لجريدة عمان:
2025-07-30@02:55:43 GMT

نوافذ :نقطة تحول

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

[email protected]

هل نحتاج إلى موقف؛ لحظة زمنية؛ صدمة؛ معلومة جديدة، التقاء بشخص؛ زيارة لبلد ما؛ حتى تحدث فينا، أو نتبنى نقطة تحول في أمر ما من أمور حياتنا اليومية؟ لليقين الموجود، أن: «السماء؛ لا تمطر ذهبا ولا فضة» يقول بن كارسن « أشهر جراح للدماغ في العالم » حسب المصدر: «إن نقطة التحول في حياتي كانت يوم أن أغلقت أمي التلفاز، وأجبرتني على القراءة» ومثل كارسن، هناك الكثيرون ممن نلتقي بهم، يقولون وبكل وضوح، أن شخصا ما، أو موقفا ما، أو معلومة ما، مثلت في حياتهم نقطة تحول، فنقلتهم من حالة العسر؛ إلى حالة اليسر، أو العكس؛ أحيانا.

والسؤال هنا: لماذا يكون هناك مساحة لفراغ ما قبل زمن التحول؛ حتى يحول بين نقطة التحول هذه التي تحدث؛ وغالبا ما تحدث متأخرة، هل هي الأقدار، ونحن؛ غالبا؛ ما نكون مقيدين بالأقدار، فـ «أقدارنا مكتوبة على الجبين» كما هو القول، أم أن لخبرة الحياة دورا، أم لا بد أن ننصهر في قضية ما؛ حتى نتبين من خلال ذلك شيئا من الحلول لتقودنا إلى نقطة التحول التي تكون، لأن الصدفة قد تقودنا إلى نقطة تحول ما، ولكن الحقائق لا تبنى على الصدف، بل من تأسيس مناهج عملية لها القدرة على إحداث نقاط تحول في حيواتنا، وبالتالي فالمساحة الزمنية التي مرت بنا دون أن ننتبه فيها على أن شيئا ما يمكن أن يحدث في حياتنا ليحولنا من حالة إلى أخرى، تظل مساحة زمنية مهدرة؛ حيث إنها تخلو من معززات نقاط التحول، وهذه حالة شائعة عند أغلبنا، فحلول قضايانا لا تأتي هكذا جملة واحدة، وإلا لما كانت في الكون قضايا لدى الإنسانية من الأصل، فلحكمة الخالق عز وجل، أن نكتوي بواقع ما نعاني، حتى يحفزنا على البحث عن الحلول، وعن الأسباب، وعن المسببات، وإلا لغدت الحياة مملة، والإنسان بطبيعته الفطرية إن لم يشغله شيء ما؛ يشعر أن حياته بلا قيمة.

عرفنا، العدد غير القليل من الذين حدثت عندهم «نقطة تحول» فحولت حياتهم إلى نعيم، أو إلى جحيم، فمن كان في الأولى، فذلك قدر وفضل من الله، وإن في الثانية؛ فذلك؛ أيضا؛ قدر وامتحان من الله، والإنسان إن لم يعش مثل هذه التحولات في مسيرة حياته، فسوف يهاجمه اليأس والقنوط، وقد يقوده ذلك إلى إنهاء حياته بيده، كما نسمع عن حالات الانتحار التي يقدم عليها الأشخاص الذين يئسوا من حياتهم، وإن كان هذا الأمر لا يخرج عن القدرية المكتوبة على البشر، إلا أن للإنسان دورا فيها، حيث فسح له المجال لأن يختار بين طريقي الخير والشر (وهديناه النجدين) ولأجل ذلك يحاسب على أي شر يفعله، ويكافأ على أي خير يفعله.

لعل أعظم التحولات التي تحدث هي تلك التي يتبناها القادة لمصالح شعوبهم، حيث تعد المكتسب الضخم للأمة كلها، وهي ما تنقل الشعوب من حالة الكفاف والظلم إلى حالة الغنى والعدل، والأمة التي تفتقد مثل ذلك تعيش حالة من اليأس والتململ، وفقدان الثقة، وهذا ما ينأى عنه العقلاء من قادة الأمم، الذين يسعون، وبكامل قدراتهم ومعارفهم، وقراءاتهم، واستشرافاتهم للمستقبل، بكل جهد وإخلاص إلى الحرص على أن تعيش شعوبهم تحولات إيجابية دائمة.. تحولات تفيض إلى الخير والأمان.. تحولات لا تقوم فقط على الصدفة، في اكتشافها، وإنما تقوم على الابتكار والتخطيط السليم، وهذه الصورة إن تتحقق؛ فإن لها مردودا كبيرا على مساحة التصالح بين القادة والشعوب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نقطة تحول

إقرأ أيضاً:

سوريا الجديدة… مسؤوليات التحول والعبور نحو المستقبل

#سواليف

#سوريا_الجديدة… مسؤوليات التحول والعبور نحو المستقبل

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

مع انقشاع سحب الاستبداد عن سماء سوريا، وبدء مرحلة جديدة من التحول السياسي، لا ينبغي أن نُخدع بأن سقوط النظام الوحشي البائد وحده هو النصر المنشود. إن نجاح الثورة السورية وتحقيق آمال وطموحات الملايين من السوريين لا يُختزل في إسقاط رأس النظام فحسب، بل يبدأ من تلك اللحظة بالذات، حيث تبدأ أعقد مراحل البناء وإعادة التأسيس.

مقالات ذات صلة بيان للأمن السوري بشأن ماهر الأسد 2025/07/27

إنّ النظام السياسي الجديد في سوريا يُواجه تحديات جسيمة ومسؤوليات وطنية وتاريخية لا يمكن التهاون معها، وفي مقدمتها ضرورة تبنّي مشروع مصالحة وطنية شاملة، تقوم على طي صفحة الماضي بكل آلامه وجراحه، دون إقصاء أو انتقام، والانتقال إلى نظام جديد يرتكز على أسس المواطنة والعدالة والحرية والتنمية. سوريا الجديدة يجب أن تكون لكل السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو المذهبية. هذه الرؤية التعددية الجامعة هي الضامن الوحيد لوحدة الدولة واستقرارها، ولتفويت الفرصة على مشاريع التقسيم والفوضى التي تتربص بالمنطقة.

ففي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى السلطة الجديدة، يُنتظر منها أن تكون على مستوى الحدث، لا مجرد بديل شكلي، بل نموذج مختلف في المضمون. نظام لا يُكرّس القمع بل يرسّخ الحريات، لا يوزع الولاء بل يُحصّن حقوق المواطنة، لا يتعامل مع الشعب بعقلية أمنية، بل بروح الشراكة والتكافؤ.

لكنّ نجاح هذا المشروع الوطني يتطلب دعماً دولياً واسع النطاق. وعلى الدول الغربية، التي طالما عبّرت عن مواقف مبدئية من الأزمة السورية، أن تُترجم أقوالها إلى أفعال. لا بد من مد يد العون للنظام السياسي الجديد من أجل إعادة الإعمار، وتهيئة البنى التحتية والاقتصادية المنهارة، وتحقيق الاستقرار الأمني والمؤسساتي، وتسهيل العودة الطوعية والآمنة للمهجّرين واللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في المنافي والمخيمات. هذه العودة لا يجب أن تكون خياراً مغامراً، بل حقاً مضموناً يرافقه الأمان والكرامة والضمانات الحقوقية والسياسية.

كما أن على المجتمع الدولي أن يعمل بجدّية على وقف التدخلات الخارجية التي ساهمت في تعميق جراح سوريا وإطالة أمد نزاعها. فالتدخل الإقليمي والدولي لم يعد يُنتج سوى مزيد من الفوضى والانقسام، ولا بد من دعم سيادة القرار السوري الوطني واستقلاليته. كما أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية، وتعديها على السيادة الوطنية، يجب أن يُواجَه بإجماع دولي صارم يدعم القيادة السورية الجديدة ويؤكد احترام القانون الدولي.

ولا يمكن الحديث عن استقرار حقيقي دون مواجهة جذور التوتر والانقسام الطائفي، خصوصاً في مناطق مثل السويداء والساحل وشمال شرق البلاد. هذه المناطق تشهد هشاشة مجتمعية وأمنية، تحتاج إلى خطاب وطني جامع، وخطط تنموية عادلة، وآليات تمثيل سياسي تكفل الحقوق ولا تثير المخاوف. وحدة النسيج السوري لا تُبنى بالخطابات فقط، بل بالعدالة الاجتماعية والإنصاف السياسي.

وفي هذا السياق، فإن على الدول الغربية مسؤولية أخلاقية وسياسية مضاعفة تجاه سوريا وشعبها. فبعد سنوات من الصمت أو التدخلات غير المجدية، حان الوقت للانتقال من سياسة إدارة الصراع إلى سياسة دعم السلام. المطلوب ليس فقط المساعدات الإنسانية، بل شراكات حقيقية في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية، والمساهمة في بناء مؤسسات دولة مدنية قوية قادرة على النهوض بمسؤولياتها.

كما أن الدول العربية، بكل ثقلها السياسي والاقتصادي، مطالبة بأن تمد يدها لسوريا الجديدة. فاستقرار وأمن وازدهار سوريا ليس شأناً سورياً فقط، بل هو مصلحة عربية استراتيجية كبرى. سوريا كانت وستبقى عمقاً عربياً مهماً، وأي نهوض لها سينعكس إيجاباً على كامل الإقليم. آن الأوان لرؤية عربية متقدمة تفتح أبواب التعاون والدعم وتؤسس لمرحلة جديدة من التكامل الإقليمي الحقيقي.

سوريا تقف اليوم على مفترق طرق. إما أن تغتنم هذه اللحظة التاريخية لبناء دولة المواطنة والحرية، أو أن تنزلق مجدداً نحو دوامة جديدة من الفوضى. الخيار ليس سهلاً، لكنه ممكن. ولأجل ذلك، لا بد أن يتحمل الجميع – من داخل سوريا وخارجها – مسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية تجاه شعب عانى ما لم يعانه شعب في هذا العصر.

إن التاريخ لن يرحم، وسيكتب ما إذا كانت هذه اللحظة قد شكّلت بداية لنهاية المأساة، أو مجرد فصل آخر في تراجيديا مستمرة.

مقالات مشابهة

  • الوضوء قبل النوم.. 4 فضائل عظيمة تحدث لك حتى الصباح
  • «الاستحمام الدافئ» قبل النوم… عادة بسيطة تحدث فرقاً كبيراً
  • ارتفاع درجة حرارة المحيطات.. هل وصلنا إلى نقطة تحول مناخي؟
  • نقطة تحول
  • وزير الخارجية الفرنسي: يجب أن يكون المؤتمر نقطة تحول لتنفيذ حل الدولتين
  • «دبي للثقافة» تثري المشهد الفني في القوز الإبداعية بجداريات ملهمة
  • نقطة تحول حرجة.. العلماء يحذرون من موجات الحرارة في أعماق المحيطات
  • نماذج ذكاء اصطناعي تغير إجاباتها تبعا لطريقة تحدث المستخدم
  • WSJ تنشر مقالاً لـياسر أبو شباب.. تحدث عن هدف مجموعته المسلحة
  • سوريا الجديدة… مسؤوليات التحول والعبور نحو المستقبل