ميدل إيست آي: قطر وحماس.. أمريكا وإسرائيل تريدان استمرار العلاقات ودور الدوحة لا غنى عنه
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
الدور الفريد الذي تلعبه قطر جعلها لا غنى عنه بالنسبة للولايات المتحدة والغرب، وقد باتت الدوحة منقذة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في غزة حاليا، كما كانت منقذة له في الأيام الأولى لإدارته من خلال مساعدة واشنطن في انسحابها الفوضوي من أفغانستان، وهي الآن تسعى نحو جائزة كبيرة وهي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في غزة.
ما سبق كان خلاصة تحليل نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، مضيفا أن التوسط في وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس هو الاختبار الكبير التالي لحليف الولايات المتحدة قطر، حيث تتطلع الدولة الخليجية إلى تعزيز دورها كوسيط في الشرق الأوسط ودرء الانتقادات بشأن علاقاتها مع "حماس".
ومثلت الهدنة المؤقتة بين الاحتلال الإسرائيلي و"حماس"، والتي رعتها قطر بشكل أساسي، إلى جانب مصر، فرصة جيدة للدوحة لترتيب جهودها نحو الملف الأكبر، وهو وقف إطلاق النار (الهدنة انتهت، خلال ترجمة هذا التحليل، صباح الجمعة، وعاود الاحتلال هجومه على غزة).
وينقل التحليل عن بدر السيف، الأستاذ في جامعة الكويت قوله إن "قطر تريد الاستفادة من زخم تبادل الأسرى لتحقيق شيء دائم ونقل المحادثة في نهاية المطاف إلى محادثات حول حل الدولتين".
اقرأ أيضاً
"الإسلاميون".. نقطة تميز قطر الفريدة في الشرق الأوسط
مكاسب دبلوماسيةويرى التحليل أنه بالنسبة لقطر، فإن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية الفلسطينية من شأنه أن يحقق طموحاتها في أن تكون حلا للمشكلات في الشرق الأوسط، مما يسمح لها بتعزيز مكاسبها الدبلوماسية في غزة بينما تتصدى لبعض الانتقادات في الغرب بشأن علاقاتها مع "حماس".
باعتبارها واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، استفادت قطر من ثروتها لتأخذ ثقلا دبلوماسيا، ووضعت نفسها كوسيط غير مدين لأحد، ومستعد للتعامل مع خصوم شرسين مثل "حماس" ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
ويبدو أن دولة الاحتلال لا تريد أن تكون قطر محاورها الرئيسي، لكن هذا هو الواقع الذي ينبغي عليها التعامل معه، كما تقول كيرستن فونتنروز، الرئيسة السابقة لشؤون الخليج في البيت الأبيض.
وبالتبعية، تشعر الولايات المتحدة بأهمية دور قطر في الأزمة الحالية بغزة، والتي تحولت إلى حالة إنهاك لواشنطن ومصالحها في المنطقة.
لذلك، لم يكن غريبا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى ما لا يقل عن 7 مكالمات هاتفية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما يقول التحليل.
اقرأ أيضاً
قطر وحماس والاحتلال يعلنون تمديد هدنة غزة ليوم واحد
علاقات الدوحة و"حماس"وفي حين عززت الحرب نفوذ قطر، فإنها أثارت أيضا تساؤلات حول مستقبل علاقات الدوحة مع حماس، التي تستضيف قطر قيادتها السياسية.
فقد تعهدت دولة الاحتلال بقتل زعماء "حماس"، في حين أبلغت الولايات المتحدة شركائها العرب أنهم لم يعودوا قادرين على التعامل مع الحركة كالمعتاد.
وقالت فونتنروز: "هذه الأسئلة حول علاقات قطر مع حماس ستصبح أكثر وضوحا في الأسابيع المقبلة".
ومنذ اندلاع الحرب، أصبح البعض في واشنطن أكثر صراحة في انتقاد قطر بسبب علاقاتها مع "حماس".
واتهم السيناتور الجمهوري تيد بود، الثلاثاء، قطر بالتحدث "من كلا الجانبين"، فيما يتعلق بالتعامل مع "حماس" وإسرائيل.
واتهم قطر باتباع "سياسة مؤيدة لحماس" مما يشكل "مسؤولية كبيرة".
وقال السيناتور الجمهوري مايك لي إن "قطر ملطخة بالدماء" لاستضافتها قيادة "حماس".
اقرأ أيضاً
"يمثل الدبلوماسية الخليجية".. أكاديمي إماراتي يثير تفاعلا بتغريدة حول رئيس وزراء قطر
غضب قطريلكن قطر ليست غربة على الانتقادات، يقول التحليل، فلسنوات عديدة، واجهت اتهامات بأنها كانت متقربة أكثر مما ينبغي مع الجماعات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين، في حين تعرضت قناتها الإعلامية المملوكة للدولة، "الجزيرة"، لهجوم من قِبَل المدافعين عن إسرائيل بسبب تغطيتها للقضية الفلسطينية.
وقد رد المسؤولون القطريون بشدة على انتقادات بعض المشرعين الأمريكيين.
وعلى سبيل المثال، أخذ سفير قطر لدى الولايات المتحدة، مشعل بن حمد آل ثاني، زمام المبادرة وكتب مقال رأي في صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكر فيه أن بلاده لا تؤيد "حماس" وأوضح أفق علاقات الدوحة بالجماعة.
وينقل التحليل عن كريستيان كوتس أولريشسن، الخبير في شؤون الخليج في معهد "بيكر" قوله إن تصاعد انتقادات المشرعين الأمريكيين لقطر بسبب العلاقات مع "حماس" أشعر الدوحة بالغضب، حيث اعتبروها "أمرا ينم عن سوء نية، خاصة في الوقت الذي يتفاوضون فيه خلال تلك الحرب نيابة عن الولايات المتحدة".
ويقول مسؤولون قطريون إن الدوحة وافقت على استضافة قيادة "حماس" السياسية بعد خروجها من دمشق بسبب رفض الحركة لقمع رئيس النظام السوري بشار الأسد لشعبه، بناء على طلب الولايات المتحدة للحفاظ على خط اتصال غير مباشر مع المجموعة.
ويقول الأكاديمي الكويتي بدر السيف إن نجاح الهدنة والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين كانا حاسمين بالنسبة لقطر لأنه سمح لها بتقليل الانتقادات في واشنطن.
اقرأ أيضاً
قطر تجمع رؤساء سي آي إيه والموساد والمخابرات المصرية لتوسيع تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
هل تؤثر غزة على علاقات قطر مع جيرانها الخليجيين مجددا؟ورغم أن الأزمة بين قطر وجيرانها الخليجيين باتت من الماضي، إلا أن التحليل يقول إن القضية الفلسطينية كانت وستظل مسرحا للمؤامرات بين زعماء الخليج.
وكانت تقارير قد أفادت بأن السعودية تتطلع إلى انتزاع الوصاية على المسجد الأقصى في القدس من الأردن.
وبينما تستضيف قطر قيادة "حماس"، فإن الإمارات هي موطن لزعيم "فتح" المنفي من غزة ومنافس "حماس"، محمد دحلان.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يطرح خطة لإنشاء "مناطق آمنة خالية من حماس" في غزة والتي ستحكمها حكومة مدعومة من السعودية والإمارات.
ويقول أولريشسن: "بالتأكيد، إذا سعت إسرائيل إلى جلب قيادة جديدة في غزة من الإمارات العربية المتحدة، فإن ذلك سيضعف نفوذ قطر".
اقرأ أيضاً
تقدير إسرائيلي: هكذا يجب التعامل مع قطر بعد الحرب على حماس
ماذا بعد؟ثمة وجهة نظر يراها "ميدل إيست آي" منطقية، ويؤكد عليها عزام التميمي، الخبير في شؤون حركة "حماس"، وهي أن الحرب الحالية عززت من مكانة الحركة في غزة والضفة الغربية والأردن ودول عربية وإسلامية.
لذلك، فإن مسألة إنهاء قطر علاقاتها مع "حماس" وطرد قياداتها من الدوحة يظل غير وارد، حيث ستحتاج واشنطن وتل أبيب إلى الدوحة أكثر خلال الفترة المقبلة لفتح قنوات حوار مع الحركة الفلسطينية.
كما أن تدفق الدعم الشعبي لفلسطين عبر العواصم العربية والغضب من إسرائيل بسبب حملة القصف المدمرة جعل نهج قطر تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر قوة ومنعة.
اقرأ أيضاً
كيف أنقذت قطر اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس؟
مخاطر انهيار الهدنةويختم التحليل بالقول إن انهيار الهدنة في غزة يحمل مخاطر لقطر، حيث تستعد في أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري لاستضافة منتدى الدوحة، حيث غالباً ما تسلط الضوء على ثقلها الدبلوماسي.
ويقول الخبراء إن العودة إلى القتال أو فشل عملية إطلاق سراح الرهائن قد يكون محرجا لقادة قطر.
وسوف تواجه مهارات الوساطة القطرية اختباراً أكثر صرامة إذا أطلقت "حماس" سراح جميع الرهائن المدنيين في غزة، وانتقلت المحادثات إلى عملية تبادل أكثر حساسية من الناحية السياسية للرجال في سن الخدمة العسكرية، وفي نهاية المطاف، للمقاتلين.
وقال أولريشسن: "التحدي الذي تواجهه قطر هو توسيع محادثات الهدنة لتشمل المجال السياسي".
وبشكل عام، يبدو أن أهمية قطر بالنسبة لواشنطن وتل أبيب في المراحل التالية من الصراع في غزة ستزداد، في ظل وثوق "حماس" بالدوحة وضبابية مستقبل الحرب في غزة ومآلاتها.
المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحري الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة قطر حماس الدوحة طوفان الأقصى بايدن الولایات المتحدة میدل إیست آی علاقاتها مع اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقدم حذر في مفاوضات الأسرى.. حماس تطلب ضمانات وإسرائيل تماطل
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا، للصحفية الإسرائيلية، آنا بارسكي، جاء فيه أنّ: "المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد أطلع إسرائيل على تطورات التفاهمات بخصوص مقترح تسوية جديد لصفقة أسرى مع حماس، وفقا لوسائل إعلام عربية ووكالة رويترز".
وتابع المقال أنّ: "ويتكوف بعث برسالة إلى الجانبين مفادها إمكانية إحراز تقدّم في المحادثات، بينما تعمل قطر على صياغة اتفاق يسد الفجوات المتبقية"، مردفا أنّه: "من المتوقع أن يجتمع مجلس الوزراء السياسي والأمني، اليوم الخميس، لمناقشة المحادثات بشكل مُركّز في تقدّم وصف بكونه: حذر لكنّه حقيقي".
وأضاف: "تناول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، القضية، عبر مقطع فيديو، نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، بالقول: هناك تقدم كبير في قضية الأسرى؛ ولكن من السابق لأوانه أن نعلق آمالاً كبيرة".
"لاحقًا، تحدّث نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكانت القضية الإيرانية محور الحديث. عقب المحادثة، كشف ترامب أن إيران قد شاركت في التفاوض على الاتفاق" استرسل المقال نفسه الذي نشر على صحيفة "معاريف" العبرية.
ونقلا عن ترامب، أورد المقال: "في غزة حاليا، نحن في خضم مفاوضات ضخمة بيننا وبين حماس وإسرائيل، وإيران مشاركة بالفعل. سنرى ما سيحدث مع غزة، نريد استعادة الأسرى"، مشيرا إلى أنّ: "بيان مكتب نتنياهو تناول بعد المحادثة القضية الإيرانية فقط، ولم يذكر قضية الأسرى".
إلى ذلك، استطرد المقال: "أفادت مصادر إعلامية عربية بإحراز بعض التقدم، خاصة من الجانب الفلسطيني. إذ تُبدي حماس مرونة، بينما تُصرّ إسرائيل على مواصلة الحرب. ويُقال إن حماس تطالب بضمانات صريحة بعدم استئناف إسرائيل للحرب خلال فترة وقف إطلاق النار المقترحة لمدة 60 يوما، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية لقطاع غزة".
ووفقا للمصدر ذاته، فإنّ: "مقترح التسوية يتضمّن إطلاق سراح ثمانية أسرى في اليوم الأول، واثنين آخرين في اليوم الأخير، وإعادة الجثث على ثلاث مراحل، ووقف إطلاق نار لمدة شهرين. خلال هذه الفترة، ستُجرى محادثات بشأن تسوية شاملة".
وبحسب وكالة "رويترز"، فإنّ المقترح يستند فقط إلى وعود شفهية من ويتكوف والرئيس ترامب باستمرار التهدئة، دون ضمانات مكتوبة. فيما تابع المقال أنّه: "رغم غياب الضمانات المُلزمة، يرى المسؤولون المصريون أن أي مبادرة لوقف إطلاق النار تُمثل فرصة لا تُفوّت".
"كما أفادت التقارير بأن قطر تتعرض لضغوط سياسية مماثلة لتلك التي تعرضت لها مصر في المراحل الأولى من الحرب. وتشير التقارير إلى تراجع مستوى توقعات حماس والوسطاء، بينما تتجنب إسرائيل تقديم تنازلات كبيرة" وفقا لصحيفة "معاريف" العبرية.
وأضافت: "تواصل الولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن التي تمنع وقف إطلاق النار الفوري. ويحظى الاقتراح الجديد بدعم مبدئي من مصر وقطر، مع ضرورة اغتنام كل فرصة لوقف الحرب، حتى لو كانت مؤقتة".
واسترسل المقال: "صرّح مسؤول مصري مشارك في محادثات وقف إطلاق النار، لصحيفة الأخبار اللبنانية، الخميس، بأن القاهرة تشعر بالقلق في الأيام الأخيرة إزاء تأجيل زيارة المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف للمنطقة. وذكرت مصادر مصرية أن الولايات المتحدة وعدت القاهرة باتخاذ خطوات جادة لدفع إسرائيل نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، بما في ذلك وقف إطلاق نار طويل الأمد وإعادة إعمار قطاع غزة، إلا أن هذه الوعود لم تتجاوز بعد مرحلة التصريحات".
وبحسب المصادر، أردف المقال: "تُبدي القاهرة قلقها من تراجع إدارة ترامب تدريجيًا عن ممارسة الضغط المباشر على إسرائيل، نظرًا لعدم ترجمة وعوده إلى خطوات ملموسة. كما أفادت التقارير بأن القاهرة تعتقد أن إسرائيل تسعى لكسب الوقت من خلال وقف إطلاق نار مؤقت، بينما تُواصل تنفيذ أهدافها على الأرض".