نظمت المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية، اليوم، ندوة افتراضية بعنوان "فلسطين: ذاكرة المكان والمعنى.. قراءة تاريخية اجتماعية" تحدث خلالها أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت أباهر السقا، والباحث المقدسي في الدراسات التراثية إبراهيم باجس.

تأتي الندوة دعما للشعب الفلسطيني في محنته الحالية وإسهاما في نشر الوعي بتاريخ فلسطين العربي والإسلامي، وقد انطلقت بكلمة للمسؤولة بمكتبة قطر إخلاص شامية، استعرضت فيها نماذج لأبرز ما تحويه المكتبة التراثية من مجموعات لكتب ومخطوطات وصور ومواد أرشيفية تعد من المصادر الهامة في الاستزادة المعرفية، منوهة بأن جهود المكتبة التراثية تتمثل في إتاحة المصادر والمجموعات الخاصة بتاريخ فلسطين ومكانتها في الحضارة الإسلامية والعربية.

وأشارت إلى أن هذا الدور يبرز في وقت الأزمات مع ما شهدناه خلال أحداث غزة وفلسطين وما تزامنت معه من حملات ممنهجة في تضليل الوعي وإخفاء المعرفة بمصادرها الموضوعية غير المتحيزة.

خرائط المكتبة

وقدمت شامية بعضا من نماذج الخرائط التي تحويها المكتبة، من بينها خريطة ترجع لأوائل القرن الـ16 الميلادي، وتعتبر من أندر الخرائط التي صورت الأرض المقدسة، إذ رسمت وفقا لتصور بطليموس الجغرافي للأرض التي قسمها إلى 7 أقاليم، هذه الخريطة باللاتينية حيث تظهر تصورا أفقيا لفلسطين وبعض أسماء المدن الفلسطينية وهي ضمن الأراضي المحتلة حاليا مثل الجليل وبحيرة طبريا وصفد، فضلا عن خريطة أخرى ترجع للقرن الـ17 الميلادي.

خريطة قديمة تظهر تصورا لفلسطين وفيها غزة والبحر الميت وعمّان (عمون) القديمة (مكتبة قطر)

وتحدثت شامية عن أبرز مدونات الرحالة الذين تناولوا فلسطين، كما ساقت مجموعة من الصور في المكتبة التراثية الخاصة بفلسطين، تعكس اهتمام المصورين الغربيين خلال القرنين الـ19 والعشرين الميلاديين في تجربة اكتشاف التصوير الفوتوغرافي واهتمامهم بمحيط الأرض المقدسة التي نقلت معالم الأرض وسكانها الأصليين، رغم تقنيات إنتاجها التي تأتي ضمن سياق التوسع الاستعماري الأوروبي في المنطقة العربية.

ومن الصور المتفردة عرضت شامية صورة التقطت لمدينة القدس بفلسطين عام 1839 التي تزامنت مع بداية اختراع التصوير.

صورة قديمة لقبة الصخرة (يمين) ونساء فلسطينيات مع أدوات تقليدية (مكتبة قطر)

وأشارت إلى أن المكتبة التراثية تمتلك مجموعة هامة ومتميزة من الوثائق ذات صلة وثيقة بالتاريخ الفلسطيني التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة.

من جهته، عرض الدكتور أباهر السقا، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت بفلسطين، أثناء مداخلته فصولا من كتابه الموسوم بـ "غزة: التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني (1917-1948)"، وأهم المحطات التاريخية لمدينة غزة التي تعد من أقدم المدن في التاريخ، حيث إن بعض المؤرخين يقولون إنها المدينة الرابعة التي تم تأسيسها.

خريطة قديمة بناء على تصور بطليموس الجغرافي تظهر بعض مدن فلسطين مثل الجليل وبحيرة طبريا وصفد (مكتبة قطر)

وأكد أن مدينة غزة لم تكن بائسة أو فقيرة، بل كانت ثرية بمواردها المتنوعة ومصادرها البنيوية وإرثها التاريخي والمعماري، لكنها سلبت بالتدريج عناصر كينونتها ومجدها وسبل رفاهيتها ووسائلها.

شيخ بدوي في ثلاثينيات القرن الماضي (يمين) وسيدة فلسطينية في رام الله في العقد الأول من القرن الماضي (مكتبة قطر)

وأشار السقا إلى أن غزة كان لها حضور مهم في التاريخ الإسلامي، وكانت مقصدا للتجارة وارتبط اسمها باسم هاشم بن عبد مناف، جد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان كثير التردد عليها، حيث توفي بها، بالإضافة إلى أن لها حضورا في المخيال الأدبي، فضلا عن أن لها حضورا في كتابات الرحالة، وأهمهم ابن بطوطة والشريف الإدريسي، حيث وصفوا عمارتها بـ"الحسنة".

حمال بالقدس نهاية القرن الـ19 (يمين) وامرأة من بيت لحم عام 1905 (مكتبة قطر)

وقال السقا إن من المآسي التي تلقتها المدينة تدمير متحف في منطقة السودانية (شمال غزة)، مؤكدا أن أفضل شيء ينبغي القيام به عقب انتهاء الحرب هو جمع التاريخ الشفوي، وإعادة بناء الأرشيف.

صورة بائعة الفاكهة نهاية القرن الـ18 (يمين) وصورة داخلية من جامع الأقصى في الفترة ذاتها (مكتبة قطر)

أما الباحث المقدسي في الدراسات التراثية إبراهيم باجس، فقد كشف الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي، وعدد الباحث المقدسي عددا من القرى الفلسطينية التي طمس الاحتلال معالمها ويحارب مآثرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المکتبة التراثیة مکتبة قطر إلى أن

إقرأ أيضاً:

المغرب ونيجيريا يقرعان أجراس مشروع القرن الإفريقي بتكلفة 25 مليار دولار

الجديد برس| يتقدم مشروع أنبوب الغاز المغربي-النيجيري، أحد أضخم مشاريع الطاقة القارية والعالمية، بخطوات حاسمة رغم التحديات الكبرى التي تواجهه، خاصة في مجالي التمويل والبنية التحتية. وحسب ما كشفت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب، ليلى بنعلي، خلال الأسبوع الجار أمام مجلس المستشارين: تتمثل آخر التطورات في بلوغ مرحلة يجري خلالها العمل حاليا على إحداث “شركة ذات غرض خاص” بين الجانبين المغربي والنيجيري، إلى جانب “التحضير لاتخاذ القرار الاستثماري النهائي، الذي يتوقع صدوره بحلول نهاية السنة الجارية”. وبينما قدرت كلفة المشروع بحوالي 25 مليار دولار أمريكي، فإن الرباط تراهن عليه “ركيزةً أساسية” لتحويل المغرب إلى الممر الطاقي الرئيسي الرابط بين أوروبا وإفريقيا والحوض الأطلسي، فضلا عن تحريكه لمياه دينامية التنمية الاقتصادية والصناعية والرقمية في البلدان التي سيمر منها (14 بلدا). ووفق الوزيرة “جرى خلال آخر اجتماع وزاري بشأن تطورات المشروع، اعتماد الاتفاق الحكومي للدول الأعضاء، المتعلق بالمشروع، إلى جانب اتفاقية البلد المضيف المرفقة به”. واوضحت أن “العمل على هذا المشروع سيتم على مراحل، مبينة أنه تم الانتهاء من دراسة الجدوى والدراسات الهندسية الأولية، إضافة إلى تحديد المسار الأمثل للأنبوب. ويضاف إلى هذا ما أطلقته الحكومة المغربية بالتوازي، في أبريل الماضي، من طلبات إبداء الاهتمام لتطوير البنية التحتية الوطنية للغاز الطبيعي، التي ستربط ميناء الناظور بالقنيطرة والمحمدية وصولا إلى الداخلة، بهدف الربط مع أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي (نيجيريا-المغرب). وسيوفر المشروع بنية تحتية تمتد على مسافة 6 آلاف كيلومتر، عابرة لدول إفريقية عدة، مع طاقة بين 15 و30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، كما سيمكن من إيصال الطاقة إلى نحو 400 مليون شخص في 13 بلدا، حسب أحدث المعطيات المتوفرة. وفي هذا الشأن، قال عبد الصمد ملاوي، أستاذ باحث خبير دولي في تكنولوجيا الطاقات المتجددة لموقع “هسبريس” إن “المشروع يتضمن إنشاء أنبوب غاز قاري-إفريقي أطلسي نيجيري عبر المغرب إلى أوروبا”. ولفت أنه تم إنجاز مراحل مهمة من المشروع. وفي تقدير ملاوي، فإن “الدعم الأوروبي والأمريكي يزيد من أهمية مشروع الغاز ويسرع تنفيذه”. وأكد أن المغرب “بدأ في تنفيذ فعلي للجزء الخاص به من الأنبوب، من خلال قيامه بمسوح طبوغرافية، وإنشاء محطة للغاز الطبيعي المسال في الناظور، وإطلاق طلبات إبداء الاهتمام الخاصة بتطوير البنية التحتية الوطنية”. من جهته، قال أمين بنونة، خبير طاقي في تصريح للموقع إن “أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي مثله مثل باقي المشاريع والأوراش الكبرى، خاضع للتقسيم المرحلي، سواء من حيث التخطيط أو التنفيذ”. ونوه أن المشروع “بلغ إحدى مراحله الحاسمة بعد تحديد تقديرات تكلفته، وبعد معرفة الممرات التي ستمر الأنابيب منها، فإلى جانب الأنبوب الرئيسي في أعالي البحار، يوجد 13 أنبوبا إضافيا ستدخل إلى كل دولة معنية”. وأضاف أن “المرحلة الحالية هي أيضا مخطط التمويل والدراسات الاقتصادية، بعد استكمال ما يتضمنه من مراحل تقنية وتجارية ضرورية لتحديد التكلفة والمسارات المناسبة لأنابيب الغاز، تم تقدير التكلفة بشكل تقريبي بعد تحديد المسارات”. ونوه الخبير: “إعداد مخطط تجاري-استثماري يظهر التكاليف والمداخيل ويؤكد المردودية الاقتصادية للمشروع” لافتا أنه بدأ في “جذب واحتضان الممولين، من بينهم مستثمرون إماراتيون وبنك إفريقي للطاقة”. وخلص إلى أن “إعلان وزارة الانتقال الطاقي بالمغرب اكتمال مرحلة الدراسات التقنية والتجارية، يجعله يمر إلى مراحل متقدمة تقترب من اختتام مسار القرار الاستثماري النهائي المأمول أن يعلن عنه بحلول نهاية 2025”.

مقالات مشابهة

  • مصفوت تعزز هويّتها التراثية بمشاريع خدمية وسياحية وبنية تحتية عصرية
  • المغرب ونيجيريا يقرعان أجراس مشروع القرن الإفريقي بتكلفة 25 مليار دولار
  • ملامح صفقة القرن المنتظرة بين الزمالك وبيراميدز
  • بتكلفة 25 مليار دولار.. المغرب ونيجيريا يقرعان أجراس مشروع القرن الإفريقي
  • بالصور.. مصفوت تعزز هويتها التراثية بمشاريع نوعية
  • عربية النواب: كلمة الرئيس السيسي بقمة بغداد تاريخية.. وبعثت رسائل للعالم لدعم فلسطين
  • كان يا ما كان في القدس.. ذاكرة عائلة شاهدة على تاريخ المدينة والنكبة
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: من المكتبة إلى تويتر
  • قوات حكومية تُحبط محاولة تهريب آثار يمنية نادرة إلى دول القرن الإفريقي
  • انطلاق مهرجان دلما التاريخيّ بـ«المسابقات» التراثية والرياضة