حرب الظل .. سماء غزة تكتظ بالمتجسسين
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
سرايا - بينما يواصل الاحتلال حرب التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يخوضها ضد الفلسطينيين المحاصرين في أجزاء من قطاع غزة، تدور رحى حرب أخرى طاحنة بين وحدة الظل في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والمكلفة بـ"حماية" الأسرى الذين تحتجزهم الحركة، وبين أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية الداعمة لربيبها: الاحتلال الغاشم، والذي لا يألوا جهدا في البحث عن بقية الأسرى المحتجزين والذين يقدر الاحتلال عددهم بنحو 138 جنديا وجندية صهيونية.
وبينما لا أحد يعلم على وجه التحديد أين تخفي وحدة الظل هؤلاء الأسرى، تكتظ سماء قطاع غزة البالغ مساحته نحو 365 كليومترا مربعا فقط، بطائرات تجسس زجت بها واشنطن ولندن لتعمل جنبا إلى جنب مع نظيرتها التابعة لجيش الاحتلال، في مسعى لرصد أي إشارة قد تحمل طرف خيط يرشد إلى مواقع إخفاء الأسرى المحتجزين لدى الحركة.
وفي حين تم الكشف منذ بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عن أن طائرات تجسس أميركية بدون طيار تجوب سماء القطاع للمساعدة بالبحث عن الأسرى المحتجزين، أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، أمس، أن بلاده ستسير رحلات استطلاع جوية بدون طيار وغير مسلحة فوق شرق البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أنها ستشمل المجال الجوي لكيان الاحتلال وقطاع غزة.
وشدد على أن أي معلومات تجمعها طائرات الاستطلاع البريطانية بشأن الأسرى المحتجزين "الإسرائيليين" في قطاع غزة سيتم تحويلها للجهات المعنية.
وتحاط "وحدة الظل" بكثير من التكتم، حيث تحافظ على سريتها كتائب القسام لحساسية المهمة التي تأسست من أجلها، وهي "تأمين الأسرى "الإسرائيليين" في غزة وإبقاؤهم في "دائرة المجهول"، لضمان عمليات تبادل أسرى ناجحة مع الاحتلال.
وتوكل مهمة الإشراف على الوحدة إلى القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وقد كشف النقاب عن وجودها لأول مرة بعد مرور 10 أعوام على تأسيسها في عام 2016، بعد تولي مهمة تأمين الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط التي انتهت بصفقة تبادل أسرى ناجحة.
وعلى أرض المعركة، يواصل الاحتلال استهداف البنية المدنية في غزة، ويكثف عملياته العسكرية في جنوب القطاع وتحديدا في منطقة خان يونس، مستمرا في ارتكاب المذابح التي خلفت حتى الآن أكثر من 15 ألف شهيد بين صفوف المدنيين، جلهم الأعظم من الأطفال والنساء، دون أن يحقق أي إنجاز "ثمين" على مستوى العمليات العسكرية التي تتصدى لها المقاومة الفلسطينية في شتى محاور التوغل.
ويعتقد كيان الاحتلال، أن حماس تخفي أسراه المحتجزين لديها داخل شبكة الأنفاق التي وصفها مسؤول أمني من الكيان بأنها "مدن تحت الأرض".
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مصادر مطلعة، أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن شبكة أنفاق حماس بغزة أكبر من شبكة قطار أنفاق لندن.
وجاء في الصحيفة، أن الحكومة "الإسرائيلية" تضخ موارد لإيجاد حل لتدمير الأنفاق لكن العملية تشبه الخيال العلمي.
وبحسب الصحيفة، قال المسؤول "الإسرائيلي": "تلقينا 320 مليون دولار مساعدات أميركية منذ 2016 لمكافحة الأنفاق دون فائدة".
إقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يزعم وقف عملياته العسكرية في منطقة "الشابورة" لأربع ساعاتإقرأ أيضاً : المقاومة تقصف موقع "كيسوفيم" وتجمعات للاحتلال شرق خان يونسإقرأ أيضاً : الاحتلال يقتحم مخيم بلاطة في نابلس
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الأسرى المحتجزین
إقرأ أيضاً:
ديرمر يتصل برئيس وزراء قطر لبحث ملف المفاوضات بشأن غزة
قالت وسائل إعلام عبرية إن وزير الشؤون الاستراتيجية للاحتلال رون ديرمر أجرى "اتصالا استثنائيا" برئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بدفع مباشر من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، لكسر حالة الجمود بمفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن ديرمر بحث مع وزير الخارجية القطري مسار المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال وحركة "حماس"، مشيرة إلى أن الاتصال "جاء بعد ضغوط مارسها ويتكوف لإحياء مسار التهدئة".
ووصفت الصحيفة اتصال ديرمر ومحمد بن عبد الرحمن بـ"الاستثنائي"، موضحة أنه لم يجر عبر القنوات المعتادة مثل جهاز "الموساد"، المسؤول عادة عن إدارة هذا الملف.
وشددت على أن ويتكوف يسعى لكسر حالة الجمود التي تسود محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن "ويتكوف يريد ممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس، وإرسال رد جديد على اقتراحه بشأن إطلاق سراح الأسرى".
والسبت، أعلنت حماس أنها سلمت ردها إلى الوسطاء بشأن مقترح يتكوف، دون تحديد فحواه، وأوضحت أنه جاء "بما يحقق 3 أهداف رئيسية هي وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع".
لكن ويتكوف قال بعد ذلك إن رد حركة حماس على المقترح الأخير الذي قدمه بشأن قطاع غزة "غير مقبول على الإطلاق".
والاثنين، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن تبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، ما زالت جارية، وأوضحت أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق رغم تباعد المواقف بين الطرفين.
كما نقلت عن مصادر في الدول الوسيطة، لم تسمها، أن "الولايات المتحدة وقطر ومصر تجري سلسلة من المحادثات مع حماس لسد الفجوات".
وأعلنت مصر وقطر، في بيان مشترك، الأحد، مواصلة جهودهما لتذليل عقبات مفاوضات غزة، وأعربتا عن تطلعهما إلى سرعة التوصل لهدنة مؤقتة بين الاحتلال وحماس، لـ60 يوما، تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
ومرارا، أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.