جريدة الوطن:
2025-05-09@07:19:28 GMT

رأي الوطن : زيارة تعكس تميز العلاقات

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

الزيارة الرسميَّة الَّتي استهلَّها فخامة الرئيس الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة إلى سلطنة عُمان، تعكس في جميع جوانبها تميُّز العلاقات الثنائيَّة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، والَّتي تمتدُّ لأكثر من خمسة عقود، والَّتي يسعى الطرفان إلى تطويرها بما يتناسب مع الثقل الإقليميِّ والعالَميِّ للبَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، حيث يُنتظر أنْ تكُونَ الزيارة الحاليَّة انطلاقة كبرى في العديد من المجالات، وعلى رأسها النَّواحي الاقتصاديَّة، وما تشهده الزيارة من مشاورات ولقاءات بَيْنَ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه، وفخامة الرئيس الضَّيف الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة، تهدف إلى تعزيز التعاون الوثيق بَيْنَ سلطنة عُمان وجمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة في مختلف المجالات.


لا ريب أنَّ هذه الزيارة ستكُونُ حافلةً بعددٍ من النشاطات والملفَّات، ومناقشة المجالات والجوانب المشتركة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ بما يُسهم في تحقيق مصالحهما وتطلُّعاتهما على المستوى الرَّسميِّ والشَّعبيِّ، حيث تُشكِّل هذه الزيارة الرَّسميَّة الأولى الَّتي يقوم بها فخامة الرئيس الألماني للبلاد، منذُ تولِّي جلالة عاهل البلاد المُفدَّى مقاليد الحُكم، فرصةً تهدف إلى تنمية العلاقات التجاريَّة وتعزيز الفرص الاستثماريَّة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ في مختلف القِطاعات، والعمل على ازدهارها والَّذي يستند في ذلك إلى العلاقات الطيِّبة والاحترام المتبادل بَيْنَ الجانبَيْنِ، خصوصًا في ظلِّ ما تملكه دَولة ألمانيا من مُقوِّمات تقنيَّة واقتصاديَّة كبرى وثقل سياسي كبير في القارَّة العجوز، وما تحظى به سلطنة عُمان من فرص استثماريَّة واعدة بفعل موقعها الجغرافي الفريد في قلْبِ حركة التجارة العالَميَّة، وما تملكه من حوافز استثماريَّة وتمتُّعها بحالة من الأمن والاستقرار الفريدة، الَّتي تجعل مِنْها قِبلة آمنةً لرؤوس الأموال المستثمرة.
ونظرًا لِمَا تمرُّ به المنطقة والعالَم من أحداث سياسيَّة فإنَّ الملف السِّياسيَّ من المؤكَّد أنَّه أحد ملفات النقاش بَيْنَ قيادتَي البَلدَيْنِ، ويُمثِّل العدوان الإسرائيليُّ على الشَّعب الفلسطينيِّ في قِطاع غزَّة والضفَّة الغربيَّة والقدس المحتلَّتَيْنِ أحد العناوين البارزة على طاولة المباحثات التي سيكُونُ لها ـ دُونَ شكٍّ ـ صدى طيِّب ورؤى مشتركة تخدم القضايا الراهنة في المنطقة والعالم، والعمل معا على إيجاد مقاربات إيجابيَّة لعددٍ من القضايا الَّتي تهمُّ الجانبَيْنِ على السَّاحتَيْنِ الإقليميَّة والدوليَّة، حيث يعتمد البَلدانِ على نهج واحد في حلِّ الخلافات قائمٍ على الحوار والطُّرق السلميَّة ومبادئ القانون الدولي، كأنجع الأُسُس وأفضل السُّبل لإحلال الأمن والسِّلم الدوليَّيْنِ.
إنَّ مِثل هذه الزيارات ذات الأهمِّية الكبرى ستؤدِّي دَوْرًا كبيرًا في تحقيق الأهداف التنمويَّة العُمانيَّة والألمانيَّة في آنٍ واحد، حيث تُمثِّل فرصة للانطلاق بالعلاقات نَحْوَ تعاون بنَّاء ومُثمر، يُحقِّق التنمية الشاملة المستدامة للشَّعبَيْنِ العُمانيِّ والألمانيِّ، وفرصة لإعطاء العلاقات القائمة الزخم والدافعيَّة عَبْرَ مجموعة من الاتفاقيَّات ومذكّرات التفاهم، الَّتي تعمل على تنمية التعاون الاقتصاديِّ والصناعيِّ بَيْنَهما والتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وتنظيم الخدمات الجوِّيَّة والتعاون في المجالات الصحيَّة وغيرها، ما يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة ألمانیا

إقرأ أيضاً:

بعد زيارة اليوم.. تاريخ العلاقات المصرية الروسية

 


خلال الساعات القليلة سيصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الروسية موسكو من أجل المشاركة في عيد النصر الأمر الذي جعل الكثيرون يتساءلون عن تاريخ العلاقات المصرية الروسية خصوصًا أن القاهرة من أوائل الدول التي سارعت بإقامة علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، ومنذ ذلك الحين شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حتى باتت تمثل شراكة استراتيجية متينة تعززت بقوة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

علاقات سياسية متينة وزيارات متبادلة

حافظت العلاقات المصرية الروسية على زخمها السياسي عبر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين قادة البلدين. فقد شهدت السنوات الأخيرة لقاءات متكررة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، سواء عبر الزيارات الرسمية المتبادلة أو على هامش المؤتمرات الدولية.

وكانت زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا في أكتوبر 2018، وزيارته لموسكو للمشاركة في القمة الروسية الإفريقية في أكتوبر 2019، من أبرز المحطات التي كرست هذه العلاقات. كما قام بوتين بزيارة تاريخية للقاهرة في فبراير 2015، حيث وقع خلالها عددًا من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية.

وعلى مدار السنوات الماضية، تعددت الاتصالات الهاتفية بين الرئيسين، لمناقشة التطورات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأزمة في قطاع غزة، والتعاون في مجال الطاقة، ومشروع محطة الضبعة النووية.

أبرز محطات التعاون السياسي

شهدت العلاقات السياسية بين مصر وروسيا العديد من المحطات المهمة، أبرزها دعم روسيا للمبادرة المصرية حول ليبيا في يونيو 2020، والتي اعتبرتها موسكو "أساسًا جيدًا" لإطلاق عملية سياسية شاملة. كما تزامنت الذكرى الثمانين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2023 مع تبادل التهاني والاتصالات بين القيادتين.

وفي السياق ذاته، واصلت روسيا ومصر تنسيقهما المشترك بشأن قضايا الأمن الإقليمي، لا سيما مكافحة الإرهاب، وأزمة سوريا، والأوضاع في السودان وليبيا، فضلًا عن التنسيق داخل المنتديات الدولية مثل الأمم المتحدة.

شراكات اقتصادية كبرى.. محطة الضبعة والمنطقة الصناعية الروسية

اقتصاديًا، تُعد محطة الضبعة النووية أبرز رموز التعاون المصري الروسي، حيث يتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركة "روساتوم" الروسية لتكون أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في مصر. كما تعمل الدولتان على إنشاء "المنطقة الصناعية الروسية" شرق بورسعيد، باستثمارات متوقعة تصل إلى 7 مليارات دولار، وتوفير نحو 35 ألف فرصة عمل.

وبحسب وزارة الاستثمار المصرية، فإن عدد الشركات الروسية العاملة في مصر بلغ أكثر من 467 شركة، تنشط في مجالات متنوعة تشمل البترول والغاز، والصناعات الكيماوية، والسياحة، والتكنولوجيا.

التعاون العسكري والدفاعي

يمثل التعاون العسكري أحد أركان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث شهدت السنوات الماضية توقيع العديد من الاتفاقيات لتوريد الأسلحة والمعدات العسكرية، إلى جانب إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين المصري والروسي، أبرزها مناورة "حماة الصداقة".

كما يشمل التعاون العسكري مجالات التدريب، ونقل التكنولوجيا، وتبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني، في ظل حرص الجانبين على تعزيز قدراتهما الدفاعية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

التعاون الثقافي والتعليمي والسياحي

لم تقتصر العلاقات المصرية الروسية على المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، بل امتدت إلى الثقافة والتعليم. فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايد أعداد الطلاب المصريين في الجامعات الروسية، إضافة إلى التعاون في مجالات الفنون والثقافة.

وفي قطاع السياحة، استعادت السياحة الروسية إلى مصر نشاطها تدريجيًا بعد استئناف الرحلات المباشرة بين البلدين، ما أسهم في دعم قطاع السياحة المصري الذي يُعد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.

رؤية مشتركة لمواجهة التحديات الدولية

يرى مراقبون أن العلاقات المصرية الروسية اكتسبت طابعًا استراتيجيًا خاصًا في ظل التقلبات الدولية، إذ تجمع البلدين رؤية متقاربة حيال قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، ورفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول.

 

تظل هذه الشراكة المتنامية، تواصل مصر وروسيا تعزيز تعاونهما الثنائي على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بما يخدم تطلعات شعبي البلدين نحو التنمية والاستقرار، ويعزز حضورهما في الساحة الدولية كقوتين فاعلتين تسعيان لتحقيق السلام والتنمية الشاملة.

مقالات مشابهة

  • قداسة البابا يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة رعوية استمرت أسبوعين
  • بعد زيارة اليوم.. تاريخ العلاقات المصرية الروسية
  • بوتين: تعاون كبير بين موسكو وبكين في المجالات كافة| تفاصيل
  • برلماني: زيارة الرئيس السيسي لليونان تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
  • عاجل| الرئيس السيسي يلتقي رئيس وزراء اليونان بأثينا
  • الرئيس اليوناني: العلاقات مع مصر ممتازة ونتطلع لتعزيز التعاون في مختلف المجالات
  • عاجل| الرئيس السيسي يصل إلى العاصمة اليونانية أثينا في زيارة رسمية
  • عمر عامر: هناك استشراف للتعاون بين مصر واليونان في المجالات الاستثمارية المختلفة
  • عمر عامر: العلاقات المصرية اليونانية شهدت نقلة نوعية في كل المجالات السنوات الماضية
  • السوداني يرجو من أبن سلمان وأبن زايد التوسط له لدى ترامب مقابل ولاية ثانية له