كيف لي أن أنام..سعودي يوثق الطيور وسط محنتها البيئية في المملكة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نشأ المصور السعودي، نادر فهد الشمري، على صوت تغريدات الطيور الصحراوية بمنطقة الجوف في شمال غرب المملكة العربية السعودية.
والآن، يتمحور جزء كبير من حياته حول هذه الكائنات، وبالإضافة إلى نشره لأعماله الفوتوغرافية التي تسلط الضوء على مختلف أنواع الطيور عبر الإنترنت، يعمل الشمري أيضًا على مشاركة شغفه عبر تنظيم جولات خاصة للأشخاص الذين يتمتعون بالاهتمام ذاته.
وقال المصور السعودي في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "أرى في صفات وسلوك الطيور جانبًا كبيرًا من نفسي، وهذا ما يجعلني مستمرًا في مراقبتها، والبحث عنها دائمًا".
تنوع ضخم غير موثّق في السعوديةورأى المصور السعودي أنّ المملكة "لم تحظ بالتوثيق المطلوب" للطيور قديمًا، ما فتح المجال للكثير من المهتمين بتسجيل العديد من أنواع الطيور.
وقال الشمري: "ستجد أنواعًا من الطيور لا يمكنك رؤيتها إلا في شمال المملكة العربية السعودية، والجنوب، والشرق، والغرب".
ووفقًا لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس" في عام 2022، تشكل المملكة موطنًا لأكثر من 500 نوع من الطيور، بينما يقدر أنّ عدد أنواع الطيور المهاجرة فيها يتجاوز الـ260 نوعًا تقريبًا.
ويفتخر الشمري بإضافة أكثر من نوع من الطيور غير المسجلة مسبقًا إلى سجل المملكة.
ولمن يرغب برؤية تنوع الطيور بالسعودية، يوصي الشمري بالقيام بذلك أثناء موسم هجرة الطيور، والذي يُعد "الوقت الأنسب لرؤية أكبر عدد من أنواع الطيور بلا شك".
View this post on InstagramA post shared by Nader Fahd (@naderfahd)
وعندما يأتي الأمر للوقت المفضل لتوثيق غالبية أنواع الطيور، فإنه يتمثل بالصباح الباكر. وشرح المصور السعودي: "في ساعات النهار الأولى، تبدأ الطيور بالبحث عن طعامها من دون حذر، وبشكلٍ جماعي بعد قضاء الليل كله في سبات".
الجيل القادموخلال صفحته عبر "إنستغرام"، وجهوده في توثيق الطيور، يأمل المصور السعودي أن يساهم بنشر الوعي البيئي لضمان تمتّع هذه الكائنات بحياةٍ أفضل.
وتواجه الطيور عددًا من العقبات التي تشمل تأثيرات تغير المناخ، والأنشطة البشرية.
وأشارت وكالة الأنباء السعودية "واس" إلى أن المملكة تقع في قلب مسار هجرة الآلاف من الطيور المهاجرة بين قارات آسيا، وأوروبا، وإفريقيا، موضحة أن الأنشطة غير المشروعة تؤدي لتعرض أنواع كثيرة من الطيور لخطر الانقراض.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البيئة التصوير أنواع الطیور من الطیور أنواع ا
إقرأ أيضاً:
بمناسبة اليوم العالمي لصون النظم البيئية للقرم.. ريادة إماراتية في حماية غابات القرم
هالة الخياط (أبوظبي)
حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات ملموسة في مجال حماية واستعادة النظم البيئية الساحلية، وفي مقدمتها أشجار القرم، التي تُعد من أهم عناصر البنية الطبيعية لمواجهة تغير المناخ. وبفضل رؤية بيئية طموحة، مدعومة من القيادة الرشيدة، تبنّت الدولة مجموعة واسعة من المبادرات النوعية والبرامج البحثية والميدانية، التي أسهمت في توسيع الرقعة الخضراء على السواحل، وتعزيز التنوع البيولوجي البحري.
وقد رسّخت هذه الجهود موقع الإمارات كدولة رائدة في الحفاظ على النظم البيئية لأشجار القرم إقليمياً ودولياً، وجعلت منها نموذجاً يُحتذى به في استخدام الحلول الطبيعية لمواجهة التحديات المناخية. وتتزامن هذه الجهود مع اليوم العالمي لصون النظم البيئية لأشجار القرم، الذي يوافق 26 يوليو من كل عام، وهو مناسبة عالمية تؤكد أهمية تعزيز الوعي البيئي، وتُبرز دور أشجار القرم كدرع طبيعي في مواجهة ارتفاع منسوب مياه البحر، وتآكل السواحل، واختلال التوازن البيئي. وتأتي هذه المناسبة لتجدد التزام دولة الإمارات بمسارها الطموح نحو الحياد المناخي، حيث تضع حماية القرم، وتوسيع نطاقها في قلب استراتيجيتها الوطنية للاستدامة.
وضمن توجهها البيئي الاستراتيجي، أطلقت دولة الإمارات مبادرة زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030، وهي من أكبر المبادرات المناخية في المنطقة. وتسعى هذه المبادرة إلى تعزيز قدرة السواحل على مقاومة التغير المناخي، وزيادة امتصاص الكربون، في إطار التزام الدولة بتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، إلى جانب دعم التنوع البيولوجي عبر توفير بيئة حاضنة للكائنات البحرية. وقد تم حتى منتصف عام 2025 زراعة أكثر من 30 مليون شجرة قرم ضمن هذه المبادرة، باستخدام أساليب مبتكرة مثل الزراعة عبر الطائرات المسيّرة وتقنيات الاستزراع النسيجي.
شريان حياة بيئي
في كلمتها بهذه المناسبة، قالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة: «إنها لحظة ملهمة لتأمل جمال وعظمة أشجار القرم التي تزين سواحلنا، وتشكل درعاً طبيعياً يحمي من ارتفاع منسوب مياه البحر وتداعيات تغير المناخ». وأكدت معاليها أن أبرز ما يميز هذه الأشجار هو قدرتها العالية على احتجاز ثاني أكسيد الكربون، بواقع أربعة أضعاف قدرة الغابات الاستوائية، إلى جانب دورها في توفير الغذاء والمأوى للكائنات البحرية، ما يجعلها نظاماً بيئياً متكاملاً. وشددت على أهمية الشراكات المجتمعية والمؤسسية في تحقيق رؤية الدولة في هذا المجال، مؤكدة أن «وجودنا يعتمد بشكل مباشر على وجودها».
مبادرات وطنية
تُعد الإمارات من الدول السباقة في إطلاق برامج متقدمة لحماية وتوسيع غابات القرم، ومن أبرز هذه المبادرات، برنامج «إكثار القرم» الذي يركز على تطوير أساليب استزراع شتلات القرم باستخدام التكنولوجيا الحيوية، بما يضمن إنتاج شتلات عالية الجودة قادرة على التكيف مع البيئات الساحلية المختلفة.
ومشروع زراعة القرم باستخدام الطائرات المسيّرة الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات من دون طيار لنثر بذور القرم بكفاءة ودقة في المواقع المستهدفة، مما يُسهم في تسريع وتوسيع نطاق عمليات الزراعة.
تحالفات عالمية
وإلى جانب جهودها المحلية، تلعب الإمارات دوراً محورياً في حماية أشجار القرم عالمياً من خلال، تحالف القرم من أجل المناخ الذي يضم 45 عضواً من حكومات ومنظمات غير حكومية، ويهدف إلى دعم التمويل والاستراتيجيات الدولية لحماية القرم، إضافة إلى مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو لأبحاث القرم في جزيرة بالي الإندونيسية، والذي يمثل منصة علمية عالمية لابتكار حلول فعالة في مجال استعادة النظم البيئية الساحلية.
وتواصل دولة الإمارات جهودها العالمية من خلال استضافة المؤتمر العالمي لحماية الطبيعة (IUCN) في أكتوبر المقبل بأبوظبي، حيث سيتم تخصيص محور رئيسي لأهمية القرم، ودورها في تعزيز صمود البيئة عالمياً.
وتؤكد دولة الإمارات أن صون النظم البيئية لأشجار القرم هو ركيزة محورية ضمن مسيرة التنمية المستدامة في دولة الإمارات. وبينما تمضي الدولة بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها البيئية، تبقى حماية القرم مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الأفراد، المؤسسات، والحكومات، فوجود هذه الأشجار لا يحافظ فقط على توازن البيئة، بل يشكل استثماراً مباشراً في مستقبل الأجيال القادمة.