المسلة:
2025-05-24@00:22:28 GMT

علماء: الميكروبات يمكنها منع ظاهرة الاحتباس الحراري

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

علماء: الميكروبات يمكنها منع ظاهرة الاحتباس الحراري

5 ديسمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: قالت مؤسسة العلوم الروسية، إن علماء من روسيا، وبالتعاون مع زملائهم الأجانب، استنتجوا أن التنوع الكبير للكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في منطقة التربة الصقيعية يمكن أن يقلل بشكل كبير من معدل ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي على سطح الأرض.

ومن عام 1750 إلى عام 2020، ارتفع متوسط درجة الحرارة على سطح الأرض بنحو درجة واحدة، ولكن في المناطق الدائمة التجمد، ارتفعت درجة الحرارة بمتوسط يصل إلى أربع درجات على مدى السبعين عاما الماضية وحدها، ويفسر ذلك حقيقة أنه عندما يذوب الجليد الدائم تتشكل ظروف مواتية في التربة لتطوير المجتمعات الميكروبية التي تعالج الكربون القديم الذائب إلى غاز الميثان، ويدخل الغاز الدفيء هذا بدوره إلى الغلاف الجوي ويسهم في زيادة الاحترار.

وفي الوقت ذاته، يعد الميثان أكثر خطورة من ثاني أكسيد الكربون من حيث الاحترار، لأن كمية الميثان المطلوبة لارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة، أقل بـ17 مرة من كمية ثاني أكسيد الكربون. وبالتالي، فإن النشاط الميكروبي في مناطق التربة الصقيعية قد يؤثر على معدل الاحترار، لكنه لا يؤخذ في الاعتبار في التوقعات الحالية.

وقام باحثون من شركة “مركز البحث العلمي والتطوير” في فيليكي نوفغورود ومن جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية للتقنيات الصناعية والتصميم ومعهد العلوم الميكانيكية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم (في سانت بطرسبورغ) مع زملاء من جامعة كاليفورنيا وجامعة هوارد (الولايات المتحدة الأمريكية)، بتحليل كيفية تأثير عدد من أنواع الكائنات الحية الدقيقة في التربة على معدل ذوبان التربة الصقيعية ومعدل الاحترار. واستخدم الباحثون ما يسمى بنموذج “جودي” الرياضي، الذي يحاكي ديناميكيات الغلاف الجوي للكوكب.

وفي هذا النموذج يعتبر الغلاف الجوي عبارة عن مجموعة من الخلايا الفردية التي يدور فيها الهواء، يسخن الهواء ثم يبرد في الأسفل، بالقرب من سطح الأرض، ويعود إلى الأرض مرة أخرى. قام الباحثون بتوسيع نموذج “جودي” من خلال تقديم وظائف رياضية تصف تدفق غازات الدفيئة التي يتم تصنيعها بواسطة البكتيريا، لفهم كيفية تأثر هذا النظام بغاز الميثان الذي تطلقه الكائنات الحية الدقيقة في التربة الصقيعية.

ودرس العلماء حالتين: عندما يكون تنوع ميكروبات التربة الصقيعية منخفضًا، وعلى العكس من ذلك، عندما يكون مرتفعًا. وفي الوقت ذاته، أخذ العلماء في الاعتبار أن كل نوع من الكائنات الحية الدقيقة له درجة حرارته المثالية للحياة. أي أنه عندما يذوب الجليد الدائم وتصل درجة حرارة الأرض إلى قيمتها المثلى، تبدأ البكتيريا في النمو بشكل نشط وتطلق كميات كبيرة من الميثان.

وأظهرت الحسابات أنه إذا لم يتجاوز تنوع الكائنات الحية الدقيقة ثلاثة أنواع (ما يعني أن درجة الحرارة المثلى لها هي نفسها تقريبًا)، فإن النظام يصبح غير مستقر للغاية. في هذه الحالة يجب أن نتوقع بداية إطلاق كميات كبيرة من غاز الميثان في الغلاف الجوي، وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة بشكل حاد، أما عندما يكون هناك العديد من أنواع البكتيريا، تختلف درجات الحرارة المثلى لها، لن يكون هناك إطلاق مفاجئ للغازات الدفيئة.

وبالإضافة إلى ذلك، لاحظ العلماء أنه مع التنوع الميكروبي العالي، فإن النظام يكون مستقرا لأن الأنواع المختلفة تتنافس مع بعضها بعضا وتقمع نمو بعضها بعضا جزئيًا، وهذا يمنع أيضًا النمو المكثف للأفراد والانبعاث الهائل لغاز الميثان.

وقالت إيلينا سافينكوفا، إحدى المشاركات في الدراسة: “لقد تمكنا من إثبات أن اللحظة التي يمكن أن تحدث فيها قفزة حادة في درجة الحرارة على سطح الأرض تعتمد على التنوع الميكروبي، ويتم تحديد ذلك من خلال الرطوبة ودرجة الحرارة ومحتوى العناصر الغذائية وحموضة التربة، وعلى الرغم من أننا لا نستطيع التأثير على التنوع الميكروبي، فإن هذا الأمر يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند وضع توقعات الاحترار”.

وأضافت: “النماذج الحالية لا تأخذ في الاعتبار نشاط الكائنات الحية الدقيقة في التربة الصقيعية، ولكن إذا تم تضمين هذا العامل فيها، فيمكن تصحيح درجات الحرارة المتوقعة بعدة درجات، بحلول عام 2100، وهو أمر مهم للغاية. في المستقبل، نخطط لأن ندرس الاختلافات الموجودة بين الأنواع المختلفة من الكائنات الحية الدقيقة، بحيث يصبح من الممكن تقييم المساهمة التي يقدمها التنوع الميكروبي المنخفض والمرتفع في ظاهرة الاحتباس الحراري”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الکائنات الحیة الدقیقة التربة الصقیعیة الغلاف الجوی درجة الحرارة فی الاعتبار فی التربة سطح الأرض

إقرأ أيضاً:

العراق يختنق تحت حرارة مبكرة.. وأيّار يشعل الأرقام

22 مايو، 2025

بغداد/المسلة:  سجلت درجات الحرارة أعلى معدلاتها في العراق لهذا العام إذ بلغت 49 درجة مئوية في محافظتين جنوبيتين، وفق هيئة الأنواء الجوية العراقية، وذلك بعد أيام على وفاة طالبين في احدى الكليات العسكرية نتيجة تعرضهم لأشعة الشمس.

وبقيت درجات الحرارة العالمية مرتفعة هذا العام أيضا في إطار موجة حرّ غير مسبوقة تضرب الكوكب منذ سنتين تقريبا، وتثير تساؤلات لدى الأوساط العلمية بشأن تسارع وتيرة الاحترار العالمي.

وفي العراق، تتجاوز درجات الحرارة الـ50 خلال الصيف، وخصوصا في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، وتبلغ أحيانا هذه المستويات في أشهر سابقة.

وقبل أسابيع من حلول فصل الصيف، سجلت محافظتا بصرة وميسان الجنوبيتان 49 درجة مئوية مقابل 48 درجة في محافظة ذي قار المجاورة، وفقا لهيئة الأنواء الجوية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة عامر الجابري لوكالة فرانس برس إن 49 درجة مئوية “تعد اعلى درجات حرارة سجلت حتى الآن في العراق هذا العام”، مشيرا إلى أن الحرارة كانت جيدة نسبيا في أيار/مايو العام الماضي.

ويُعد العراق من الدول الخمس الأكثر تأثرا ببعض أوجه التغير المناخي، بحسب الأمم المتحدة. ويساهم انخفاض معدلات الأمطار وموجات الجفاف والعواصف الترابية في مفاقمة معدلات الحر في البلاد.

وأوضح الجابري أنه “بصورة عامة، فإن كمية الأمطار المتساقطة على مستوى السنوات السابقة كانت قليلة نوعا ما”.

وشهد العراق عواصف رملية وغبارية عدة خلال الأسابيع الأخيرة، أدى أشدّها إلى دخول أكثر من 3700 مصاب بالاختناق إلى المستشفيات في 14 نيسان/أبريل في وسط وجنوب البلد.

وبلغت درجة الحرارة الثلاثاء في العاصمة بغداد 44 درجة مئوية، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 46 درجة الجمعة.

وأوضح الجابري “نعتبر شهر أيار/مايو شهر حالة عدم استقرار الطقس”، مضيفا “ليس غريبا ان يشهد ارتفاعا لدرجات الحرارة إلى هذا المستوى”.

وأشار إلى أن درجات الحرارة ستبدأ بالتراجع يوم السبت.

والأربعاء، وجّه رئيس الحكومة محمّد شياع السوداني بالتحقيق في حادثة “وفاة طالبين من طلّاب الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار، وتعرّض طلبة آخرين لأعراض مرضية.

وكانت وزارة الدفاع أعلنت أن يوم الأحد “ظهرت بعض علامات الإعياء والتعب” على تسعة طلاب “نتيجة تعرضهم إلى أشعة الشمس مما تسبب بإصابتهم بالجفاف ووعكة صحية نقلوا على اثرها” إلى المستشفى.

وفيما اعتادت محافظة ميسان على الصيف الحار جدا، قال الناشط البيئي والعامل اليومي مصطفى هاشم إن “الصيف بدأ باكرا هذا العام”.

وتابع أن “الوضع متعب جدا”، مضيفا “حتى أن أحد زملائي فقد الوعي أمس أثناء عملنا في صيانة أجهزة التبريد على سطح احد الأبنية” وذلك قبل أن تصل درجة الحرارة إلى 49.

وفي كلّ صيف، تتكرر المعاناة مع انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة في اليوم. وتلجأ الكثير من الأسر إلى المولدات الكهربائية فيما يصبح التكييف في المنازل ترفا في بلد غنيّ بالنفط لكنه يعاني من تهالك البنى التحتية جراء نزاعات استمرت لعقود وسياسات عامة غير فعالة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الأرصاد تحذر: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد
  • الحصيني: صيف 2025 قد يكون الأشد حرارة
  • «الوطني للأرصاد» ينشر تحذيرا للجمهور
  • وفاة 6 أشخاص بوباء غامض في عدن
  • الحرارة تصل إلى 49 درجة في جنوب العراق
  • العراق يختنق تحت حرارة مبكرة.. وأيّار يشعل الأرقام
  • درجات الحرارة تسجل أعلى معدلاتها في العراق
  • علماء يحذرون: ارتفاع منسوب البحار سيستمر لقرون حتى مع وقف الانبعاثات
  • علماء يحذرون: ذوبان الصفائح الجليدية يتسارع والسواحل ستدفع الثمن
  • الدمام 46 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكة