وثائق سرية: كواليس اتصالات هنري كيسنجر والملك الحسن الثاني قبيل المسيرة الخضراء
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
محمد مستعد
تكشف أرشيفات وزارة الخارجية ووكالة المخابرات الأمريكيتين التي رفعت عنها السرية بعد 50 عاما، والمتعلقة بأنشطة وزير الخارجية الشهير هنري كيسنجر الذي توفي الخميس الماضي، عن عدة حقائق حول المسيرة الخضراء وأهميتها في التاريخ الوطني الراهن. وحسب دراسة للأستاذ عبد الله ساعف مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، فإن هنري كيسنجر اكتشف الصراع الإقليمي حول الصحراء في بداياته بمناسبة جولات كان يقوم بها في المنطقة بحثا عن حل لصراع أوسع هو الحرب العربية الإسرائيلية التي جرت في 1973.
تأكد الاهتمام الأمريكي بالنزاع الناشئ في الصحراء بمجرد إعلان إسبانيا عزمها الانسحاب منه في 1975. وطيلة أسفاره وتنقلاته، سيواجه كيسينجر صعوبات كبيرة في تدبير العلاقات بين الرباط والجزائر ومدريد بخصوص مستقبل إدارة الأقاليم الجنوبية. وكان موقف إسبانيا يتأرجح بين المغرب والجزائر، فكان يميل، تارة، نحو هذا الطرف، وتارة نحو الطرف الآخر خلال فترة مرض فرانكو، وتولي الملك خوان كارلوس السلطة. أما الجزائر، فرغم دعمها المعلن للاتفاق المغربي الإسباني حول نقل السيادة على الصحراء إلى المغرب وموريتانيا، فإن موقفها لم يكن واضحا. واعتبرت واشنطن، حسب الوثائق المذكورة، أن هناك مناورة دبلوماسية لانتزاع اعتراف المغرب بجزائرية مدينة تندوف، ومصادقته على اتفاقيات إفران الموقعة بين البلدين في 1969، وفرصة للانتقام من “حرب الرمال ”.
في خضم النقاشات التي جمعت بين كيسنجر والملك الراحل الحسن الثاني، ومن خلال عملية تفكيكها لرموز الاستعدادات للمسيرة الخضراء، كانت المخابرات الأمريكية تتساءل عما إذا كان المغرب يستعد للقيام بتدخل عسكري، خاصة مع المطالب المغربية الملحة بالحصول على عدة أسلحة. وقد طمأن الملك الأمريكيين، وأوضح لهم بأن ما يقوم بالإعداد له ليس له أي طابع عسكري. لكن الملك لم يأخذ بالاعتبار في أي وقت من الأوقات بنصيحة كيسنجر “الحازمة للغاية”، والتي طالب فيها بإلحاح العاهل المغربي بالتراجع، وبالتخلي عن المسيرة الخضراء.
بعث كيسنجر بعدة رسائل إلى الملك يناشده فيها بأن يتراجع عن المسيرة، ويبلغه بتهديدات الرئيس الجزائري والسلطات الإسبانية. ولكن بدون جدوى. وينبغي، في هذا الصدد، أن نقرأ وثائق وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية لنعرف إلى أي حد كان الرفض القاطع للملك يثير الإعجاب. ورغم تحذيرات كيسنجر، واصل الحسن الثاني مشروعه. وقد نقل إليه وزير الخارجية الأمريكي كلام بومدين الذي كان يقول فيه بأن الملك الحسن الثاني يلعب بالنار وبأن: “المغرب ليس له أي مصلحة في أن يدخل في نزاع مع الثورة الجزائرية، في حين أن الجزائريين لا يخشون من هذا الاحتمال. فنحن ثوار، واعتدنا على القتال. وأنا ليس لدي عرش أخسره مثل الحسن… “. إلا أن الملك لم يغير من موقفه. كما نقل كيسينجر رسالة تحذير أخرى بعثها كورتينا (وزير الخارجية الإسباني)، وجاء فيها: “لقد تلقت قواتنا المسلحة الأوامر بصد أي محاولة للاجتياح. إن الحسن الثاني يلعب بعرشه، ويريد أن يصرف رأيه العام عن مشاكله الداخلية. إسبانيا ليس لديها أية نية لتدفع ثمن أخطائه. لهذا أطلب منكم أن تبذلوا كل ما في استطاعتكم لتجنب العواقب المأساوية التي من المؤكد أنها ستترتب عن هذه المسيرة “.
يتوقف الأستاذ عبد الله ساعف عند مجموعة من الخلاصات لحدث المسيرة الخضراء، ليؤكد أنها شاهد على العقلية الاستراتيجية للمغاربة، وعلى مهاراتهم التكتيكية. كما أنها كشفت عن قدر كبير من البراغماتية، والمناورة بروح من الاعتدال والحكمة التي فاجأت الأصدقاء والأعداء. كما أن المسيرة كانت المنطلق لتحولات سياسية جذرية على الصعيد الداخلي، ولكن في ظل الاستمرارية. ففي وقت كانت هناك مخاطر قصوى، تم تدشين حرب مباشرة لمواجهة دول كانت تقوم بدعم أعداء الوحدة الترابية للبلاد. لقد “كانت هذه الحرب فرصة للنظام لرفع التحدي، ولترسيخ جذوره، وتقويتها”.
كلمات دلالية الحسن الثاني هنري كيسينجر
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الحسن الثاني المسیرة الخضراء الحسن الثانی
إقرأ أيضاً:
هنري نجم أرسنال السابق ينتقد تصريحات صلاح ضد ليفربول
انضمّ النجم الفرنسي المعتزل تيري هنري إلى نجوم كرة القدم السابقين الذين انتقدوا التصريحات النارية الأخيرة للمصري محمد صلاح لاعب ليفربول.
تصريحات صلاح عبّر فيها عن غضبه الشديد من جلوسه على مقاعد البدلاء في المباريات الثلاث الأخيرة لليفربول بالدوري الإنجليزي، وألمح أيضا إلى إمكانية مغادرة الفريق في سوق الانتقالات الشتوية القادمة، وفجّر فيها قنبلة حول انتهاء علاقته بمدرب الفريق الحالي آرني سلوت.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميسي يتفوق على كبار الأندية الأوروبية بعدد الألقابlist 2 of 2صلاح "المحبط" يهاجم إدارة ومدرب ليفربول ويلمح إلى رحيلهend of listوبسبب هذه التصريحات استُبعد صلاح من قائمة الريدز في المباراة ضد إنتر ميلان التي جرت أمس في واحدة من قمم الجولة السادسة من مرحلة الدوري لدوري أبطال، وهو قرار حظي بدعم مباشر من الإدارة.
هنري ينتقد تصريحات صلاح ضد ليفربولهنري انضم إلى عدد من النجوم السابقين وجهوا انتقادات لاذعة لصلاح، ممن يرون أن اللاعب مهما بلغت أهميته لا يحق له أن "يزعزع الانسجام داخل الفريق".
وقال هنري خلال تحليله مباراة ليفربول وإنتر ميلان على شبكة "سي بي إس" الأميركية مستندا على تجربته الشخصية: "لا أحد يشكك فيما حققه صلاح في كرة القدم. نحن نتحدث عن لحظة معينة أرى أنه أخطأ فيها".
“You have to protect your team at all costs.”
Thierry Henry shares his thoughts on Mo Salah’s recent comments ⬇️ pic.twitter.com/LyJ29ND101
— CBS Sports Golazo ⚽️ (@CBSSportsGolazo) December 9, 2025
وأضاف: "لا يمكنك أن تتحدث علنا عن وضعك الشخصي عندما يكون فريقك يمرّ بظروف صعبة. هذه الأمور تُناقش داخل غرفة الملابس، وقد فعلتُ ذلك بنفسي. كانت لديّ مشاكل مع (أرسين) فينغر ومع (بيب) غوارديولا، هل سمعتموني يوما أتحدث عنها علنا؟".
وتابع: "أبدا لم أفعل ذلك، لقد حميتُ النادي. عندما تلعب لنادٍ ما يجب أن تحميه بكل ما أوتيت من قوة. مهما كانت الأمور التي تحدث داخله يتوجب عليك أن تحمي زملاءك في الفريق، المدرب والجهاز الفني".
إعلانوواصل نجم أرسنال وبرشلونة الأسبق: "قد تكون غاضبا أو محبطا أو مختلفا في الرأي، لكنّ هذا لا يعني أن غسل الأوساخ على الملأ، لا سيما عندما يمر النادي بظروف صعبة".
وزاد: "بدلا من ذلك تنتظر وتُسوي الأمور داخليا ثم إذا رغبت في الرحيل أو في قول رأيك، فإنك تفعل ذلك في الوقت المناسب".
وختم هنري: "أتفهم الأنا وحالة الإحباط التي يشعر بها صلاح، فهو يسجل 38 هدفا ثم يجد نفسه على مقاعد البدلاء، لكن تأتي لحظة يجب فيها تقديم مصلحة الفريق على مصلحة الفرد، أتفهم حرية الرأي والرغبة في الكلام، لكنني لا أفهم الطريقة ولا التوقيت. بالنسبة لي هذا لا معنى له وكان تصرّفا خاطئا".
يُذكر أن ليفربول تمكّن من العودة بانتصار ثمين من ملعب سان سيرو بهدف دون رد سجله المجري دومينيك سوبوسلاي من علامة الجزاء قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي.
ويحتل ليفربول حاليا المركز الثامن مؤقتا في جدول ترتيب مرحلة الدوري للبطولة الأوروبية العريقة برصيد 12 نقطة.