بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، استأنف الجيش الإسرائيلي "قصفا وحشيا" على غزة، في محاولة لإنقاذ كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالإضافة إلى تحقيق حلم حلفائه من اليمين الديني المتطرف في "نكبة فلسطينية جديدة" عبر تهجير سكان القطاع.

ذلك ما خلص إليه ميرون رابوبورت، في تحليل بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال على غزة، حيث يعيش نحو 2.

3 مليون فلسطيني، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وهذه الحرب خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفا و248 شهيدا فلسطينيا، بينهم 7112 طفلا و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفا و616 جريحا، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في ذلك اليوم هجوما على مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239، بادلت العشرات منهم،خلال الهدنة مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

وبحسب رابوبورت، فإن "صدمة 7 أكتوبر (هجوم "حماس" المباغت وما سببه من خسائر) أضافت بعدا جديدا هائلا إلى مشاكل نتنياهو (يمين علماني) القانونية المستمرة، كأول رئيس وزراء يُتهم بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة أثناء وجوده في منصبه".

وأضاف إلى ذلك يُضاف إلى خطة حكومة نتنياهو لما تعتبره إصلاحا قضائيا، والتي أثارت غضبا حادا بين صفوف المعارضة ودفعت حشودا من المحتجين إلى الشوارع؛ باعتبار أن الخطة "تقوض ديمقراطية إسرائيل"، عبر سيطرة السلطة التنفيذية على القضاء.

ورجح أنه "بمجرد انتهاء القتال، ستكون هذه هي أيام نتنياهو الأخيرة في السلطة.. وهو ممثل جيد يحاول أن يتصرف وكأن كل شيء طبيعي، لكن سياسيا هو رجل ميت يمشي، ولهذا يتشبث بمواصلة الحرب لأطول فترة ممكنة".

ونتنياهو (74 عاما) هو أطول رئيس وزراء بقاءً في السلطة في تاريخ دولة الاحتلال، ويترأس منذ نحو عام حكومة ائتلافية توصف حتى في الإعلام العبري بأنها "أكثر حكومية يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل".

اقرأ أيضاً

شهران من الحرب.. إسرائيل تزداد وحشية وحماس تكبدها خسائر يومية

شعبية منهارة

"وكشف استطلاع للرأي، أُجري في اليوم الـ49 من الحرب (التي تكمل شهرين اليوم لأربعاء) عن انهيار شعبية حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بزعامة سموتريتش"، كما أردف رابوبورت.

وزاد بأنه "إذا أُجريت انتخابات غدا، فسيفشل الحزب في الفوز بـ3.25% المطلوبة لدخول الكنيست (البرلمان). بينما يمتلك حاليا 14 مقعدا فاز بها في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، بالتحالف مع حزب "القوة اليهودية"، بزعامة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير".

وتابع رابوبورت أن "التحالف اليميني (الحاكم)، الذي حصل على 64 مقعدا (من أصل 120) سيتراجع إلى 41 مقعدا، في حين أن تحالف "التغيير" المعارض، إذا تم دمجه مع تحالف الجبهة-التغيير الفلسطيني، سيحصد 79 مقعدا (يلزم 61 لتشكيل الحكومة)".

وشدد على أن نتائج الاستطلاع تمثل "تحولا كاملا يقود إلى وصول (الوزير في مجلس الحرب) بيني غانتس إلى السلطة، حيث تضاعف عدد مقاعد حزبه "الوحدة الوطنية" أربع مرات من 12 إلى 43 مقعدا".

اقرأ أيضاً

نائب مصري: تهجير أهالي غزة إلى سيناء دخل مرحلته الأخيرة.. وحذار من غضب جيشنا

نكبة جديدة

وبالنسبة لكل من نتنياهو وسموتريتش، بل وبالنسبة لكل اليمين الديني، فإنه إذا سقطت حكومة نتنياهو بعد وقف محتمل لإطلاق النار مع "حماس"، فسيكون ذلك أكثر بكثير من مجرد هزيمة سياسية بسيطة"، بحسب رابوبورت.

وأوضح أن "اليمين الديني انتظر عقودا من الزمن لشن حرب واسعة النطاق على الفلسطينيين تسمح لإسرائيل بطرد (تهجير) أعداد مماثلة لما حدث في عام 1948 (النكبة/ نحو 750 ألف فلسطيني)".

واستطرد: "لقد أدركوا أنهم لن يتمكنوا من تحقيق أحلامهم بالسيادة الكاملة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، دون توجيه ضربة ديموجرافية حاسمة للأغلبية الفلسطينية".

رابوبورت استدرك: "لكن إذا انتهت الحرب دون نكبة جديدة (مسؤولون إسرائيلون تحدثوا عن تهجير من غزة إلى سيناء المصرية)، فإن حلمهم لن يتحقق، ولذلك قال بن غفير إنه إذ توقفت الحرب فسيُسقط الحكومة".

وتابع أنه "من الواضح أن الحكومة الحالية لن تنجو من التوصل إلى اتفاق مع حماس، يتم بموجبه إطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين".

و"لا يستطيع أي زعيم يميني إسرائيلي، ولا حتى كبرياء الجيش الجريح، أن يتقبل نهاية حرب يخرج فيها محمد ضيف (قائد كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس) أو يحيى السنوار (زعيم حماس في غزة) من الأنفاق، وهو يلوح بالعلم الفلسطيني منتصرا"، كما ختم رابوبورت.

اقرأ أيضاً

جثة سياسية تتحرك.. تغريدة منتصف الليل قد تعجل بدفن نتنياهو

المصدر | ميرون رابوبورت / ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نتنياهو الحرب غزة حماس تهجير

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يكشف الخلاف مع حماس

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، اليوم الأحد،9 يونيو 2024 ، إن الخلاف مع حركة حماس هو حول إنهاء الحرب على غزة دون تحقيق الأهداف الإسرائيلية المعلنة، مشيرا إلى أن ذلك يحول دون التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بموجب اتفاق على وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إسرائيلية متواصلة منذ 247 يوما.

وجاءت تصريحات نتنياهو خلال لقاء جمعه بممثلين عن ما يسمى بـ"منتدى هغفورا (البطولة)" المكون من عائلات جنود إسرائيليين قتلوا في الحرب على قطاع غزة؛ وقال نتنياهو: "لم تكن هناك صفقة لأننا لن نتخلى عن استكمال أهداف الحرب. الخلاف الرئيسي مع حماس يدور حول الالتزام بإنهاء القتال دون استكمال الأهداف".

بدورهم، شدد ممثلو "منتدى هغفورا" على ضرورة مواصلة الحرب وأكدوا دعمهم لنتنياهو، وقالوا "نحن هنا حتى نتأكد من أن إسرائيل تكمل جميع أهداف الحرب وتحقق النصر"، بحسب ما أوردت صحيفة "يسرائيل هيوم" عبر موقعها الإلكتروني، في حين يتعرض نتنياهو إلى ضغوط سياسية من قبل شركائه في الائتلاف لمنعه عن المضي قدما في المفاوضات مع حماس.

وفي نهاية مايو/ أيار الماضي، تحدث الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي تدعم إدارته بشكل كبير تل أبيب في حربها على غزة، عن تقديم إسرائيل مقترحا من 3 مراحل يشمل وقفا لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع؛ فيما أعلنت إسرائيل، السبت، الإفراج عن 4 محتجزين في غزة، في عملية عسكرية خاصة بمخيم النصيرات وسط القطاع.

وكان الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير قد هددا بحل الحكومة الإسرائيلية في حال قبلت بصفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وفق المقترح الذي عرضه بايدن وقال إنه مقترح إسرائيلي، فيما ترى واشنطن أن التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حماس يصب في صالح تل أبيب أكثر من الحركة، وأن الصفقة وحدها هي التي يمكنها إعادة جميع الأسرى.

بن غفير: لا صفقة مطروحة حاليا

بدوره، كرر بن غفير تهديداته بإسقاط الحكومة في حال قرر نتنياهو المضي قدما بمقترح الصفقة مع حركة حماس؛ وقال خلال مشاركته في مؤتمر الحكم المحلي، مشيرا إلى أنه لا صفقة مطروحة على الطاولة وذلك خلافا لمزاعم الأميركية بشأن صفقة إسرائيلية تعطلها حماس عبر امتناعها عن الإعلان عن قبولها.

وقال بن غفير في المؤتمر، بحسب ما أوردت صحيفة "يسرائيل هيوم"، إنه "قلت بصراحة شديدة، إذا توصلوا إلى صفقة انهزامية، إذا توصلوا إلى اتفاق من شأنه أن يعرض أمن سكان إسرائيل للخطر، إذا رفعوا راية بيضاء - فأنا لن أكون في ذلك المكان".

وتابع "أنا سعيد لأننا لسنا في هذا الوضع حاليًا، ولا توجد حاليًا صفقة انهزامية، وهي ليست مدرجة حاليًا على جدول الأعمال، وبالتالي، طالما أنها ليست مدرجة على جدول الأعمال - فلن أفرض عقوبات على أية حال؛ وكل الأشياء التي أردت فعلها، سأحتفظ بها". وأضاف "إذا، لا سمح الله، جاء رئيس الحكومة باتفاق انهزامي - فلن أكون هناك. أنا لست هنا من أجل كرسي، جئت لإنقاذ شعب إسرائيل والعمل من أجل شعب إسرائيل".

وقال نتنياهو لممثلي "منتدى هغفورا"، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة، "نحن ملتزمون بالنصر المطلق. نحن لا نريد ولا نستطيع أن نترك الجبهة ليس فقط بسبب الأبناء الرائعين الذين سقطوا، ولكن لأن ذلك يمثل مستقبل الدولة، ليس لدينا خيار آخر. والآن، حتى لو لم يراها الجميع، فإننا نراها، والأغلبية تراها، ومعظم الشعب يرون ذلك، معظم المقاتلين يرونه، والعائلات في إسرائيل، بالمناسبة، غير اليهودية أيضًا، ونحن ملتزمون به".

وأضاف "كما أننا ملزمون بإعادة الرهائن بطرق مختلفة، لن أخوض في التفاصيل. ولكن قبل كل شيء، نحن ملتزمون بتأمين مستقبلنا. لن يكون لنا مستقبل هنا أمام محور الشر الإيراني وأتباعه إذا أحنينا رؤوسنا"

وتابع "كل الأمور التي يتم مناقشتها، إذا ذكرتم صفقة الرهائن، فما هو الخلاف الرئيسي حولها؟ على مطلب حماس، الذي يحظى للأسف أيضاً بدعم في مقاطعتنا (في إشارة إلى الدعوات في إسرائيل لوقف الحرب وإبرام صفقة فورية)، بأن نلتزم بإنهاء الحرب دون تحقيق أهدافنا - القضاء على حماس والأمور الأخرى - أنا لست مستعدًا، هذا واضح. ليس أنا وحدي، أعتقد أن الجمهور بأكمله ليس جاهزًا، لكنني أتمسك بموقفي. من المهم أن نفهم هذا، هناك أشياء أخرى مهمة أيضًا، ولكن هذا هو الأهم".

وفي ما يتعلق بإدارة الحرب، قال نتنياهو "من المستحيل الكشف عن كل ما يتم، بل أكثر من ذلك، من المستحيل الكشف عن كل ما سيتم. نحن الآن في سبع جبهات: نحن أولاً ضد حماس، وضد حزب الله، وضد الحوثيين، وضد الميليشيات في العراق وسورية، وضد إيران، وضد الضفة الغربية، وضد المحكمة الجنائية الدولية – كلنا نقاتل معًا وهذا الوضع يتطلب التماسك الداخلي، إن لم يكن للأمة كلها، فلغالبية الأمة، حتى نتمكن من القتال".

وختم بالقول: "في نهاية المطاف، جميعهم يهدفون إلى تقليصنا وتهجيرنا وتدميرنا. الأمر واضح تماما بالنسبة لي، لذلك لا أعتقد ولو للحظة واحدة أنني قد أنسحب من المعركة، وبالتأكيد لا أعتقد أننا يمكن أن نتخلى عن انتصارنا الضروري، أولا وقبل كل شيء ضد هؤلاء السفاحين"، ولفت مكتب نتنياهو إلى أن اللقاء عقد بمشاركة كل من مستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة، رومان غوفمان.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • بلينكن يؤكد لنتنياهو أهمية "خطة ما بعد الحرب" ودعم واشنطن المستمر لتل أبيب
  • بعد استقالة غانتس.. انتقادات إضافية من الحكومة لنتنياهو
  • من هو بيني غانتس؟ ولماذا مثلت استقالته ضربة لنتنياهو؟
  • من هو بيني غانتس .. ولماذا مثلت استقالته ضربة لنتنياهو ؟
  • محللون: الاستقالات ضربة لنتنياهو وإقرار بهزيمة مرتقبة للاحتلال في غزة
  • فون دير لاين: سنبني حصنا ضد المتطرفين من اليسار واليمين
  • البرغوثي : استقالة غانتس ضربة لنتنياهو وحكومته ستصبح أكثر خطورة
  • البرغوثي للجزيرة: استقالة غانتس ضربة لنتنياهو وحكومة إسرائيل ستصبح أكثر خطورة
  • في ضربة لنتنياهو.. استقالة بيني غانتس من حكومة الحرب
  • نتنياهو يكشف الخلاف مع حماس