العناية الإلهية تنقذ سائقا من الدهس تحت عجلات شاحنة في اللحظة الأخيرة(فيديو)
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
سجلت كاميرا سيارة تسلا لحظة نجاة رجل من الدهس تحت عجلات شاحنة صهريج اسمنت حيث فر الرجل من طريقها، حيث كان الرجل يقف خارج شاحنته المعطلة والمتوقفة على أقصى اليمين فوق جسر يغطيه الضباب في فانكوفر في كندا، وخرج صاحب الشاحنة المعطلة سالما ولكن الصهريج اصطدم بالشاحنة المعطلة ولا نعرف مصير أو الحالة الصحية لسائق الصهريج.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
بين عُمان وإسبانيا.. رمزية اللحظة وبذخ التاريخ
لا يزور حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- يوم الثلاثاء مملكة إسبانيا بوصفها دولة أوروبية صديقة فقط، ولكن، أكثر من ذلك، يزورها باعتبارها جزءا من ذاكرة العرب الثقافية، وجسرا حضاريا ربط لثمانية قرون الشرق بالغرب أثمر عن واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ البشري: حضارة الأندلس التي هي امتداد للحضارة العربية والإسلامية المتناغمة والمنفتحة على الحضارة الغربية.
وإذا كانت زيارة جلالة السلطان لإسبانيا متخمة بالمباحثات السياسية والاقتصادية في لحظة مفصلية من لحظات العالم فإنها لا يمكن أن تتجاوز الرمزية المشحونة التي تفرض حضورها بذاتها عندما يتعلق الأمر بمملكة إسبانيا سليلة أمجاد الأندلس وقيمها وتاريخها الذي يحاصر الزائر في كل زاوية من زواياها، وفي كل حجر من حجارتها العتيقة.
وإسبانيا التي يزورها جلالة السلطان ليست كغيرها من العواصم الغربية، فقد اختارت أن تُبقي بوصلتها الأخلاقية حية؛ فاعترفت بفلسطين، وندّدت بالحرب على غزة، ولم تدفن إنسانيتها خلف مواقف جماعية معطوبة. لهذا، فإن الزيارة إلى مدريد لها بعدها الإنساني الذي يتجاوز الجانب السياسي. تحضر الأندلس في الوعي العربي والغربي أيضا، باعتبارها منطقة التفاعل الأكثر نضجا بين الحضارات المختلفة، بين الإسلام والمسيحية، وبين اللغتين العربية واللاتينية، وبين العقل والنور.. وقد ورثت إسبانيا من تلك المرحلة الزاهرة مجدها المعماري وروحها المتسامحة، فإن عُمان، بما تمثّله من استمرارية حضارية عربية إسلامية، هي الوريث الطبيعي لذلك الإرث الخلاق، القائم على التعددية والتسامح والمعرفة، وبأننا، شرقا وغربا، يمكن أن نلتقي على القيم الأخلاقية التي تؤمن بها الإنسانية قاطبة.
من هذا المنظور، فإن لقاء جلالة السلطان المعظم بجلالة الملك فيليبي السادس يتجاوز في أبعاده اللقاء الدبلوماسي إلى لحظة استدعاء فكري وفلسفي لماضٍ مشترك، وبناء لمساحة جديدة لحوار الحضارات، في لحظة تتقلّص فيها المساحات المشتركة بين الشرق والغرب.
وهي بهذا المعنى فرصة مهمة للتأكيد على استمرارية الشراكة المنطلقة من الاعتراف المتبادل الذي لا يقوم على المصالح فقط وإنما على الأدوار الحضارية التي يمكن لكلّ طرف أن يؤديها في رسم ملامح عالم أكثر توازنا.
وكما حملت الأندلس في زمنها الذهبي تفاعل العلماء والفنانين والتجار من مختلف المذاهب والديانات والأيديولوجيات، تحمل اليوم هذه الزيارة مشاريع في الطاقة المتجددة والتعليم والسياحة، تجسيدا حديثا لذلك التفاعل الذي لا يفصل بين القيم والمصالح، ولا بين الروح والمعرفة.
ولا تقل رمزية هذه الزيارة أهمية عن رسالتها العملية؛ فهي تذكير بأن الدول المتمسكة بثوابتها الأخلاقية لا تكتفي بالنجاة في عالم متقلب، بل تسهم في قيادته نحو المعنى الذي يبدو مفقودا في كثير من العالم، وعُمان وإسبانيا نموذجان قادران على فرض جدارة هذا النوع من النماذج السياسية في العالم. إنّ زيارة صاحب الجلالة إلى إسبانيا تكتب صفحة جديدة في سجل السياسة الخارجية العُمانية التي طالما راهنت على أهمية التحالفات الهادئة والذكية التي تقف على أرضية من التاريخ والمبادئ، لا على الرمال المتحركة للمصالح الوقتية.
ستبقى هذه الزيارة محفورة في الذاكرة ليس فقط لما سيُوقع فيها من اتفاقيات، بل لما ستستدعيه من أصداء التاريخ، ورسائل الحضارة، ودروس الكرامة المشتركة. فثمة ضوء عربي ما زال ينير، وثمة أمم، كعُمان، لم تنس أن الإنسان هو الأصل، وأن القيم هي المعبر الآمن نحو الغد.