قياس البصمة الكربونية لتوليد صور الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
تعاون الباحثون في شركة Hugging Face الناشئة للذكاء الاصطناعي مع جامعة كارنيجي ميلون واكتشفوا أن توليد صورة باستخدام الذكاء الاصطناعي، سواء كان ذلك لإنشاء صور مخزنة أو صور هوية واقعية، له بصمة كربونية تعادل شحن الهاتف الذكي. ومع ذلك، يرى الباحثون أن إنشاء النص، سواء كان ذلك لإنشاء محادثة باستخدام برنامج الدردشة الآلي أو تنظيف مقال، يتطلب طاقة أقل بكثير من توليد الصور.
لم تنظر الدراسة فقط في إنشاء الصور والنصوص بواسطة برامج التعلم الآلي. وقام الباحثون بفحص إجمالي 13 مهمة، تتراوح بين التلخيص وتصنيف النص، وقاسوا كمية ثاني أكسيد الكربون المنتجة لكل 1000 جرام. ومن أجل الحفاظ على عدالة الدراسة وتنوع مجموعات البيانات، قال الباحثون إنهم أجروا التجارب على 88 نموذجًا مختلفًا باستخدام 30 مجموعة بيانات. لكل مهمة، أجرى الباحثون 1000 طلب أثناء جمع "رمز الكربون" لقياس كل من الطاقة المستهلكة والكربون المنبعث أثناء التبادل.
تسلط النتائج الضوء على أن المهام الأكثر استهلاكًا للطاقة هي تلك التي تطلب من نموذج الذكاء الاصطناعي إنشاء محتوى جديد، سواء كان ذلك إنشاء نص أو تلخيص أو تعليق على الصورة أو إنشاء صورة. احتل توليد الصور المرتبة الأعلى من حيث كمية الانبعاثات التي ينتجها، وتم تصنيف تصنيف النص على أنه المهمة الأقل استهلاكًا للطاقة.
ويحث الباحثون علماء وممارسي التعلم الآلي على "ممارسة الشفافية فيما يتعلق بطبيعة وتأثيرات نماذجهم، لتمكين فهم أفضل لتأثيراتها البيئية". في حين أن استهلاك الطاقة المرتبط بشحن الهاتف الذكي لكل صورة يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي قد لا يبدو رهيبًا، إلا أن حجم الانبعاثات يمكن أن يتراكم بسهولة عند النظر في مدى شعبية نماذج الذكاء الاصطناعي العامة. لنأخذ ChatGPT على سبيل المثال - يشير مؤلفو الدراسة إلى أنه في ذروته، كان لدى برنامج الدردشة الآلي الخاص بـ OpenAI ما يزيد عن 10 ملايين مستخدم يوميًا و100 مليون مستخدم نشط شهريًا اليوم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أخطاء الذكاء الاصطناعي تربك ملخصات برايم فيديو
لم تبدأ تجربة أمازون مع تقديم ملخصات المسلسلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بالطريقة التي كانت الشركة تأملها. فبدلًا من تسهيل مهمة المشاهدين وتقديم محتوى مختصر ودقيق، كشفت أولى التجارب عن مشكلات واضحة في الدقة والفهم، كان أبرزها ما حدث مع ملخص الموسم الأول من مسلسل Fallout على منصة برايم فيديو.
وبحسب ما أورده موقع GamesRadar+، فإن الملخص المُولّد بالذكاء الاصطناعي يحتوي على عدد من الأخطاء الجوهرية، من بينها معلومات غير صحيحة تتعلق بأحداث العمل وسياقه الزمني، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى جاهزية هذه الأدوات للاستخدام الواسع دون مراجعة بشرية.
يمكن للمشاهدين الاطلاع على هذا الملخص من خلال قسم “الإضافات” الموجود ضمن صفحة الموسم الثاني من مسلسل Fallout على برايم فيديو. وعلى الرغم من أن الفيديو يبدو من الناحية التقنية متماسكًا، حيث يجمع بين المقاطع المصورة والموسيقى والحوار في قالب واحد، إلا أن محتواه يعاني من سطحية واضحة وسوء فهم لتفاصيل أساسية في القصة.
أحد أبرز الأخطاء يتمثل في تحديد الفترة الزمنية لمشاهد الفلاش باك التي تدور في مدينة لوس أنجلوس. إذ يشير الملخص إلى أن هذه المشاهد تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، بينما الحقيقة أن أحداثها تقع في عام 2077، وهو العام المحوري في عالم Fallout. وتدور السلسلة في خط زمني بديل انفصل عن تاريخنا الحقيقي بعد عام 1945، وهي نقطة أساسية لفهم أجواء المسلسل ورسائله.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فقد أشار موقع Gizmodo إلى أن الملخص يُسيء أيضًا فهم نهاية الموسم الأول، وهي نهاية تمهّد بوضوح لأحداث الموسم الثاني، وخاصة العلاقة التي تتشكل بين شخصية لوسي، ساكنة الملجأ، وشخصية “الغول”، أحد سكان الأراضي القاحلة المشعة. هذه العلاقة ليست مجرد تحالف عابر، بل ترتبط بشكل وثيق بالغموض الذي يدور حوله الموسم الأول بأكمله، وهو ما تجاهله الملخص أو عرضه بصورة مشوشة.
المفارقة أن الفيديو نفسه يعطي انطباعًا تقنيًا جيدًا، إذ يثبت أن نظام الذكاء الاصطناعي لدى أمازون قادر على تحرير المقاطع ودمج العناصر السمعية والبصرية بسلاسة. غير أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الفهم العميق للسرد الدرامي، وهو ما يجعل هذه الملخصات غير موثوقة كمصدر لتذكير المشاهد بالأحداث أو تمهيده لموسم جديد.
ورغم أن هذه الأخطاء قد لا تؤثر بشكل مباشر على استمتاع الجمهور بالموسم الثاني من Fallout، فإنها تطرح علامات استفهام كبيرة حول استراتيجية أمازون في الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي دون رقابة بشرية كافية. ويبدو أن حل هذه المشكلة لم يكن معقدًا، إذ كان من الممكن ببساطة عرض الفيديو على موظف شاهد المسلسل لمراجعته قبل نشره.
ولا تُعد هذه الواقعة الأولى التي تكشف عن ضعف مراقبة الجودة في محتوى الذكاء الاصطناعي لدى أمازون. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، اضطرت الشركة إلى سحب مقاطع دبلجة صوتية مُولّدة بالذكاء الاصطناعي لعدد من مسلسلات الأنمي، من بينها Banana Fish، بعد شكاوى واسعة من رداءة الصوت وعدم ملاءمته لطبيعة العمل.
هذا السياق يجعل من المرجح أن تقوم أمازون بسحب ملخص Fallout الحالي، وتصحيحه، ثم إعادة نشره لاحقًا. لكن المشكلة الأعمق تتعلق بالاتجاه العام للشركة نحو إدخال المزيد من المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي إلى منصتها، في وقت لم تصل فيه هذه التقنيات بعد إلى مستوى يضمن الدقة والموثوقية.
ومع قاعدة مستخدمين ضخمة مثل التي تمتلكها برايم فيديو، يصبح أي خطأ صغير مضخمًا، ويؤثر على ثقة الجمهور في المنصة. فالذكاء الاصطناعي قد يكون أداة فعالة لتسريع الإنتاج وخفض التكاليف، لكنه لا يزال، حتى الآن، بحاجة ماسة إلى إشراف بشري حقيقي، خاصة عندما يتعلق الأمر بأعمال درامية معقدة تعتمد على التفاصيل والسياق بقدر اعتمادها على الصورة والصوت.