بوابة الوفد:
2025-06-04@17:26:31 GMT

ثرثرة فوق النيل

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

سأبقى ممتناً لصاحب عنوان المقال الذى أستشيره كثيراً، فأجد لديه ما ينفع رغم مفارقته لنا جسداً، الجميل الجميل نجيب محفوظ، فهذا العنوان لمن لا يعلم هو عنوان واحدة من رواياته الأثيرة.

وأعتقد بل أوقن أن عناوين وعبارات وكلمات الرجل ستظل تُستعار إلى الأبد وعياً بسحر يندر أن ينبت فى بلادنا مرة أخرى قريباً.

فالثرثرة نقيض الصمت، وهى تعكس حال مُجتمع ملتهب، مُستفز، ومتُخم بالمشكلات وموجوع بالأزمات غير أنها مجرد لغو لا تُقدم قيما أو تطرح حلولاً أو تُبشر بفرص يُمكن اغتنامها.

هى كلام فقط، كلام لا يتجاوز الكلام، مجادلات عقيمة لا عميقة، ومناقشات تافهة، وأطروحات مكررة، ولا جديد يستحق الانتباه.

أتذكر مقالاً ساخراً كتبه الكاتب الكبير توفيق الحكيم فى أربعينيات القرن العشرين بعنوان: «أنا عدو المرأة وعدو الحياة البرلمانية لأن طبيعة كلاهما واحدة: الثرثرة»، وأتصور أن الثرثرة لم تعد حكراً على الحياة البرلمانية فى بلادى، وقطعاً لم تعد صفة لصيقة بالمرأة وحدها، وإنما هى عنوان عام شامل نراه فى كل موقع ومكان.

فى المؤتمرات والندوات العامة توصيات واحدة نسمعها منذ كنا صغارا يافعين ننظر للمستقبل بآمال واسعة وأحلام كبرى للتغيير ونشدان الأفضل. أنا ابن التسعينيات برتابتها وعنفها وأقر أن ما سمعته من حلول لمشاكلنا وأنا فى ربيع العمر، هو ذاته ما أسمعه وأنا أزحف نحو الشيخوخة.

الخطاب الدينى كما هو لم يتغير، لا فوق منابر المساجد، ولا تحتها، لا فى المناهج الدراسية، ولا فى الكُتب الفكرية. لا يوجد تجديد حقيقى، وكل مَن حاولوا التفكير بطريقة مختلفة وصموا بالمروق واتهموا بالزندقة.

فى السياسة كما كُنا نُعلى الاستقرار على كل شىء، ونهاب التعددية، ونتجنب حرية التعبير.

فى الإعلام يُمكن أن ننقطع شهراً كاملاً عن المتابعة ثُم نعود لنسمع الكلام ذاته ونتابع الأطروحات نفسها، والتعليقات الأزلية على الأحداث دون أن يمل أصحابها أو يحاولون التجديد والتغيير.

وحتى فى السوشيال ميديا، تقودنا تريندات سطحية لا نجد لكثير منها تبريراً موضوعياً، فتتحرك موجات الرأى العام تجاه الأشخاص والأحداث قطيعا خلف لا شىء.

وفى دوائر المثقفين ينشغل الجميع بعبثيات ممرورة لا تُغنى ولا تُشبع ويلتحف البعض باشتباكات جوفاء لا تُنتج فكرة واحدة تستحق التحرك لخدمة الإنسان.

كيف نتقدم ونحن نسير فى الطرق ذاتها، نكركر أنفاس الكلام، ونتجرع الأمثال القديمة، ونمضغ الشعارات تلو الشعارات؟

كيف نتغير ونحن نُثرثر أكثر مما نُفكر، نلعن ونسب ونُهدد وتمتد ألستنا أطول من سواعدنا؟

كيف تنصلح الأحوال ونحن نركز على اللقطة والصورة والمظهر، ونُمسرح كل شىء: الحداثة، الديمقراطية، التنمية، والعدالة؟

فى بلاد العم سام يتحدث النبهاء عن كتاب جديد يُغير العقول ويرسم المسارات ويطرح السياسات الجديدة التى ستصيغ تطور الإنسان فى القرن الواحد والعشرين. كتاب بسيط، مُركز، ولكنه عميق كتبه عبقرى أمريكى من أصل عربى بعنوان «الموجة الجديدة»، ومؤلفه شاب اسمه مصطفى سليمان وهو أفضل كوادر الذكاء الاصطناعى فى العالم، وهو يُبشرنا بأن كل شىء حولنا سيتغير تماما خلال ثلاث أو أربع سنوات على الأكثر.

لا الأعمال ستبقى كما هى، ولا الأنشطة، ولا السلوكيات، ولا سياسات الدول، ولا أفكار الإصلاح. وللأسف الشديد ما زلنا نثرثر.

والله أعلم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجميل الجميل نجيب محفوظ

إقرأ أيضاً:

غرق شاب أثناء الاستحمام في نهر النيل بجزيرة شندويل بسوهاج

شهد مركز جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج، واقعة مأساوية، حيث لقي شاب يبلغ من العمر 22 عامًا مصرعه غرقًا أثناء الاستحمام بنهر النيل، وتم انتشال جثمانه ونقله إلى مستشفى سوهاج العام.

تفاصيل الواقعة

تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة جزيرة شندويل، يفيد بوصول المدعو "شريف م.ث.ا"، 22 عامًا، عامل، ويقيم بدائرة المركز، جثة هامدة إلى مستشفى سوهاج العام، بدعوى الغرق.

محافظ سوهاج: كل مجازرنا متاحة بالمجان للمواطنين في عيد الأضحىأحمد هنو: قصر ثقافة سوهاج يعد منارة ثقافية مهمة في جنوب الصعيدوزير الثقافة ومحافظ سوهاج يفتتحان بيت ثقافة أخميم بعد التطوير | صوروزير الثقافة ومحافظ سوهاج يفتتحان بيت ثقافة أخميم بعد تطويره ورفع كفاءته

وبالانتقال والفحص وسؤال خال المتوفى، المدعو "محمد د.ا.م"، 32 عامًا، عامل، ويقيم بذات الناحية، قرر أنه أثناء قيام نجل شقيقته المتوفي بالاستحمام في نهر النيل بدائرة المركز وجرفه التيار المائي بسبب عدم إجادته السباحة، مما أدى إلى وفاته غرقًا، مشيرًا إلى أنه تم انتشال الجثمان عقب الواقعة ونقله للمستشفى.

وأكد خال الشاب المتوفى أن الحادث وقع عرضًا دون تدخل من أحد، ولم يتهم أحدًا بالتسبب في الواقعة، كما نفى وجود شبهة جنائية.

وبتوقيع الكشف الطبي بمعرفة مفتش الصحة، تبين أن سبب الوفاة هو "إسفكسيا الغرق"، ولا توجد إصابات ظاهرية بالجثة تشير إلى وجود عنف جنائي.

تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق، وأمرت بدفن الجثمان بعد العرض على الطب الشرعي.

طباعة شارك سوهاج اخبار محافظة سوهاج حوادث محافظة سوهاج غرق نهر النيل

مقالات مشابهة

  • سموتريتش: الأزمة في الحكومة الإسرائيلية خطيرة ونحن على بُعد خطوة من التوقف وخسارة الحرب
  • كابازادي: «الأوزبكي» يركز على نفسه
  • إعلام إسرائيلي: حماس أعدت آلاف العبوات المتفجرة ونحن سنغوص في وحل غزة
  • عاجل. خامنئي: لا قيمة للبرنامج النووي دون عملية التخصيب ونحن لن نتخلى عن تخصيب اليورانيوم
  • في رحاب مكة
  • انتشال جثة طالب غرق فى نهر النيل بالجيزة
  • القانون القديم والواقع الجديد.. من يضبط الكلام في زمن فيسبوك؟
  • مصر تُشيد مدينة في الصحراء تجري بها مياه النيل
  • المدير التنفيذي لسوق دمشق للأوراق المالية الدكتور باسل أسعد: افتتاح سوق دمشق يوم تاريخي مهم لسوريا، ونحن متأهبون للعودة وممارسة دورنا خلال الفترة القادمة حيث ستكون الاستثمارات أكبر وأوسع في سوريا الجديدة
  • غرق شاب أثناء الاستحمام في نهر النيل بجزيرة شندويل بسوهاج