هل تضاف زيادة أعداد السودانيين والإرتريين الداخلين إلى بريطانيا لدوافع التدخل البريطاني العاجل لوضع حد للحرب في البلاد؟
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
نشرت الصحافة البريطانية اليوم (الثلاثاء) آخر إحصاءات الهجرة غير الشرعية إلى البلاد، والتي يطلق عليها صفة “هجرة القوارب الصغيرة “، وكانت المفاجأة ان الإرتريين والسودانيين يأتون على رأس القائمة. فهل لذلك أيما علاقة بالحملة الكبرى التي أطلقها البريطانيون ينادون فيها بالعمل على حل المشكل السوداني بأعجل ما تيسر؟
فقد أطلق قادة منظمات دولية ونجوم مجتمع حملة ضخمة يحثون فيها رئيس الوزراء البريطاني سير كير ستارمر لاتخاذ إجراءات عملية تجاه ما يجري في السودان.
ووفقاً لصحيفة “الـستاندرد” أصبح الإريتريون القومية الأكثر عدداً بين المهاجرين القادمين إلى المملكة المتحدة بعد عبورهم القناة الإنجليزية، حسب الأرقام الجديدة، إذ بلغ عدد القادمين 1,291 في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، وكان 20% منهم من هذه الدولة الأفريقية الشرقية، والتي تعادل 6,420 ممن كانت جنسيتهم معروفة.
هذه هي المرة الأولى التي تمثل فيها إريتريا العدد الأكبر من الأشخاص الذين يقومون برحلة في ربع سنة. ارتفعت النسبة من 13% في أكتوبر – ديسمبر 2024 و 8% في يوليو – سبتمبر. وفي ذلك فقد أزاحوا الأفغان من المرتبة الأولى في كلا الربعين السابقين، كانت الجنسية الأكثر شيوعًا هي الأفغانية. ويأتي هذا في الوقت الذي وصل فيه 825 مهاجرًا إلى المملكة المتحدة يوم الأربعاء بعد عبور القناة، وهو أعلى عدد في يوم واحد حتى الآن هذا العام.
ويبلغ العدد التراكمي للمهاجرين القادمين عبر القوارب الصغيرة في عام 2025 الآن 13,573، بزيادة قدرها 37% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
تم نشر أحدث البيانات حول جنسيات المهاجرين من قبل وزارة الداخلية والتي تظهر أن المواطنين الأفغان شكلوا ثاني أكبر مجموعة من الوافدين في الفترة من يناير إلى مارس من هذا العام، حيث مثلوا 13% من الإجمالي، مقارنةً بـ 20% لإريتريا.
تلا ذلك أشخاص من السودان (12%)، وفيتنام (8%) وإيران (8%). إن الزيادة في عدد المهاجرين من إريتريا هي أحدث مثال على التغيير في تركيبة الجنسيات التي تقوم بالرحلة في قوارب صغيرة. كانت الجنسية الفيتنامية هي الأكثر شيوعًا في كل من الفترة من يناير إلى مارس ومن أبريل إلى يونيو 2024، حيث شكلت 20% و15% من الوافدين على التوالي.
رداً على ذلك، وقعت الحكومة المحافظة آنذاك اتفاقية مع فيتنام لتعزيز الجهود لردع السفر غير القانوني إلى المملكة المتحدة. التزمت الدولتان بتطوير خطة عمل مشتركة لمكافحة الاتجار بالبشر، بالإضافة إلى زيادة تبادل المعلومات ورفع الوعي بالطرق القانونية للهجرة. ونتيجة لذلك، انخفضت نسبة الوافدين من فيتنام إلى 8% في الفترة من يوليو إلى سبتمبر و4% في أكتوبر إلى ديسمبر، على الرغم من أنها ارتفعت إلى 8% في يناير إلى مارس من هذا العام.
بعد الزيادة في صيف 2022 في عدد الألبان الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة عبر القوارب الصغيرة، اتفقت حكومتا البلدين على العمل معًا لمنع الأشخاص من القيام بهذه الرحلة.
ولنا أن نسأل من بعد ، ما علاقة هذا بالحرب الدائرة الآن في السودان؟ العلاقة الأولى هي أن السودان كان يمثل كابحاً ومغلاقاً يمنع الهجرة من دول شرف أفريقيا إلى أوروبا والآن بعد أن انشغل السودان بأمر نفسه أصبح الباب مشرعاً للخروج من وعبر السودان إلى أي مكان يشاء المرء وخاصة عبر الصحراء؛ ورغم غياب الإحصاءات الدقيقة عن عدد الأجانب من الدول الافريقية الجارة الذين غادروا السودان جراء الحرب إلا أن عملية استقرائية بسيطة قد تكون مؤشرا واضحا على أن أعداداً كبيرة خرجت من السودان وقطعا لم تيمم شطر بلادها الأصلية و إنما صوب أوروبا و كندا واستراليا وكل منا لديه جار أو قاطن في الحي منهم خرج من السودان والذي كان يقيم فيه متربصاً فرصة متاحة للخروج وإلا أصبح عرضة للاتهام بالارتزاق في أفضل الأحوال وبالإخراج إلى معسكر يكون في الحد الأدنى اكثر أمانا له. وللمرء أن يظن أنه من هذه الوجه جاءت الوفود بريطانيا إذ أن السودان كان تاريخياً هو البوابة التي يهاجر منها الارتريون إلى أوروبا و من هنا جاء الاهتمام المتزايد بالتعاون مع السودان في إيقاف الهجرة عبر الصحراء الي ليبيا ومنها الى أوروبا والغرب عموما وطريق الصحراء الآن أصبح متاحاً ولا تخيف الناس المهالك المنبثة على طول الطريق وقد لا يذيع المرء سراً إن قال إن كثيراً جداً من “المتعاونين” وخاصة من مناطق الخرطوم ودارفور ووسط السودان من الجزيرة إلى النيل الأبيض وسنار وغيرها كان مخرجهم الوحيد هو عبر الحدود الشمالية الغربية للبلاد ومنها إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا، وحتى قبيل الحرب أفاض الصحفيان السودانيات المتخصصان في هذا الجانب صالح عمار وعلي الصادق البصير عن الهجرة من السودان وعبره والجهود الأوروبية وجهود وزارة الداخلية ورغم ذلك كانت أعداد كثيرة منهم تخرج فكيف الحال الآن وقد بدأت طلائعهم تصل إلى الشواطئ البريطانية؟
وكأنما أراد السودانيون أن يقولوا للإنجليز ونزيدكم من الشعر بيت: فقد أشارت الإحصاءات أن السودانيين زاد عدد الداخل منهم إلى بريطانيا إذ جاء الارتريون أولا ثم اعقبهم الأفغان”تلا ذلك أشخاص من السودان (12%)،” وفقا لجريدة الاستاندرد أي أن من آثار الحرب في السودان زيادة المهاجرين غير الشرعيين ودخولهم عبر النقق وعبر القوارب إلى المملكة المتحدة.
ولكن في الحالات المشابهة مع الأفغان ومع الألبان وغيرهم سعت بريطانيا إلى عقد اتفاقيات وبروتكولات لإيقاف الصنبور المتدفق من منبعه لا إلى المعالجات التي تتم على الحدود فهي لم تكن تجدي، فهل يضاف هذا التطور إلى الأسباب التي تدعو إلى أن تسعى بريطانيا سعياً حثيثاً كما تدعو حملة الفنانين والناشطين إلى التدخل في أمر السودان وإيقاف الحرب وبالتالي تساعد نفسها في إيقاف الهجرة إلى الجزر او تخفف منها دعك من من وراء السودان وارتريا في المنطقة ودخول آخرين من غير المهاجرين العاديين؟
المحقق – محمد عثمان آدم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إلى المملکة المتحدة من السودان الفترة من
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
رفض الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرا من خطر تقسيم البلاد وتداعيات ذلك على جهود السلام، وداعيا المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع الكيان الجديد.
دعا الاتحاد الإفريقي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرًا من تداعيات هذه الخطوة على وحدة البلاد وجهود السلام الجارية، في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
تحذير من تقسيم السودان
وفي بيان له، دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي “جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يُسمى الحكومة الموازية” التي شكلتها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المدعو “حميدتي”.
وأكد البيان أن هذه الخطوة “ستكون لها عواقب وخيمة على جهود السلام ومستقبل السودان”، منددا مجددا بـ”جميع أشكال التدخل الخارجي التي تؤجج النزاع السوداني، في انتهاك صارخ” لقرارات الأمم المتحدة.
حكومة موازية وسط رفض محلي ودولي
وأعلنت قوات الدعم السريع يوم السبت 26 تموز/يوليو تشكيل حكومة موازية تتألف من 15 عضوا، يرأسها حميدتي، ويتولى عبد العزيز الحلو، زعيم “الحركة الشعبية لتحرير السودان”، منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي. كما تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء، والإعلان عن حكام للأقاليم، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور.
وكان حميدتي قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي، في الذكرى الثانية للحرب الأهلية، نيته تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، مؤكدا أن التحالف الجديد يمثل “الوجه الحقيقي للسودان”، مع وعود بإصدار عملة ووثائق هوية جديدة، واستعادة الحياة الاقتصادية.
وقد أعربت الأمم المتحدة في حينه عن قلقها العميق من خطر “تفكك السودان”، محذّرة من أن مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع وترسيخ الأزمة.
اتهامات لـ”الدعم السريع” باستهداف المدنيين
وقبل أيام، اتهمت مجموعة “محامو الطوارئ” السودانية، المعنية بتوثيق الانتهاكات خلال الحرب المستعرة في البلاد، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 30 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، خلال هجوم استمر يومين على قرية بريما رشيد بولاية غرب كردفان.
وذكرت المجموعة، في بيان صدر الجمعة 25 تموز/يوليو، أن الهجوم وقع يومي الأربعاء والخميس واستهدف القرية الواقعة قرب مدينة النهود، وهي منطقة استراتيجية لطالما شكلت نقطة عبور للجيش السوداني في إرسال التعزيزات نحو الغرب. وأسفر اليوم الأول من الهجوم عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينما ارتفع عدد الضحايا في اليوم التالي إلى 27.
وأكد البيان أن “من بين القتلى نساء وأطفال، ما يجعل من الهجوم جريمة ترقى إلى انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي، لاسيما من حيث الاستهداف المتعمد والعشوائي للمدنيين”.
وفي تطور خطير، اتهمت المجموعة قوات الدعم السريع باقتحام عدد من المنشآت الطبية في النهود، بينها مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي، ووصفت ذلك بأنه “انتهاك صارخ لحرمة المرافق الطبية”.
ولم تصدر قوات الدعم السريع حتى الآن أي تعليق رسمي على تلك الاتهامات.
انقسام ميداني يعمق الأزمة الإنسانية
وتخوض قوات الدعم السريع منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حربا دامية ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة. وتسيطر قوات الجيش على مناطق الشمال والشرق والوسط، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم إقليم دارفور وأجزاء من كردفان.
في ظل هذا الانقسام، تعاني البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتفاقم مع انتشار المجاعة وصعوبة وصول المساعدات.
13 وفاة بسبب الجوع في دارفور
وفي مؤشر على عمق الكارثة الإنسانية، أعلنت مجموعة “شبكة أطباء السودان” أمس الثلاثاء عن وفاة 13 طفلا في مخيم لقاوة بشرق دارفور خلال الشهر الماضي بسبب سوء التغذية. ويأوي المخيم أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويعاني من نقص حاد في الغذاء.
ودعت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى زيادة الدعم الإنساني العاجل، محذرة من تفاقم الوضع في ظل تزايد معدلات الجوع بين الأطفال. كما ناشدت منظمات الإغاثة الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى مناطق النزاع.
أزمة إنسانية خطيرة
وبحسب تقييمات الأمم المتحدة، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية تحول دون الوصول الآمن للمساعدات. ومع تزايد المبادرات المنفردة لتقاسم السلطة، تبدو البلاد مهددة بتفكك فعلي، في غياب تسوية شاملة للنزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
من جهة أخرى، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه “رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا”.
وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن “أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%”.
وتوقع بلبيسي عودة “نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب”.
يورو نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتساب