في ذكرى تأسيسها.. ضربات إسرائيلية زادت قوة حماس
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
رام الله- منذ الإعلان عن تأسيسها في مثل هذا اليوم (14 ديسمبر/كانون الأول) عام 1987، تعرّضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لضربات كبيرة وشديدة، استهدفت قياداتها وكوادرها وبنيتها التنظيمية ومؤسسات محسوبة عليها من جمعيات ونوادٍ رياضية وثقافية وحتى حكومية كانت تديرها.
وإن عملت الحركة في فلسطين منذ زمن كذراع للإخوان المسلمين، فإن تأسيسها الفعلي جاء مع انطلاق الانتفاضة الأولى على يد الشهيد الشيخ أحمد ياسين، إلى جانب آخرين منهم الشهيد عبد العزيز الرنتيسي والدكتور محمود الزهار، وذلك في قطاع غزة.
وفيما يلي نعرض لأبرز المحطات المفصلية والضربات التي مرّت بها الحركة، لكنها خرجت بعدها أكثر قوة لتواصل مشوار مقاومة الاحتلال.
اعتقال المؤسس (1989)
كان اعتقال مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين بداية مشوار التحديات بالنسبة لحماس؛ ففي 18 مايو/أيار 1989 اعتقل الشيخ ياسين مع مئات من أعضاء الحركة الناشئة، ثم في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1991 حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 1992، حاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس تحرير الشيخ ياسين وبعض المعتقلين المسنّين الآخرين، عبر خطف جندي إسرائيلي قرب القدس، والمطالبة بالإفراج عن أسراها مقابله.
ردا على اختطاف الجندي، شن الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أُبعد على إثرها 416 من أعضاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوبي لبنان، وذلك بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 1992.
رفض المبعدون القرار وظلوا في منطقة "مرج الزهور" جنوبي لبنان رغم سوء الطقس وقلة الإمكانيات، حتى صدر قرار مجلس الأمن رقم (977) بعودتهم، فعاد أغلبهم خلال عام، وقليل منهم بقوا خارج البلاد.
ووفق مبعدين سابقين تحدثت إليهم الجزيرة نت، فإن الإبعاد "قلب السحر على الساحر" وكان "ضارا نافعا" إذ تحول مخيمهم جنوب لبنان إلى قبلة لوسائل الإعلام العالمية، وتحولوا إلى منبر لنقل معاناة شعبهم، فضلا عن استقبال متضامنين وفتح خطوط اتصال وعلاقات مع مختلف أنحاء العالم.
قمة صناع السلام (1996)بعد سلسلة عمليات تفجيرية داخل إسرائيل تبنّتها حماس، عُقدت "قمة صناع السلام" في مدينة شرم الشيخ المصرية بتاريخ 13 مارس/آذار 1996 بدعوة من مصر والولايات المتحدة الأميركية، وكان أبرز مخرجاتها "مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله" في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية.
محاولة اغتيال خالد مشعل (1997)
في 25 سبتمبر/أيلول 1997 تعرّض رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل لمحاولة اغتيال في العاصمة الأردنية عمّان على يد عميلين للموساد الإسرائيلي.
فشلت المحاولة وشكّلت نقلة نوعية للحركة، حيث أفرج بعد أيام وتحديدا في 1 أكتوبر/تشرين الأول عن الشيخ أحمد ياسين ونقل إلى العلاج في الأردن، مقابل إطلاق عميلي الموساد. وهناك حظي بحفاوة خاصة، قبل أن يعود إلى غزة في السادس من الشهر نفسه ويتعرض لاحقا لمضايقات السلطة الفلسطينية، لدرجة فرض الإقامة الجبرية عليه.
في العام التالي للإفراج عنه، زار أحمد ياسين عددا من الدول وعقد لقاءات عامة حول برنامج حركته لتحرير فلسطين، فيما يشبه حملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج.
الإبعاد من عمّان إلى الدوحة (1999)بعد قرار السلطات الأردنية إغلاق مكاتب حماس، أُبعد قادتها إلى دولة قطر يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1999، وهناك افتتحت مكتبا سياسيا، وتحافظ حتى اليوم على علاقة مميزة مع قطر.
انتفاضة الأقصى (2000)
مع اندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية)، إثر اقتحام زعيم حزب الليكود أرييل شارون المسجد الأقصى في 28 سبتمبر/أيلول 2000، ثم اجتياح المدن الفلسطينية، تحول قادة الحركة إلى أهداف للاغتيال والاعتقال في قطاع غزة والضفة الغربية.
اغتيال المؤسس وخليفته (2004)فجر 22 مارس/آذار 2004 أطلقت مروحية أباتشي إسرائيلية 3 صواريخ اغتالت بها الشيخ أحمد ياسين، بينما كان خارجا من صلاة الفجر على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي في حي الصّبرة بقطاع غزة.
وفي 24 مارس/آذار 2004، وبعد يومين على اغتيال الشيخ أحمد ياسين، اختير الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحد المؤسسين والناطق باسم مبعدي مرج الزهور زعيمًا للحركة في قطاع غزة، ثم اغتيل في 17 أبريل/نيسان 2004.
كانت عمليتا الاغتيال بمثابة وقود لعمليات المقاومة الفلسطينية، التي أجبرت الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة عام 2005.
الانتخابات والانقسام (2006)
بعد فوز حركة حماس في انتخابات 2006، رفضت باقي الفصائل الفلسطينية المشاركة في تشكيل الحكومة، فشكّل إسماعيل هنية الحكومة وتسلم مهامه رئيسا لها في 19 مارس/آذار 2006، ومنذ ذلك الحين فرض الحصار على قطاع غزة.
وفي أواسط 2007، سيطرت حماس على قطاع غزة بعد اشتباكات مع أجهزة السلطة الفلسطينية، فأصبحت أمام اختبار الجمع بين خيار المقاومة وإدارة القطاع، ورغم أنها تعرضها للحصار فقد راكمت وطوّرت قدراتها العسكرية التي كشفت عنها تباعا في الحروب اللاحقة.
حرب 2006في 25 يونيو/حزيران 2006 أسرت كتائب القسام الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وسرعان ما رد الاحتلال بشن حملة اعتقالات واسعة طالت المئات من عناصر الحركة في الضفة، في مقدمتهم رئيس المجلس التشريعي المنتخب حديثا -آنذاك- عزيز الدويك، ونواب الحركة في المجلس من الضفة الغربية والقدس.
كانت نتيجة الحملة، أن إسرائيل لم تتمكن من تحرير الجندي، إلا بالإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا في صفقة تمت يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، لتضيف الحركة إنجازا جديدا بتحرير الأسرى بعد إخلاء مستوطنات غزة.
معركة الفرقان (2008)
في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، بدأت إسرائيل حربا على قطاع غزة، استمرت 23 يوما بهدف إنهاء حكم حركة حماس في القطاع، والقضاء على المقاومة ووقف القذائف الصاروخية، والوصول إلى جلعاد شاليط. فردّت حماس بإطلاق "معركة الفرقان" مستهدفة بالصواريخ مستوطنات غلاف غزة وحتى مدن أسدود وبئر السبع.
ولم تحقق إسرائيل أيا من الأهداف المعلنة، بل تحول مستوطنات "غلاف غزة" إلى هدف لصواريخ المقاومة.
حجارة السجيل (2012)بدأت هذه الحرب في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، واستمرت 8 أيام، بعد اغتيال أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. وحدد الاحتلال هدفها بـ"تدمير مواقع تخزين الصواريخ"، فردت المقاومة بعملية "حجارة السجيل"، حيث وصل 1500 صاروخ لأول مرة إلى تل أبيب والقدس.
العصف المأكول (2014)
أطلق الاحتلال عدوانا واسعا على قطاع غزة في 7 يوليو/تموز 2014 استمر 51 يوما، وتخلله أكثر من 60 ألف غارة، بهدف "القضاء على حماس وتدمير أنفاقها وقوتها الصاروخية"، فردت المقاومة بمعركة "العصف المأكول".
وفيما كان هدف الاحتلال تدمير مواقع تخزين صواريخ المقاومة، كان الرد بأكثر من 8 آلاف صاروخ تسبب بعضها في إيقاف الرحلات في مطار تل أبيب، فضلا عن أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون.
طوفان الأقصى (2023)
فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية أسمتها "طوفان الأقصى" على إسرائيل، دخلت خلالها مستوطنات في "غلاف غزة" ومكثت فيها قرابة 6 ساعات، أجهزت خلالها على ما تُعرف بـ" فرقة غزة" في الجيش الإسرائيلي، وأدت حتى الآن إلى مقتل المئات من الجنود والمستوطنين.
وفي المقابل، شن الاحتلال عدوانا هو الأكبر في تاريخ جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، وأسفر عن آلاف الضحايا، خاصة من النساء والأطفال.
وأعلنت حكومة بنيامين نتنياهو أن هدف العدوان القضاء سياسيا وعسكريا على حركة حماس، واستعادة العشرات من أسراه المحتجزين لدى المقاومة، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه حتى الآن وبعد شهرين من القصف المستمر والتوغل البري الواسع داخل قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دیسمبر کانون الأول أکتوبر تشرین الأول الشیخ أحمد یاسین على قطاع غزة فی قطاع غزة ت المقاومة حرکة حماس مارس آذار
إقرأ أيضاً:
383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
ذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي بلغ 383 شهيدا، و1002 مصابا، وجرى انتشال 627 جثمانا.
أشارت وزارة الصحة في غزة إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 70373 شهيدا و171079 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.
وذكرت الوزارة أن هناك 4 شهداء و10 مصابين جراء غارات الاحتلال خلال 24 ساعة.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أنه تلقى أكثر من 2500 نداء استغاثة خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة تأثير المنخفض الجوي على مختلف مناطق القطاع.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة روسيا: خسائر القوات الأوكرانية خلال الصراع تجاوزت مليون عسكريوأكد الدفاع المدني أن خيام آلاف النازحين غير قادرة على تحمّل الظروف الجوية القاسية، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لتوفير حماية وإيواء مناسبين للسكان المتضررين، ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع.
وفي وقت سابق، حذّرت حركة حماس من خطورة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، مؤكدة أن الظروف الحالية تستدعي إطلاق عملية إغاثة عاجلة لتوفير احتياجات النازحين الأساسية.
وقالت الحركة إن الخيام المتهالكة التي تقيم فيها آلاف العائلات غير صالحة لتحمّل الأمطار أو الظروف الجوية القاسية، الأمر الذي يهدد بزيادة المعاناة الإنسانية.
ودعت حماس إلى تحرّك دولي فوري لتفادي الآثار الخطيرة للمنخفض الجوي الجديد المتوقع خلال الساعات المقبلة، مشددة على ضرورة توفير حماية وإسناد عاجل للمدنيين في ظل استمرار العدوان ونقص خدمات الإيواء.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" استشهاد 165 طفلاً في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية منذ أكتوبر 2023، مؤكدة أن ما يجري يعكس انهياراً غير مسبوق في الوضع الصحي للأطفال.
وحذّرت المنظمة من أن استمرار القيود على وصول المساعدات يفاقم الكارثة الإنسانية، ودعت إلى وقف فوري لقتل الأطفال وضمان تدفق الإغاثة دون عوائق.
وقالت "يونيسف" إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء في غزة "مرتفعة للغاية"، مشيرة إلى أن مراكزها الصحية استقبلت 9300 طفل يعانون سوء التغذية الحاد.
وأضافت المنظمة أن 4 آلاف طفل ينتظرون الإجلاء الطبي العاجل للعلاج خارج القطاع، مؤكدة أن التأخر في تقديم الرعاية يشكّل تهديداً مباشراً لحياتهم ويستدعي تدخلاً دولياً فورياً.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق، إن جيش الاحتلال حدد مناطق خضراء للأمريكيين ضمن الخط الأصفر برفح لبناء بنية تحتية للسكان.
وأضافت :"لن يدخل المناطق الخضراء برفح إلا العائلات الفلسطينية التي لا ترتبط بحماس".
واتهمت حركة حماس، في وقت سابق، جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدم الالتزام ببنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن أي نقاش حول المرحلة الثانية لن يُبحث قبل التنفيذ الكامل لما تم الاتفاق عليه.
وقالت الحركة إن الاحتلال يواصل هدم منازل الفلسطينيين داخل ما يعرف بالخط الأصفر، في امتداد للأعمال العسكرية التي كان يفترض أن تتوقف منذ اليوم الأول للاتفاق، معتبرة أن تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي تكشف بوضوح خرقاً واضحاً للالتزامات المتفق عليها.
وأكدت حماس رفضها للتصريحات الإسرائيلية التي ادعت أن "الخط الأصفر" يمثل حدود غزة الجديدة، مشددة على أن هذه الادعاءات باطلة وتمثل محاولة لفرض وقائع جديدة تتعارض مع الاتفاق ومع حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشاد محمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، بحجم التأييد الدولي للقرارات الأخرى الصادرة لصالح فلسطين، مؤكداً أنها تعكس رفض المجتمع الدولي لانتهاكات الاحتلال.