لا تستطيع العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ ليلا؟.. الحل في خطوات بسيطة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
يعد النوم أمرا حيويا لصحة الإنسان في مختلف مراحل العمر، وبالتالي فإن أي اضطرابات تحدث خلاله، تؤدي إلى العديد من المشاكل الجسدية والنفسية، بحسب “المعهد الوطني للقلب والرئة والدم” في الولايات المتحدة.
وأوضح خبراء المعهد أن النوم يساعد الأطفال والمراهقين، على النمو الجسدي والنفسي بشكل جيد، مشيرين إلى أن الأشخاص الذين لا ينامون بما فيه الكفاية أو يستيقظون كثيرًا أثناء الليل، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجي وضغط دم مرتفع والبدانة والسكتة الدماغية.
ولفتوا إلى أن جودة النوم تؤثر على جهاز المناعة بشكل عام، ولهذا السبب فإن الأشخاص الذين لا ينامون بما فيه الكفاية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والالتهابات الأخرى.
وبحسب الخبراء، فإن النوم يساعد على التعلم وتكوين الذكريات طويلة المدى، وبناء على ذلك فإن عدم الحصول على قسط كافٍ منه يتسبب بمشاكل في التركيز خلال المهام اليومية، والتفكير بوضوح.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية، أن أكثر من 17 في المئة من البالغين بالولايات المتحدة قد واجهوا صعوبة في النوم معظم أيام أو كل يوم من الشهر الماضي، وفقًا لبيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وترى خبيرة النوم، الدكتورة بيكوان لوه، أن هناك أسبابا مختلفة تجعل الناس يستيقظون في الليل مثل مشاعر القلق والتوتر، أو الضوضاء أو درجات الحرارة سواء كانت منخفضة أو مرتفعة.
ونوهت إلى أن اضطرابات النوم، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو متلازمة تململ الساق، تجعل المصابين بها يستيقظون خلال الليل.
ماذا تفعل عندما تستيقظ؟
عن هذا السؤال تجيب لوه، قائلة: “عندما تستيقظ في منتصف الليل، فمن الأفضل أن تبقى في السرير وتحاول الاسترخاء، ومعرفة ما إذا كان بإمكانك النوم مرة أخرى”.
واقترحت “تجربة تقنيات مثل الاسترخاء بشكل تدريجي، وممارسة بعض تمارين التنفس، وغيرها من الأساليب التي قد تساعدك على العودة إلى النوم”.
وتابعت: “إذا لم تتمكن من العودة إلى النوم بعد 10 أو 15 دقيقة، فهذا يعني أنه قد حان الوقت للخروج من السرير”.
وأضافت: “حاول الذهاب إلى مكان هادئ ومريح في المنزل، مثل الأريكة، وهناك مارس نشاطًا هادئًا قليل التحفيز، مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، إلى أن تشعر بالنعاس مرة أخرى، وعندها عد إلى السرير”.
أخطاء يجب تجنبها
أكدت لوه على ضرورة تجنب بعض الأمور عند الاستيقاظ ليلا، مثل تصفح الهاتف أو النظر إلى الساعة.
وشددت على أن التحقق من الوقت عند الاستيقاظ في منتصف الليل يعد أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا، والتي ستجعل من الصعب العودة إلى النوم، باعتبار أن ذلك يمكن أن يزيد من مشاعر القلق والتوتر.
وزادت: “بالإضافة إلى ذلك، إذا قمت بتفحص الوقت على هاتفك، فقد تكون الإشعارات على شاشته محفزة للغاية، مما يمنعك من الاسترخاء والنوم”.
وقالت لوه إن الاستيقاظ في منتصف الليل يمكن أن يكون نتيجة لعدم توافق الساعة الداخلية لجسمك مع جدول نومك.
وشرحت: “نومنا الجيد محكوم بعاملين رئيسيين، هما الشعور بحاجة الجسم إلى الراحة، والذهاب إلى السرير في وقت مبكر”.
وتابعت: “تلعب ساعتنا الداخلية، المعروفة باسم الإشارات البيولوجية، دورًا حاسمًا في الحفاظ على جودة النوم، وبالتالي فإذا تلاشت الرغبة في الذهاب إلى السرير قبل أن تبدأ الإشارة البيولوجية العمل بشكل كامل، فقد يؤدي ذلك إلى الاستيقاظ ليلاً”.
ورأت الخبيرة أنه “إذا لم تكن متأكدًا من سبب استيقاظك أثناء الليل، فعليك أن تفكر في ضبط ساعتك الداخلية لمعرفة ما إذا كان ذلك يساعد في تقليل تلك الانقطاعات”.
وتشمل بعض الطرق لضبط إيقاع الساعة البيولوجية، الاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، والتعرض للضوء الساطع في وقت محدد، وتحديد أوقات الوجبات، وتناول مكملات الميلاتونين، وممارسة الرياضة في أوقات مختلفة من اليوم، وتناول كميات معتدلة من الكافيين في الصباح، وفقًا لـ”مؤسسة النوم الوطنية” في الولايات المتحدة.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
وهم الحل الليبي الليبي
اليوم، كما في السنوات 1917، 1949 أو حتى 2013م، تواجه الدولة الليبية حالة من التشظي، والعامل الأساسي هو الاختلاف الثقافي بين مكونات المجتمع، وتمسك البعض بأدبيات ما قبل الدولة ضمن نسيج اجتماعي بدوي قبلي لا يساعد على تكوين مؤسسات فاعلة.
على أرض الواقع هناك ثلاث تيارات إيديولوجية تملك السلاح، ولها رقعة جغرافية، تدعمها حصانة اجتماعية: منها المجموعة الماضوية ذات التوجه الإسلاموي تتخذ من ثقافة القرن الثالث الهجري مرجعا، ممثلة في الإسلاميين المتشددين، وعلى رأسهم الأوقاف في الشرق والغرب الليبي وتوابعهم العسكرية، وهناك ثقافة الخمسينات من دعم العسكر لمواصلة الحكم الشمولي الوراثي، ممثلا في حفتر وسيف الإسلام، وإن اختلفوا ظاهريا، فهم متفقين إيديولوجيا رغم اختلاف التسميات، كأن يكون هناك جيش الكرامة، أو جيش القبائل، وتتميز المجموعتين السابقتين بأنهما لهما دعم من القوى الإقليمية والدولية بسبب تقاطع المصالح بينهما، أما الفرع الثالث فهم من نشطاء الدولة المدنية وهم لا قوة عسكرية لهم سوى القلم ولا دعم دولي حقيقي، ومعظمهم في الغرب الليبي، والقلة من الشرق الليبي هم مهجرين من بيوتهم أو في غيابات السجون.
تاريخيا، لم يحدث أن وصل الليبيين إلى توافق وحلول للمشاكل الكبرى التي يواجهونها، بلا إملاء خارجي أو قوة غاشمة محلية، والسبب هو أن الاختلاف الثقافي للفاعلين شرقا وغربا كبير يحول دائما دون ذلك.
خلال الحرب العالمية الأولى كانت هناك محاولة من السنوسيين لتكوين إمارة في الشرق الليبي تحت الحكم الإيطالي وكان ذلك في سنة 1917م، رد الفعل في الغرب الليبي هو إعلان الحكومة الطرابلسية بعد سنة أي في 16 نوفمبر 1918م، وبسبب تغيير الحكم في إيطاليا ووصول الفاشيست إلى الحكم، تم الإعلان عن حكومة القانون الأساسي بضم ليبيا إلى إيطاليا، وبذلك فشل المشروعين لإقامة حكومة وطنية، تواصل الجهاد ضد المستعمر ولكن لم يثمر استقلال للدولة، ولم يكن هناك تنسيق بين الشرق والغرب الليبي حتى عند ظهور بشائر للاستقلال.
قبل الاستقلال بقليل تكررت نفس المشكلة وذلك بعدم الاتفاق على مستقبل ليبيا، هل ستكون تحت الوصاية المصرية أو الاستقلال أو نظام الإقاليم أم جمهورية موحدة، وذهب وفدين إلى الأمم المتحدة للتفاوض إحداها من الشرق الليبي والثانية من غربه.
اختلاف الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية وكانت النتيجة الاتفاق على استقلال ليبيا، وحيث إن الإنجليز على صلة بإدريس السنوسي لعقود، بل قدموا له وعد بتوليته على ليبيا إن ساعدهم على دحر الإيطايين في الحرب العالمية الثانية، فكانوا له العون الأكبر لإنشاء إمارة برقة في إجدابيا في سنة 1949م، وبقي الغرب الليبي بأحزابه يناقش في شكل دولة، والاتجاه العام كان لتكوين جمهورية موحدة.
باتفاق دول الحلفاء، صادقت الأمم المتحدة على الاستقلال، وتم كتابة الدستور الملكي قبل استقلال الدولة، وهي فارقة لم تحدث من قبل وبذلك، تم إجبار الغرب الليبي على قبول الملكية، وإلغاء الأحزاب وتهجير المعارضين ومنهم بشير السعداوي وأحمد زارم وغيرهم.
في العهد الجمهوري، كان نظام الحكم شموليا قمعيا، يفرض قراراته بالحديد والنار، والمعارض مكانه بالسجون، أو التصفية الجسدية، أي لا حوار ليبي ليبي ولا حل ليبي.
بعد ثورة 17 فبراير، لم يدم العرس الجماهيري سوى سنة ونصف، ودخلت البلاد في دوامة من الفوضى تغذيه القوى الإقليمية ووكلائها بالداخل، ففي سنة 2013 م تفرقت البلد إلى شظايا شبيهة بسنة 1917 أو سنة 1947 م، أصبحت الكرامة بجيشها في الشرق لها حكومة وميزانيات خارج الميزانية العامة وأصبح مجلس النواب دمية في يد الكرامة تستعمله لاستمرار الفوضى.
لقد تم استغلال شعار الحل الليبي والحوار الليبي وامتلاك الليبيين للعملية السياسية، أبشع استغلال لإدامة أجسام مهترئة لعقد ونيف من الزمان، وهي شعارات جوفاء لا أساس لها: اجتمع نوري أبوسهمين وعقيلة صالح في مالطا يوم 15 ديسمبر 2015م ، وما إن رجعا إلى البلاد حتى تنصل عقيلة من أي مسؤولية عن الاجتماع، وقال نوري مواطن ليبي اجتمعت به وليس ممثلا لأى جسم له علاقة بالدولة الليبية، ثم توالت الاجتماعات بين مجلس النواب ومجلس الدولة في أكثر من 30 محطة من الجزائر إلى تونس وباريس وباليرمو وبرلين وغدامس وسرت وبوزنيقة والعديد من المرات في مصر، وثم تشكيل لجنة الـ6+6 ولجنة 5+5، ولم تسفر أي منها على أي حل، ولا فائدة يرتجى منها سوى تمديد أعضاء مجلس النواب ومجلس الدولة لفترة بقائهم في المشهد الليبي.
بل الأدهى والأنكى أن محاولات حكومة الوحدة الوطنية لتقليص عدد المجموعات المسلحة الخارجة عن تراتبية وزارة الدفاع والأركان في الغرب الليبي باءت بالفشل نتيجة تدخل الرئاسي ونفخ الروح في دعم الاستقرار الذي هوى وتبنيه احتجاجات فئوية من سوق الجمعة لعدم دمج الردع في مؤسسات الدولة وبقائه خارج منظومة الجيش، وبالمثل استمرار تقاتل المجموعات المسلحة في الزاوية واستغلالها من جيش الكرامة في الشرق الليبي.
كل ذلك اللغط يؤكد أن الليبيين عاجزين عن الوصول إلى حل، وهذا ليس بجديد على الدول، فمؤسسات التخطيط في الامارات كلها إنجليزية من السبعينات من القرن الماضي، وأجهزة الامن في البحرين إلى عهد قريب لها كوادر إنجليزية، وجيش الكويت حتى يوم دخول العراقيين إليها كان الطيارين وطواقم الجيش باكستانية، أي أن مشكلة الليبيين لا يعترفون بعجزهم وترك الأمم المتحدة والمنظمات الدولية القيام بعملها، وما المظاهرات الأخيرة أمام مبنى الأمم المتحدة سوى خلق للأوراق لأجل إدامة استمرار مجلس النواب السيء السمعة ومجلس المجلس الرئاسي العاجز.
إن العقل والمنطق يحتمان عدم انجرار النخب، والتصدي لهذا الشعار البرًاق (الحوار الليبي الليبي لأجل الحل الليبي الليبي) في الوقت الراهن، والمطالبة باستكمال جهود الأمم المتحدة من أجل بناء مؤسسات الدولة على أسس جديدة وسليمة، وإحلال الأمن ومعالجة الاختناقات الاقتصادية، أما الحوار الليبي الليبي فيجب أن يقتصر على الجوانب الاجتماعية، وأهمها المصالحة الوطنية، وأن يؤجل في السياسة إلى أن يفرز الشعب قيادات شرعية منتخبة وعلى درجة من الوعي تسمح بخلق قواسم مشتركة وأرضية ثقافية تساعد على بناء الدولة على أسس من الحداثة ومتطلبات العصر.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.