شددت السفارة الروسية لدى لندن على أن الزيادة في الإنتاج العسكري والالتزام بتزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة، يشهدان على اختيار بريطانيا مسار إطالة أمد الأزمة الأوكرانية وعسكرة أوروبا.

"نيويورك تايمز": واشنطن تبحث تزويد كييف بصواريخ أرض – أرض الموجهة بعيدة المدى

وأوضحت البعثة الدبلوماسية الروسية في بيان أن "البريطانيين يطلبون من الحلفاء زيادة الإنفاق الدفاعي بانتظام إلى ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وتكييف الخطط العسكرية والهيكل التنظيمي لحلف الناتو وزيادة قدرات الاستجابة السريعة في جميع بيئات العمليات".

وأضاف البيان أن "أحد العناصر الهامة يتمثل في التعديل الصحيح للمجمع الصناعي العسكري للسماح بزيادة سريعة في الإنتاج العسكري. تشمل الأمثلة إنجازات بريطانيا الخاصة، بما في ذلك عقد جديد مع BAE Systems لتصنيع القذائف المدفعية، بما في ذلك احتياجات القوات الأوكرانية. بالطبع، ستكون هذه القائمة غير مكتملة بدون التزام لندن سيئ السمعة بتقديم مساعدة عسكرية طويلة الأمد لنظام كييف".

وتابعت السفارة الروسية أن "كل ما سبق، إلى جانب سياسة إطالة أمد النزاع الأوكراني، يجعل من الممكن التوصل إلى نتيجة واضحة ومقلقة للغاية: إنها دعوة واضحة من المسؤولين البريطانيين لعسكرة القارة الأوروبية، و"سباق تسلح" إقليمي وإرساء الأسس لمواجهة طويلة الأمد بين روسيا والغرب، مع مخاطر جدية لمزيد من التصعيد. وفي الوقت نفسه، تم تكليف أوكرانيا بدور لا تحسد عليه كساحة تجارب لاختبار أحدث أنواع الأسلحة الغربية الفتاكة".

وفي 10 يوليو، تلقت أكبر شركة أوروبية في قطاع الدفاع BAE Systems، أمرا من الحكومة البريطانية لإنتاج قذائف مدفعية من عيار 155 ملم وذخائر أخرى، بقيمة بلغت 280 مليون جنيه إسترليني (360 مليون دولار). وتم الإعلان عن إبرام العقد قبل افتتاح قمة "الناتو" في فيلنيوس، وكان أحد موضوعاتها توريد الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا.

وفي 13 مارس، أعلنت الحكومة البريطانية زيادة قدرها 5 مليارات جنيه إسترليني (حوالي 6 مليارات دولار) في الإنفاق الدفاعي على مدى العامين المقبلين في ضوء النزاع في أوكرانيا، كما أشار مجلس الوزراء، إلى أن جزءا من هذا المبلغ سيستثمر في إنتاج الذخيرة لتحل محل التي تم نقلها سابقا إلى أوكرانيا من المستودعات البريطانية.

المصدر: تاس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو كييف لندن موسكو واشنطن

إقرأ أيضاً:

جنوب السودان.. سالفا كير يعلن الطوارئ في ولايتين وتحذيرات من عسكرة الحياة المدنية

أعلن رئيس جنوب السودان، سالفا كير، يوم الجمعة، حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر في مقاطعة ميوم بولاية الوحدة وولاية واراب، على خلفية تصاعد العنف القبلي، خصوصًا في منطقة تونج الشرقية، التي شهدت مواجهات دموية مرتبطة بسرقة الماشية وهجمات انتقامية.

وجاء الإعلان عبر مرسوم رئاسي بثه التلفزيون الحكومي، تضمن قيودًا على حركة المدنيين، فيما تحدثت تقارير عن تنفيذ غارات جوية في بعض المناطق في محاولة لردع الميليشيات المسلحة ووقف دوامة العنف.

وبموجب الدستور الانتقالي، يُفترض عرض حالة الطوارئ على الهيئة التشريعية خلال 15 يومًا من إعلانها، غير أن البرلمان في عطلة طويلة، مما يثير تساؤلات حول قانونية وتوقيت المصادقة، بحسب موقع “راديو تمازج”.

وعلّق الناشط الحقوقي تير منيانق قاتويج على القرار، واصفًا إياه بـ”غير الفعّال”، داعيًا الحكومة إلى تنفيذ الفصل الثاني من اتفاق السلام الموقع عام 2018، والذي ينص على تشكيل قوات موحدة لحفظ الأمن، محذرًا من “عسكرة الحياة المدنية”.

في المقابل، أيد الناشط المدني أدموند ياكاني حالة الطوارئ في ولاية واراب، معتبرًا أنها “خطوة وقائية”، لكنه شدد على ضرورة محاسبة النخب السياسية المتورطة في تأجيج الصراعات المحلية.

وتأتي هذه الإجراءات في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة أن المئات لقوا مصرعهم منذ ديسمبر 2024، بسبب تفاقم الصراعات الطائفية في البلاد، وخاصة في منطقة تونج الشرقية، كما أشارت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) إلى أن العنف أدى إلى دمار واسع في الممتلكات ونزوح جماعي للسكان.

وفي السياق الإنساني، أعلنت السلطات السودانية وصول نحو 25 ألف لاجئ من جنوب السودان إلى ولاية النيل الأبيض بالسودان خلال مايو الماضي، هربًا من العنف والانفلات الأمني، ما ينذر بتدهور إضافي في الوضع الإقليمي، في ظل أزمات إنسانية متراكمة تمتد على طول الحدود.

ووسط هذه التطورات، تتزايد الضغوط على حكومة جنوب السودان والمجتمع الدولي لتفعيل بنود اتفاق السلام، ووقف النزاعات المحلية قبل أن تتفاقم إلى مستوى يصعب احتواؤه.

يذكر أن جنوب السودان هو أحدث دولة مستقلة في العالم، نالت استقلالها عن السودان في يوليو 2011 بعد استفتاء شعبي. رغم الآمال الكبيرة التي صاحبت إعلان الدولة الجديدة، انزلقت البلاد سريعًا إلى حرب أهلية دامية في ديسمبر 2013، بسبب خلافات سياسية بين الرئيس سالفا كير ونائبه السابق رياك مشار، ما أدى إلى مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين، ورغم توقيع اتفاق سلام نهائي في 2018، لا تزال البلاد تعاني من هشاشة أمنية، وتفشي النزاعات القبلية، وضعف مؤسسات الدولة، وفشل في تنفيذ بنود الاتفاق، خصوصًا المتعلقة بتوحيد القوات ونزع سلاح الجماعات المسلحة. الأوضاع الإنسانية في البلاد شديدة التعقيد، مع تفشي الفقر وسوء التغذية وانتشار الأمراض، إلى جانب اعتماد ملايين المواطنين على المساعدات الدولية.

آخر تحديث: 6 يونيو 2025 - 18:19

مقالات مشابهة

  • روته يخيّر أوروبا: إما الاستثمار في الدفاع الآن أو البدء في تعلم اللغة الروسية لاحقًا
  • قلق في بريطانيا من ضربة نووية روسية تستهدف لندن
  • أوربان يحذر الأوروبيين: أوكرانيا ليست "درعا" لأوروبا وصب الزيت على النار لن يطفئها
  • وزارة الدفاع الروسية تعلن شن ضربات استهدفت مواقع عسكرية في أوكرانيا خلال الليل
  • الدفاع الروسية: تحييد نحو 255 عسكريا أوكرانيا في مقاطعة سومي
  • جنوب السودان.. سالفا كير يعلن الطوارئ في ولايتين وتحذيرات من عسكرة الحياة المدنية
  • لم نستعد لحرب طويلة.. ضباط إسرائيليون يحذرون من استنزاف خطير للعتاد والجنود
  • ‏وزارة الدفاع الروسية تعلن شن هجوم جويّ واسع النطاق على أهداف في أوكرانيا وأن الهجوم "حقق كل أهدافه"
  • خبيران: أوروبا أمام فرصة تاريخية للاستقلال العسكري والخروج من عباءة أميركا
  • هل تضاف زيادة أعداد السودانيين والإرتريين الداخلين إلى بريطانيا لدوافع التدخل البريطاني العاجل لوضع حد للحرب في البلاد؟