مندوب مصر بالأمم المتحدة في نيروبي: آن الأوان لإحياء عملية سلام جادة تنتهي بإقامة دولة فلسطينية
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
قال السفير وائل نصر الدين عطية، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيروبي، إنه آن الأوان لإحياء عملية سلام جادة، وفق جدول زمنى محدد ينتهى بإقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب دولة إسرائيل على أساس حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن هذا مايمليه الضمير العالمى.
وأضاف السفير وائل عطية، في كلمة وفد مصر التي القاها أمام اجتماع الأمم المتحدة في نيروبي بمناسبة "اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، أن هذا الاجتماع جاء في ظل ظروف عصيبة تعصف بالشعب الفلسطيني أكمله، خاصة نساءه وأطفاله وشيوخه.
وتابع: "وإنه لمن سخرية الأقدار أن يحل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بينما يتعرض الفلسطينيون في كامل أرضى فلسطين للتنكيل والاعتقال، والتهجير القسرى والقتل العشوائى، بوحشية غاشمة لم ترها الإنسانية في العصر الحديث تمارس ضد شعب بعينه إلا في الحرب العالمية الثانية. والأدهى أننا نجد اليوم العديد من دول العالم ضالعة في هذه المأساة الإنسانية، بعدما ادعت بدون وجه حق أن للقوة القائمة بالاحتلال حق الدفاع عن النفس، في مخالفة فاضحة للقانون الدولى".
واستشهد السفير المصري، في هذا الصدد بالفقرة 139 من الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية فى شأن الجدار العازل في الضفة الغربية، والتي تؤكد - بما لا يجعل مجالاً للشك- عدم تمتع إسرائيل بحق الدفاع عن النفس اتصالاً بالهجمات التي تنبع من الأراضي التي تخضع لسيطرتها الفعلية، موضحًا أن إسرائيل تسيطر فعليًا على غزة من جهة البجر والجو وتحاصرها برًا، معتبرًا كل من بادر بإعطائها حق الدفاع عن النفس يشارك في المسؤولية عن حياة أكثر من 15 ألف مدنى فلسطيني في غزة، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال، و240 قتيلا في الضفة الغربية، فضلًا عن أكثر من 30 ألف جريح و3 آلاف معتقل.
وتساءل السفير المصري في كلمته قائلًا: "أين ضمير العالم الحر مما يجرى في حق الشعب الفلسطيني؟ سؤال جوهرى يثيره ما يحدث الآن فى الأ ارضى الفلسطينية المحتلة. هذا الضمير الذى خرجت ملايين الجماهير حول العالم لاستنهاضه، ولكن لاازلت حكومات دول العالم عاجزة عن بلورة إرادة موحدة لوقف سياسة العقاب الجماعى والإبادة الجماعية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، وترفض التهجير القسرى للشعب الفلسطيني في أبشع ممارسة للتطهير العرقى في القرن الحادى والعشرين، تتازمن مع حرمان هؤلاء الفلسطينيين من الغذاء والماء والدواء والوفود اللازم لإدارة المستشفيات لإجبارهم على ترك موطنهم، مثلما تركه 70% من سكان غزة من قبل."
وتابع أن تصريحات المسؤولين الاسرائيليين أنفسهم تعكس أن الهدف هو خلق حالة لجوء غير مسبوقة، تضيف ملايين أخرى إلى السبعة مليون لاجئ فلسطيني حالياً حول العالم، وذلك عبر دفع الفلسطينيين بالأراضي المحتلة إلى الدول المجاورة، مما ينذر بتصفية القضية الفلسطينية، عوضاً عن حلها، ويهدد بتوسيع دائرة التوتر الإقليمى.
وذكر السفير المصري بأنه قد جرى العرف على تبرير وقوع ضحايا من المدنيين في الحروب بأنهم ضحايا جانبيين، عن طريق الخطأ، ولكنهم ليسوا هم المستهدفين، إلا أن الأرقام توضح بجلاء أن الضحايا الجانبين هي من الفصائل المسلحة.
وأكد أنه قد آن الأوان لحكومات دول العالم أن تستجيب لمطالبات شعوبها بالتحرك لوقف الانتهاكات المتواصلة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني على مدار عقود، قائلًا:"فهؤلاء أيضاً من حقهم التطلع إلى العيش بحرية، وأن ينعموا بالكرامة الإنسانية التي هي حق أصيل لكل البشر. فحياة الإنسان الفلسطيني ليست أقل من غيره، ومعاناته ليست أقل من معاناة غيره، وهو أيضاً من حقه أن يعيش كغيره في دولته المستقلة".
ونبه بأن تعطل حركة المجتمع الدولى عند محاولة توجيه أصابع الاتهام إلى طرف أو فصيل بعينه لن يقود إلى وقف نزيف الدم، بل سيؤدى الجمود إلى تنامى الارديكالية في مناطق أخرى بالشرق الأوسط، وما ورائه، مشددًا على ضرورة أن يعمل الجميع على إضاءة النفق المظلم الذى غاصت فيه "عملية مدريد"، معتبرًا أن السلام العادل هو الذى يمكن أن يقود إلى السلام الشامل، والسلام الشامل هو الذى يرسخ قواعد السلام الدائم.
ونوه مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيروبي إلى أن المواجهات المتعددة أثبتت على مدار العقود الماضية أن غطرسة القوة لا يمكن أن تحقق الأمن للمواطن الاسرائيلي، وأن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يحقق لإسرائيل أمنها.
اقرأ أيضاًمستشار الرئيس الفلسطيني: أولويتنا الحالية وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بالكامل
مدبولي: دور مصر الفاعل تجاه الأزمة الفلسطينية يَحظى بتقدير العالم
شؤون الأسرى: الاحتلال اعتقل أكثر من 3300 فلسطيني بالضفة منذ 7 أكتوبر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين قوات الاحتلال قطاع غزة لبنان اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي اخبار فلسطين عاصمة فلسطين تل ابيب فلسطين اليوم غلاف غزة الحدود اللبنانية قصف اسرائيل طوفان الاقصى احداث فلسطين اسرائيل ولبنان مستشفيات غزة الحدود مع لبنان لبنان واسرائيل المتحدة فی نیروبی الشعب الفلسطینی أکثر من
إقرأ أيضاً:
إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
غزة - صفا يوافق يوم السبت، 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، التي دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال به كل عام منذ 1977، في تاريخ يتزامن مع القرار الأممي رقم 181 الصادر عام 1947 لتقسيم فلسطين. وتأتي هذه المناسبة بعد عامين من حرب إبادة إسرائيلية على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 69 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن دمار واسع، قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار. ورغم اعتداءات الاحتلال ومحاولاته المستمرة لتهجير الشعب الفلسطيني، إلا أنه ما زال يواصل نضاله الطويل وتمسكه بأرضه وحقوقه المشروعه، دفاعًا عن حقّ العودة إلى أرضه التي هُجر منها عام 1948. وجاء إقرار يوم التضامن مع شعبنا وفقًا للولايات المخولة من الجمعية العامة في قراريها 32/40 باء المؤرخ في 2 كانون الأول 1977، و34/65 دال المؤرخ 12 كانون الأول 1979، والقرارات اللاحقة بشأن قضية فلسطين. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، تُحيي الأمم المتحدة هذا اليوم عبر اجتماعات خاصة في مقرها في نيويورك، وفي مكتبيها في جنيف وفيينا، إلى جانب مناقشة سنوية مخصّصة لقضية فلسطين. ويترافق ذلك مع فعاليات واسعة حول العالم تتضمن مهرجانات، مظاهرات، نشاطات ثقافية، إصدار بيانات ورسائل تضامنية، تهدف إلى التأكيد على حق الفلسطينيين في تقرير المصير والعودة إلى ديارهم، وإبقاء القضية حاضرة في الوجدان الدولي. وعادة ما يوفّر هذا اليوم فرصة لأن يركز المجتمع الدولي اهتمامه على حقيقة أن قضية فلسطين لم تُحل بعد، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة. وهذه الحقوق هي: الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها. واستجابةً لدعوة موجهة من الأمم المتحدة، تقوم الحكومات والمجتمع المدني سنويًا بأنشطة شتى احتفالًا باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وفي هذا اليوم، أكدت الهيئة الوطنية للعمل الشعبي الفلسطيني، أن الفلسطينيين يخوضون مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل حربه في غزة ويصعّد اعتداءاته في الضفة الغربية والقدس عبر الاستيطان والاقتحامات والاعتقالات. وشددت الهيئة على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو امتداد لمشروع استعماري يستهدف الأرض والهوية والمقدسات. وأكدت أن المقاومة والصمود والعمل الشعبي تمثل الطريق لهزيمة الاحتلال، وأن وحدة الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس والداخل والشتات مصدر القوة في معركة التحرر، وفق البيان. ودعت إلى إعادة بناء الإطار الوطني على أساس الشراكة والديمقراطية وتوسيع المشاركة الشعبية، بما يعيد القرار الوطني إلى الشعب، صاحب الحق والشرعية. والجمعة، أحيت جنوب أفريقيا، في العاصمة بريتوريا، العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، برعاية نائب رئيس جنوب أفريقيا بول ماشاتيلي، وتنظيم من سفارة دولة فلسطين لدى جنوب أفريقيا، وبالتعاون مع وزارة العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا ومكتب الأمم المتحدة. وأكد ممثل حكومة جنوب أفريقيا، مدير مركز الأمم المتحدة أندرياس نيل، حالة التضامن غير المسبوقة مع فلسطين. وبمناسبة اليوم العالمي، تُؤكد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التزامها الراسخ بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتجديد مواقفها الثابتة الداعية إلى احترام القانون الدولي والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. وتذكّر "الألكسو" بأنّ التضامن مع الشعب الفلسطيني هو التزام أخلاقي وإنساني، وأنّ إحياء هذه المناسبة يُمثّل دعوة متجدّدة لتعزيز الحوار، وتغليب لغة القانون، وتوحيد الجهود من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية، ودعم مسار السلام والتنمية في المنطقة. وتؤكّد استعدادها الدائم للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز مبادئ العدالة والسلام، والمساهمة في كل ما من شأنه حماية الحقوق المشروعة للفلسطينيين على أرضهم وعاصمتها القدس.