مليشيا الحوثي تمنح واشنطن فرصة تحقيق هدفها وأمريكا تدرس تشكيل قوة عمل بحرية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
أدت الهجمات الصاروخية على سفينتين بريطانيتين في البحر الأحمر إلى إطلاق خطط لتشكيل قوة عمل بحرية بقيادة الولايات المتحدة.
وقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية، خدمات مجانية للولايات المتحدة الأمريكية، مكّنتها من تحقيق هدفها في الانتشار العسكري بالبحر الأحمر، والتقدم نحو مضيق "باب المندب"، وهي الأمنيات التي فشلت واشنطن في تحقيقها طيلة عقود مضت، حتى جاءت المليشيا المدعومة من إيران.
قال البيت الأبيض، إن أمريكا قد تشكل قوة عمل بحرية لمرافقة السفن التجارية في البحر الأحمر بعد إصابة ثلاث سفن بصواريخ أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إن أمريكا تجري محادثات نشطة مع الحلفاء بشأن إنشاء هذه القوة على الرغم من أنه لم يتم الانتهاء من أي شيء، ووصف ذلك بأنه رد فعل "طبيعي" على الضربات الصاروخية.
ومن المتوقع أن تشارك بريطانيا في فرقة العمل هذه، مع نشر سفينة HMS Diamond في المنطقة لتعزيز وجود البحرية الملكية هناك.
واستجابت المدمرة Arleigh-Burke Class USS Carney لنداءات الاستغاثة من ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم يوم الأحد.
وقالت القيادة المركزية للولايات المتحدة: "تمثل هذه الهجمات تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية والأمن البحري. لقد عرّضت حياة أطقم دولية حول العالم للخطر".
وأضافت: "لدينا أيضًا كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات، رغم شنها الحوثيون في اليمن، تم تمكينها بالكامل من قبل إيران. وستدرس الولايات المتحدة جميع الردود المناسبة بالتنسيق الكامل مع حلفائها وشركائها الدوليين".
وتعرض الهجمات الصاروخية الحوثية حركة المرور على أحد أهم ممرات الشحن الحيوية في العالم ومعها التجارة العالمية بشكل عام للخطر.
وتقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إن 8.8 مليون برميل من النفط يتم شحنها يوميا عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما يجعله أحد أهم نقاط العبور في التجارة العالمية.
وتحمل السفن النفط والغاز الطبيعي من الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين.
ويعد البحر الأحمر وباب المندب أيضا جزءاً من طريق حيوي للشحن التجاري بشكل عام، حيث يحمل ملايين الأطنان من المنتجات الزراعية والسلع الأخرى إلى الأسواق الدولية سنويًا.
وكانت قد دفعت طهران بذراعها في اليمن، مليشيا الحوثي، إلى استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر، في إجراء أكدت من خلاله الأخيرة التبعية للأولى، اسقطت فيه من حساباتها -عمدا- تبعات هذه الخطوة وآثارها على المستويين السيادي والاقتصادي لليمن.
وأكد مراقبون أن تخادمات واشنطن وطهران استخدمت خلالها الأخيرة مليشيا الحوثي في البحر الأحمر، لتحقيق أجندة خاصة بها، لا سيما والمليشيا لم تتخذ أي خطوات عدائية ضد القطع البحرية الأمريكية التي ترفع ضد دولتها شعار "الموت لأمريكا..."، في دلالات على زيف الشعار.
وفي فبراير من العام 2021، أقدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على إلغاء قرار لإدارة سلفه دونالد ترامب، قضى بتصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر ملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
واشنطن تندد باحتجاز الحوثيين لموظفي السفارة الأمريكية في اليمن
أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن إدانتها الشديدة لاستمرار احتجاز جماعة الحوثي في اليمن لموظفين محليين، حاليين وسابقين، كانوا يعملون لدى البعثة الأمريكية في البلاد.
ويأتي هذا التنديد ليجدد التركيز على ملف المحتجزين الذي ظل يمثل نقطة توتر مستمرة بين واشنطن والجماعة المدعومة من إيران.
وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، قال المتحدث باسم الوزارة، تومي بيجوت: "تندد الولايات المتحدة باستمرار احتجاز الحوثيين غير القانوني موظفين محليين حاليين وسابقين لدى البعثة الأميركية في اليمن".
وأكد بيجوت أن واشنطن تولي "أهمية قصوى لسلامة وأمن طاقمها"، وتعتبر هذا الاحتجاز انتهاكاً صارخاً لحقوق هؤلاء الأفراد.
وتعود قضية احتجاز الموظفين إلى سنوات ماضية، حيث قام الحوثيون باقتحام مجمع السفارة الأمريكية في صنعاء في نوفمبر 2021، واحتجزوا عشرات الموظفين المحليين.
وعلى الرغم من إطلاق سراح بعضهم لاحقاً، لا يزال عدد غير محدد من هؤلاء الموظفين قيد الاحتجاز. وقد كانت الولايات المتحدة قد علقت عملياتها في اليمن وسحبت طاقمها الدبلوماسي الأجنبي في عام 2015 بسبب تصاعد الصراع، لكن الموظفين المحليين ظلوا مسؤولين عن رعاية المجمع.
وأشار المتحدث الأمريكي إلى أن بلاده لم تتوقف عن المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفيها المحتجزين. ودعا بيجوت الحوثيين إلى احترام الحصانة الدبلوماسية ووقف مثل هذه الممارسات التي تتعارض مع الأعراف الدولية.
كما طالبت الولايات المتحدة أيضاً بـ"الإفراج عن جميع المواطنين اليمنيين المحتجزين ظلماً" من قبل الحوثيين.
وتعمل واشنطن بشكل وثيق مع شركائها الإقليميين والدوليين لضمان إطلاق سراح موظفيها بأمان، مؤكدة أن هذه القضية تبقى على رأس أولوياتها في التعامل مع ملف اليمن المعقد.