بدء أعمال المؤتمر السنوي لتاريخ العلوم عند العرب بجامعة حلب
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
حلب-سانا
بدأت اليوم أعمال المؤتمر السنوي لتاريخ العلوم عند العرب بدورته السابعة والثلاثين، والذي يقيمه معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب على مدار ثلاثة أيام.
ويشارك في المؤتمر 15 باحثاً يتناولون في أوراقهم البحثية علم الرياضيات التطبيقية في حل مسائل القروض المالية في الحضارة العربية، وأثر الزلازل على المباني التراثية الحجرية والساعات الشمسية في حلب وغيرها.
وبين رئيس جامعة حلب الدكتور ماهر كرمان في تصريح لمراسل سانا أن “المؤتمر في دورته الحالية يحتفي بعالم الجغرافيا محمد بن أحمد المقدسي من القرن العاشر الميلادي، ويستهل أعماله بالإشارة إلى منجزه الفريد المتمثل في كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم)، لافتاً إلى سعي جامعة حلب لرفع سوية المعهد ليكون مركزاً بحثياً دولياً كونه الوحيد من نوعه في الوطن العربي باختصاص التراث العلمي العربي”.
بدوره أكد أمين فرع جامعة حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور إبراهيم حديد في كلمة الافتتاح على دور الباحثين في إظهار كنوز التراث بمختلف أنواعه وإعداد جيل من الباحثين يدركون جذور الإرث العلمي والحضاري الذي تركه العلماء العرب عبر التاريخ واقتدى به العلماء حول العالم.
وأوضحت عميدة المعهد الدكتورة بثينة جلخي أن المؤتمر يحاول تغطية أكبر عدد من المواضيع البحثية من جوانب علمية ويأتي الاحتفاء بالعالم المقدسي رمزاً للتضامن مع فلسطين، وللتأكيد على دور العلماء فيها بالعلوم المتنوعة.
وأشار رئيس الجمعية الفلكية بدمشق الدكتور محمد العصيري في كلمة الباحثين إلى محاولة طمس دور العلماء العرب من قبل أجهزة دولية وإخفاء المخطوطات العربية عن الباحثين العرب، مؤكداً أنّ المؤتمرات المماثلة فرصة للمهتمين من جيل الشباب لإكمال مسيرة ورسالة المعهد في إبراز أعمال ومنجزات العلماء العرب.
بدوره تحدث الباحث المهندس محمود سيكت عن أهمية تسليط الضوء على النتاجات العلمية للعلماء العرب ليس من جانب تاريخي فحسب إنما من جانب علمي لاكتشاف اهتماماتهم المتعددة، متحدثاً في ورقته عن دور العالم ابن سينا الرائد في علم الفلك وتأسيسه لمرصد مهم خلال مسيرته البحثية.
وتخلل المؤتمر افتتاح معرض لأبرز مقتنيات معرض التراث العلمي العربي من مؤلفات ومخطوطات ومجسمات عن أوابد أثرية وعينات تراثية مهمة.
أوهانيس شهريان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أزمة الباحثين مع شركات الدراسات..
عبدالرحمن الشقير*
في ظل التقدم الملحوظ في حوكمة الإنفاق العام عبر منصة “اعتماد”، برزت ثغرة مقلقة تتكرر في مشاريع تقديم الخدمات الاستشارية؛ وهي قيام بعض الشركات بإدراج أسماء خبراء وسيرهم الذاتية في العروض الفنية دون علمهم أو موافقتهم، لمجرد استيفاء متطلبات التقييم الفني.
وقد تعرضت شخصيًا لذلك أكثر من مرة، منها إدراجي دون علمي في عرض فني لمشروع أعمل فيه مستشارًا لدى الجهة المالكة، ما وضعني في موقف تضارب مصالح غير حقيقي.
وفي حالة أخرى، شاركت فعلًا في إعداد عرض علمي، وجرى استبعادي لاحقًا دون مبرر، رغم مساهمتي الجوهرية؛ وفي حالات أخرى استُخدم اسمي لدعم عروض لم أتواصل معها إطلاقًا.
هذه الممارسات تمثل انتهاكًا للبيانات الشخصية، وتكشف خللًا تنظيميًا وأخلاقيًا في آليات التقديم والترسية، كما أنها تحمل مخاطر مهنية جسيمة؛ إذ قد يُدرج اسمٌ في عروض تحتوي على بنود مالية وهمية تُحتسب نظير مشاركته ولا تصله.
ولمعالجة هذه الظاهرة، أقترح:
– إلزام الشركات بتوثيق موافقة الخبير عبر “نفاذ” وربطها بـ”اعتماد”، فلا يُقبل أي عرض فني دون موافقة موثقة لكل خبير مشار إليه.
– منع صرف مستخلصات العقود إلا بعد التحقق من مشاركة الخبراء فعليًا، وربط ذلك برفع تقارير أداء المستشارين.
– فرض غرامات على استخدام السير الذاتية دون إذن، وتجميد الشركات المخالفة.
– سنّ أنظمة تجرّم سرقة الهوية العلمية، وتمنح المتضرر حق التعويض المالي والمعنوي.
– ضمان استمرار التعاقد مع الخبراء بعد فوز الشركة، ومنع استبعادهم دون سبب مهني مشروع، خصوصًا إن ساهموا في الإعداد العلمي.
إن الاستغلال غير المشروع لأسماء الخبراء يُلحق الضرر بالكفاءات ويسيء للمنظومة، ويضعف مصداقية المشاريع وجودتها، ويُربك الجهات الحكومية.
*كاتب سعودي