يمن مونيتور/قسم الأخبار

يمرّ الموروث الحضاري اليمني بمنعطف خطير حيث تسببت الحرب الدائرة منذ نحو تسع سنوات في تدمير العديد من المواقع الأثرية واحتراق بعض المتاحف وتلف العديد من القطع الأثرية، كما تسبب الانفلات الأمني الناتج عن اتساع رقعة الحرب في نمو ظاهرة نهب وتجارة الأثار وتهريبها إلى الخارج .

واتهم مسئولون أثريون قيادات حوثية باستغلال الحرب لنهب لبعض القطع الأثرية الثمينة والمخطوطات التاريخية خصوصا من المواقع الأثرية في المناطق الآيلة للسقوط .

وقال رمزي الدميني مدير المتاحف الأثرية في محافظة تعز “ما قامت به الميليشيات الحوثية كان منظما. استهدفت بعض مخازن المتحف بأعيرة نارية محرقة ما عرض بعض المتاحف والمخازن للإحراق. أيضا ظهرت بعض الممتلكات الثقافية بعد فترة من الصراع في مدينة صنعاء”

واعتبر مسئولو الآثار أن التراث الثقافي اليمني يشهد أزمة حقيقية تتطلب بشكل عاجل تدخل المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الثقافي العالمي، لوضع حد لاستهداف التراث الحضاري الإنساني في اليمن.

وقال محبوب الجرادي مدير عام هيئة الأثار في تعز “هناك مواقع تُنبش سواء في محافظة تعز أو محافظات يمنية أخرى، ويُستخرج منها قطع أثرية نادرة وتباع في المزادات العلنية. وهذا الذي يصعب علينا توثيقها ويصعب أن نثبت أنها من متاحفنا لأنها غير موثقة وتخرج بطرق غير شرعية”.

وانتشرت في السنوات الأخيرة عمليات تهريب الآثار اليمنية بغرض الكسب المادي السريع، وعرضها في مزادات بعضها يتم بشكل علني في انتهاك لحقوق اليمن في آثاره الضاربة في التاريخ.

وقال سامر عبد الباري رئيس قسم الآثار بجامعة عدن “كثير من المزادات الآن انتشرت بشكل فظيع ومتسارع، تقوم بعرض القطع الأثرية لكافة مراحل العصر القديم، كالحضارات السبئية والحميرية والقتبانية، تقوم هذه المزادات بعرضها للبيع بشكل واضح لا يخفى على أي أحد”.

ويضم اليمن 4 مواقع ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، من بينها مدينة شبام وحضرموت وصنعاء القديمة ومدينة زبيد، كما تصنف جزيرة سقطرى ضمن قائمة التراث الطبيعي.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: التراث الثقافة اليمن

إقرأ أيضاً:

مقتنيات هذا المتحف لا تُقدّر بثمن.. واللمس مسموح فيه

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا يكتفي أحد أكبر متاحف الفنون والتصميم في العالم بتقديم لمحة نادرة عما يدور في كواليسه، بل يمنح الزائر فرصة لاستكشاف الأعمال التاريخية والثقافية المهمة عن قرب.. وحتى لمسها.

و"مستودع V&A إيست" هو مرفق جديد في لندن لحفظ المقتنيات بمعايير المتاحف، تم تحويله إلى مساحة للعرض والبحث، وهو مشروع استغرق أكثر من عشر سنوات في الإعداد، ويهدف إلى إعادة تصور تجربة المتحف التقليدية.

يمتد "مستودع V&A إيست" على أربع طبقات شاسعة، ثلاث منها فقط متاحة للزوار. ويضم هذا الفضاء الهائل أكثر من 250,000 قطعة، تتنوّع بين جداريات رومانية ولوحة نادرة من أوائل القرن الرابع عشر للفنان الإيطالي سيموني مارتيني، وصولاً إلى أزياء طليعية وتصاميم راقية تحمل توقيع مصممين مثل شياباريللي، Comme des Garçons، وفيفيان ويستوود.

ما يميّز هذا المكان الفريد مبدأ الوصول المفتوح؛ حيث يستطيع الزوار الاقتراب من المقتنيات ومشاهدتها عن قرب، في كسر واضح للتقاليد المتحفية المعهودة التي تفرض الحواجز والحراسة، وتُبقي الأعمال الفنية في دائرة الإعجاب عن بُعد فقط.

قاعة مجموعات ويستون في مستودع فكتوريا وألبرت الشرقي، بما في ذلك أكثر من 100 قطعة عرض مصغرة منسّقة على رفوف تخزين معدنيةCredit: Hufton + Crow for V&A

وقالت جورجينا هاسلدين، كبيرة أمناء مستودع "فيكتوريا وألبرت" الشرقي، فيما تقف أمام صفوف طويلة من القطع الأثرية الثمينة، من لوحات الرسامة الإنجليزية مارغريت سارة كاربنتر، إلى سيوف صيد من القرن الثامن عشر، قبل افتتاحه للجمهور: "هذا عمل متحفي بامتياز". 

وأضافت هاسلدين: "نريد أن يتعرّف الزوار على ماهية المجموعة، وكيفية حفظها..وكيف يعمل زملاؤنا في جميع أنحاء المتحف، من أمناء الحفظ إلى فريق الخدمات الفنية".

وصمّم هذا المتحف استوديو التصميم الأمريكي متعدد الاختصاصات "Diller Scofidio + Renfro"، ويضم قاعة مركزية ترتفع نحو 20 مترًا. ومن مختلف الاتجاهات تمتد صفوف من الرفوف المعدنية التي تضم أثاثًا، وأعمالًا فنية، وتماثيل عرض وغيرها. وهنا، يمكن للزوار النظر إلى الأعلى أو الأسفل من الطبقات العليا. ومع هذا الكم الهائل من المعروضات، من السهل الشعور  بالانبهار.


وقالت إليزابيث ديلر، الشريكة المؤسسة لاستوديو "Diller Scofidio + Renfro"، خلال افتتاح المستودع: "في المتوسط، لا يُعرض سوى 3% من مجموعة المتحف في أي وقت من الأوقات". 

وأضافت: "أما الـ 97% المتبقية، فهي مخفية في الطبقة  السفلية، أو خارج الموقع في المخزن. ومع تراكم المزيد من المجموعات في المتاحف، ستنخفض نسبة الأعمال المعروضة بمرور الوقت ما لم نقم ببناء أجنحة جديدة لاستيعاب المزيد من المعروضات".

تتميز المساحة بستة معروضات كبيرة الحجم، بينها السقف الخشبي المنحوت والمذهب الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، سقف "ألتاميرا"، من قصر توريخوس المفقود الآن في إسبانيا.Credit: Hufton + Crow for V&A

بالنسبة لمتحف V&A، فقد بدأت آلاف القطع التي كانت مخزّنة في المستودعات المغلقة منذ سنوات طويلة ترى النور أخيرًا. بينها، سقف ألتاميرا المذهل، وهو سقف مذهب مصنوع من الخشب اللين، يعود إلى أواخر القرن الخامس عشر، وأصله من مدينة طليطلة الإسبانية، يُعرض الآن لأول مرة منذ عقود.

كذلك، وبعد مرور أكثر من عشر سنوات، تُعرض مجددًا النسخة الضخمة من لوحة "امرأتان تركضان على الشاطئ (السباق)" التي رسمها بيكاسو في العام 1922، التي أعاد رسمها الفنان الأمير ألكسندر شرفاشيدزه بارتفاع يصل إلى عشرة أمتار. هذا الستار الأمامي، الذي استُخدم في العام 1924 من قبل فرقة باليه متنقلة، يحمل توقيع بيكاسو نفسه، ما يمنحه قيمة فنية وتاريخية كبيرة.

أما النتيجة، فتشبه إلى حد كبير متجر "إيكيا" ضخم (ولا يمكن تفويت رائحة الخشب، التي يبدو أنها تنبعث من إحدى العديد من خزائن الأدراج العتيقة — أقدمها يعود إلى عام 1410). وقالت ديلر: "مجموعة متحف فيكتوريا وألبرت غريبة الأطوار في الأساس. أين يمكنك أن تجد دروع فرسان، وأقمشة مسرحية، وعلب بسكويت، وقطع من مبانٍ، ودمى، وثريات، ودراجات نارية جنباً إلى جنب"؟

وعوض اعتماد الترتيب الأبجدي أو التنظيم الزمني الصارم، قررت ديلر أن "تستسلم للجنون"، من خلال وضع عناصر متنوعة من حيث الوسيط الزمني والمكاني جنباً إلى جنب. وأوضحت: "إنه أسلوب عرض يعود إلى القرن السادس عشر"، مضيفة أنه "كان يُستخدم أكثر في المجموعات الخاصة، لكنه كان أيضاً يجمع مقتنيات جنونية معاً".

كما هو متوقع، يحظر رفع مجموعة التحف المعروضة مباشرةً من على الرف، فهذا ليس متجر "إيكيا" في الواقع، ولكن لمسها، على ما يبدو، ليس محظورًا تمامًا.

وكل ما يحتاجه الزوار الراغبون في حمل حذاء عمره قرون بين أيديهم تسجيل الدخول وحجز موعد عند مركز الأبحاث الموجود في موقع المتجر. وهناك، يتواجد المراقبون وخبراء الحفاظ على التراث لتعليم الجمهور كيفية التعامل بشكل صحيح مع الأعمال ذات الأهمية الثقافية.

أكبر عمل لبيكاسو في العالم، ستار المسرح الأمامي للعام 1924، لصالح إنتاج فرقة الباليه الروسية " Le Train Bleu"، يُعرض حالياً في مستودع "فكتوريا وألبرت" الشرقي تصوير: David Parry/PA Media Assignments. Pablo Picasso, Le Train Bleu front stage cloth,1924 © The estate of Pablo Picasso

وإلى الآن، أكثر القطع التي لاقت إقبالًا عليها  هو فستان من توقيع كريستوبال بالانسياغا باللون الوردي الداكن من العام 1954. لكن قماش التفتا الحريري الخاص بالفستان، المعروض في مركز الأبحاث، يبدو قزحي الألوان تقريبًا عن قرب.

ورغم أن التنفّس بالقرب منه قد يبدو أمرًا غير مراعٍ، إلا أن كيت بارسونز، مديرة الحفظ ورعاية المجموعات والوصول إليها في متحف "فيكتوريا وألبرت"، أكدت وجود نظام تحكم في المناخ في جميع أنحاء المنشأة، ما يحافظ على درجة حرارة تتراوح بين 16 و25 درجة مئوية ورطوبة تتراوح بين 40 و60%، وفقًا للمعايير الدولية، إلى جانب مجموعة متنوعة من الطرق لربط أو تثبيت القطع على طاولة المشاهدة.

وتؤكد أنها لا تشعر بالقلق حيال وضع هذه القطع الثمينة بين أيدي الجمهور. وقالت ل CNN: "لقد فكرنا مليًا في متانة القطعة".

وخلصت إلى أنّ "هذه المجموعات ملك للعامة. ومن المذهل حقًا أن نتمكن من إتاحة وصولهم إليها".

بريطانيافنونلندنمتاحفنشر الجمعة، 04 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • مزادات متكررة لبيع الدولار تفشل في كبح تدهور الريال اليمني
  • صحيفة تكشف: جيش الاحتلال تكتم على استهداف إيران 5 قواعد عسكرية بشكل مباشر
  • بروح وطنية عالية .. مواطن يسلّم كنزًا أثريًا نادرًا لحفظ تراث اليمن (تفاصيل)
  • هدنة على الطاولة... ترامب يشيد بردّ حماس ونتنياهو يستعد لواشنطن
  • حكايات وأناشيد وأساطير شعبية .. تعزز التراث غير المادي في جازان
  • تعرف على القطع الأثرية لشهر يوليو بمتاحف الآثار على مستوى الجمهورية
  • قتلى ومفقودون جراء سيول مفاجئة في تكساس الأميركية
  • هل بدأ الانهيار؟.. اليمن يواجه أسوأ موسم زراعي منذ عقود!
  • بعد ساعات فقط مما قاله ترامب عن مكالمة بوتين.. عمل عسكري روسي ضخم وليلة مروعة في كييف
  • مقتنيات هذا المتحف لا تُقدّر بثمن.. واللمس مسموح فيه