آخر ما كان يتوقعه الأشبال الفلسطينيين المُفرج عنهم ضمن المرحلة الرابعة من صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، أن يمضوا أولى لحظات الحرية في المستشفيات وبين الأطباء والممرضين نتيجة الإجراءات التعسفية التي مورست بحقهم قبيل تحريرهم.

اقرأ ايضاًسيجارة الحرية.. احتفال الأسيرة روضة أبو عجمية بحريتها يشعل مواقع التواصل

وكشفت مقاطع الفيديو والصور التي تم التقاطها من الاحتفالات التي أقيمت في عدة مدن فلسطينية مساء الاثنين، 27 نوفمبر، حالات الإغماء التي تعرض لها مجموعة من الأشبال الفلسطينيين المحررين نتيجة تعرضهم للضرب والتنكيل قبيل خروجهم من سجون الاحتلال ضمن صفقة تبادل الأسرى.

View this post on Instagram

A post shared by علي نصر عبيدات (@aobaidaat)

وأظهرت إحدى اللقطات اللحظة التي أغمي عليها أحد الأسرى المُفرج عنهم وفقدانه للوعي لدى احتفال عائلته، به مما اضطرهم لاصطحابه للمستشفى بدلًا من التوجه معه إلى المنزل والاحتفال بحريته بين أقربائه وأصدقائه.

وفي الوقت الذي يخرج فيه الأسرى الإسرائيليين من غزة وهم يلوحون بأيديهم وبصحة جيدة، يخرج الأسرى الفلسطينيون وهم يعانون من الإرهاق والضرب والتكسير من قبل وحدات القمع في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وروى عدد من الأشبال المحررون المُفرج عنهم لوسائل الإعلام تفاصيل الأيام الأخيرة التي سبقت الإفراج عنهم، وقالوا بأن وحدات القمع الإسرائيلي اعتدت عليهم بالضرب والتنكيل حتى تسببت في كسر يد أحدهم، فيما أكد آخرون حرمانهم من الطعام والشراب قبل تحريرهم.

وأكد الأشبال المحررون أن الاعتداءات عليهم زادت مع بدء أحداث السابع من أكتوبر الماضي، أصابتهم بجروح فيما استشهد آخرون.

View this post on Instagram

A post shared by علي نصر عبيدات (@aobaidaat)

View this post on Instagram

A post shared by علي نصر عبيدات (@aobaidaat)

ضرب وتنكيل في سجون الاحتلال الإسرائيلي

كشفت شهادات الأشبال الفلسطينيين المحررين أن إدارة السجون كثفت من إجراءاتها التعسفية والعقابية عليهم في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، وبدء عملية طوفان الأقصى.

قال الأسير المحرر عبدالهادي عصام كميل، من بلدة "قباطية" جنوبي جنين، إن ظروف الاعتقال داخل السجون كانت صعبة، حيث كانت في كل يوم تُنتهك حقوق الأسرى، مثل مصادرة (الكنتينا) (شراء مستلزمات خاصة من داخل السجن)، إلى جانب سرقة الثياب والممتلكات الخاصة التي اشتراها الأسرى من مالهم الخاص.

وأشار إلى أن إدارة السجون عزلتهم عن العالم الخارجي من كافي النواحي، لكن شعور الحرية كان حاضراً، نابعًا من ثقته بالله ومن ثم بحركة المقاومة.

من جهته، أشار الأسير المحرر محمد نصر سوالمة (17 سنة)، معتقل إداري، من مخيم بلاطة شرقي نابلس، إلى أنه لم يكن يعلم بأنه على موعد مع الحرية، وأن خبر إطلاق سراحهم تم معرفته عند وصولهم إلى سجن (عوفر) العسكري المقام في بلدة بيتونيا لأن جميع الأسرى معزولون عن العالم.

وأكد أيضًا بأن معاناتهم داخل سجون الاحتلال تفاقمت بعد السابع من أكتوبر، إذ تم سحب جميع ممتلكات الأسرى داخل الأقسام ومن بينها الثياب، كمان أن وجبات الطعام تقلصت بشكل كبير إلى درجة أنها أصبحت حالة تجويع مقصودة، عدا عن الضرب والتعذيب من السجانين، حيث تعرض عدد من الأشبال للضرب المبرّح حتى فقدوا وعيهم.

 

 

الأسير المحرر عبدالهادي كميل

صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل

وبإطلاق سراح هذه الدفعة تكون حركة حماس قد أفرجت عن 69 محتجزًا لديها في قطاع غزة، وإسرائيل أفرجت عن 150 أسيرًا فلسطينيًا من النساء والأطفال خلال الأيام الأربعة للهدنة.

اقرأ ايضاًفي لفتة إنسانية.. طبيب أردني يتكفل بإجراء عملية تجميل لـ إسراء جعابيص

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حكومة بنيامين نتنياهو صدّقت على إضافة 50 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال للإفراج عنهن، إذا أفرجت حماس عن المزيد من المحتجزين لديها في قطاع غزة.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني (حقوقي مقره رام الله)، فإن الأطفال المفرج عنهم هم من مواليد أعوام تتراوح بين 2005 و2007، وجميعهم وجهت لهم تهم رشق الحجارة أو المشاركة في مواجهات مع جيش الاحتلال.

 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: حماس حركة المقاومة الفلسطينية إسرائيل غزة فلسطين سجون الاحتلال التاريخ التشابه الوصف سجون الاحتلال

إقرأ أيضاً:

مساعدات محدودة لغزة وانتقادات إسرائيلية لفشل إدارة ملف الأسرى

رغم إعلان سلطات الاحتلال عن ممرات إنسانية آمنة في قطاع غزة، إلا أن حجم المساعدات التي تصل يوميًا لا يزال محدودًا، وسط انتقادات داخلية متزايدة للحكومة الإسرائيلية بسبب فشلها في إدارة الملفين الإنساني والأمني.

43 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في غزة منذ فجر اليوم بينهم 29 من منتظري المساعداتعربية النواب: اعتراف ماكرون بدولة فلسطين صفعة قوية على وجه حكومة الاحتلال

وأفادت مراسلة "القاهرة الإخبارية"، دانا أبو شمسية، أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة يوميًا يتراوح بين 100 و150 فقط، في حين تُقدّر الاحتياجات الأساسية للسكان بأكثر من 4500 شاحنة يوميًا.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتمد إلى جانب ذلك على إنزال بعض الطرود جويًا، مؤكدًا عزمه الاستمرار في هذا النهج حتى إشعار آخر من المنظمات الدولية. ولا تزال المساعدات تمر حصريًا عبر معبر كرم أبو سالم، دون الإعلان عن فتح معابر إضافية، وسط تقارير تتحدث عن حرق ودفن مئات الأطنان من المساعدات المخزنة قرب المعبر.

وفي السياق ذاته، أبدت عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية استياءها من هذه "الصفقات الجزئية"، معتبرة أنها تعبّر عن غياب خطة استراتيجية واضحة من قبل الحكومة، واتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة التغطية على هذا القصور.
 

طباعة شارك قطاع غزة غزة الاحتلال

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 30 فلسطينيا من الضفة الغربية
  • نتنياهو يهدد بضم غزة إذا لم توافق حماس على صفقة تبادل الأسرى
  • أسطول الحرية يؤكد استمرار محاولات كسر الحصار على غزة رغم اعتداءات الاحتلال
  • 10 آلاف أسير في خطر.. شهادات تكشف جحيم التعذيب والتجويع في سجون الاحتلال
  • هيئة الأسرى: تجويع وتفشي أمراض بين المعتقلين بسجون الاحتلال
  • مساعدات محدودة لغزة وانتقادات إسرائيلية لفشل إدارة ملف الأسرى
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • أسطول الحرية: جيش الاحتلال هاجم السفينة حنظلة وهي في المياه الدولية
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • جيش الاحتلال يقتحم سفينة حنظلة بعد إطلاقها نداء استغاثة