كشفت مجلة interesting engineering العلمية المتخصصة، عن تصور كامل ومختصر لتاريخ الكون منذ بدايته وحتى عهدنا هذا، والتصورات تكون قابلة للتعديد والنقد، بناءا على ما يحدث يويا من اكتشافات في مجال علوم الفضاء.

بداية الانفجار

وقبل 13.7 مليار سنة، رأي العلماء أن الكون بدأ هذا التوقيت، وحدث انفجار كبير، حيث أسفرت البعثات الفضائية المختلفة عن تقديرات حول ما يتعلق بعمر الكون، وبحسب البيانات التي تم جمعها من بعثة Planck، وخاصة التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في الفترة من 2009 لـ 2013، حيث جاء تقدير عمر الكون 13.

82 مليار سنة، ولكن مع أخر تقدير ناتج بعد ملاحظات تلسكوب Atacama لعلم الكونيات في تشيلي، تبين إنه يقدر بعمر 13.77 مليار سنة.

وفي المرحلة الثانية من عمر الكون تتمثل في تشكل الذرات، حيث تكشف النظريات العلمية إن الجسيمات تحت الذرية منها (الإلكترونات والنيوترونات)، تشكلت من 6 لـ 10 ثوانِِ من الانفجار الكبير، وسط اعتقادات العلماء أن الكون بدأ يبرد للبدء في تشكيل (البروتونات والنيوترونات).

ولمدة 380 مليون سنة، لم يحدث شيئ مقلق أو مثير للانتباه، وفي نفس التوقيت اندمجت بعض العناصر لتكوين ذرات الهيليوم.

وفي المرحلة الثالثة ومع بداية تشكل الذرات، انطلقت طاقة على شكل ضوء ويطلق عليها «الخلفية الكونية الميكروية»، فقد أدى لامتصاص الإلكترونات الحرة لـ لجعل الكون شفافا، بعد العتمة ولكي لا يحدث تشتت في الضوء.

العصور المظلمة

وبعد 400 مليون سنة على الإنفجار الكبير خرج ما  يطلق عليه «العصور المظلمة»، وهو «عصر إعادة التأين»، حيث مر الكون بمرحلة ديناميكية فمن المعتقد أنها استمرت حتى مليار سنة من عمر الكون، ومن ضمن الملاحظات تبين أن إعادة التأين ربما حدثت سريعة ومفاجئة للعلماء، وفي تلك الفترة حدث تكشف للغاز لتكوين النجوم والمجرات الأولى.

والمرحلة الرابعة كون النجم الأول المفترض اسمه Methuselah أو  HD 140283، ويعتبر الأقدم في الكون، حيث يقع على بعد نحو 190.1 سنة ضوئية من الأرض، ومتواجد في الميزان، وعمره نحو 13 مليار سنة، حيث يقترب من عمر الكون.

قصة ولادة أول مجرتين

وفي المرحلة الخامسة تم ولادة أول مجرتين، حيث أنه في تاريخ يوليو من عام 2021، قام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) بالتقاط صورة لمجرة يطلق عليها GLASS-z13، حيث تشكلت بعد نحو 300لـ 400 مليون سنة من الانفجار الكبير.

كما تم العثور على تلسكوب جيمس ويب الفضائي أيضا على مجرة أخرى مبكرة جدا ويطلق عليها اسم GLASS-z11، واستنادا إلى كتلة مليار شمس، وحسب البحث تأكد ان عمر كلا المجرتين يجب أن يكون 500 مليون سنة.

 مجرة درب التبانة 

وحول قصة درب التبانة، فقد اعتقد أن مجرة درب التبانة تشكلت عندما تجمعت سحب هائلة من الغاز والغبار تحت الجاذبية، حيث يعتقد أن تشكل المجرة بداية من تكوين هالة كروية، وبعد فترة يظهر قرص كثيف ومشرق.

حيث أنه تشير الأبحاث الحديثة أن هذه النظريات معقدة للغاية وليست بالبساطة هذه، بما في ذلك العديد من الاصطدامات والاندماجات مع المجرات الأصغر، حيث أن البيانات الواردة من مرصد جايا الفضائي كشفت عن أن بعض أقدم النجوم، التي توقع العثور عليها في هالة المجرة، موجودة بالفعل في القرص، وهذا يدل على أن تاريخ حركة النجوم وتكوين المجرات أكثر تعقيدا.

وحسب النتائج، فإن مجرة درب التبانة تكون أبعد ما يكون عن الثبات، كما إنه ا تطورت على مدى مليارات السنين، فضلا عن كونها تشكلت من خلال تفاعلات الجاذبية والاندماجات مع الأنظمة النجمية الأخرى. 

وحسب بعض علماء الفلك، تبين أن مجرة درب التبانة ومجرة المرأة المسلسلة "المجاورة"، من المقرر تصادمهما بعد نحو 5 مليارات سنة.

النهاية الموت البارد

ويأتي في المشهد الأخير الموت البارد بما جاء في الادلة العلمية، حيث أن التجميد الكبير أو الموت الحراري، هما السيناريو الواضح لنهاية الكون، حيث يستمر الكون في التوسع إلى أجل غير مسمى ويصل إلى درجة حرارة الصفر المطلق في النهاية.

والنجوم تتوقف عن التشكل والنجوم الموجودة ستحترق، حيث أنها تتبخر الثقوب السوداء من خلال ما يسمى «إشعاع هوكينج»، ويتسبب هذا في العدم البارد والأسود.

وفي نظرية من ضمن النظريات حول هذا الموضوع، أكدت أن «الانسحاق الكبير»، وهي نظرية في اعتقادها أن الكون ينهار لحالة سخنة وكثيفة ويحدث انفجار كبير، وبالرغم من أن هذه النظرية مثيرة للاهتمام، ولكن لا يجب تخيل ما الذي سيحدث لأن البشر لا يكون لهم وجود وقتها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجرة درب التبانة ملیار سنة ملیون سنة حیث أن

إقرأ أيضاً:

رسالة إلى العالم الآخر

تحت الرماد تختبئ جمرات لا تعرف شيئا اسمه الهدوء.. كذلك الفراق هو جزء من تلك الجمرات الملتهبة بمشاعر الفقد والألم، فكلما انزاح جزء من رماد خامد حتى طفت على الوجه حمرة الوجد، وكلما أبحرت الأيام في طريقها تظل بعض الشظايا معلقة في سقف الذكريات.

إلى كل الذين فقدناهم في تفاصيل حياتنا اليومية.. إلى أولئك الراحلين سيرا نحو حياة الخلود..وللذين توقف نبض قلوبهم وانطفأت شموع منيرة برحيلهم وخفتت أصوات إلى الأبد..«سلاما».

أيها الاغتراب، رفقا بقلوب الناس، فكم من رحيل أصبح موجعًا للإنسان !، لكل الذين رحلوا عنا جسدا.. أنتم باقون في ثنايا الروح لا تفارقنا رائحة الطيب التي تركتموها وراءكم في لحظات الوداع. في الفقد هناك اختناق ذاتي يعيش معنا لسنوات طويلة حتى لو غفلنا فيها عن إخراج مشاعرنا الإنسانية الممتلئة بألوان مزهرة من الحب والأمان. ها نحن اليوم، نخبركم بأن وجودكم قلعة شامخة في سوداء القلب، وأن بهاء حضوركم وروعة أماكنكم ستظل بيننا خالدة بخلود الأثر.. عذرًا منكم فمشاعركم اللطيفة لا تزال تهب كالريح الشتاء الجميلة، «فكم نحن كنا ممتنين لله تعالى على وجودكم».

نسأل أنفسنا، هل كانت تلك الطاقة العاطفية محتجزة فينا أو كنا نحن مكبلين بسلاسل الغفلة.. لا أعلم ؟!...كلمات بقيت على قيد الصمت، وعلى رفوف الأيام موصودة بقفل التعابير الباهتة. كل شيء كان محاطا بانشغال الوقت، وتفاصيل حياتية لم تتركنا نلتقط أنفسنا،أو ندرك قيمة الأوقات التي نجالس حضوركم، ونخلق ذكريات مغلفة بشرائط مشاعر حريرية تبقينا موصولين بكم وأنتم خلف مشاهد الحياة وضوئها الساطع..هنا تستحضرني مقولة لتوفيق الحكيم حين قال:»لا شيء يجعلنا عظماء إلا ألم عظيم».. فالموت من أعظم مصائب الحياة حتى وإن كان لطيفا في بعض المرات !.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فراق ابنه إبراهيم: «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون»..

وفي الأدب العالمي يقول الكاتب الأمريكي الراحل جيف ماسون: «الميلاد والموت هما ركيزتا حياتنا. العيش نحو الموت في الزمن يمنح الحياة اتجاهًا وإطارًا لفهم التغييرات التي تُحدثها الحياة.

يختلف العالم تمامًا بين الشباب والكبار. الشباب ينظرون إلى الأمام، والكبار ينظرون إلى الماضي. ما يهمنا يتغير مع تقدمنا في العمر. احتمال الموت يُلهم هذه التغييرات. لدى الشباب فهمٌ فكريٌّ بأن الموت آتٍ إلينا جميعًا، لكن فناءهم لم يُدرك بعد. أما بالنسبة للكبار، فيبدأون يستوعبون الموت».

نحن نقول: بعد رحيلكم الخاطف بتنا نجتهد طويلا لرسم صور حية لذكرياتكم وتفاصيل أحاديثكم معنا، وكأننا نحاول أن نفهم كل الغاز الماضي التي كنتم تخبرونا بها، واليوم نحاول أن نبقيكم بيننا من خلال صفحات الذكريات، كأننا لم نستفق من الحلم إلى الحقيقة، كل ما يفعله الغياب بأرواحنا المتعبة شيء يفوق الخيال..

نتذكر دوما كلماتكم الأخيرة، وضحكاتكم الآتية من صدى الذكريات، وأشياء لطالما بقيت تربطنا بالماضي منها: فنجان قهوتكم الصباحية، وحبات من ثمرة، وفاكهة تعيد إليكم جميل نهاركم بعد غروب الشمس وسطوع ضوء القمر.

كل تلك الذكريات الآن تطفو فوق أحاديثنا بنكهة الحضور البهي.. نعيد سرد ذكرياتكم القديمة معنا؛ لأننا لا زلنا نتشبث بحبل حضوركم، وإن كنتم تحت الثرى في حياة أخرى فأنتم على مقربة منا.. ستظل رسائل الذكرى نحو العالم الآخر مفعمة بوجود الإنسان وما تحمله الذكريات من وجع ينغرس في باطن الأرض، لذا ينطق قلبي النابض بالحياة كلمات ود إلى قلوبكم الصامتة «أحبكم بحجم هذا الكون».

مقالات مشابهة

  • المخابرات تداهم مخيم نهر البارد.. هذا ما تم ضبطه
  • هل عرفت الله؟.. خطيب المسجد النبوي: تتجلى عظمته في هذا الكون الفسيح
  • الطقس البارد يفتك بـ غزة| الخيام تنهار مع الأمطار.. آلاف الأسر ستفقد أماكن الإيواء
  • أشهر استديو تحليلي رياضي إنجليزي ينتصر لمحمد صلاح: "توقفوا عن ذبح الفرعون”
  • رسالة إلى العالم الآخر
  • أزمة ملكة جمال الكون.. هل فقدت مسابقات الجمال بريقها؟
  • جوهرة الكون وسيدة الفطرة
  • الشيخ خالد الجندي يشرح سر دقة العذاب الإلهي ولماذا لا يهلك الكون كله
  • فتاوى وأحكام| هل الوضوء بالماء الدافئ في الشتاء أقل ثوابا من البارد؟.. هل يجوز أداء صلاة الفجر فور سماع الأذان مباشرة؟
  • هل الوضوء بالماء الدافئ في الشتاء أقل ثوابًا من استعمال الماء البارد؟.. الإفتاء تجيب