إذا كنت تتخلص من زيت الطهي المستعمل فقد تغير رأيك في هذا السلوك، إذ أن هذه المادة عديمة الفائدة من وجهة نظرك ربما تحمل قيمة كبيرة في المستقبل القريب، لكن بعيدا تماما عن المطبخ.

فلأول مرة، ستحلق طائرة تجارية طويلة المدى عبر المحيط الأطلسي من لندن إلى نيويورك باستخدام وقود طيران مستدام بنسبة 100 بالمئة، يتكون بشكل أساسي من زيت الطهي المستعمل والمنتجات النباتية.

وتشكل أسترات وأحماض دهنية معالجة مستخلصة من زيت الطهي المستعمل، نسبة 88 بالمئة من الوقود المستخدم في الرحلة.

ولا يتطلب استخدام مثل هذا الوقود محركات خاصة أو أي تعديلات على الطائرة.

تبدو الفكرة براقة للغاية، لكن تكلفة تحضير مثل هذا الوقود قد تجعل الشركات المنتجة تعيد حساباتها.

فالوقود المستدام يصنع حاليا بكميات صغيرة فقط، إذ تبلغ تكلفته ما بين 3 إلى 5 أضعاف تكلفة وقود الطائرات العادي، لذلك لا تحبذ الحكومة البريطانية استخدامه لتشغيل الطائرات.

وقالت هولي بويد بولاند، نائبة رئيس تطوير الشركات في شركة طيران "فيرجن أتلانتيك" البريطانية، لشبكة "سكاي نيوز": "هذه ليست رحلة خالية من الانبعاثات، لكنها تثبت بالتأكيد أن لدينا أدوات هائلة وفرصا كبيرة لخفض الكربون بشكل ملموس".

وفي السياق ذاته، أوضح البروفيسور غراهام هاتشينغز من جامعة كارديف: "رحلة فيرجن هذه أمر جيد، لكننا بحاجة إلى أن نكون واضحين للغاية بشأن نقاط القوة والقيود والتحديات التي يجب معالجتها والتغلب عليها، إذا أردنا توسيع نطاق تلك التكنولوجيات الجديدة المطلوبة في غضون بضعة عقود".

وتعلق شركات الطيران آمالها على الوقود المستدام لتقليل صافي الانبعاثات بنسبة تصل إلى 70 بالمئة مقارنة باستخدام الوقود التقليدي، حيث تحاول تقليص الاعتماد على مكونات الكربون قبل تطوير خيارات جديدة تعمل بالكهرباء والهيدروجين.

يشار إلى أن الطيران التجاري يمثل حاليا ما يصل إلى 3 بالمئة من انبعاثات الكربون في العالم.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المحيط الأطلسي الطائرات الكربون وقود الوقود الكربون بيئة مناخ المحيط الأطلسي الطائرات الكربون زیت الطهی

إقرأ أيضاً:

في خطوة تاريخية.. بدء ضخ الغاز من تركيا إلى سوريا لأول مرة بدعم أذربيجاني وقطري

شهدت مدينة كلس التركية، السبت، انطلاق عملية ضخ الغاز الطبيعي من تركيا إلى سوريا للمرة الأولى في التاريخ، عبر خط أنابيب الغاز التركي–السوري، وسط حضور رسمي لوزراء من تركيا وسوريا وأذربيجان، إلى جانب ممثل عن صندوق قطر للتنمية.

وشارك في مراسم الإطلاق كل من وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، ووزير الطاقة السوري محمد البشير، ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكاييل جباروف، ورئيس صندوق قطر للتنمية فهد حمد السليطي، ما يعكس طبيعة الشراكة الإقليمية التي رعت المشروع.

وفي كلمته خلال الحفل، وصف الوزير التركي بيرقدار المشروع بأنه "رمز للصداقة والتعاون التركي–السوري في مجال الطاقة"، مشيرا إلى أن هدف المشروع يتجاوز الأبعاد الاقتصادية، ليصل إلى دعم جهود إعادة إعمار سوريا، وتعزيز استقرارها الطاقي، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين.

وأوضح أن خط الأنابيب يمتد بطول 93 كيلومترًا، من منطقة "ترك أوغلو" بولاية كهرمان مرعش التركية، وصولاً إلى محطة القياس في قرية "يافوزلو" الحدودية بولاية كلس، بقطر يبلغ 36 بوصة، وقد جرى تنفيذه بالتعاون بين شركة "بوتاش" التركية للغاز وشركة الغاز السورية الحكومية (SGC).

6 ملايين متر مكعب يوميًا
وبحسب التفاصيل الفنية التي جرى الإعلان عنها، سيتم ضخ 6 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز الأذربيجاني، المنقول عبر تركيا، ليُحوّل إلى مدينة حلب ومن ثم إلى حمص، لتغذية محطات توليد الكهرباء السورية.

ومن المتوقع أن يسهم الغاز في توليد 1200 ميغاواط من الكهرباء، وهي كمية تكفي لتغطية احتياجات 5 ملايين منزل سوري.


وأكد بيرقدار أن أنقرة تخطط لرفع القدرة التصديرية في المرحلة الأولى بنسبة 25 بالمئة، قبل مضاعفتها لاحقًا، لتوفير طاقة إضافية تقدر بـ861 ميغاواط، وهو ما يعني تأمين الكهرباء لنحو 1.6 مليون منزل سوري إضافي.

دعم أذربيجاني–قطري
وأشاد الوزير التركي بدور أذربيجان المحوري، لا سيما في إطار اتفاقية "المقايضة" الموقعة بين شركة بوتاش التركية وشركة النفط الأذربيجانية "سوكار" (SOCAR)، والتي مهدت الطريق لتوريد الغاز إلى سوريا.

كما نوّه بالدعم القطري للمشروع، الذي وصفه بـ"النموذج الناجح للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة"، مشيرًا إلى أن الشراكة الثلاثية بين أنقرة وباكو والدوحة تعكس قوة الروابط السياسية والاقتصادية التي باتت تشكل ملامح خريطة جديدة للمنطقة.


خطوة حاسمة لإعادة إعمار سوريا
من جانبه، شدد وزير الطاقة السوري محمد البشير على أهمية المشروع في إعادة تأهيل البنية التحتية الطاقية في سوريا، والتي تضررت بشكل كارثي جراء الحرب التي شنها النظام السابق برئاسة بشار الأسد على الشعب السوري طيلة 14 عامًا.

وقال البشير في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "ناقشنا في باكو سبل التعاون في مجال الغاز، وتم توقيع اتفاق مع شركة سوكار لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا، في خطوة تهدف إلى بناء شراكات استراتيجية تؤمن مستقبل الطاقة وتعزز استقلال القرار الوطني".

وكانت دمشق قد وقّعت، في 12 تموز/يوليو الماضي، مذكرة تفاهم مع "سوكار" الأذربيجانية، خلال زيارة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى العاصمة باكو، بما يمثل تتويجًا لمسار انفتاح سياسي واقتصادي تقوده الإدارة الجديدة بعد سقوط النظام السابق.

قطاع الكهرباء.. عقد من الخراب
ويعاني قطاع الكهرباء السوري من انهيار شبه كامل، بعد أن دمرت الحرب الغالبية الساحقة من محطات التوليد وشبكات التوزيع، فيما تحولت المدن السورية إلى ساحات معتمة، ترزح تحت وطأة انقطاعات طويلة ومتكررة للتيار الكهربائي.

ويُنظر إلى مشروع ضخ الغاز التركي–السوري باعتباره بارقة أمل لإعادة تشغيل المحطات الحيوية، ورفع المعاناة عن ملايين السوريين في الداخل، إضافة إلى خلق بيئة أكثر استقرارًا تتيح عودة مئات آلاف اللاجئين الطاقية من الخارج، لا سيما من تركيا.

مقالات مشابهة

  • نشأت الديهي يكشف خرائط ومخططات تاريخية لتقسيم المنطقة خدمةً للمصالح الإسرائيلية
  • لمحبي الهاتشباك.. أسعار فولكس فاجن جولف 2024 في سوق المستعمل
  • في خطوة تاريخية.. بدء ضخ الغاز من تركيا إلى سوريا لأول مرة بدعم أذربيجاني وقطري
  • سوق المستعمل.. سعر شيري تيجو 7 موديل 2025 أعلى فئة
  • «الاتحاد للطيران» تطلق أول رحلة تجارية لطائرتها «A321LR»
  • فريق بحثي مغربي يكشف معطيات تاريخية "غير مسبوقة" حول موقع سجلماسة
  • بسمة وهبة: مجلس الشيوخ يشهد مراحل تاريخية هامة تعكس إرادة الشعب
  • تويوتا كورولا 2025 كسر زيرو بهذا السعر.. سوق المستعمل
  • ابي رميا: كلمة الرئيس عون تاريخية وتجديد لخطاب القسم
  • أكثر من 4000 وثيقة تاريخية بالمعرض الوثائقي ذاكرة وطن في أرض اللُبان بصلالة