«إيديكس 2023».. وفد «نورثروب جرومان» الأمريكية يشيد بالتنمية وقدرات التصنيع العسكري في مصر
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
أعرب نائب رئيس شركة «نورثروب جرومان» الأمريكية، جوزيف جوستيلا، والمدير التنفيذي للشركة في الشرق الأوسط وأوروبا عن تطلعه إلى فتح آفاق للتعاون المثمر مع وزارة الإنتاج الحربى في مجال التصنيع العسكري.
وأشادا بما تمتلكه من إمكانيات تصنيعية وفنية مشهود لها بالكفاءة وخطوط إنتاج تضاهي الخطوط العالمية وتضم عمالة مدربة على أعلى مستوى ودورها فى توفير متطلبات القوات المسلحة المصرية إلى جانب إسهاماتها فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية والتنموية بالدولة.
وتحدثا عن أهمية الدور الذى تضطلع به مصر لمواجهة الإرهاب والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وأن مصر تشهد تطوراً ملحوظاً في مجال الصناعات العسكرية من خلال التعاون مع العديد من الشركات العالمية وهو ما لمسه خلال مشاركة الشركة في معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية «إيديكس 2023» والذي يتميز بالتنظيم الاحترافي ويعكس مدى ثقل مصر وقدرتها على تنظيم المعارض الدولية الكبرى.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الدولة للإنتاج الحربي، المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، مع نائب رئيس شركة «نورثروب جرومان» الأمريكية، جوزيف جوستيلا، والمدير التنفيذي للشركة في الشرق الأوسط وأوروبا، موضوعات التعاون ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين في مختلف المجالات التصنيعية العسكرية، جاء ذلك بجناح وزارة الإنتاج الحربي بالمعرض الدولي للصناعات الدفاعية «إيديكس 2023».
أوضح وزير الإنتاج الحربي أن المهمة الأساسية للوزارة تتمثل في تلبية مطالب القوات المسلحة المصرية من مختلف ما تنتجه من ذخائر وأسلحة ومعدات وأنظمة إلكترونية متطورة بالإضافة إلى قيامها بالاستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية بشركاتها ووحداتها التابعة لتصنيع منتجات مدنية والمشاركة في مختلف المشروعات القومية بالدولة المصرية للمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وعبر الوزير عن تطلعه لتعزيز التعاون مع الجانب الأمريكي في مجال الصناعات الدفاعية بشكل أكثر عمقاً خلال الفترة المقبلة بالشكل الذي يعود بالنفع على الجانبين بل والعالم ككل، مشيداً بخبرة وإمكانيات شركة «نورثروب جرومان» الأمريكية وما تقوم بإنتاجه من منتجات عسكرية متطورة، لافتاً إلى وجود تعاون مثمر بين وزارة الإنتاج الحربي والعديد من الشركات الأمريكية في مختلف المجالات العسكرية والمدنية.
وأشار نائب رئيس شركة «نورثروب جرومان» الأمريكية إلى أنها تأسست عام 1994 وتعمل في مجال تقنيات الدفاع الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات وتحظى بخبرة واسعة في مجال أنظمة الطائرات العسكرية وتجميع أجزاء الطائرات التجارية والأنظمة البحرية.
ونوّه المستشار الإعلامي لوزير الدولة للإنتاج الحربي والمتحدث الرسمي للوزارة محمد عيد بكر بأنه تم خلال اللقاء التأكيد على اهتمام وزارة الإنتاج الحربي على توطين ونقل أحدث التكنولوجيات العالمية في مجال الصناعات العسكرية والمدنية داخل الشركات والوحدات التابعة وذلك تماشياً مع التوجه العام للدولة وتحقيق سياساتها الرامية إلى تطوير القدرات والإمكانيات الصناعية والفنية والتكنولوجية المتاحة بما يدعم استراتيجيات التنمية المستدامة من خلال الاعتماد على قدرات التصنيع المحلية بأيدي مصرية وبأعلى معايير الجودة العالمية، مضيفاً أن معرض «إيديكس 2023» يمثل فرصة واعدة لتبادل الخبرات بين مختلف العاملين بالجهات العالمية والمحلية الرائدة فى مجال أنظمة التسليح والصناعات العسكرية ويتيح لزواره تجربة فريدة لمشاهدة أحدث التقنيات والمعدات والأنظمة الدفاعية البرية والبحرية والجوية، وتأتي النسخة الثالثة من المعرض بالعام الجاري لتؤكد استمرار مسيرة الإنجاز بمصر بالرغم من التحديات العالمية الأخيرة.
حضر اللقاء من الإنتاج الحربي كل من المهندس إميل حلمي إلياس نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للإنتاج الحربي والعضو المنتدب والمهندس محمد شيرين محمد المشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير والمهندس أمجد فريد رئيس قطاع التعاون الدولي بالهيئة.
اقرأ أيضاً«إيديكس 2023».. «روس أوبورون» الروسية المتخصصة في الأسلحة والتكنولوجيا تعرض خدماتها
«إيديكس 2023».. رئيس إدارة القوات الجوية اللوجستية الإيطالي يشيد بـ«الإنتاج الحربي»
«إيديكس 2023».. لقاءات متعددة داخل جناح وزارة الإنتاج الحربي وخطط للتعاون المشترك
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إيديكس إيديكس 2023 إيديكس 2024 افتتاح ايديكس افتتاح معرض ايديكس ايديكس ايديكس 2023 فعاليات معرض ايديكس معرض إيديكس معرض إيديكس 2023 معرض إيديكس للصناعات الدفاعية 2023 معرض ايديكس معرض ايديكس اليوم وزارة الإنتاج الحربی إیدیکس 2023 نائب رئیس فی مجال
إقرأ أيضاً:
رئيس بنك أوف أميركا بالشرق الأوسط لـ«الاتحاد»: الإمارات تُعيد هندسة حركة تدفّقات رأس المال العالمية
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
تُعيد دولة الإمارات تشكيل هيكلية رأس المال العالمي، حيث لا يقتصر دورها على المشاركة في التدفقات الرأسمالية العالمية، وإنما يمتد ليشمل المساهمة في هندسة حركة تلك التدفّقات، بحسب أرشد غفور، رئيس بنك أوف أميركا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي أكد لـ«الاتحاد» خلال فعاليات «أسبوع أبوظبي المالي» أن الإمارات تبني الشبكات والمؤسسات والمنظومات المعرفية التي ستُحدِّد معالم الترابط الاقتصادي للسنوات العشر القادمة.
أخبار ذات صلةوقال غفور: إن الإمارات برزت على الصعيد العالمي، كواحدة من أكثر المستثمرين نفوذاً في العالم، مدعومةً بصناديق ثروة سيادية تدير أصولاً قيمتها 3 تريليونات دولار، كما تم تخصيص مبالغ ضخمة لتنفيذ الاستراتيجية الاستثمارية لدولة الإمارات، وفضلاً عن ذلك أعلنت الإمارات والولايات المتحدة في مارس الماضي عن إطار استثماري مشترك بقيمة 1.4 تريليون دولار لمدة 10 سنوات، يشمل مجالات الذكاء الاصطناعي، والتصنيع المتقدم، والبنية التحتية للبيانات، والطاقة النظيفة، معتبراً أن هذا الإعلان يمثّل التزاماً سياديّاً غير مسبوق يعكس عزم الإمارات على تشكيل الجيل القادم من القطاعات العالمية.
وتابع: أن ريادة الإمارات لا تقف عند هذا الحدِّ فحسب، إذ إن الشراكات التقنية التي تبرمها الدولة تلفت أنظار العالم بشكل متزايد، ومنها على سبيل المثال شراكة مجموعة «جي 42» مع «مايكروسوفت» بقيمة 1.5 مليار دولار، والتي تم الإعلان عنها عام 2024 لتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، منوهاً بأن هذه الشراكة تؤكد التزام الإمارات بترسيخ مكانتها في قلب شبكات الابتكار المستقبلية العالمية، ونقل هذا الزخم عبر الحدود.
فرصة جوهرية
وفيما يخصُّ «أسبوع أبوظبي المالي» قال غفور: إن استضافة فعاليات أسبوع أبوظبي المالي تأتي في خضمِّ بيئة عالمية معقّدة تحكمها الكفاءة السياسية للدول، غير أن هذا المشهد يكشف عن فرصة جوهرية لمن يستطيع سد فجوة التدفقات العالمية لرأس المال والمواهب والتكنولوجيا.
وأوضح أن قلة من الدول فقط استطاعت أن تظهر مثل هذه القدرة كما فعلت الإمارات، حيث تقف الدولة اليوم عند نقطة التقاء أوروبا وآسيا وأفريقيا، ليس فقط كمركز مصرفي أو تجاري عالمي، وإنما أيضاً كممر لتدفقات رأس المال يربط القارات والاقتصادات، مشدداً على أن دولة الإمارات أصبحت مركزاً مالياً يتم فيه هندسة تدفّقات رأس المال العالمية وليس فقط توجيهها.
ويرى غفور، أن المؤشرات الاقتصادية لدولة الإمارات تشير إلى هذه الحقيقة بكل وضوح، فمن المتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدولة الإمارات في عام 2025 إلى 2.1 تريليون درهم (وفقاً لتقديرات «بنك أوف أميركا»)، بالمقارنة مع 1.8 تريليون درهم في عام 2024، وبنسبة نموٍّ قوية تبلغ 4%.
وأضاف: الأهم من ذلك مساهمة الأنشطة الاقتصادية غير النفطية بأكثر من 75% من هذا الناتج المحلي الإجمالي، وهي النسبة الأعلى في تاريخ الدولة على مر 54 عاماً. وتابع: أن الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي شهد نمواً بنحو 5% في العام ذاته، مما يعكس اقتصاداً متنوعاً قائماً على التجارة، والخدمات اللوجستية والتمويل، والخدمات، والصناعة، والابتكار، منبِّهاً أن هذه المكاسب ليست مؤقتة، وإنما هي نتيجة مباشرة لعقود طويلة من التخطيط الاستشرافي والتركيز المتواصل من القيادة الإماراتية الرشيدة.
المصدر الأكبر
ووفقاً لرئيس بنك أوف أميركا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن الإمارات تُعتبر أيضاً المصدر الأكبر للاستثمار الأجنبي المباشر في القارة الأفريقية، بنحو 200 مليار دولار، وهو رقم يشهد نمواً متواصلاً، ويخصَّص ثلثه للطاقة الخضراء. وذكر أنه يندرج في هذا الإطار أيضاً العديد من الصفقات الكبرى، ومنها الاستحواذ على شركة «ألايند داتا سنترز» وتحويلها إلى شركة خاصة (بقيمة إجمالية 40 مليار دولار)، كما تضمّنت الصفقات أيضاً استحواذ أدنوك على شركة «كوفيسترو» (بقيمة إجمالية 15 مليار يورو)، وكذلك استحواذ مبادلة كابيتال على شركة «سي آي فايننشال» (بقيمة إجمالية 12 مليار دولار)، مؤكداً أن هذه الصفقات توضّح حجم وعمق رأس المال المرتبط بدولة الإمارات على المستوى الدولي.
ويرى غفور، أن تدفق الاستثمارات الواردة يؤكد أهمية مكانة الإمارات بكل وضوح، فمع استقطاب 45.6 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2024، وتحقيقها المرتبة الثانية عالمياً في اجتذاب المشاريع التأسيسية الجديدة، تواصل الإمارات جذب الشركات والمبتكرين والمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والتوسع والوصول إلى الأسواق العالمية.
بنية تحتية عالمية المستوى
أشار أرشد غفور إلى أن ما يميز دولة الإمارات هو قدرتها على صياغة رؤية واضحة للمستقبل وتوجيه رأس المال بشكل استراتيجي لبناء أنظمة معرفية وبنية تحتية عالمية المستوى، مدللاً على التفكير الاستشرافي للدولة بتعيين وزير مُخصَّص للذكاء الاصطناعي، توجه صناديق الثروة السيادية والمؤسسات الاستثمارية الكبرى في أبوظبي ودبي، رؤوس الأموال نحو الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة، ومراكز البيانات الضخمة، والتكنولوجيا العميقة، والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، والبنية التحتية اللوجستية عالمية المستوى، والتميز في أنظمة الرعاية الصحية والتعليم المتقدم، ومنبهاً في الوقت ذاته أن هذه الاستثمارات تمثّل المحرّكات الأساسية للقدرة التنافسية طويلة الأجل، حيث تظهر أبحاث «بنك أوف أميركا» أن الاقتصادات القادرة على الاستثمار في البنية التحتية المادية والإمكانات الرقمية ورأس المال البشري في آن معاً تحقق نمواً أقوى وأكثر مرونة، ولذا تعتبر الإمارات من الدول القليلة التي تنجح في تطبيق هذا النهج على نطاق واسع، وأصبحت اليوم وجهة مفضلة للمواهب العالمية.
ركيزة أساسية
ورداً على سؤال عن أسواق رأس المال في الإمارات، قال غفور، إن تطور أسواق رأس المال في الإمارات يمثّل ركيزة أساسية أخرى لاستراتيجية الدولة، خاصة أن أبوظبي العالمي، الذي أصبح الآن أكبر مركز مالي دولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سجّل أكثر من 11100 ترخيص نشط بنهاية النصف الأول من عام 2025، مع ارتفاع الأصول الخاضعة للإدارة بنسبة 42% على أساس سنوي.
وقال: إن هذا النمو يرافق عقد شراكات استراتيجية مع مديري أصول عالميين من بينهم «بلاك روك» و«أبولو»، مما يسهم في توفير السيولة والمعايير العالمية وتعزيز مشاركة المؤسسات، لافتاً إلى أن مركز دبي المالي العالمي يضم حوالي 8500 شركة نشطة، بإجمالي قوى عاملة يتجاوز 50 ألف موظف متخصص يديرون أصولاً تتجاوز قيمتها 1 تريليون دولار، وهكذا انتقلت أسواق رأس المال الإماراتية من دعم النمو المحلي إلى الاندماج الفاعل في الأنظمة المالية العالمية الكبرى.
وحسب غفور، فإن من المزايا التنافسية الحيوية للإمارات أنها أصبحت مركزاً عالمياً للتنقل، حيث تجتذب المواهب من جميع أنحاء العالم بفضل استقرارها وأمنها وانفتاحها، وبنيتها التحتية الفريدة، وجودة الحياة فيها، موضحاً أن التنوع والشمولية فيها ليسا مجرد أهداف طموحة فحسب، وإنّما يشكّلان واقعاً ملموساً يُعزِّز قدرة الدولة على الابتكار، وفي عالم أصبحت فيه المواهب (محركاً للتكنولوجيا) و(التكنولوجيا محركاً لرأس المال) تتمتع الإمارات بقدرة عالية على استقطاب الموارد البشرية، مختتماً بالتأكيد على أنه مع التقاء العالم في أبوظبي هذا الأسبوع، تتجلّى حقيقة واحدة هي أنّ الإمارات لم تَعُدْ تتأثر بتدفقات رأس المال العالمي، بل أصبحت شريكاً فاعلاً في تحديد مساراته.