“برجيل الطبية” تحتفي بعيد الإتحاد وتُدخل البهجة والفرح على قلوب المرضى بالفعاليات التراثية
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
أبوظبي- الوطن:
نظمت مدينة برجيل الطبية في مقرها بمدينة محمد بن زايد في أبوظبي، فعاليات إحتفالية للمرضى والزوار والموظفين بمناسبة عيد الاتحاد الـ 52 لدولة الإمارات، في إطار ترفيهي يتنوع بين الفعاليات الصحية والترفيهية والتراثية والفنية، حيث حرصت إدارة “برجيل الطبية” من خلال هذه الفعاليات على مشاركة الوطن الاحتفال بعيد الاتحاد والترفيه عن المرضى وعائلاتهم عند زيارتهم للمستشفى خلال هذه الأيام.
وأطلقت المدينة عروضاً وفقرات ترفيهية تضمنت التحضير المباشر للمأكولات والمشوربات الشعبية الغنية بالتراث الإماراتي، حيث تناول الحضور الأطباق التقليدية بفرح وسرور، وتضمنت أجواء الإحتفال أيضًا رسم الحنة للجمهور، حيث قام الحضور بتزيين أيديهم بتصاميم فنية تعبر عن الثقافة الإماراتية، كما تمتع الحضور بفرصة التعرف على أنواع مختلفة من الصقور وإلتقاط الصور، حيث أضاف هذا النشاط لمسة من الفخامة والتميز إلى الإحتفال.
وشهدت الفعاليات، أيضًا حضوراً لافتاً لعدد من المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي، الذين شاركوا تجاربهم ولحظات الفرح مع متابعيهم، معززين بذلك وجود العاصمة أبوظبي على خريطة الفعاليات الإجتماعية والترفيهية، لإبراز التطورات الطبية والخدمات المتقدمة في مدينة برجيل الطبية، حيث قام المؤثرون في منصات التواصل الاجتماعي بجولة استكشافية داخل المستشفى، وتم استعراض الخدمات الحديثة والتقنيات المتطورة المتاحة في مجالات العلاج المتميزة كعلاج الأورام والطب الفيزيائي التأهيلي والجراحات المعقدة كجراحات العظام، وطب الأجنة وأمراض النساء المتقدمة وغيرها من التخصصات الفريدة، ما يساهم في تعريف المجتمع بالخدمات المقدمة وغرس الثقة في الرعاية الصحية المقدمة، ونشر الوعي حول التقنيات الحديثة المستخدمة في العلاج، فيما أجرى المؤثرون مقابلات حوارية مع عدد من الأطباء البارزين، الذين أكدوا إلتزام المستشفى بتقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية.
من جهتها، قالت الدكتورة عائشة المهري نائب الرئيس التنفيذي لمدينة برجيل الطبية:” سعدنا بالاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب المواطنين والمقيمين ومشاركة الوطن الاحتفال بعيد الاتحاد والترفيه عن المرضى وعائلاتهم عند زيارتهم للمستشفى خلال هذه الأيام ، لقد حرصنا من خلال هذه الأجواء الإحتفالية التي تم تنظيمها في مقر المستشفى، على إضافة لمسة من البهجة والفرح و إسعاد قلوب المرضي وزوار المستشفى إلى جانب خلق بيئة مفعمة بالتفاعلية بين الموظفين وتعزيز روح الإنتماء في جو ينبض بالفخر والوحدة الوطنية، إلى جانب دورنا في نشر وإظهار التراث الإماراتي الغني عبر الفعاليات التراثية المقدمة للمرضى داخل الدولة والذين قدموا من خارجها لتلقي العلاج في منشأتنا”.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: برجیل الطبیة خلال هذه
إقرأ أيضاً:
“المصمك”.. ذاكرة الوطن بلغة المتاحف الحديثة
يُخلد متحف قصر المصمك مسيرة توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، حاضرًا في وجدان الوطن وتاريخه المجيد، شامخًا منذ شُيد عام (1282هـ – 1865م) في عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود، ولا يزال حتى يومنا رمزًا عريقًا، وأيقونة لمرحلة التوحيد والبناء.
ويواصل “المصمك” رسالته التثقيفية والوطنية تحت إشراف وزارة الثقافة ممثلةً بهيئة المتاحف، عقب الانتهاء من أعمال تحديث شاملة شملت تأهيل المبنى وترميمه وتطوير بنيته التحتية، بوصفه أحد أبرز المعالم التاريخية التي شهدت تحولات مفصلية في تاريخ المملكة، وإسهامًا في تعزيز المشهد الثقافي الوطني، وفق المعايير الحديثة لإثراء تجربة الزائر للمتاحف.
وأطلق المؤرخون أسماء عدة على “المصمك” منها: الحصن، والقلعة، والحصن الداخلي، والمسمك، والمصمك، غير أن الاسم الأخير هو الأكثر تداولًا، ويرى بعض الباحثين أن التسمية تعود إلى “سماكة جدرانه وقوة تحصينه”، مما جعله حصنًا دفاعيًّا بارزًا في المنطقة.
ويحظى بأهمية استثنائية في تاريخ المملكة، فقد شهد في فجر الخامس من شوال عام (1319هـ)، الموافق (15) يناير (1902م)، لحظة حاسمة باسترداد الرياض من قبل الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، إيذانًا ببدء مسيرة التوحيد الكبرى، وعلى فترات متعاقبة استخدم الحصن مستودعًا للأسلحة والذخائر مدة سنتين، إلى أن تقرر ترميمه، وتحويله إلى معلم تاريخي وتراثي يعكس أمجاد الماضي.
ويمتد قصر المصمك على مساحة (3885 م2)، في حي الثميري وسط الرياض، وشُيّد من الطين المخلوط بالتبن، ووضعت أساساته من الحجر، واستخدم الطين لتلييس الجدران من الخارج، أما من الداخل فاستخدم لها الجص.
وقُسم “المصمك” في بنائه إلى طابقين موزعين إلى قسمين، ويضم نحو (44) غرفة، يتألف الطابق الأرضي من (6) أفنية تحيط بها الغرف السفلية والعلوية، وله مدخلان، كما يضم مجلسين ومسجدًا وبئرًا للمياه، إلى جانب (3) أجنحة سكنية ومقرٍ للخدمات، استخدم أول الأجنحة لإقامة الحاكم، والثاني كان بيتًا للمال، وخُصص الأخير لنزول الضيوف. أما الدور الأول فيحتوي على روشن ومجلس، وغرف عدة مطلة على الفناء الرئيس.
وزُخرفت جدران المصمك بفتحات ذات أشكال مثلثة ومستطيلة، وظهرت على جدران الغرف الداخلية زخارف جصية على هيئة مثلثات ودوائر، ورسومات بسيطة مستوحاة من عناصر البيئة المحيطة، كالنخيل والنجوم والأهلّة، وتتميز الجدران الخارجية بنتوءات تسمى “طرمات”، وهي فتحات ذات بروز خشبي تشبه الصندوق، استخدمت للمراقبة.
ويضم الحصن معالم بارزة من بينها البوابة الغربية المصنوعة من جذوع النخل والأثل، ويبلغ ارتفاعها (3.60)م، وعرضها (2.65)م، وبها فتحة صغيرة تُعرف بـ “الخوخة”، كما يحتوي على مسجد داخلي يتوسطه عدد من الأعمدة، ومحراب مجوف، ومجلس تقليدي بديكورات نجدية، إضافةً إلى “بئر” تقع في الركن الشمالي الشرقي، وأربعة أبراج دفاعية في أركانه، وبرج خامس مربع الشكل يُعرف بـ “المربعة” يطل على كامل المبنى.
وفي عام (1400هـ)، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، أمير منطقة الرياض آنذاك، بالمحافظة على الحصن وترميمه؛ ليكون معلمًا وطنيًّا يعكس مرحلة مهمة في تاريخ المملكة، حيث نفذت أمانة منطقة الرياض مشروع الترميم الكامل في عام (1399هـ)، وسلمته للإدارة العامة للآثار والمتاحف آنذاك عام (1403هـ)، ثم وجه -رعاه الله- بتحويله إلى متحف متخصص يحكي مراحل تأسيس المملكة وتوحيدها، وافتُتح رسميًّا في (13) محرم (1416هـ) الموافق (11) يونيو (1995م).
ويحتوي المتحف على أقسام متنوعة، من بينها قاعة اقتحام المصمك التي تسرد المعركة التاريخية، وتعرض خرائط، وأسلحة قديمة، وصورًا نادرة، إضافةً إلى قاعة العرض المرئي التي تقدم فيلمًا وثائقيًا بلغتين، وقاعة الرواد التي تحتفي بالرجال الذين شاركوا في استرداد الرياض، وقاعة الرياض التاريخية التي توثق مراحل تطور المدينة عبر خرائط وصور تاريخية، علاوةً على “فناء البئر” الذي يعرض أدوات تراثية، ومدافع استخدمت في الجيش، وقاعة حصن المصمك التي تحتوي على مجسمات، ولوحات تعريفية، وقاعة استخدامات المصمك التي تقدم لمحة عن تحولات استخدام الحصن عبر العصور، إلى جانب خزائن تحتوي على أسلحة، وملابس تراثية، وأدوات بناء قديمة.