سودانايل:
2025-12-11@11:37:10 GMT

الــــطوفــــان !!

تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT

تمدد قوات الدعم السريع وتوسع نطاق تحريرها للحاميات والفرق العسكرية الواحدة تلو الأخرى، لا يوجد شبيه له سوى الطوفان الذي يبتلع الجماد والحيوان، ولا يأتي التسونامي إلّا بعد أن يعم المجون والفساد الأرض المعنيّة فيضربها الإعصار الهائج المائج، الذي لا يبقي ولا يذر، وبما أن أرض السودان هي مقر ومستقر الكيانات الصوفية لقرون مضت، فإنّ استصحاب الرؤية الباطنية لأصحاب الكشف من الأئمة والأقطاب لابد منه، وكما نصح الأستاذ محمود محمد طه رفاق دربه وهم في معتقلات الدكتاتور الأسبق جعفر النميري، وأركبهم مركباً صعباً حين زج بهم في حرج اتخاذ أحد خيارين، إمّا الاستسلام لطغيان الطاغية أو الإصرار على تحديهم للجبروت، إلى أن يقوم النميري بضرب عنق أحدهم، إيماناً من الأستاذ محمود بأن البلاء والطاعون والحاكم الظالم لا يُزال إلّا بالقربان العظيم، كالتضحية بالنفس التي يقدمها أحد الصالحين من رموز المجتمع، فما كان يوجد بين رفاق السجن من هو كفؤ لحمل المسؤولية غير الأستاذ نفسه، فحدث الانفراج بعد شهرين وبضعة أيام من إعدامه، وزالت الغمة فانبلج نور الحرية والانعتاق، وهكذا تقول الحقيقة الباطنة للمتصوفة، وما حجة الشيخ فرح ببعيدة عن الأذهان، ولا حكمة الشيخ البرعي غائبة على مر الأزمان، وليس أمراً معتاداً أن يصمد شيخ الأمين في وجه العدوان، مؤمناً بأن من يقدم القربان دائماً هو كبير القوم، وشيخهم وزعيمهم، فهل يكون الأمين هو ذلك القربان العظيم الذي سيُفدى به الوطن السقيم بجراح بنيه؟
الفساد الكبير الملازم للطغمة المتدثرة برداء الدين لمدى زمني تجاوز ربع القرن من الزمان، لن يتمدد أكثر من التمدد الذي بموجبه طفت للسطح طبقات طفيلية غارقة في أكل أموال الناس بالباطل، فالعلو الكبير كما أخبرنا الكتاب الحكيم الذي به أحسن القصص، لابد وأن يعقبه السقوط إلى أسفل السافلين، وليس هذا بالأمر الذي يجادل فيه اثنان، فاختلاس أموال الذهب الأسود بأيدي رموز الحزب المختطف للجيش والدولة، وتسخيرها للرفاه الشخصي للرموز وعلية القوم الحزبيين، أوجد للظلم مدافعون خُلّص ما يزالون يدفعون بما تبقى من كل مورد مالي نهبوه لتزويد فتيل الحرب بالوقود، ومنذ الأزل هنالك سدنة أقوياء لدولة الظلم لا تأخذهم رأفة بتمزيق أحشاء الأطفال، وبقر بطون الحوامل والعجزة والمسنين بقذائف الطائرات المقاتلة، قلوبهم لا تستشعر الأسى الذي يخرج أنيناً صارخاً من أفواه المواطنين العزل القاصدين الأسواق المركزية صباحاً، ومن أراد الاستشهاد بماضي الطغيان والطاعون البشري فلينظر لما فعل صعاليك مكة بعمار بن ياسر وبلال بن رباح، إنّه ذات الجرم الذي اتخذه الذين بشرونا بشرع الله ثلاثون عاماً، ثم ختموا صنيعهم المنسوب للرب كذباً بمجازر بشعة بحق الإنسان تجعل القلوب تقفز من الصدور، ومن بين صفحات كتاب الجزاء من جنس العمل، نقرأ الكلمات الواصفة للقصاص الذي حاق بكتائب الجيش (المقدس)، لقد أعاد سيف الحق جميع الفارين من سجون الدنيا إلى مقصلة الحق، فاجتثت رؤوس كانت قد فعلت بسكان الجنوب الأفاعيل، وما زالت اعاصير الطوفان تعصف بقلاع الظلم.


المذبوح له فرفرة والمحتضر له حشرجة، وما شاب الفاسدين من ذهول ودهشة وفغر أفواه، يندرج تحت طائلة قرب بداية مرحلة الفراق والتفاف الساق بالساق، والهروب الكثيف لدعاة (الجهاد) وتوليهم يوم الزحف، يصب في وعاء التغيير الشامل الذي يعقب الطوفان، فكل المؤشرات المادية والروحية تدل على حتمية التحوّل الكلي، واستحالة التقهقر نحو المحطة الأولى، وقاطرة الخلاص الوطني قد سارت ولا تبالي بالرمال، وكل من برأسه شيء من العناد والمكابرة سيكون مثله كمثل الحجارة المحطمة تحت عجلة القاطرة، والأنهر السريعة الجريان لا يصمد في وجه موجها المعاندون والمكابرون، وقد عاصرنا حرب الشهور الستة الأولى وأيقنا أن الأمر جد والقول قول فصل وليس بالهزل، وان كيد الكائدين ما انفك يرتد إلى نحورهم بتكبدهم الخسائر في الأرواح والعتاد، وما هو ملاحظ ان الأيام المقبلة سوف تزيد من اوار اشتعال بركان الطوفان، ويبدو أنه لا عاصم للطغاة من هذه الرياح الهوجاء ذات الرعد والبرق الخاطف، فلا رمال مدينة الفاشر قادرة على صد الأمواج العاتية لهذا الاعصار، ولا جبال البحر الأحمر مؤهلة لكبح جماح هذا الموج العاتي الجبّار، ومثل المتعنتين والمتخندقين كمثل بن نوح الذي لم تنقذه التخيلات الميتافيزيقية فهلك، و(بلابسة) قومنا الحاضرين أيضاً لن تجديهم الأكاذيب والتلفيقات والتزويرات، فالأمر جلل ولا مجال فيه للإنصرافيات والنكات العارية وسط زحام الرصاص.

إسماعيل عبدالله
[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

متحدث الوزارة: الأوقاف تدعم الفلاحين وليس هدفها زيادة الإيجار

كشف الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، عن أسباب رفع عقود القيمة الإيجارية الخاصة بأراضي الهيئة، مؤكدًا أن القرارات الأخيرة تستهدف تعظيم الأصول ودعم الفلاحين.

كان هنا وبقى في حتة تانية.. أحمد موسى يستنكر زيادة سعر إيجار فدان الأوقافحزب العدل يطالب بآليات حماية مشددة لوقف "كوارث" الاعتداءات المدرسية

وقال أسامة رسلان، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسئوليتي» عبر قناة «صدى البلد»، إن وزير الأوقاف قام بإجراء تغييرات مؤثرة داخل الوزارة من أجل تعظيم الأصول.

وأوضح المتحدث الرسمي، أن وزير الأوقاف أصدر قرارًا للتعامل الرحيم مع أصحاب الملكيات المفتتة، من قيراط حتى 3 أفدنة، لافتًا إلى أن الوزارة قدمت حجم استثمار كبير للفلاحين خلال الفترة الأخيرة.

وتابع رسلان: «الأوقاف تدعم الفلاحين وليس هدفها زيادة الإيجار»، موضحًا أنه تم تقسيم المساحات إلى 4 أنواع وفقًا للمساحة والمميزات المتوفرة بكل قسم، مع وجود مزايا نسبية للمستأجر من أراضي الأوقاف تكون أقل من القيم السائدة في السوق.

وأضاف: «تم تشكيل لجنة من خبراء الزراعة من أبناء الهيئة وتكليفهم لاستجلاء العدالة، كما أننا نراعي القيمة الإيجارية النوعية وسعر الفدان الإيجاري التابع للقيمة الإيجارية في السوق».

واستكمل: «القيمة الإيجارية للفدان التابع للأوقاف لم تتجاوز 55 ألف جنيه، وفي الأقصر تتراوح قيمة فدان الأوقاف من 8 إلى 18 ألف جنيه حسب مزايا كل فدان».

طباعة شارك الدكتور أسامة رسلان الأوقاف تدعم الفلاحين زيادة الإيجار

مقالات مشابهة

  • تونس.. السيادة للشعب وليس لقيس سعيّد.. الحقائق السبع
  • فينجر: مستقبل كرة القدم يُبنى من الأكاديميات وليس بالنتائج السريعة
  • محافظ الدقهلية يقوم بجولة صباحية مفاجئة بحي غرب المنصورة
  • الرائد يبحث عن العودة وليس تصفية الحسابات
  • جامعة بسكرة تحتضن المؤتمر العربي الثالث للميكانيكا والهندسة
  • د. محمد يحاضر عن: “الجغرافيا الثقافية لمنطقة نجد” مساء اليوم
  • حمد الكعبي: الأخبار الإيجابية انعكاس للواقع وليس توجهاً تحريرياً فقط
  • ‏(البطولة اليمنية في زمن الطوفان )
  • متحدث الوزارة: الأوقاف تدعم الفلاحين وليس هدفها زيادة الإيجار
  • المخلافي: ما جرى في شرق اليمن انقلاب ثاني وليس انفصال