئة من الأسرى الفلسطيين في سجون الاحتلال، وكانت إسراء من ضمنهم.
عانقت إسراء الحرية، واحتضنت طفلها الوحيد، لتسلك دربا جديدا من الحرية والصمود ورحلة استرداد الكرامة، في وجه احتلال لا يعترف بالقوانين الدولية الانسانية ولا يحترمها، قافزا على كل المواثيق والاتفاقيات الداعية لاحترام المدنيين في الحرب، والأسرى والموقوفين الفلسطينيين في سجونها، الذين وجهت لهم في غالب الأحيان، اتهامت باطلة، لا تستند لأي دليل أو منطق.
إسراء اليوم، بين أهلها، شاهدة على ظلم احتلال عمره خمسة وسبعين عاما.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
دمية بملامح غريبة تأسر قلوب المشاهير و تغزو عالم الموضة..ما قصة لابوبو؟
في زمن تتسارع فيه صيحات الموضة وتتبدل بسرعة البرق، برزت دمية صغيرة ذات ملامح مميزة لتخطف الأنظار وتحصد الإعجاب من مختلف الأعمار والجنسيات إنها لابوبو، الدمية الفاخرة التي تحولت من مجرد شخصية في سلسلة ألعاب إلى رمز عصري يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي ويزين إطلالات النجوم.
من هي لابوبو؟تعود أصول "لابوبو" إلى الفنان كاسينغ لونغ، المقيم في هونغ كونغ، والذي ابتكرها ضمن سلسلة "الوحوش" التي تنتجها شركة Pop Mart المتخصصة في المقتنيات الفنية.
تتميز هذه الدمى المصنوعة من الفينيل بتصميمها الفريد الذي يجمع بين البراءة والغرابة، مع ابتسامة مرحة وأذنين مدببتين، وتُباع غالبا في صناديق مغلقة، ما يزيد من متعة الاكتشاف ويثير حماسة جامعيها.
ظهرت شخصية "لابوبو" للمرة الأولى عام 2019، لكنها لم تبلغ ذروة شعبيتها إلا مؤخرًا، حيث أسرت جمهور جيل Z وهواة المقتنيات بفضل تصميمها المرح وتجربة "الصندوق المفاجئ". وساهمت الإصدارات المحدودة وتعاونات Pop Mart مع فنانين عالميين في تحويل هذه الدمية إلى هدف ثمين لهواة الجمع.
ظاهرة على مواقع التواصل ومحبوبة النجومحظيت "لابوبو" باهتمام واسع على منصات التواصل، حيث يتصدر هاشتاغ #Labubu الترند بانتظام، مصحوبًا بصور لمجموعات خاصة، ومقاطع فيديو لفتح الصناديق، وتصاميم فنية مستوحاة من الشخصية.
أما على تيك توك، فقد أصبحت فيديوهات "أنبوكسينغ" لابوبو ومحتوياتها المفاجئة من الأكثر تداولًا.
لابو تجذب مشاهير العالمالانتشار الواسع للدمية لم يقتصر على العالم الرقمي فحسب، بل امتد إلى الساحة الفنية والموضة، حيث تبناها عدد من المشاهير العالميين.
الفنانة الكورية ليزا من فرقة بلاك بينك شوهدت وهي تحمل تميمة لابوبو، مما أثار تفاعلًا كبيرًا بين معجبيها.
كذلك، تداولت تقارير صورا لريهانا وباريس هيلتون وهما تزينان إطلالاتهما بهذه الدمية الغريبة، ما منحها دفعة قوية نحو العالمية.
لابوبو السجادة الحمراءلم تعد "لابوبو" مجرد دمية، بل أصبحت اكسسوار عصريًا يظهر في المناسبات البارزة.
ففي مهرجان كان السينمائي لعام 2025، لفتت لابوبو الأنظار حين ظهرت ضمن إكسسوارات بعض الحضور، لتكرّس مكانتها كرمز للموضة الراقية الممزوجة بالمرح والثقافة الشبابية.
هوس في تكساس والجنون مستمرامتدت حمى لابوبو إلى الولايات المتحدة، وتحديدًا إلى ولاية تكساس، حيث شهد مركز "بايبروك مول" في مدينة فريندزوود افتتاح فرع جديد لـ Pop Mart. توافد المئات قبل ساعات من الموعد الرسمي، وسط أجواء حماسية وثقتها عدسات الهواتف ومواقع التواصل، إذ اصطفت طوابير طويلة من المعجبين المتشوقين لاقتناء نسخهم الخاصة من لابوبو.