بوتين يقترب من النصر.. لماذا يجب أن تشعر أوروبا بالرعب؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
"إن وقت أوكرانيا ينفد"، بتلك الكلمات، يفتتح كون كوغلين، تقريره في صحيفة "تليغراف" البريطانية، والذي يشير فيه إلى أن مكمن الخطر في أوروبا حالياً، يتمثل في أن منطقة اليورو تواجه نفس مصير الإمبراطورية الرومانية.
ويرى الكاتب أنه مع وصول الصراع الأوكراني إلى طريق مسدود، لا يمكن تجاهل احتمال خروج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتصراً، مشيراً إلى ضرورة النظر إلى كل العواقب التي قد تخلفها مثل هذه النتيجة على أمن أوروبا.وبحسب تقرير كوغلين، فإن فشل أوكرانيا في تحقيق اختراق حاسم في هجومها المضاد خلال الصيف، أسكت التوقعات المتفائلة التي أطلقها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبار قادته بأن النصر كان في متناول كييف.
وبدلاً من ذلك، فإن أوكرانيا معرضة للخسارة، بسبب رفض حلفائها الغربيين تزويدها بالأسلحة اللازمة لكسر الجمود في ساحة المعركة.
الحرب في غزة تخيم على أوكرانيا
ومن المؤكد أن الافتقار إلى التقدم العسكري، فضلاً عن اندلاع الأعمال العدائية بين إسرائيل وحماس في غزة، كان سبباً في تعميق الشعور بالتشكك بين بعض زعماء الغرب بشأن قدرة أوكرانيا على تحقيق النصر.
وفق تقرير "تليغراف"، هناك شعور متزايد داخل إدارة بايدن، على سبيل المثال، بأن مصالحها ستتحقق بشكل أفضل من خلال الضغط على زيلينسكي للمطالبة بالسلام، بدلاً من الاستمرار في حملة عسكرية لا يملك سوى فرصة ضئيلة للفوز بها.
ومن ناحية أخرى، يكثف بوتين جهوده لاستعادة الميزة العسكرية، باستخدام عائدات النفط القوية في البلاد لعسكرة الاقتصاد الروسي، الأمر الذي أدى إلى زيادة كبيرة في إنتاج الأسلحة.
كما سمح بوتين بزيادة حجم الجيش الروسي بمقدار 170 ألف جندي.
ويأمل أن يساعد ذلك جهود موسكو للاستيلاء على أهداف استراتيجية رئيسية، مثل بلدة أفدييفكا الشرقية في منطقة دونباس، التي كانت مسرحاً للقتال العنيف الأخير بين القوات الروسية والأوكرانية.
إن فكرة بقاء المؤسسة العسكرية الروسية قادرة على شن هجوم بعد مرور 21 شهراً على غزو أوكرانيا، كانت فكرة لا يمكن تصورها قبل بضعة أشهر فقط، بعد أن عانت موسكو من سلسلة من النكسات المدمرة، بحسب كوغلين.
ورغم أنه لا يزال من غير المرجح إلى حد كبير أن يتمكن بوتين من تحقيق هدفه المتمثل في السيطرة على أوكرانيا بالكامل، فإن أي استنتاج يؤدي إلى احتفاظ الكرملين بمناطق كبيرة من الأراضي الأوكرانية سيُرحب به باعتباره انتصاراً، وفقاً للتقرير.
ويعتقد كوغلين أن مثل هذه النتيجة من شأنها أن تشكل تحدياً كبيراً للتحالف الغربي، لأن قدرته على الصمود في وجه روسيا ستكون موضع تساؤل بعد كل الدعم العسكري الذي قدمه لأوكرانيا.
Ukraine faces a bleak winter amid great uncertainty: its counter-offensive has failed to break through Russian lines; its enemy is increasing its arms production; and its vital ally is paralysed by political turmoil https://t.co/jdYI0GaUzd ????
— The Economist (@TheEconomist) December 2, 2023
ومن شأنه أيضاً أن يشجع بوتين، آمناً بمعرفة أن الغرب لا يملك الموارد ولا العزيمة اللازمة لمقاومة أهداف الكرملين.
أمن أوروبا مهدد
ويقول كوغلين إن احتمال قيام روسيا بتكثيف التهديد الذي تشكله على الأمن الأوروبي في حالة تحقيق بوتين لمكاسب متواضعة فقط في أوكرانيا، دفع عدداً من الخبراء العسكريين الأوروبيين البارزين إلى التشكيك علناً في مدى استعداد حلف شمال الأطلسي لمواجهة مثل هذا التحدي.
لقد تعامل مؤتمر الدفاع الأخير في برلين مع سيناريو يوم القيامة، والذي بموجبه تخاطر أوروبا بالمعاناة من نفس مصير الإمبراطورية الرومانية المقدسة تحت حكم نابليون، والتعرض "للجرف" في صراع مستقبلي مع روسيا بسبب عجز حلف شمال الأطلسي عن الدفاع عن الجناح الشرقي لأوروبا.
ادعى سونكي نيتزل، أحد المؤرخين العسكريين البارزين في ألمانيا، أن الأمر قد يستغرق 15 عاماً قبل أن تصبح بلاده قادرة على الدفاع عن نفسها ضد روسيا.
وقد تعززت مشاعره عندما حذر جاسيك سيويرا، رئيس مكتب الأمن القومي البولندي، من أن الناتو لم يكن لديه سوى 3 سنوات لإعداد نفسه لهجوم روسي على جناحه الشرقي.
ومع ذلك، وعلى الرغم من التهديد الواضح الذي تفرضه موسكو، يبدو أن القادة الغربيين غير راغبين في أن ينسبوا إليها الجدية التي تستحقها.
يقول الكاتب إن الحجة التي أثيرت خلال المراحل الأولى من الصراع الأوكراني - وهي أن ضمان تعرض روسيا لهزيمة ثقيلة من شأنها أن تثني بوتين عن ارتكاب المزيد من أعمال العدوان - قد تم استبدالها بالإرهاق من الحرب، والرغبة في إنهاء الأعمال العدائية بأي ثمن.
كما أن استجابة الغرب للصراع لم تولد تعاوناً أفضل في مجال الدفاع.
????????New episode of Ukraine: The Latest@djknowles22 is joined by @DomNicholls, @Maighna_N, @VerityBowman, @GPNow_ua and @spencerbcash to discuss the latest updates in Ukraine as Russian forces close in on Avdiivka Chemical Plant
???? Listen ????https://t.co/QR22c7GADY
وفي تعليقه على الجمود في الصراع الأوكراني، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، مؤخراً عن أسفه للطبيعة المجزأة لصناعة الدفاع في أوروبا.
وأضاف: "لسنا قادرين على العمل معًا بشكل وثيق كما ينبغي"، محذرًا من أن عدم قدرة الدول الأوروبية على تجميع الموارد يمكن أن يقوض الجهود المبذولة للحفاظ على إمدادات الذخيرة إلى أوكرانيا.
ويتجلى الفشل في تحمل التهديد الروسي الجدية التي يستحقها في بريطانيا أيضًا، حيث يشير تحليل بيان الخريف الذي أصدره جيريمي هانت الشهر الماضي إلى أن الحكومة من غير المرجح أن تفي بتعهدها بزيادة الإنفاق الدفاعي من 2 في المائة إلى 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو شرط أساسي لجعل القوات المسلحة البريطانية مجهزة بشكل أفضل لمواجهة التهديد الروسي.
ويبدو أن أوروبا لا تستعد للسماح لأوكرانيا بخسارة الحرب فحسب: بل إن شهيتها ضئيلة للدفاع عن نفسها ضد أي أعمال عدوانية روسية في المستقبل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية روسيا فلاديمير بوتين أوروبا
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: بوتين لا يريد السلام ويسعى لهزيمة أوكرانيا بالكامل
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يسعى إلى وقف إطلاق النار أو إنهاء الحرب، بل يطمح إلى "الهزيمة الكاملة لأوكرانيا"، مؤكداً أن الضغط القوي من الولايات المتحدة وأوروبا هو الوسيلة الوحيدة لردع موسكو عن مواصلة عملياتها العسكرية.
وفي مقابلة بثتها قناة "إيه بي سي" الأمريكية، أوضح زيلينسكي أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصف فيها بوتين بأنه "يريد السلام" لا تعبّر عن الواقع، معتبراً أنها "مجرد وجهة نظر شخصية" للرئيس الأمريكي.
وقال: "مع كل الاحترام للرئيس ترامب، أعتقد أن الأمر لا يتطابق مع الحقيقة.. بوتين لا يريد إنهاء هذه الحرب، بل يرى أن تحقيق النصر الكامل على أوكرانيا شرطٌ لأي نهاية".
العلاقة مع ترامب تحسنت بعد لقاء الفاتيكانوحرص زيلينسكي خلال حديثه على عدم توجيه انتقادات مباشرة لترامب، وأشار إلى أن علاقته بالرئيس الأمريكي تحسنت مؤخراً بعد لقاء جمعهما وجهاً لوجه في الفاتيكان خلال جنازة البابا فرنسيس في أبريل الماضي.
وقال الرئيس الأوكراني: "خمسة عشر دقيقة في الفاتيكان، وجهاً لوجه، فعلت أكثر لإقامة الثقة من الاجتماع السابق في المكتب البيضاوي، الذي شهد حضور عدد كبير من الأشخاص". وأضاف: "أريد أن أؤمن بأن لدينا الآن علاقة مهنية طبيعية ومتساوية مع الولايات المتحدة".
رد على وصف ترامب الحرب بـ"شجار أطفال"وفي معرض رده على تصريح سابق لترامب وصف فيه الحرب بين روسيا وأوكرانيا بأنها "شجار مرير بين طفلين"، قال زيلينسكي: "نحن لسنا أطفالاً مع بوتين في ساحة اللعب. إنه قاتل جاء إلى هذه الحديقة ليقتل الأطفال".
في سياق متصل، أعلنت المخابرات العسكرية الأوكرانية أن سلاح الجو الروسي تكبد خسائر فادحة خلال هجوم شنته كييف في عمق الأراضي الروسية في الأول من يونيو الجاري، حيث تم تدمير 40 طائرة مقاتلة روسية، من بينها نسبة كبيرة من القاذفات القادرة على إطلاق صواريخ كروز.
وقدرت الأجهزة الأوكرانية أن العملية أسفرت عن تدمير أو إلحاق أضرار بحوالي 34% من القاذفات الروسية المستخدمة في شن الهجمات على أوكرانيا، وأشارت التقديرات إلى أن الخسائر الروسية في هذه الضربة بلغت نحو 7 مليارات دولار.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التصعيد العسكري بين موسكو وكييف، في وقت تسعى فيه الأطراف الدولية إلى البحث عن حلول دبلوماسية لوقف الحرب التي دخلت عامها الرابع على التوالي.