بوابة الوفد:
2025-06-23@05:53:15 GMT

العمامة المقدسة

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

لا تحتاج الدعوة الدينية لشئ أكثر من التحقق برافدين: العلم والنور. ولكن يُلاحظ أن الذين يكتبون فى الدين فضلاً عن الذين يقولون فيه ما ليس فيه، يركبهم غرور أجوف لا يستند لا على العلم، ولا على النور؛ بل على الصلف وحب الظهور وسياق الناس بالإكراه إلى حظيرة الإيمان، مع أن الدعوة الدينية شريفة سامية هى من معدن الرسالة تستقى مددها.

قال صاحبى وهو من ذوى العمائم المقدسة: لم ترد «التناكة» باسم الدين فى الذهن بالمرة، ولكننا حين نكتب فى الدين نكتب لأنفسنا لعل شيئاً ممّا كتبناه يرسخ فى النفس فيقوِّيها على الهداية ويلزمها الاستقامة. وهذا هو القصد حتى إذا صادف توافقاً مع أحد فمسّ كلامنا فؤاده؛ فبها ونعمت، وإنْ لم يكن فالله من وراء القصد، وهو خير شاهد وخير معين. قلت: وما الذى تراه من غرور بالعلم والعبادة، ومن تعالى بما ليس فى الإنسان من حقائق بل متاجرة بالأكاذيب، ألم يكن الأمر بحاجة إلى تطهير؟ ثم استطرد ليصف مهمة التجديد التى يعتبرها فى زماننا هذا مهمة شاقة، بل مستحيلة فرددت عليه قائلاً :

مهمة شاقة نعم. أمّا أن تكون مستحيلة أو شبه مستحيلة فلا؛ لأنها لو كانت مستحيلة لما وجد مجددون ومصلحون، وما تقدمت الإنسانية قيد أنملة. الأصل يا صديقى هو الإمكان لا الاستحالة، وبالإمكان يقدم التفاؤل البناء على الهدم والإنكار، وليس التجديد هدماً ولا إنكاراً، وإنما تفاؤل بمستقبل إنسانى أفضل وأرقى فى ظل قيم جديدة تتجاوز وتستنير.

فالإنسان ليس من طبيعته الميل إلى التقوقع والخلود إلى الراحة، وإلا لما عمّر الأرض وصعد القمر وتحالف مع الشيطان، فهو ابن النضال مجبول على العزم والمضاء. غير أن التجديد فى هذه المنطقة مشروط بشروط تستوفى فى المجدد وفق تقدير شروط الاجتهاد، لكن البصيرة يا صديقى كالبصر أقل هفافة عابرة تؤثر فيها. والدين قائم على البصيرة ومن فقدها فقد الدعوة إلى الله على بصيرة، وفقد تباعاً التجديد فى أسلوب الخطاب، ولم يعالج العارض الذى عرض لبصره حتى أعماه. خذ مثلا صارخاً على ما عساك هربت من التعليق عليه.

عندما اجتمع جلال الدين الرومى بشمس تبريزى للوهلة الأولى، كان الرومى ماسكاً بيده كتاباً، فأخذ التبريزى الكتاب من الرومى ومسكه بالمقلوب، وأخذ يتطلع فيه ثم رماه فى النهر، فجن جنون الرومى وقال له: لماذا ألقيته فى النهر، إنه علم، ولا توجد نسخة أخرى من الكتاب. غير أن التبريزى لم يكترث لحديث الرومى وقال: أتريد الكتاب؟ فقال الرومى: نعم فمد التبريزى يده فى الماء وأخرج الكتاب سليماً، فتعجب الرومى، ولم يكد التبريزى يراه على هذا الحال حتى قال: أطلب علماً لا يمحوه الماء، علماً يثبت فى القلب؛ فذهل الرومى وقال: أتبعك على أن تعلمنى، فقال التبريزى: إنك لن تستطيع معى صبراً، قال الرومى: بل أصبر. رد التبريزى: أريدك أن تأخذ جُرّة من الخمر وتطوف فى المدينة لتبيعه، فقال الرومى: كيف أعمل هذا المحرم؟ فقال: كما تشاء. قال الرومى: اطلب منى شيئاً آخر فقال: لا أريد غير هذا.

ذهب الرومى ومكث الليل يفكر فى الأمر ثم وافق. فأخذ جرة الخمر بملابسه وعمامته وهو يجوب الشوارع يبيع الناس الخمر، فقال الناس: جُن الرجل، وقال أناس آخرون: لقد فضحه الله، وهذه حقيقته. فعاد منكسراً ذليلاً إلى التبريزى وهو يقول: لم يشترِ منى أحد. قال التبريزى: هذا يكفى، ألقِ ثيابك واغسلها، وتطهر. فقال الرومى: ثم ماذا ؟ فقال لا شئ، بل أنت الآن إنسان عادى كنبتةٍ صغيرة، لقد كان على رأسك صخرة كبيرة من غرور عمامتك, وها قد كسرتها. إنّما أردت أن أزيل عنك هذا العجب والشعور الدائم بالأنا، لترجع الى حقيقتك بلا عنوان ولا ألقاب، ترجع كما أنت وتنزع عن روحك كل ما يكدرها، وأن تذهب هذه الهيبة المصطنعة لرجال الدين على أنهم مقدّسون فى أعين الناس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدعوة الدينية الهداية

إقرأ أيضاً:

الانقلاب الصيفي.. الشمس تتعامد على الغرف المقدسة بمعبد إدفو بأسوان

القاهرة- أ ش أ:

يشهد معبد إدفو بأسوان، ظاهرة فلكية فريدة، إذ تتعامد الشمس بالغرف المقدسة بالمعبد، معلنة بداية فصل الصيف بحسب التقويم الذي وضعه قدماء المصريين قبل آلاف السنين.

وقال أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، خلال بيان صحفي صادر عن الجمعية اليوم السبت: إن تلك الظاهرة التي تتكرر في عدد من المعابد التي شيدها ملوك مصر القديمة، تؤكد على ريادة المصريين القدماء لعلوم الفلك والهندسة.

وأشار أبوزيد، إلى أن الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، تعمل على وضع تلك الأحداث الفلكية التي تتجاوز الـ 22 ظاهرة، على الأجندة السياحية المصرية، بما في ذلك الظواهر الفلكية التي يشهدها معبد إدفو.

وكشف رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، عن تنامي الاهتمام بما يُعرف بـ "سياحة الفلك" في العالم، وطالب بأن توضع الظواهر الفلكية التي تحدث بالمعابد والمقاصير المصرية القديمة في محافظات أسوان، والأقصر، وقنا، وسوهاج، والوادي الجديد على الأجندة السياحية، وأن يتم الترويج لها على غرار ظاهرة تعامد الشمس بمعابد أبوسمبل.

واعتبر أبوزيد، أن ظاهرة تعامد الشمس وغيرها من الظواهر الفلكية التي تشهدها المعابد والمقاصير المصرية القديمة، تؤكد على أهمية إلقاء الضوء على حياة المصري القديم، كما أن الظاهرة هى الشفرة التي يمكن أن تكشف عن الكثير من الأسرار الفلكية التي لم يكشف عنها بعد في معابد قدماء المصريين، موضحًا بأنه يقوم حاليا بعدد الدراسات التي تدور في هذا المجال.

اقرأ أيضًا:

مشروع تعديل الايجار القديم.. ما الموقف القانوني حال رفض المستأجر الإخلاء؟

اضطراب الملاحة ونشاط للرياح.. الأرصاد تكشف طقس الـ6 أيام المقبلة

الخط الرابع للمترو.. دراسة المرحلة الثانية بطول 31.8 كم و21 محطة

حالات ينتهي فيها عقد الايجار القديم قبل 7 سنوات.. تعرف عليها

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الطقس درجات الحرارة حالة الطقس

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الصيف بدأ رسميًا.. الأرصاد تُعلن ارتفاع الحرارة والظواهر الجوية أخبار طقس الساعات المقبلة.. الأرصاد: نشاط رياح والعظمى بالقاهرة 36 درجة أخبار اضطراب الملاحة ونشاط للرياح.. الأرصاد تكشف طقس الـ6 أيام المقبلة أخبار حدث منتصف الليل| حقيقة وجود جداول لتخفيف الأحمال.. واليوم بداية الانقلاب أخبار

إعلان

الثانوية العامة

المزيد مدارس موعد قبول تظلمات نتيجة الشهادة الإعدادية في الغربية الأزهر وكيل الأزهر يتفقد لجان الثانوية الأزهريّة بالعبور ويطمئن الطلاب على مادة مدارس نصائح مهمة لطلاب الثانوية العامة قبل امتحان اللغة العربية مدارس رسوب جماعي يثير الجدل.. خبير تربوي يوضح الأسباب ويقترح الحلول جامعات ومعاهد هند القاضي تحصل على الامتياز في رسالة دكتوراة بـ"إعلام الأزهر"

أخبار رياضية

المزيد رياضة محلية لاعبون يرحلون عن الأهلي بعد كأس العالم للأندية رياضة محلية موقف حمدي فتحي من الاستمرار مع الأهلي بعد كأس العالم للأندية؟ رياضة عربية وعالمية مجموعة الأهلي.. ضربة موجعة لإنتر ميامي قبل مواجهة بالميراس رياضة محلية موقف يحيى عطية الله من الاستمرار مع الأهلي بعد كأس العالم للأندية؟ رياضة محلية هل سيرحل ريبيرو عن الأهلي بعد كأس العالم للأندية؟

إعلان

أخبار

الانقلاب الصيفي.. الشمس تتعامد على الغرف المقدسة بمعبد إدفو بأسوان

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

"مصراوي" يواصل تفوقه.. سارة أبو شادي تفوز بجائزة "True Story Award" العالمية عن تحقيق "الفخ الروسي" 36

القاهرة - مصر

36 24 الرطوبة: 20% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • حملة لإبراز المواقع التاريخية في العاصمة المقدسة
  • «ملكية مكة» تطلق حملة ترويجية لإبراز المواقع التاريخية والإثرائية في العاصمة المقدسة
  • الهيئة الملكية لمكة المكرمة تُطلق حملة ترويجية جديدة بعنوان "مكة إرث حي"
  • ماذا بعد الحج؟.. روشتة شرعية للعائدين من المشاعر المقدسة
  • الحرب المقدسة
  • العراق لا يواجه أي خطر إشعاعي من إيران “المقدسة”
  • الشمس تتعامد على الغرف المقدسة بمعبد أدفو في يوم الإنقلاب الصيفى
  • الانقلاب الصيفي.. الشمس تتعامد على الغرف المقدسة بمعبد إدفو بأسوان
  • ترامب في وضع “اهتزاز تلقائي”.. من قصف إيران إلى قصف نفسه بالتغريدات
  • مصر للطيران تسير اليوم 11 رحلة إلى الأراضي المقدسة لإعادة الحجاج