مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسقوط آلاف المدنيين ونزوح أكثر من مليون و800 ألف فلسطيني إلى جنوب غزة ولجوئهم إلى مباني الأونروا للاحتماء بها، أرسل فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إلى دينيس فرانسيس، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، رسالة يعبر فيها عن حزنه، وأن قدرتهم على تنفيذ مهام الوكالة أصبحت محدودة.

وتنشر «الوطن» رسالة «لازاريني» التي أرسلها إلى «فرانسيس»، ونشرها الأول عبر صفحته الرسمية على منصة «إكس»: «أكتب إليكم في أحلك ساعة في تاريخ الوكالة الممتد لـ 75 عامًا، ولا بد لي من إبلاغكم بأن قدرة الأونروا على تنفيذ تفويض الجمعية العامة لها في غزة أصبحت اليوم محدودة للغاية مع ما يترتب على ذلك من عواقب فورية ووخيمة على الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة وعلى حياة المدنيين في غزة».

لازاريني: الأونروا على وشك الانهيار

يقول «لازاريني» في رسالته: «إن التداعيات طويلة المدى بالنسبة للاجئي فلسطين وآفاق التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم خطيرة، واليوم، ونتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية، هناك ما يقرب من 1.2 مليون فلسطيني مدني يلجأون إلى مباني الأونروا، لقد أصبحت الوكالة المنصة الرئيسية لتقديم المساعدة الإنسانية لأكثر من 2.2 مليون شخص في غزة، وهي منصة على وشك الانهيار».

لازاريني: شاهدت في غزة دمارًا هائلًا للبنية التحتية

واستكمل «لازاريني»: «ولا تزال الأونروا، حتى اليوم، تعمل في غزة، ولو بشكل طفيف، ولا يزال موظفونا يديرون المراكز الصحية، ويديرون الملاجئ، ويقدمون الدعم للأشخاص المصابين بصدمات نفسية، حيث يصل بعضهم حاملين أطفالهم القتلى، ما زلنا نوزع الطعام، على الرغم من أن ممرات وساحات مبانينا مزدحمة للغاية بحيث لا يمكن السير فيها، يأخذ موظفونا أطفالهم إلى العمل حتى يعرفوا أنهم آمنون أو قد يموتون معًا، إن الوضع الإنساني الآن لا يمكن الدفاع عنه، لقد بقيت طوال الليل في غزة قبل أسبوعين، وشهدت ذخائر متفجرة مستمرة في السماء والأرض والبحر، ودمارًا هائلاً للبنية التحتية المدنية».

المفوض العام لـ«الأونروا»: استجابتنا للوضع في غزة اليوم ستشكل علامة فارقة في تاريخنا

وأنهى فيليب لازاريني رسالته قائلًا: «أحثكم، كرئيس للجمعية العامة، ومن خلالكم، الدول الأعضاء، على اتخاذ إجراءات فورية من أجل تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية؛ وإنفاذ القانون الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين وموظفي الأمم المتحدة، وكذلك مباني الأمم المتحدة والمستشفيات والمباني العامة التي توفر المأوى الآمن من الهجمات والمرض والحرمان والإهانة، إن استجابتنا للوضع في غزة اليوم ستشكل علامة فارقة في تاريخ الجمعية العامة والأمم المتحدة، وأناشد الجمعية العامة أن تتخذ إجراءً فوريًا».

«لازاريني» يُعلق على رسالته: لم أتوقع أبدًا أن أكتبها

وعلق فيليب لازاريني على رسالته عبر «إكس» قائلًا: «خلال 35 عامًا من العمل في حالات الطوارئ المعقدة، لم أتوقع أبدًا أن أكتب مثل هذه الرسالة، متنبئًا بمقتل موظفيي وانهيار الوكالة التي من المتوقع أن تحقق الكثير في غزة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأونروا الأمم المتحدة فيليب لازاريني غزة الأوضاع في غزة الجمعیة العامة فی غزة

إقرأ أيضاً:

استقالة رئيس منظمة إغاثة غزة المدعومة أمريكيا بسبب مخاوفه بشأن استقلاليتها وحيادها

(CNN)-- قدم رئيس البرنامج الجديد لمساعدة غزة، والذي تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل، استقالته بعد أسابيع من الجدل، متحدثا عن مخاوفه بشأن حيادها، وحث إسرائيل على السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وكان من المفترض أن تدير مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) آلية جديدة محكمة الرقابة لإيصال المساعدات إلى غزة، إلا أنها تعرضت لانتقادات من الأمم المتحدة وجهات أخرى، والذين حذروا من أنها تخاطر بمزيد من نزوح الفلسطينيين وتعريض المدنيين للخطر.

واستقال جيك وود، وهو عسكري أمريكي مخضرم، بعد أسابيع قليلة من توليه منصب المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية، التي أطلقتها الولايات المتحدة بشكل علني في أوائل مايو/أيار الجاري.

وقال وود في بيان: "أنا فخور بالعمل الذي أشرفت عليه، بما في ذلك وضع خطة عملية لإطعام الجائعين، تعالج المخاوف الأمنية المتعلقة بتحويل مسار المساعدات، وتكمل عمل المنظمات غير الحكومية الموجودة منذ فترة طويلة في غزة".

وأضاف: "ومع ذلك، من الواضح أنه لا يمكن تنفيذ هذه الخطة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، والتي لن أتخلى عنها".

ووافقت إسرائيل والولايات المتحدة على خطة مؤسسة غزة الإنسانية لتوصيل المساعدات، والتي تقول كلتا الدولتين إنهما تصران على منع حماس من "سرقة" المساعدات.

ومن المفترض أن تبدأ مؤسسة غزة الإنسانية تشغيل 3 مواقع توزيع قبل نهاية مايو، وهي جميعا موجودة في جنوب ووسط غزة، لكنها تعرضت لانتقادات شديدة من كبار المسؤولين الإنسانيين، حيث رفضت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى العمل مع المنظمة الجديدة.

وحذرت الأمم المتحدة من أن وجود تلك المواقع الأولية في جنوب ووسط غزة فقط قد يعتبر على أنه يشجع هدف إسرائيل المعلن المتمثل في إجبار "جميع سكان غزة" على مغادرة شمال غزة، حسبما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس في وقت سابق من هذا الشهر.

وحرصت كل من الولايات المتحدة ومؤسسة غزة الإنسانية على التأكيد أنها ليست مبادرة إسرائيلية- رغم دعم إسرائيل لها، ودورها في تحديد مواقع التوزيع وتأمينها.

وفي تصريحاته لشبكة CNN في وقت سابق من مايو الجاري، حث وود الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى على إعادة النظر في معارضتهم، وأقر بأن الخطة "ليست مثالية"، لكنها ستسمح بوصول المساعدات الأساسية والإمدادات الغذائية إلى سكان غزة الذين هم في أشد الحاجة إليها.

وأضاف في ذلك الوقت أنه "بشكل قاطع... لن يكون جزءاً من أي شيء يؤدي إلى تهجير أو تشريد السكان الفلسطينيين قسرا".

وفي بيان استقالته، الأحد، قال إنه سعى إلى إقامة المؤسسة "ككيان إنساني مستقل بالفعل" خلال فترة عمله كمدير تنفيذي لها.

وأضاف وود أنه "يشعر بالفزع والحزن إزاء أزمة الجوع في غزة"، وإنه "مضطر لبذل كل ما في وسعه للمساعدة في تخفيف المعاناة".

وقال وود: "أحث إسرائيل على توسيع تقديم المساعدات إلى غزة بشكل كبير من خلال جميع الآليات، وأحث جميع الجهات المعنية على مواصلة استكشاف أساليب جديدة ومبتكرة لإيصال المساعدات، دون تأخير أو تمييز".

مقالات مشابهة

  • أبو حسنة: لن نتعاون مع الآلية البديلة ونلتزم بتعليمات أمين الأمم المتحدة
  • «أونروا»: اقتحام إسرائيليين مقر الوكالة بالقدس انتهاك واستفزاز
  • «الأونروا» تحذر من نقص حاد بالمستلزمات الطبية وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
  • صورة: مستوطنون يقتحمون مقر "الأونروا" في القدس ويطالبون باحتلاله
  • استقالة رئيس منظمة إغاثة غزة المدعومة أمريكيا بسبب مخاوفه بشأن استقلاليتها وحيادها
  • «الأونروا»: 950 طفلاً قتلوا في شهرين
  • الأونروا : نحو 1000 طفل قتلوا خلال شهرين
  • “الأونروا”: غزة تحتاج 600 شاحنة مساعدات يوميا لتفادي الكارثة
  • جوع من صنع الإنسان.. مفوض الأونروا: خطة المساعدات الإسرائيلية مقدمة لنكبة ثانية
  • جوع من صنع الإنسان.. مفوض الأونروا: خطة المساعدات الثانية مقدمة لنكبة ثانية