الحاسمون فى إنهاء الحرب على غزة .. ونبوءة السفاح نتنياهو
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
دعوني في القِتالِ أَمُت عَزيز..فَمَوتُ العِزِّ خَيرٌ مِن حَياةِ ،هذه الكلمات التى يتفوه بها أبناء فلسطين فى غزة والضفة،فعندما تدعي إسرائيل وشركائها فى القتل والقتال من الولايات المتحدة والدول الداعمة لها بأن من يستشهد فى غزة حتى لو كانوا أطفالا وخدج فهم ضحايا للحرب مع حماس،فلماذا يتم قتل الفلسطينيين فى الضفة والقدس المحتلة ؟، فالحقيقة هو إبادة شعب فلسطين من يقاوم ومن لم يقاوم فى غزة أو خارجها فى الضفة والقدس ،وربما بعد سنوات سيتسع الانتقام من كل عربي،ويكون الشعار" أكلت يوم أكل الثور الأبيض"،ولعل تلميح رئيس وزراء إسرائيل السفاح بنيامين نتنياهو الذى تلطخت يداه بأكثر من 20 ألف فلسطيني فى شهرين، هو انعكاس لذلك عندما أكد أمام العالم عبر شاشات التلفاز فى 25اكتوبر 2023 بإنه سيحقق "نبوءة النبي إشعياء" وزعم أنها إبادة الفلسطينين.
ولا تتوقف هذه النبوءة التى تتألف من 66 إصحاحا فى العهد القديم عند هذا فقط بل تتنبأ بحلم "إسرائيل الكبرى من النيل للفرات "،والتي حاول السفاح نتنياهو استمالة أنصاره من اليمين المتطرف وكل التيار الصهيوني من مستوطنين وخلافهم عبر النصوص الدينية اليهودية، لتجميعهم حول هدفهم الأسمى للتغلب علي الهزيمة التى لحقت به فى يوم 7 أكتوبر وأنه سيظل القائد الوحيد القادر علي تحقيق أهداف الصهونية فى القضاء على حل الدولة الفلسطينية فى ظل الملاحقات القضائية وفى ظل هذه الحرب التى أنهت مسيرته السياسية.
وفى الحقيقة إن صرخات والولولات العربية لأمريكا والمجتمع الدولي لن تجدي فهناك عوامل حاسمة لانهاء هذه الحرب ولاعبون رئيسيون يتحكمون في مقاليد امورها،وسنسرد فى البداية عوامل الحسم:
الوقت الأمريكي الدولي الأصلي والإضافيمنذ اعلان الحرب على غزة واخلاء مستوطنات غلاف غزة اتفقت حكومة نتنياهو والإدارة الأمريكية برئاسة جوبايدن والحلفاء من الدول الغربية بشكل غير معلن على مدة زمنية للحرب كان وقتها الأصلي شهرين أكتوبر ونوفمبر لتحقيق الأهداف الاسرائيلية المعلنة بالقضاء على المقاومة الفلسطينية فى غزة وإعادة الأسري بقوة السلاح، والدليل لذلك تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت عن عودة مستوطني غلاف غزة إلى منازلهم فى مطلع يناير.
ودعم حلفاء إسرائيل ذلك بقدوم الاساطيل الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية لمنع وتخويف جبهات أخري من المشاركة فى هذه الحرب
ولكن بعد فشل ذلك وسقوط الالاف الشهداء وضغط الرأى العام الداخلي في هذه البلدان الداعمة لإسرائيل على حكوماتهم المجرمة فى حق الانسانية والمشاركة في قتل الاف الاطفال والنساء والمدنيين الابرياء فى غزة،تم الضغط على حكومة نتنياهو الإسراع فى وقف القتال وقفا تكتيكيا وهذا لم يخفيه نتنياهو وحكومته مقابل إطلاق سراح عدد كبير من أسراهم لدي المقاومة، ومنحه وقت إضافي شهر واحد هو ديسمبر لتحقيق النصر على حماس بدعم أمريكي وهو ماصرح به يوم 2ديسمبر لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي بأن بلاده صديقة لإسرائيل،ولن تسمح لحماس بالانتصار.
ولكن مشاهد القتل اليومية للأطفال تزيد من غضب الرأي العام الأمريكي، وتقوي من موقف العديد من القوي السياسية في الولايات المتحدة التى ترفض استمرار الحرب، الأمر الذى سيدفع إلى الضغط الحقيقي بإنتهاء الحرب مع نهاية شهر ديسمبر مع تكريس واقع عسكري على الأرض يتمثل في تحقيق أهداف إسرائيلية ومنها:
*اقتطاع ما يقارب من أربعة كيلو شمال قطاع غزة لإقامة منطقة أمنية عازلة،كحاجز عسكري بين مستوطنات غلاف غزة والقطاع لخلق واقع أمني جديد بذريعة منع أي هجمات عليها في المستقبل،وربما أيضا إنشاء قناة ملاحية تربط إيلات بالبحر الأحمر.
*محاولة الإغلاق المحكم لمنطقة محور صلاح الدين من جانب قطاع غزة وتسعي بأن تكون به قوة دولية لتفتيش ما يتم ادخاله للقطاع ولكن الرفض المصري يحول فى تحقيق هذا الهدف.
*تحت ضغط النيران تقديم طرح بواسطة أمريكا وهوتشكيل إدارة تكنوقراط لقطاع غزة، بناء على موافقة السلطة الفلسطينية على منحها مقاليد الإدارة في القطاع، وتزويدها من خلال المجتمع الدولي بالغطاء الاقتصادي،ولكن هذا الهدف يتطلب من إسرائيل الانصياع لمطلب العديد من أعضاء الداعمة لامريكا وهما إظهار استعداد إسرائيل بالدخول في تسوية سياسية مع الفلسطينين واقامة دولة فلسطينية بعد الحرب.
وبالعودة إلى العوامل التي تؤدي إلى حسم أمر انهاء الحرب سنتطرق للعامل الثاني
2- خطر فتح جبهات جديدة مثل الحوثي والضفة
كانت اسرائيل التي تجد صعوبة فى حربها مع المقاومة فى غزة وشركائها من إدارة بايدن والحكومة البريطانية والغربية يخشون توسع الحرب ولكن مع فتح جبهات مثل الحوثي فى اليمن والمخاوف من فتح جبهة فى الضفة الغربية بجانب حزب الله،سيسرع من انهاء الحرب لتجنب حرب اقليمية لا تريدها الدول الداعمة فى ظل الحرب الأوكرانية الروسية.
قوة المقاومة فى قطاع غزة بالحاق خسائر فى صفوف جنود الجيش الإسرائيلي الأمر الذى سيكون تأثيره السلبي عامل الضغط على المجتمع الإسرائيلي لإجبار حكومة نتنياهو بإنهاء الحرب ووقف الخسائر.
أهالي الأسري وطرق تأثيرالمقاومة فى دفعهم لوقف الحرب
إطلاق سراح العديد من الأسري خلال أيام الهدنة جعل ضغط أهالي الأسري المتبقين لدي المقاومة يتزايد على حكومة نتنياهو الذى تذرع بأن حماس أخلت بشروط اطلاق سراحهم،لذلك فإن ابتكار طرق جديدة تؤدي لتبادل أسري من الطرفين ستفند مزاعم نتنياهو التى يستند لها في استناف الحرب،واللجوء إلى اطالة أمد الحرب من أجل إعادة هؤلاء الأسري.
الاقتصاد وانعكاساته علي قدرة المجتمع الإسرائيلي والتى اصبحت عامل ضغط شعبي يتفاقم حدته يوميا علي الشركات والأفراد الأمر الذى سيترتب عليه حدوث اضطرابات تجعل من اقتراب ساعة الصفر بالنسبة لهذه الحرب. وكذلك اعلان المقاطعة الاقتصادية العربية والإسلامية لمنتجات إسرائيل وداعميها من الدول الغربية وعلي رأسهم الولايات المتحدة.
الصراع السياسي الداخلي فى إسرائيل
لاتتمتع حكومة نتننياهو بدعم واسع حاليا ويسعي معسكر بني جانتس وحزب يائير لابيد بالانتصار على نتنياهو واخراجه من حلبة المنافسة تماما،خصوصا فى ظل الإعلان عن استئناف محاكمة نتنياهو فى قضايا فساد واعلان قادة الجيش والأجهزة الأمنية أنهم سيستقيلون من مناصبهم، بعد انتهاء الحرب،وفي حالة انسحاب بني جانتس والعودة للتحالف مع يائير لابيد فى ظل التاييد الشعبي لهما سيجبر نتنياهو على انهاء الحرب،ومحاكمته.
وفى النهاية فإن اللاعبين الرئيسيون في انهاء الحرب هو الرئيس بايدن والجمهور الإسرائيلي ونتنياهو وبني جانتس وقوة المقاومة بغزة والمقاطعة الاقتصادية العربية والإسلامية لإسرائيل وداعميها
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إبادة شعب فلسطين غزة
إقرأ أيضاً:
عصابات إسرائيل وعملاؤها يسرقون مساعدات أهل غزة
لم يخطر ببال أحد من المراقبين أو حتى أشد الكارهين للعصابة الصهيونية أن تقوم بكل هذا الإجرام المعقد الذي يفوق خيال البشر.
ولأن الجيش الإسرائيلي فشل في مواجهة رجال المقاومة على الأرض وفشلت كل أسلحته الأكثر حداثة في العالم في تحقيق النصر المطلق على المقاومة فقد لجأ إلى استخدام أحط الأسلحة وهو التجويع ضد المدنيين لممارسة أقصى درجات الضغط على المقاومة.
ولم يكتف بتدمير البيوت والمراكز الطبية وخطوط المياه والكهرباء وتدمير مخازن الأدوية والأغذية وقتل الأطباء ورجال الدفاع المدني حتى لا ينقذوا جريحا أو ينقبوا تحت ركام المنازل لاستخراج المستغيثين، ولكن العصابة أيضا ابتكرت أساليب شيطانية لإغلاق كل منافذ الحياة أمام شعبنا في غزة.
ومن بين هذه الأساليب خلق عصابات إجرامية في القطاع تتعاون مع جيش وتجار إسرائيل لسرقة مواد الإغاثة على حدود إسرائيل وقبل دخولها غزة وعلى الرغم من أن هذه المساعدات تدخل تحت الضغوط الدولية وبنسب لا تزيد على 5% من احتياجات الشعب في غزه، إلا أن العصابة الصهيونية لم تسمح بوصول هذه الكميات متناهية الصغر الى الجوعى وبدلا منهم سلمتها لعصابات إجرامية مقابل الخيانة والعمالة.
صناعة الأزمةوحفلت وسائل إعلام دولية بتقارير موثقة حول سرقة وتلاعب منظمين بمساعدات الغذاء والدواء التي تصل إلى القطاع. وتشير تحقيقات ميدانية وشهادات شهود عيان إلى تورط عصابات إجرامية مدعومة من جهات إسرائيلية، بالتعاون مع ميليشيات فلسطينية محلية، في نهب هذه المساعدات وبيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية، مما يسهم في تعميق أزمة تجويع الشعب الفلسطيني.
عصابة أبو شبابوفقًا لمصادر أمنية فلسطينية ودولية، تقوم مجموعات إجرامية تعمل تحت حماية الجيش الإسرائيلي باختطاف شاحنات المساعدات عند معابر مثل "كرم أبو سالم" وتحويل مسارها إلى مستودعات سرية داخل الأراضي المحتلة، حيث يتم بيعها لاحقًا بالاتفاق مع ضباط وتجار إسرائيليين.
وفي الشهر الجاري كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن وثائق تثبت تورط ضباط إسرائيليين في تحصيل رشاوى من هذه العصابات مقابل غض الطرف عن سرقة المساعدات وتقديم تسهيلات وحماية لأفراد العصابة لمنع وصول المقاومة إليهم إضافة إلى امدادهم بالمعلومات والأسلحة.
ويقود ياسر أبو شباب العصابة الإجرامية الكبرى في قطاع غزة التي تتخذ من المناطق الحدودية مع إسرائيل قاعدة لعملياتها، حيث تقوم الميليشيا بتهريب المساعدات المسروقة عبر أنفاق سرية، وبيعها بأسعار مرتفعة جدا لتجار محليين تفوق قدرة المواطنين.
وقامت المليشيا بإطلاق الرصاص على المتظاهرين الذين يحتجون على انعدام المساعدات، كما حدث في مخيم رفح في مايو 2025
و أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا يوم 20 يوليو 2025، اتهمت فيه مليشيا ياسر أبو شباب بالعمل كـ"ذراع تنفيذية" لعصابات إسرائيلية منظمة.
وأشارت إلى وثائق تثبت تلقي المليشيا تمويلًا وإرشادات أمنية مباشرة من ضباط في الجيش الإسرائيلي مقابل:1- ضمان عدم وصول المساعدات الغذائية إلى المناطق التي تقول إسرائيل أنها موالية للمقاومة.
2- تزويد إسرائيل بمعلومات أمنية عن أنشطة المقاومة في مقابل حصص من المساعدات المسروقة.
وفي تصريح نادر للإذاعة الإسرائيلية (راديو الجيش) يوم 10 يوليو 2025، قال ياسر أبو شباب: نحن نتعاون مع من يضمن بقاءنا وإسرائيل ليست عدوة لنا.
كما نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية (15 يوليو 2025) تحقيقًا استند إلى تسريبات من ضباط إسرائيليين أكدوا أن أبو شباب مدرج في قائمة "الشركاء الموثوقين" لدى وحدة التنسيق المدني الإسرائيلية. وأكدت ان الجيش الإسرائيلي يغض الطرف عن سرقة شاحنات المساعدات في المعابر مقابل معلومات استخبارية عن أنفاق المقاومة.
وقد صنفت الأمم المتحدة أبو شباب في تقرير سري كـعقبة أمام العمل الإنساني ودعا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على "الشبكات الإجرامية العابرة للحدود".
وأفاد المراسلون وشهود عيان أن السلع المسروقة تباع في أسواق رفح بواسطة الميليشيا رغم أنها تحمل أختام مساعدات الاتحاد الأوروبي، فيما أكد الناشط الغزاوي محمد أبو عيسى أن المليشيا تهدد العاملين في المنظمات الدولية بالسلاح إذا كشفوا الفساد.
ويبقى أن سرقة المساعدات ليست أعمالًا فردية، بل هي مخطط منهجي تُديره إسرائيل بمشاركة مليشيات محلية لتحقيق أهداف سياسية:
1- تجويع السكان لدفعهم للهجرة.
2- تدمير شرعية الفصائل عبر تصويرها كفاسدة.
3- الامعان في إذلال الشعب الفلسطيني والقضاء عليه وخاصة قتل الأطفال ومصادرة مستقبل أجيال كامله من شباب ورجال ونساء غزة.
إنها جرائم تفوق الخيال لكنها تحدث الآن في غزة أمام العالم.
اقرأ أيضاًمئات الأطنان من المساعدات تعبر رفح: خمسة أفواج من الشاحنات إلى غزة (فيديو)
صرخة الخبز في غزة: الأسواق تحوّلت إلى ساحات تجويع وعقاب جماعي