جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-24@02:49:45 GMT

طفولة مسروقة

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT

طفولة مسروقة

 

 

عوض المغني

كنت أحسب أن الكتابة عن الطفولة المسروقة من بين أيادي أطفالنا وذلك بالاكتفاء بقضاء الإجازة الصيفية التي جلها تذهب بين أسوار البيت أو المجمعات التجارية، وبين ساعات السهر الطويلة أمام شاشات الألعاب الإلكترونية. مستذكرا كيف كان حالنا قبل أواسط التسعينيات عندما كانت تخلو المنازل من مختلف أصناف التسلية الحالية ابتداء من أجهزة الفيديو مرورا بالصحون اللاقطة إلى ألعاب الفيديو.

إلا أن قناعاتي تغيرت جذريا، فما يحدث معنا لا شيء يذكر أمام ما تعانيه أو تفتقده الطفولة في بعض أنحاء العالم، ومنذ 7 من أكتوبر اتضح جليا أن واقع أطفال فلسطين وأطفال غزة خصوصا يفوق كل معاناة الطفولة في مختلف النزاعات والحروب.

فما يحدث في فلسطين التاريخية وغزة حاليا أكبر السرقات التاريخية للطفولة، فهي معاناة ممتدة لـ 75 عاما، وتستمر هذا المعاناة حتى مع الاحتفال باليوم العالمي للطفولة الذي يوافق 20 من نوفمبر الفائت متزامنا مع جرائم وإبادات جماعية يندى لها الجبين وتصدم الضمير الحي، ولم يكتف الاحتلال الصهيوني بسرقة أحلام الطفولة الفلسطينية وغزة تحديدا منذ 17 عاما بحصار مشدد يقطع سبل الحياة الكريمة والأحلام المشروعة ويحجب الأمل بغد تتوق له كل نفس بشرية. فمر اليوم العالمي للطفولة هذا العام أكثر قسوة وألما بفعل آلة القتل الصهيونية مخلفة أكثر من 5000 طفل قتيل وآخرين منهم لا يزال الكثير منهم تحت الأنقاض يزيد عددهم على 4000 طفل، ولم تكفِ الهدنة الإنسانية التي امتدت لستة أيام لتمهل أطفال غزة وقتا للأحلام البريئة واللعب كأقرانهم في كل الدنيا، لتدور رحى الغارات الجوية والقصف المدفعي لقوات الاحتلال، وتعيد الوضع إلى سابقه وربما للأسوأ مع توقع خطط القيادات الصهيونية الهروب للأمام تملصا من كل الخيبات التي منيت بها على الصعيدين السياسي والعسكري إثر عملية "طوفان الأقصى".

الحقيقة أن الاحتلال يحيل أحلام الطفولة البريئة إلى واقع مرير ومستقبل مظلم، فمن سلم منهم ويلات الحروب المتكررة في غزة أو الاعتقالات في الضفة الغربية سيخرج إما بعاهات جسدية أو نفسية خطيرة، ودولة الاحتلال التي تسوق نفسها الجنة الديمقراطية الوحيدة بالشرق الاوسط ومكمن الحرية والسلام تخلت عن كل الواجبات التي أقرتها اتفاقية حقوق الطفل عام 1989، فلا هي ساوت بين الأطفال الفلسطينيين وبين أطفال بمدنها ومستعمراتها في عموم فلسطين، ولا هي عاملتهم بمنأى عن حروبها مع حركات المقاومة وما نشاهده يعكس الوحشية في التعامل والتي تصل حدَّ الإبادة العرقية !!

وحتى وإن توقفت الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهذا لن يجعل الطفولة بمأى عن ترصد دولة الاحتلال، فاستمرار الحرمان من أبسط الحقوق كالحق في الحياة الكريمة والحق في التعليم والحق بالصحة، ويتضح ذلك في الاستهداف المتعمد للمدارس والمستشفيات حتى التي تقع تحت إشراف هيئات أممية -كوكالة غوث اللاجئين أونروا- وعدم الاكتفاء بإنهاء العام الدراسي منذ بدايته، وإنما تعدى الأمر إلى حد قصفها والأمثلة كثيرة كقصف مدرسة الفاخورة بخان يونس وغيرها من المدارس التابعة للوكالة الأممية، مخلفًا مئات الضحايا بين قتيل وجريح، مرورا بالهجوم على المستشفى المعمداني، وصولا اإى مجمع الشفاء الطبي وقطع الكهرباء وتهديد حياة المرضى واللاجئين بداخله.

ويتكشف لنا حال الطفولة في الضفة الغربية مقارنة بحال محمد نزال الصبي الفلسطيني ذي الـ13 عاما، الذي خرج في صفقة التبادل للسجناء الفلسطينيين وهو مغطى بضماداته وكدمات على وجهه والذي يظهر بعض ما يعانيه الطفل في فلسطين في سجون الاحتلال حيث يقبع أكثر من 300 طفل بمختلف الأعمار لا لشيء إلا كونه فلسطينيا !!!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مركبة مسروقة تتحول إلى ضمان مالي.. والأجهزة الأمنية تتدخل

تمكّن أعضاء قسم المعلومات والتحري بمديرية أمن طرابلس، من ضبط شخص مطلوب في واقعة تتعلق بسرقة مركبة من نوع “هيونداي بورتو”، كانت قد وردت بشأنها بلاغات لدى مركز شرطة عين زارة.

ووفقاً لمحضر جمع الاستدلالات، فإن المتهم قام بتسليم المركبة لشخص آخر يقيم خارج مدينة طرابلس، كضمان مقابل دين مالي قدره 12 ألف دينار، كان قد اقترضه سابقاً ولم يتمكن من سداده، ما دفع الطرف الثاني للاحتفاظ بالمركبة ضماناً للسداد.

وجرى، في إطار التنسيق الأمني بين الجهات التابعة لوزارة الداخلية، التنسيق مع مديرية أمن السهل الغربي التي تمكنت من ضبط المستلم، وتمت إحالة الطرفين إلى مركز شرطة عين زارة، باعتباره الجهة المختصة، لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة: الاحتلال يستغل حرب إيران لشنّ مذبحة صامتة بغزة
  • ‏الطائرات الإسرائيلية تقصف "ساعة فلسطين" التي كانت تؤشر إلى "العد العكسي لتدمير إسرائيل" عام 2040 وفقا للسلطات الإيرانية
  • دولة الاحتلال بعد 77 عاما: هشاشة مزمنة تستدعي البلطجي الأمريكي
  • مركبة مسروقة تتحول إلى ضمان مالي.. والأجهزة الأمنية تتدخل
  • جيش الاحتلال يزعم استعادة جثث 3 من أسراه في قطاع غزة
  • ضربة صاروخية كبيرة تستهدف شمال ووسط فلسطين المحتلة.. دمار كبير (شاهد)
  • قتل وتهجير وضم.. فلسطين تحذر من تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • قوافل الغضب التي هزّت عروش الصمت
  • الاحتلال يعلن اغتيال قائد فيلق فلسطين بالحرس الإيراني سعيد إيزادي
  • نحو 46 ألف طالب وطالبة يتقدمون لامتحان الثانوية العامة في فلسطين