في ظل العلاقة بين قطر و"حماس"، وعلى الرغم من دور الوساطة القطرية في التوصل إلى هدنة إنسانية استمرت 7 أيام بين الحركة وإسرائيل، تهدد الأخيرة بـ"تصفية حسابات" مع الدوحة، وهو ما سينعكس سلبا على الاستقرار والأمن الإقليميين، بحسب ألطاف موتي في مقال بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review).

موتي تابع، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "قطر، التي تربطها علاقات وثيقة مع حماس وتقدم مساعدات إنسانية وتنموية لغزة، شاركت في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس منذ اندلاع الحرب".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، تخللتها هدنة لمدة 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وخلّفت 15 ألفا و523 شهديا فلسطينيا و41 ألفا و316 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وأضاف موتي أن "قطر تعمل مع مصر وتركيا والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى بين الجانبين، كما تستضيف مفاوضي إسرائيل وحماس بالدوحة في محادثات غير مباشرة".

وتقول قطر إن وجود مكتب سياسي لـ"حماس" في الدوحة لا يعني أنها تؤيد الحركة، وإن هذا المكتب تم فتحه في عام 2012، بعد طلب من الولايات المتحدة بإيجاد قناة لتواصل غير مباشر مع "حماس".

اقرأ أيضاً

القصف الإسرائيلي لغزة يعقد الوساطة.. قطر لأمريكا: مستمرون في جهود التهدئة

دور معقد

و"دور قطر ومصالحها في المنطقة معقد ومتعدد الأوجه، فهي دولة صغيرة ولكنها غنية وتمتلك ثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، كما أن دخل الفرد مرتفع"، كما تابع موتي.

وأردف أن "قطر أيضا عضو في مجلس التعاون الخليجي، وهو تحالف إقليمي يضم ست دول عربية تشمل السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان. ومع ذلك، اتبعت قطر سياسة خارجية مستقلة وطموحة، غالبا ما تنحرف عن حلفائها في مجلس التعاون".

وزاد بأن "دعم قطر لحماس يشكل جزءا من استراتيجية الدوحة الأوسع لدعم الحركات والجماعات الإسلامية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها قطر قوى شرعية وشعبية للتغيير والديمقراطية في المنطقة".

كما "دعمت قطر بنشاط انتفاضات الربيع العربي في عام 2011، حيث قدمت مساعدات مالية وإعلامية ساهمت، ضمن عوامل عديدة أخرى، في سقوط الأنظمة الاستبدادية في تونس ومصر وليبيا"، بحسب موتي.

واستطرد: "وكان الدافع وراء انخراط قطر في المنطقة هو رغبتها في تعزيز نفوذها ومكانتها الإقليمية والدولية، ومواجهة هيمنة منافسيها، كما استثمرت بكثافة في قوتها الناعمة، مثل استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، وإنشاء شبكة الجزيرة الإعلامية، ورعاية المبادرات الثقافية والتعليمية".

وتابع: "أثار دور قطر ومصالحها في المنطقة انتقادات ومعارضة من بعض جيرانها وخصومها، الذين يتهمونها بالتدخل في شؤونهم الداخلية وزعزعة استقرار المنطقة، ودعم الإرهاب".

ولفت موتي إلى أنه "في عام 2017، فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا دبلوماسيا واقتصاديا على قطر، وطالبوا الدوحة بوقف دعمها لحماس والجماعات الإسلامية الأخرى ومواءمة سياساتها مع دول مجلس التعاون".

ومضى قائلا إنه "تم رفع الحصار في يناير/كانون الثاني 2021، بعد التوصل إلى اتفاق مصالحة، لكن التوترات وانعدام الثقة لا تزال قائمة". ونفت قطر صحة اتهامها بدعم الإرهاب، واتهمت الدول الأربع في المقابل بالسعي إلى تقويض سيادتها.

اقرأ أيضاً

رئيس الشاباك: إسرائيل ستلاحق حماس في قطر ولبنان وتركيا 

ادعاءات إسرائيلية

موتي قال إن "إسرائيل اتهمت قطر بالتحيز وعدم المساعدة في الوساطة، ودعم حماس بالمال والسلاح، ومحاولة تقويض دور مصر كقوة إقليمية ووسيط سلام".

ونقلا عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد) ديفيد بارنيا، أبلغ القيادة القطرية خلال زيارة للدوحة في 2 ديسمبر الجاري برفقة نظيره الأمريكية ويليام بيرنز، بأن "إسرائيل لن تتسامح مع تدخل قطر في المنطقة، وستتخذ إجراءات ضد مصالحها إذا استمرت في دعم حماس".

وقال موتي إن "رد قطر على التحذير الإسرائيلي جاء متحديا، إذ قالت إنها لن تتخلى عن دورها كوسيط أو دعمها للقضية الفلسطينية. كما اتهمت إسرائيل بانتهاك الهدنة والمبادئ الإنسانية بقصف مجمع مدينة حمد (السكني في 3 ديسمبر) في غزة الذي مولته قطر ويأوي آلاف العائلات".

وأردف أن "قطر قالت أيضا إنها ستحمل إسرائيل المسؤولية عن أفعالها، وستطلب الدعم والتدخل الدوليين لحماية المدنيين والبنية التحتية في غزة، ولن ترهبها أو تردعها التهديدات الإسرائيلية".

و"العلاقة بين إسرائيل وقطر، والتي ظلت متوترة ومعقدة لفترة طويلة، وصلت إلى مستوى منخفض جديد، وقد تكون لها انعكاسات خطيرة على الاستقرار والأمن الإقليميين، فتهديد إسرائيل بتصفية الحسابات مع قطر قد يؤدي إلى تصعيد التوترات وأعمال العنف، وقد يقوض الثقة والتعاون اللازمين للتوصل إلى حل سلمي ودائم"، كما زاد موتي.

اقرأ أيضاً

رئيس وزراء قطر يطالب بتحقيق فوري بالجرائم الإسرائيلية في غزة

المصدر | ألطاف موتي- أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تهديد إسرائيل تصفية حسابات قطر تداعيات حماس فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يعتقل مُسناً فلسطينياً في الأغوار

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، على اعتقال مُسنٍ من الأغوار الشمالية.

وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال اقتحم تجمع الحمة، واعتقل المسن رافع محمد عبد الكريم فقها.

وكان مستعمرون برفقة الاحتلال اقتحموا عدة تجمعات بالأغوار الشمالية.

أكّد نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، في تصريحات اليوم، أن إسرائيل لم تنفّذ أي خطوة جدية لتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدوانية.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

إسرائيل تنفذ عملية اغتيال لقيادي في حماس داخل غزة سوريا: خارجون عن القانون يستهدفون الأمن في ريف السويداء

 مشدداً على أن المقاومة أوقفت محاولات اجتياح لبنان وابتلاعه، وداعياً الدولة اللبنانية إلى إعادة النظر في سياساتها وعدم مطالبة المقاومة بعدم الدفاع عن نفسها.

وقال إن حصرية السلاح بالصيغة المطروحة حالياً تمثل مطلباً أميركياً إسرائيلياً، محذّراً من تقديم أي تنازلات لإسرائيل، ومشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى ضم لبنان إلى سوريا ضمن مشروع وصفه بالخطير جداً.

وقال جيش الاحتلال، اليوم السبت، إنه استهدف عنصراً بارزاً في حماس بمدينة غزة. 

وأضاف جيش الاحتلال :"القيادي المستهدف كان يقوم بمحاولات إعادة إعمار وإنتاج وسائل قتالية في صفوف حماس".

وقال إعلام إسرائيلي، اليوم السبت، إن هناك تقديرات تؤكد مقتل القيادي في حماس رائد سعد خلال عملية الاغتيال بغزة.

وأشارت مصادر محلية فلسطينية إلى  أنعملية اغتيال القيادي في حماس تمت غرب مدينة غزة.

وأضافت :"الشخص المستهدف هو الرجل الثاني في حركة حماس".

فادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اليوم، بأن مجموعات خارجة عن القانون استهدفت نقاطاً تابعة للأمن الداخلي في ريف محافظة السويداء، في تصعيد أمني جديد تشهده المنطقة.

وذكرت الوكالة أن هذه المجموعات استخدمت طائرات مسيّرة خلال تنفيذ هجماتها، دون أن تورد تفاصيل إضافية حول حجم الأضرار أو وقوع إصابات، مشيرة إلى أن الجهات المختصة تتابع التطورات الميدانية.

قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إن الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة يشكّل الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن للجميع في المنطقة.

وطالب المتحدث الإدارة الأمريكية بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية إذا كانت جادة في السعي إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مؤكداً أن جميع أشكال الاستيطان الإسرائيلي غير شرعية وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشدداً على أهمية ضمان التوصل إلى حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.

وفي سياق آخر، أعرب غوتيريش عن تقديره لالتزام الحكومة العراقية بالمضي قدماً في تنفيذ خطط التنمية، مؤكداً دعم الأمم المتحدة للجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" من مخاطر تفشي الأمراض بين أطفال غزة.

ويأتي ذلك تزامناً مع المنخفض الجوي الذي تؤكد مؤسسات غزة أن القطاع غير مستعد لتداعياته.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم السبت، إن إسرائيل ما زالت تمنعنا من إيصال المساعدات مباشرة إلى قطاع غزة.

وأضافت: "لدينا مخزون من مستلزمات الإيواء يكفي 1.3 مليون شخص بقطاع غزة".

مقالات مشابهة

  • رسائل تهديد للأكاديميين في إسرائيل والموساد توصي بالتخفي
  • حماس: إسرائيل خرقت وقف النار وخطة ترامب بهذا التصرف
  • حماس تحمل الاحتلال مسؤولية تداعيات خرقه اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • الاحتلال يعتقل مُسناً فلسطينياً في الأغوار
  • إسرائيل تنفذ عملية اغتيال لقيادي في حماس داخل غزة
  • جيش غامض يقود حروب إسرائيل المقبلة في المنطقة
  • حركة ديبلوماسية لتجنيب لبنان تداعيات أي توسّع للحرب.. السفير الاميركي: نتفهّم هواجس إسرائيل
  • حماس: تهديد بن غفير بهدم قبر عز الدين القسام انحدار أخلاقي
  • حماس”: تهديد المجرم بن غفير بإزالة قبر القسام تعدٍ غير مسبوق على الحرمات والمقدسات
  • "حماس": تهديد بن غفير بإزالة قبر الشيخ عز الدين القسام تعدٍ على الحرمات وانتهاك للمقدسات