ضربة موجعة لفرنسا.. أمريكا تعين سفيرة جديدة لدى حكومة الانقلاب العسكري بالنيجر
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
عينت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا، كاثلين فيتزجيبون سفيرة جديد لها لدى حكومة الانقلاب العسكري بالنيجر، وذلك بعد أشهر من إطاحتها بالرئيس المخلوع محمد بازوم.
وبحسب تقرير أورده موقع "بينين ويب تيفي في" الإثنين فإن فيتزجيبون قدمت السبت الماضي، النسخة المصورة من رسالة اعتمادها إلى وزير الخارجية النيجري، بكاري ياو سانجاري.
واعتبر الموقع أن تلك الخطوة من جانب واشنطن بمثابة اعتراف رسمي بالحكومة العسكرية، وقبولا بانقلاب 23 يوليو/تموز ضد بازوم، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية وجهت بذلك ضربة موجعة لكل من فرنسا ودول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس".
وفي 26 يوليو/ تموز الماضي، شهدت النيجر انقلابا عسكريا قاده الجنرال عبد الرحمن تياني، القائد السابق للحرس الرئاسي، وأطاح بالرئيس محمد بازوم.
وفي 25 أغسطس/ آب 2023 أمهلت القيادة العسكرية في النيجر بعد انقلاب 26 يوليو، السفير الفرنسي في نيامي سيلفان إيتي 48 ساعة لمغادرة إلا أن ذلك لم يتم حينها.
وذكر الموقع أن هذه الخطوة الأولية مهمة للغاية في اعتراف الولايات المتحدة بالحكومة العسكرية للنيجر، التي تظل وفيَّة لمصالحها، ما سيعمل على إثارة استياء فرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
وكانت واشنطن أدانت الانقلاب على بازوم، لكن في الوقت ذاتها واشنطن أكثر من 1300 جندي في النيجر، وقاعدة من الطائرات بلا طيار التي تراقب منطقة الساحل بأكملها.
وفي سبتمبر/أيلول، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده، التي أدانت انقلاب النيجر، ستنهي تعاونها العسكري مع سلطات الأمر الواقع في النيجر، وأن جنودها البالغ عددهم 1500 جندي والمتمركزين في البلاد سيغادرونها بحلول نهاية العام.
اقرأ أيضاً
مقتل شرطي وإصابة 3 في هجوم على سفارة النيجر في مصر
وفي الوقت نفسه، يبدو أن واشنطن تبنت موقفا أكثر تصالحية، في حين دعت إلى عودة النظام الدستوري".
وبحسب التقرير، "سيكون تقديم خطابات الاعتماد المقبلة من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية إلى الجنرال تياني بمثابة الضربة القاضية لإيكواس، التي ستواجه صعوبة أكبر في ما يتعلق بإدارة الانقلابات في المنطقة".
وعلى صعيد أخر، قالت وزارة خارجية النيجر، الاثنين، إنها أنهت مهمتين أمنية ودفاعية للاتحاد الأوروبي في البلاد.
وأعلنت الوزارة في بيان "انسحاب دولة النيجر من الاتفاق المبرم بين جمهورية النيجر والاتحاد الأوروبي بشأن مهمة بعثة الاتحاد الأوروبي للسياسة المشتركة للأمن والدفاع في النيجر التابعة للاتحاد الأوروبي".
كما أعلنت "سحب دولة النيجر موافقتها على نشر مهمة شراكة عسكرية للاتحاد الأوروبي" في النيجر.
وتقول هذه البعثة التي تتخذ مقرا في نيامي إن قوامها 120 أوروبيا وإنها تدعم "قوات الأمن الداخلي والسلطات النيجيرية وكذلك الجهات الفاعلة غير الحكومية" في البلاد.
وفي وقت سابق، ألغى المجلس العسكري الحاكم في النيجر قانون تجريم تهريب المهاجرين الساري المفعول في البلاد منذ عام 2015.
اقرأ أيضاً
السعودية: 7 آلاف ريال لاستقدام العمالة من بنجلاديش والنيجر .. والراتب 800 ريال فقط
المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلامالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فرنسا النيجر سفيرة أمريكا فی النیجر فی البلاد
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. الاستخبارات الدنماركية تصنّف أمريكا مصدر تهديد أمني محتمل
في تطور غير مسبوق في الخطاب الأمني الأوروبي، وصف جهاز الاستخبارات الدنماركي الولايات المتحدة للمرة الأولى بأنها "تهديد أمني محتمل"، في تقريره السنوي لعام 2025 المنشور على موقعه الإلكتروني، والذي يستعرض أبرز التهديدات الخارجية وتحديات السياسة الأمنية التي تواجه كوبنهاغن.
ويعكس هذا الموقف تحولا لافتا في نظرة الدنمارك إلى الحليف الأكبر داخل حلف شمال الأطلسي، وسط تصاعد حالة عدم اليقين المتعلقة بالدور الأمريكي في أوروبا، ومؤشرات على تحول في السياسة الخارجية الأمريكية نحو أولويات جديدة تربك التوازنات التقليدية داخل الناتو.
تحول استراتيجي في أولويات واشنطن
أشار التقرير إلى أن الأولوية الاستراتيجية للولايات المتحدة باتت تتمثل في التنافس مع الصين والحفاظ على الأمن في جوارها المباشر. وقال التقرير إن التغيير الأبرز خلال عام 2025 يتمثل في أن واشنطن أعطت أولوية واضحة للحد من نفوذ الصين في منطقتها المباشرة، وهو ما ينعكس على التزاماتها الخارجية، بما فيها علاقتها مع الحلفاء الأوروبيين.
وبحسب التقييم، فإن هذا التحول دفع للمرة الأولى إلى إدراج الولايات المتحدة ضمن مصادر التهديد الأمني المحتمل، نتيجة ممارسات تعد مقلقة لكوبنهاغن.
وأكد التقرير أن الولايات المتحدة باتت تستخدم قوتها الاقتصادية تحت تهديد فرض تعريفات جمركية عالية لتحقيق مصالحها الخاصة، كما ترسل إشارات متزايدة إلى أنها لن تتردد في استخدام قوتها العسكرية حتى ضد شركائها إذا تعارضت مصالحها مع مصالحهم.
ويشير التقرير إلى أن ذلك السلوك يعبر عن عقلية سياسية جديدة داخل الإدارة الأمريكية الحالية، قوامها تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، بدلا من الالتزام بالنظام الدولي القائم على قواعد متفق عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
غموض حول دور واشنطن كضامن لأوروبا
يحذر التقييم الدنماركي من أن الغموض المحيط بالدور الأمريكي التقليدي كضامن للأمن الأوروبي بات في ازدياد، وهو ما يفتح المجال، بحسب التقرير، أمام روسيا لتكثيف هجماتها الهجينة ضد أوروبا وحلف شمال الأطلسي.
ويرى معدو التقرير أن تراجع اليقين الأوروبي بشأن التزام واشنطن بالدفاع عن القارة يضع دول أوروبا أمام مسؤوليات أكبر في ما يتعلق بالقدرات الدفاعية والتسليح، في ظل تضاؤل الاعتماد على "المظلة الأمريكية" التي رافقت أوروبا طوال العقود الماضية.
وأشار التقرير إلى أن روسيا ستسعى لاستغلال مساعي الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة بهدف خلق انقسامات بين واشنطن والعواصم الأوروبية، وخلخلة وحدة الموقف داخل الناتو.
القلق يمتد إلى غرينلاند والقطب الشمالي
ولم يقتصر القلق الدنماركي على الخطاب الأمني العام، بل امتد إلى ملف غرينلاند، التي تتمتع بعلاقات خاصة مع كوبنهاغن، وتكتسب أهمية استراتيجية متنامية في القطب الشمالي.
وذكر التقرير أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول رغبته في شراء غرينلاند، إضافة إلى محاولات واشنطن عقد اجتماعات مباشرة مع حكومة الجزيرة بمعزل عن الدنمارك، أعادت إشعال المخاوف من الطموحات الأمريكية في المنطقة.
ويرى التقرير أن التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا والصين في القطب الشمالي يزيد من مخاطر التجسس ومحاولات التأثير السياسي في غرينلاند، التي أصبحت ضمن المناطق ذات الحساسية الأمنية العالية.
روسيا والصين لا تزالان التهديد الأكبر
رغم التصعيد الواضح في تقييم الدور الأمريكي، لا يزال جهاز الاستخبارات الدنماركي يعتبر روسيا والصين التهديدين الرئيسيين للأمن القومي.
ومع ذلك، يؤكد التقرير أن الحضور الأمريكي المتنامي والمضطرب أصبح جزءاً لا يمكن تجاهله من المعادلة الأمنية الراهنة، خصوصاً في ظل القرارات الأمريكية التي تحمل انعكاسات مباشرة على الأمن الأوروبي.
كما يحذر التقييم من أن روسيا قد تصبح أكثر استعدادا لتوسيع عملياتها العسكرية في أوروبا خلال السنوات المقبلة، وربما تصبح قادرة على شن حرب أوسع خلال خمسة أعوام، إذا انتهت الحرب في أوكرانيا دون تعزيز قدرات الناتو الدفاعية.