تداولت منصات تواصل اجتماعي ومواقع إخبارية خلال الأيام الماضية، تهديد قائد القوات الجوية لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، تومر بار، بقصف اليمن، عقب قرارها بحظر السفن الاسرائيلية من المرور في البحر الأحمر.

وتعليقا على تلك التهديدات شن البروفيسور منصور الزنداني أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء – وعضو مجلس النواب، هجومًا قويا وغير مسبوق على قائد سلاح الجو الإسرائيلي.

وقال الزنداني في مقال له، اطلع عليه محرر “الميدان اليمني” إن “أي مواجهة عسكرية مع العدو الصهيوني وحلفائه ليس لنا في يمن الإسلام والعروبة ، يمن المدد موقف ثاني أو ثالث ، إنما هو موقف واحد موقف الشعب اليمني الداعم لغزة ولكل فلسطين”.

وقال ”في الأيام القليلة الماضية يظهر علينا قائد القوات الجوية الصهيو – صليبية في فلسطين المحتلة يتوعد بالهجوم على اليمن وضربها بسلاحه الأمريكي المتطور ، ويعتقد هذا المهزوم مقدما أنه يخيف بذلك أبناء الشعب اليمني بإستعراض عدته وعتاده”.

وأضاف:” لهذا المريض نفسيا وبكل وضوح نقول وبصوت عال : إن طائراتكم كلها لن تخيفنا أو تثنينا عن موقفنا الثابت تجاه غزة ، بل وتجاه كل فلسطين ، ونؤكد لكم ما هو مؤكد : لمن لا يعرف اليمن وشعبه نقول له : – جيوشكم أكفانها جاهزة لدينا ، وسلاحكم مهما كان متطورا لا يرعبنا ؛ لأن الخوف لا يرهبنا ، وليس له مكان في عقولنا أو قلوبنا أو صدورنا ، إقرأوا التأريخ لتعلموا منه أن اليمن كان ولازال مقبرة للغزاة ، وستعلمون أن أبناء اليمن جيل بعد جيل هم حملة راية الاسلام وراية الحرية ، أما الحرب وبكل أنواعها فنحن رجالها في الماضي والحاضر والمستقبل ، وقوتنا وعزيمتنا نستمدها من كتابنا وإيماننا ومن وطننا ، وحياتنا كلها قوة ونخوة وعزة وكرامة” .

وقال :”شعبنا واحد وجيشنا واحد وصفنا واحد في هذه القضية ، لا مكان حينها للفرقة والشتات ، هذه هي يمننا من الحديدة إلى المهرة ومن عدن إلى صعدة . ربنا واحد ، قرآننا واحد ، ونبينا واحد ، وديننا واحد ، وإسلامنا واحد ، وعروبتنا واحدة ، لن يجد فينا العدو الصهيوني أي خلاف او اختلاف لينفذ منه نحو أهدافه” .

وأضاف الزنداني: ”فكرنا ورأينا وعرفنا وعهدنا وسياستنا أن فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين مهما كانت التضحيات ، إنها فقط دولة فلسطين العربية من النهر إلى البحر ، ولا خيار لبني صهيون الا الخروج من فلسطين والعودة سالمين إلى بلدانهم التي قدموا منها إن أرادوا الحياة ، كما يقول تلمودهم وهم يعرفون الطريق” .

واضاف:”تحرير فلسطين بالنسبة لنا واجب ديني ، وواجب وعربي ، وواجب انساني ، فهي تاريخا وحاضرا ومستقبلا منا ونحن منها .إنها أمانة في أعناقنا لن نخذلها وليس لنا من خيار الا أن نكون معها بأي من الانتصارين ، أما النصر على العدو ، أو نصر الشهادة في سبيل الله” .

وتابع: ”نعم نحن في اليمن مع غزة ومع المقاومة ومع كل فلسطين قلبا واحدا وصوتا واحدا وموقفا واحدا فهي في اليمن توحدنا ، وعلى كل صهيوني ومن يدعمهم أن يعلموا أن اليمن اذا قالت فعلت ، وقولها حق ، وفعلها حق وحينها ليس لنا خيار آخر الا النصر ، أما بني صهيون ومن يدعمهم فلن يكون لهم الا الهزيمة والذل والعار . فلسطين هي همنا حتى تتحرر ويخرج منها كل صهيوني ، كما سيخرج ايضا كل متصهين من أرض العرب ، لا مكان لهم بيننا ، وإننا ندعو كل الأشقاء في الدول العربية والإسلامية إلى تبني نفس الموقف ؛ لأن ذلك هو موقف الشرف الرفيع لنا جميعا شعوبا وحكومات” .

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: اسرائيل الزنداني اليمن فلسطين

إقرأ أيضاً:

لماذا قلق الجميع من بلير؟

تنفس العديد من الأطراف المشاركين في مفاوضات إنهاء الحرب الإسرائيلية الإبادية على غزة وبداية إعادة إعمارها، الصعداء جماعيا، عند الإعلان عن استبعاد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير- أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الدبلوماسية الدولية- من "مجلس السلام الانتقالي" المقترح الذي كان من المقرر أن يشرف على المرحلة الانتقالية في قطاع غزة.

جاء الإعلان في لحظة شديدة الحساسية، تزامنا مع دخول المفاوضات مرحلتها الثانية، والتي تركز على الترتيبات الأمنية والاقتصادية الضرورية لاستقرار القطاع وبدء جهود إعادة الإعمار.

فقد نص قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2803، الذي أُقر في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، والمنسجم مع مقترح "السلام في غزة" الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على تفويض دولي بتشكيل مجلس سلام انتقالي، ونشر قوة استقرار، ووضع إطار زمني يمتد حتى نهاية عام 2027. وفي خضم بناء هذا الهيكل الانتقالي الجديد، سرعان ما ظهرت التوقعات بدور بلير كمصدر قلق عميق لكثير من الجهات المعنية.

لماذا كان وجود بلير مصدر قلق؟

منذ أن بدأت إدارة ترامب في الانخراط بمحاولات إنهاء الحرب، طُرحت عدة خطط. ومع ذلك، بدا أن الخطة المنسوبة إلى بلير الأقرب إلى تفكير ترامب، بل وربما أثرت في بعض العناصر الأساسية لرؤيته التي كشف عنها في أواخر سبتمبر/أيلول. وهذا وحده أعاد إشعال الجدل: لماذا يُعد تعيين بلير في هذا المنصب المهم خطأ جسيما؟

يحمل بلير إرثا سياسيا ثقيلا، متجذرا فيما يعتبره الكثيرون أسوأ قرار في السياسة الخارجية في القرن الحادي والعشرين: غزو العراق عام 2003، والذي قاده إلى جانب الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش، بناء على ذريعة كاذبة تتعلق بأسلحة الدمار الشامل (كما أكد لاحقا تحقيق تشيلكوت البريطاني).

لقد دمرت الحرب العراق، وأشعلت صراعات طائفية، وفتحت الأبواب لتدخلات أجنبية طويلة الأمد، وأودت بحياة مئات الآلاف من العراقيين. وأصبح بلير، بالنسبة لكثيرين في المنطقة وخارجها، رمزا للقوة غير الخاضعة للمساءلة، والقرارات الكارثية.

إعلان سجل بلير في السياق الفلسطيني والعربي

في السياق الفلسطيني والعربي، يُعتبر سجل بلير أكثر إثارة للقلق. فقد شغل منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط بين عامي 2007 و2015، لكنه اتُهم على نطاق واسع بتعزيز السياسات الإسرائيلية، والمساهمة في ترسيخ الحصار على غزة، والسماح لإسرائيل بالإفلات من التزاماتها ضمن الأطر التفاوضية.

وعلى الرغم من أن تفويض اللجنة الرباعية كان يهدف إلى دعم المفاوضات، وتعزيز التنمية الاقتصادية، والتحضير لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية، فإن أيا من هذه الأهداف لم يتحقق بشكل ملموس خلال فترة بلير. بل على العكس، تسارعت وتيرة الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني، وازدادت وطأة الاحتلال.

وكان من أبرز القرارات الكارثية للجنة الرباعية في عهده، فرض عقوبات سياسية واقتصادية شاملة على حكومة حماس المنتخبة ديمقراطيا بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006.

وقد اشترطت اللجنة على حماس الاعتراف بإسرائيل ونبذ المقاومة المسلحة كشرط لرفع الحصار، ما أدى فعليا إلى عزل غزة لعقود، وألحق أضرارا جسيمة بالوحدة السياسية الفلسطينية، وهي نتائج لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.

وخلال فترة تولي بلير منصبه، تعرضت غزة لأربعة اعتداءات إسرائيلية مدمرة، من بينها عملية "الرصاص المصبوب" (2008-2009)، والتي تُعد من أعنف الحملات العسكرية في تاريخ القطاع. ومع ذلك، لم يحقق بلير أي اختراق سياسي يُذكر.

وبدلا من ذلك، كشفت تحقيقات صحفية بريطانية عن تضارب كبير في المصالح، إذ إنه استخدم موقعه كمبعوث للرباعية في تسهيل صفقات تجارية أفادت شركات لها صلات به، وحققت له ملايين الجنيهات الإسترلينية، رغم غياب أي إنجازات دبلوماسية ملموسة.

وتشير تقارير عديدة إلى أنه لم يكن متفرغا تماما لمهامه كمبعوث، بل كان يخصص وقتا كبيرا لأعماله الاستشارية الخاصة، ومحاضراته المدفوعة الأجر.

وفي عام 2011، عارض بلير علنا مسعى فلسطين لنيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة، واصفا الخطوة بأنها "مواجهة خطيرة"، بل ويُقال إنه ضغط على حكومة بلاده لعدم دعمها.

ثم، في عام 2017، اعترف بلير بأن فرض المقاطعة الفورية على حماس بعد فوزها الانتخابي كان خطأ من قبل القادة العالميين، وهو اعتراف جاء متأخرا، وبعد أن تكبدت غزة ثمنا باهظا لذلك القرار.

بلير ليس رجل المرحلة، بل هو عبء عليها

لهذه الأسباب مجتمعة، نظر الفلسطينيون، والدول العربية، والعديد من الدول المانحة بعين الريبة إلى دور بلير المحتمل في "مجلس السلام" المقترح. فبالنظر إلى سجله السياسي، واصطفافه العلني مع المواقف الإسرائيلية، والاتهامات غير المحسومة بتضارب المصالح، لم يُنظر إلى بلير كمصلح محايد، بل كعبء قد يقوض الثقة الهشة اللازمة لأي مرحلة انتقالية ناجحة.

لذلك، فإن استبعاده يُعد خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها غير كافية بحد ذاتها. فالمعيار الحقيقي هو ما إذا كانت شركته الاستشارية الخاصة وشبكاته المرتبطة بها ستُستثنى أيضا، أم إن خروجه كان مجرد خطوة رمزية.

فإذا غادر بلير بالاسم فقط، بينما يستمر تأثيره المؤسسي من وراء الكواليس، فإن المخاطر المحدقة بعملية السلام ستظل قائمة.

غزة لا تحتمل الرمزية، بل تتطلب نزاهة حقيقية

لا تحتمل غزة في مرحلتها المقبلة أي إيماءات رمزية أو حلول مجتزأة. فالتحديات المقبلة، من استعادة الحوكمة، وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب، وإحياء أمل حل الدولتين، تتطلب شخصيات ذات مصداقية، وشفافية، وسجل سياسي نقي.

إعلان

ولا تنطبق هذه المواصفات على توني بلير.

وإذا ما كان استبعاده حقيقيا، فإن ذلك لا يُعد مجرد تعديل إداري، بل يعد تصحيحا ضروريا لسنوات من الفشل، وسوء الإدارة، والدبلوماسية العرجاء، والقرارات التي دفع ثمنها الفلسطينيون أكثر من أي شعب آخر.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • لماذا قلق الجميع من بلير؟
  • اليمن.. القوات المسلحة الجنوبية تطلق "عملية الحسم" في أبين
  • قائد القوات البرية التركي يتفقد مركز العمليات المشتركة التركية السورية
  • إعلام فنزويلي يثني على تضامن اليمن: موقف شجاع يجب أن يقتدي به العالم التقدمي
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: سلاح الجو يبدأ بقصف أهداف لحزب الله في لبنان
  • قائد القوات البحرية يشرف على مراسم تفتيش الغراب قاذف الصواريخ “رايس حسان بربيار”
  • قائد القوات الخاصة للأمن والحماية يتفقد قوة  البحر الأحمر 
  • عاجل: حزب البعث في اليمن يتهم المجلس الانتقالي بتنفيذ انقلاب مسلح في حضرموت والمهرة ويطالب بإعادة القوات إلى مواقعها
  • بن غفير يصعّد ويجدد تهديده بهدم قبر الشيخ عز الدين القسام
  • القوات الإسرائيلية فجرت فجرا منزلا في اطراف ميس الجبل