قالت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية (Globes) إن اقتصاد مصر ضحية محتملة لاستهداف جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة من إيران، لسفن الشحن الإسرائيلية في البحر الأحمر؛ إذ بدأت شركات شحن في تجنب المرور عبر قناة السويس المصرية، في حين تعاني البلاد من أزمة اقتصادية متفاقمة.

وبعدما أعلنوا مرارا عن استهداف إسرائيل بصواريخ ومسيّرات ردا على حرب الاحتلال المدمرة على قطاع غزة، توعد الحوثيون باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية.

وفي أحدث هجمات الحوثيين، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري تعرض المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني" وسفن تجارية لهجوم في البحر الأحمر.

الصحيفة لفتت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إل أن شركة الشحن البحري الإسرائيلية "زيم" أعلنت، في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تحويل سفنها عن قناة السويس المصرية.

ويعني ذلك أنها ستستخدم مسارا بديلا عبر البحر المتوسط، ثم مضيق جبل طارق، ومنه جنوبا عبر المحيط الأطلسي، مرورا برأس الرجاء الصالح جنوبي إفريقيا، ثم إلى آسيا.

كما اتخذت شركة الشحن الدنماركية العملاقة Maersk إجراء مماثلا مع سفينتين تستأجرهما من شركة XT Group ومقرها حيفا في إسرائيل، بحسب الصحيفة.

واعتبرت الصحيفة أنه "في حين أن القلق الرئيسي في إسرائيل هو التأخير في سلسلة التوريد وارتفاع الأسعار، فإن مصر تشعر بالقلق من العواقب تجنب السفن المرور من قناة السويس (أحد المصادر الرئيسية للدخل القومي والعملة الصعبة)".

وعبر قناة السويس، يمر نحو 12% من التجارة العالمية، ويوميا يمر عبر القناة 50 سفينة، بما يمثل 30% من حركة الحاويات في العالم، وهو ما منح مصر في العام الماضي 9.4 مليار دولار، مقارنة بـ8 مليارات دولار في العام السابق.

اقرأ أيضاً

هجمات الحوثي البحرية.. كيف تؤثر؟ وما خيارات إسرائيل وأمريكا؟

حرب إقليمية

وقال كبير الباحثين في قسم الشؤون العربية والشرق أوسطية بجامعة تل أبيب أوفير وينتر للصحيفة إن "أحد شواغل مصر الرئيسية هو أن تتحول الحرب بين إسرائيل وحماس (منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) إلى حرب إقليمية تهز استقرار الشرق الأوسط وتؤثر سلبا على المستويين الأمني والاقتصادي".

وينتر، وهو خبير في شؤون مصر، تابع أنه "من الناحية الاقتصادية، تضاف الحرب في غزة إلى الصدمات الخارجية التي تعرضت لها مصر في السنوات الأخيرة؛ بسبب وباء كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا (منذ فبراير/ شباط 2022)".

وأردف أن "الضرر الواضح يتركز في ثلاثة من المصادر الرئيسية لدخل العملة الأجنبية في البلاد وهي الطاقة والسياحة وقناة السويس".

وتكمن خطورة هجمات الحوثيين، بحسب الصحيفة، في رفع تصنيف المخاطر لطريق الشحن في البحر الأحمر، وهو ليس قريبا من اليمن فحسب، بل هو أيضا الطريق الوحيد للوصول إلى قناة السويس.

اقرأ أيضاً

قناة بن جوريون عبر غزة.. البديل الإسرائيلي المحتمل لقناة السويس

مثقلة بالديون

وبسبب هذا الاعتماد المتزايد على قناة السويس، تستثمر إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي حوالي 4% من إجمالي استثمارات الدولة فيها، ونمت هذه الاستثمارات في النصف الأول من العام الماضي 25% إلى نحو 390 مليون دولار، وفقا للصحيفة.

واستدركت: "ومع ذلك، فإن مصر بلد مثقل بالديون، وبينما زادت الاستثمارات في القناة، تقدمت القاهرة العام الماضي بطلب إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، لكنها لم تتمكن من تلبية الشروط، فتم التوصل في أكتوبر 2022 إلى اتفاق بشأن قرض بقيمة 3 مليارات دولار موزعة على 46 شهرا".

الصحيفة زادت بأن القاهرة عانت أيضا من الحرب بين إسرائيل و"حماس"، إذ خفضت إسرائيل إمداداتها من الغاز الطبيعي إلى مصر؛ بسبب إغلاق حقل غاز "تمار" في الشهر الأول من الحرب.

ولفتت إلى أن مصر تقوم بتسييل الغاز الذي تتلقاه من إسرائيل ثم تصدره إلى جميع أنحاء العالم، مضيفة أنه بينما استؤنفت إمدادات الغاز الآن، خسرت مصر شهرا ونصف من عائدات الغاز المسال.

اقرأ أيضاً

قناة بن جوريون عبر غزة.. البديل الإسرائيلي المحتمل لقناة السويس

المصدر | شموئيل إلماس/ جلوبس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تقدير إسرائيلي مصر اقتصاد الحوثيون هجمات البحر الأحمر غزة البحر الأحمر قناة السویس

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة قناة السويس يُشيد بالإبتكارات الطلابية

أكد الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، أن مشروعات التخرج لطلاب الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية تتطور بشكل لافت للنظر من عام إلى عام، مشيداً بالطلاب وأعضاء هيئة التدريس؛ لإختيارهم لمشروعات تخرج تواكب التطورات السريعة في التكنولوجيا وتتماشي مع خطة مصر الإستراتيجية 2030 ، مؤكداً أن الشراكة مع الجانب الصيني تعطي دافع كبير نحو تميز الكلية، خاصة مع قيام الجانب الصيني بدراسة مشروعات تخرج الطلاب والتسويق لها في المصانع والشركات الصينية.

وأثنى رئيس الجامعة، على مشاركة طلاب الأقسام المختلفة (الإتصالات ، التكنولوجيا ، والميكاترونكس) في نفس المشروع، مشيراً إلى تنوع مهارات فريق العمل الواحد يجعل المشروع متكامل، مؤكداً أن أهم ما يُميز طلاب الكلية المصرية الصينية قدرتهم الفائقة على إختيار موضوعات تخدم المجتمع.

جاء ذلك أثناء تفقد الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس لمشروعات تخرج 85 طالب وطالبة يُمثلون الدفعة الثالثة للكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية.

رافق رئيس الجامعة في تفقده للمشروعات - الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب.

وكان في استقبال رئيس جامعة بالكلية المصرية الصينية - الدكتور تامر نبيل عميد الكلية ووكلاء الكلية وأعضاء هيئة التدريس والإداريين والمشرفين على المشروعات والطلاب، نخبه من الأساتذة بالكليات المختلفة.

ومن جانبه - أوضح الدكتور محمد عبد النعيم أن دفعة العام الماضي قاموا بعمل Mega Project ، حيث شارك جميع طلاب الدفعة بمختلف أقسامها في عمل مشروع واحد هو : السيارة الكهربائية متعددة الأغراض، أما هذا العام فتم تقسيم الدفعة إلى خمس مجموعات كل مجموعة تضم طلاب من جميع التخصصات لعمل Smi-mega project حيث يعمل الطلاب سوياً لإنتاج منتج واحد، مشيراً إلى أن المشاريع الخمسة اشتركت في عنصر أساسي وهو الإعتماد على البرمجيات والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء، لافتا إلى أن بعض المشروعات تمت بالتعاون مع جهات ومؤسسات، حيث تم الدخول معهم في مسابقات واستشارات ومنها الكلية الفنية العسكرية، موضحاً أن جميع المشروعات من تصنيع وتنفيذ الطلاب من البداية إلى النهاية، تحت إشراف أربع أساتذة - من داخل الكلية وخارجها- في المشروع الواحد.

هذا واستمع الدكتور ناصر مندور إلى شرح تفصيلي لطبيعة وعمل كل مشروع ومميزاته والخدمات التي يقدمها حيث قام طلاب المشروع الأول بتصميم Quat coper helicopter  أو Drone  وهو عبارة عن طائرة هليكوبتر بأربع مراوح قام الطلاب بتصميمها وتنفيذها بالكامل وهي تقوم بخدمات عديدة منها رش المبيدات، التصوير، دهان العمارات والأبراج من الخارج، وتنظيف زجاج العمارات من الخارج إلى جانب إطفاء الحرائق وأعمال الرفع المساحي والتنقيب، ورفع الاماكن التي يتعذر الوصول إليها.

وأفاد الدكتور تامر نبيل أن  طلاب المشروع الثاني قاموا بابتكار قمر صناعي Cubesat  مستخدمين تكنولوجيا عالية في الذكاء الاصطناعي، يضم أربع كروت كل منهم يقوم بمهمة معينة ويعمل على رصد الظروف المناخية، التعرف على درجات الحرارة، مسح الأماكن والمساحات، بالإضافة إلى إمكانية ربطة بأقمار صناعية أخرى وأشار عميد الكلية المصرية الصينية إلى أنه تم تصعيد المشروع الأول والثاني للمشاركة في المرحلة النهائية بالمسابقة التي تنظمها الكلية الفنية العسكرية للجامعات المصرية.

أما المشروع الثالث فكان لروبوت زراعي يختص بالتطبيقات الزراعية ، يستطيع عمل رفع مساحي للمنطقة المُراد زراعتها ومعرفة أماكن التعرجات بالأرض والبدء في عمل تسوية كاملة لها وتحديد الأماكن التي يتم الزراعة بها، كما يقوم الروبوت برش المبيدات.

فيما أظهر طلاب المشروع الرابع إمكانيات هائلة في تصميم كرسي للمعاقين متكامل بإمكانيات عالية، حيث يستطيع المعاق تحريك الكرسي بذراع آلي، كما تم تثبيت كاميرا مراقبة تقوم بنقل جميع تحركاته إلى تليفون محمول؛ لرصد جميع تحركات المعاق في حالة تعذر الوصول إليه أو تعرضه لأي خطر.

وتم تجهيز الكرسي ببعض الإمكانيات للتعامل في حالة وجود إعاقة بالذراعين والقدمين - في آن واحد - حيث يمكن التعامل من خلال الصوت لتحريك الكرسي إلى الإتجاهات المختلفة، كما يستطيع صعود السلالم والمدرجات، ويمكن تحريك الكرسي بعضلة اللسان في حالة عدم قدرة الشخص على النُطق.

وتُعد تكلفة الجهاز منخفضة حيث تبلغ 25 ألف جنيه مصري، في حين أن هذه الإمكانيات تتوافر في الكراسي المُماثلة خارج مصر بتكلفة تتراوح ما بين ألفين إلى مائة ألف دولار، كما تم تزويد الكرسي بشاشات لتفادي العوائق التي قد تواجه المعاق.

وعن المشروع الخامس والأخير فهو أيضا موجه نحو الرعاية الصحية 
Healthcare Project 
وهو عبارة عن طبيب ذكي يستطيع الكشف على المريض، وأخذ X - ray كما يمكنه قياس الحرارة والنبض والأكسجين وتشخيص المرض وتحديد العلاج مع تخزين ملف كامل لكل مريض؛ للاحتفاظ بالتاريخ المرضي.

شارك في مناقشة المشروعات أكثر من 30 عضو هيئة تدريس من داخل الكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية وخارجها من كليات الهندسة والطب والزراعة.

ثم توجه الدكتور ناصر مندور لتفقد قاعة المؤتمرات الكبرى بالكلية المصرية الصينية التي تم تجهيزها لتسع 120 فرد وأفاد الدكتور تامر نبيل أنه تم تجهيز القاعة على أحدث مستوى لتكون مؤهلة لعقد المؤتمرات والندوات ومناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه إلى جانب استقبال الوفد الصينية.

مقالات مشابهة

  • «سنتكوم» تعلن إسقاط صاروخين ومسيّرة بالبحر الأحمر
  • أحمد موسى: الهند ستكون ثالث اقتصاد في العالم
  • أماكن صلاة عيد الأضحى بالبحر الأحمر.. أشهرها مسجد الميناء بالغردقة
  • ”إنهم خطرون”.. مسؤول أمريكي يكشف نقاط القوة لدى الحوثيين ومصير العمليات بالبحر الأحمر
  • عاجل: الناطق العسكري الحوثي يحيى سريع يعلن تنفيذ 6 عمليات جديدة بالبحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي
  • رفع درجة الاستعداد داخل اللجان بجامعة قناة السويس
  • رئيس جامعة قناة السويس يُشيد بالإبتكارات الطلابية
  • مليشيات الحوثي تواصل الهجمات وواشنطن تعلن تمديد انتشار حاملة طائرات و3 سفن بالبحر الأحمر
  • ملاكي وأجرة وميكروباص.. تفاصيل مبادرة البنك المركزي لإحلال المركبات
  • البنك الدولي: روسيا أصبحت رابع أكبر اقتصاد في العالم