في أعقاب تصويت 153 دولة من أصل 193 بالجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، تضغط الدول الخليجية وفي مقدمتها الإمارات وقطر من أجل تبني حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية؛ لإنهاء الصراع بين الجانبين. 

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن دول الخليج حذرت الولايات المتحدة، أنها لن تقوم بالمشاركة في تمويل إعادة إعمار غزة، كما كانت تفعل في السابق، مالم توافق إسرائيل على خريطة طريقة واضحة لحل الدولتين، تحصل أيضا على دعم واضح من واشنطن.

 

والثلاثاء، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسة طارئة خاصة مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة الذي قدمته مصر بمشاركة دول أخرى بأغلبية 153 عضوا ومعارضة 10 وامتناع 23 عن التصويت. 

والدول التي عارضت مشروع القرار هي إسرائيل والولايات المتحدة والنمسا وتشيكيا وجواتيمالا وليبيريا وميكرونيزيا وناورو وبابوا غينيا الجديدة وباراغواي. 

 وامتنعت عن التصويت كل من الأرجنتين وبلغاريا وكابو فيردى وغينيا الاستوائية، الكاميرون، وجورجيا، وألمانيا، والمجر، وايطاليا، وليتوانيا، ومالاوي، جزر المارشال، هولاندا، وبالاو، وبنما، ورومانيا، وسلوفاكيا، وجنوب السودان، وتوجو، وتونجا، أوكرانيا، والمملكة المتحدة، أورجواي. 

ضغوط متزايدة 

في المقابل، اعتبرت إسرائيل التصويت المدوي لصالح وقف إطلاق النار في غزة علامة أخرى على التحيز المناهض لإسرائيل في الأمم المتحدة. 

ولكن الضغوط تتزايد على إسرائيل مع زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان؛ لإظهار قدر أكبر من المرونة بشأن ما سيشكل نصراً عسكرياً وكيف ستتم إدارة غزة بمجرد انتهاء الحرب، بحسب الجارديان. 

ووسط هذه الضغوط المتزايدة، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إنه لن يسمح بدور للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، ولن يؤيد حل الدولتين.  

وأدى تحدي نتنياهو إلى توجيه الرئيس الأمريكي جو بايدن أكبر انتقاداته العلنية لإسرائيل منذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين أول، إذ حث إسرائيل على تجنب قصفها العشوائي للقطاع. 

كما طالب بايدن في الوقت ذاته نتنياهو بضرورة التخلص من حكومته التي تتشكل من وزراء ينتمون لليمين المتطرف. 

وفيما يتعلق بالضغوط الخليجية استشهدت الصحيفة، بتصريحات أدلت بها سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، لصحيفة وول ستريت جورنال، قبل يومين حددت فيه شروط الإمارات للمشاركة في تمويل قطاع غزة. 

وقالت نسيبة: "الرسالة ستكون واضحة للغاية: نحن بحاجة إلى رؤية خطة حل الدولتين قابلة للتطبيق، وخريطة طريق جادة، قبل أن نتحدث عن اليوم التالي (ما بعد الحرب) وإعادة بناء البنية التحتية في غزة". 

وقالت نسيبة إنه بالنسبة للإمارات، فإن الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين في غزة هي "لحظة تحول". معقبة أنه بدون حل الدولتين "لن نستثمر بشكل كامل في إعادة البناء، ومع إسرائيل سيكون لذلك تأثير أيضا". 

وأكدت: "ليس هذا المسار الذي وقعنا عليه اتفاقيات إبراهيم" في إشارة إلى اتفاقية التطبيع بين بلادها وإسرائيل. 

ووفق الصحيفة فقد تبنت قطر، التي قدمت أكبر قدر من الأموال لغزة في عمليات إعادة الإعمار السابقة، نفس الموقف الإماراتي.  

وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات وقطر ترغبان في إنهاء الانقسام بين حركة فتح التي تدير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس التي تهيمن على قطاع غزة. 

اقرأ أيضاً

خبراء أمميون: إسرائيل قتلت 12 ألف طفل وامرأة في غزة منذ 7 أكتوبر

ورأت الصحيفة أنه ربما يكون الدافع وراء انتقاد بايدن المتعمد لإسرائيل في اجتماع مع مانحي الحزب هو الشعور بأن العزلة الدبلوماسية الأمريكية آخذة في التزايد، كما هو الحال مع ارتفاع نسبة المعارضة بين الناخبين الديمقراطيين لاستراتيجية البيت الأبيض المتعلقة بالحرب في غزة. 

ولكن بالرغم ذلك، ليس هناك ما يشير إلى أن الولايات المتحدة ستنهي دعمها العسكري لإسرائيل. 

وقد تبنت قطر، التي قدمت أكبر قدر من الأموال لغزة في عمليات إعادة الإعمار السابقة، نفس الموقف. وترغب الإمارات وقطر في إنهاء الانقسام بين حركة فتح التي تدير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس التي تهيمن على قطاع غزة. 

وفي حديثه إلى المانحين الديمقراطيين في واشنطن هذا الأسبوع، أقر بايدن بأنه أجرى محادثات صعبة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الحملة العسكرية الإسرائيلية، وكيف تفقد إسرائيل الدعم الدولي، والحاجة إلى حل الدولتين بقيادة السلطة الفلسطينية 

وطالب بايدن نتنياهو بتغيير حكومته المتشددة مؤكدا أنهم "إنهم لا يريدون أي حل مع الفلسطينيين، بل يريدون فقط معاقبة جميع الفلسطينيين". 

والثلاثاء عبر رؤساء وزراء كندا وأستراليا ونيوزيلندا في بيان مشترك عن دعمهم للجهود الدولية العاجلة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة. 

وقالوا في البيان "إننا نشعر بالقلق إزاء تقلص المساحة الآمنة للمدنيين في غزة. ولا يمكن أن تكون المعاناة المستمرة لجميع المدنيين الفلسطينيين هي ثمن هزيمة حماس". 

وذكرت الصحيفة أن قرار الجمعية العامة الثلاثاء تضمن دعوة واضحة للإفراج عن جميع الأسرى وحماية جميع المدنيين لكنه لم يوجه انتقادات مباشرة لحماس.

وداخل الاتحاد الأوروبي، لا يزال الانقسام حول هذه القضية مستمرًا، لكن الاتجاه بعيدًا عن دعم إسرائيل واضح.  ويتزايد أيضًا الدعم لعقوبات الاتحاد الأوروبي على المستوطنين الإسرائيليين المنغمسين في أعمال العنف في الضفة الغربية. 

أزمة عباس 

تكمن الصعوبة السياسية التي يواجهها بايدن في إنهاء العزلة الدبلوماسية للولايات المتحدة في أن الوسيلة التي اختارها لتمثيل الفلسطينيين بعد الحرب، أي السلطة الفلسطينية، لا تحظى بدعم كبير بين الفلسطينيين أو الإسرائيليين. 

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بين الفلسطينيين، ونشر الأربعاء، أن 60% يؤيدون حل السلطة الفلسطينية. 

وقال 16% فقط أنهم سيصوتون لعباس في الانتخابات الرئاسية و60% دعوا لتولي حماس السلطة. 

وكتب زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عبر منصة إكس: "لا يوجد أحد في العالم يعتقد أنه ينبغي تسليم غزة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد انتهاء الحرب في القطاع". 

جانتس بديل نتنياهو 

وبحسب الصحيفة، فإن هناك دلائل على أن كبار السياسيين الأوروبيين يستثمرون في وزير الدفاع السابق بيني جانتس كزعيم بديل محتمل لنتنياهو، ويختبرونه بشأن رؤيته لأمن إسرائيل بعد الحرب. 

وذكرت أن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، هو واحد من عدد من القادة الأوروبيين الذين تحدثوا إلى جانتس في الأيام الأخيرة. 

وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة معاريف العبرية في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني أن حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه جانتس سيزيد مقاعده إلى 43 مقعدا، من 12 مقعدا فقط الآن، في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا إذا أجريت انتخابات قريبا. 

وتبين أن حزب الليكود بزعامة نتنياهو سينخفض من 32 مقعدا إلى 18 مقعدا. 

اقرأ أيضاً

استراتيجية ما بعد حرب غزة.. قنبلة موقوتة تهدد بصدع أمريكي إسرائيلي

 

المصدر | الجارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلي على غزة حرب غزة وقف إطلاق النار فى غزة السلطة الفلسطینیة النار فی غزة حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

مسؤول بإدارة بايدن يقر بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة.. هكذا برر صمته

قال المتحدث الرسمي السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكي، ماثيو ميلر، إنه "من المؤكد أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة"، مضيفا أنه خلال وجوده في منصبه لم يكن يعبر عن وجهة نظره الشخصية، وإنما يعبر عن وجهة نظر الإدارة التي يمثلها والحكومة الأميركية.

وأدلى ماثيو ميلر ، الذي شغل منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية في عهد الرئيس جو بايدن ، بهذه التعليقات خلال مقابلة مع بودكاست ترامب 100 على قناة سكاي نيوز تم بثه يوم الاثنين.

وردا على سؤال مباشر عما إذا كانت هناك إبادة جماعية في غزة، حيث قتل الاحتلال أكثر من 54,000 شخص منذ أكتوبر 2023 وخلقت خطر المجاعة، أجاب ميلر إنه لا يعتقد أنها تشكل إبادة جماعية لكنه أعرب عن يقين بشأن جرائم الحرب.

وقال ميلر: "لا أعتقد أنها إبادة جماعية، لكنني أعتقد أنها صحيحة، بلا شك، أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب"، كما أقر المتحدث السابق بقيود دوره السابق موضحا أنه لا يستطيع التعبير عن آرائه الشخصية من المنصة.

وتابع، "عندما تكون على منصة التتويج ، فأنت لا تعبر عن رأيك الشخصي. أنت تعبر عن استنتاجات حكومة الولايات المتحدة"، مضيفا أن الحكومة الأمريكية لم تخلص رسميا إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب.

كما ميز ميلر بين سياسات الدولة المنهجية والأعمال العسكرية الفردية، مشيرا إلى أن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب في حوادث محددة وليس كجزء من سياسة حكومية متعمدة.

وقال: "كانت هناك حوادث فردية كانت جرائم حرب، حيث ارتكب أفراد من الجيش الإسرائيلي جرائم حرب".

وانتقد إجراءات المساءلة الإسرائيلية، قائلا: "لم نشهدها حتى الآن تحاسب أعدادا كافية من الجيش رغم فتح تحقيق معهم منذ أشهر، مبينا أن "هناك طريقتين للتفكير في ارتكاب جرائم حرب، إحداهما هو ما إذا كانت الدولة تنتهج سياسة ارتكاب جرائم حرب عمدا أو تتصرف بتهور يساعد ويحرض على ارتكاب جرائم الحرب، وهذا سؤال مفتوح حول ارتكاب الدولة الجرائم، لكن الأمر الثاني هو وقوع حوادث فردية تعتبر جرائم حرب ارتكبها الجنود الإسرائيليون، ونحن نعلم أن إسرائيل فتحت تحقيقا مع الجنود المتهمين، ولكن رغم مرور أشهر على هذه التحقيقات لم تحاسب أي أحد".

وتحدث ميلر عن خلافات "كبيرة وصغيرة" داخل إدارة بايدن حول العلاقات الأميركية الإسرائيلية مبينا أن الإدارة كانت تناقش في بعض الأحيان منع تصدير أسلحة إلى إسرائيل.

وقال "رأيتمونا في ربيع 2024 نوقف شحنة قنابل 900 رطل لأننا لم نعتقد أنها ستستخدمها بالطريقة المناسبة في غزة، وكان هناك نقاش حول ما إذا كان ينبغي تعليق شحنات أسلحة أخرى، لكن وجدنا أنفسنا في موقف صعب للغاية".

وأردف، أنه يطرح يتساءل دائما، "هل كان هناك ما يمكننا فعله للضغط على حكومة إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار في الفترة من مايو/أيار 2024 حتى بداية العام الجاري، وهي الفترة التي قتل فيها آلاف الفلسطينيين المدنيين الأبرياء غير الراغبين في الحرب والذين ليس لديهم علاقة بها"، مضيفا أن الإجابة "أنه على الأرجح كان هناك ما يمكن فعله في بعض الأحيان".

مقالات مشابهة

  • مسؤول بإدارة بايدن: إسرائيل ارتكبت "بلا شك" جرائم حرب في غزة
  • مسؤول بإدارة بايدن يقر بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة.. هكذا برر صمته
  • جيش الاحتلال: رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل
  • عُمان تشارك في مناقشة مستجدات تداعيات رفع الرسوم الجمركية الأمريكية على دول الخليج
  • نرجسي وأناني.. مستشار الاستخبارات الإسرائيلية يحلل شخصية نتنياهو
  • السفير الأمريكي في إسرائيل ينتقد الرؤية الأوروبية في تنفيذ حل الدولتين
  • كم بلغت أعداد ضحايا آلية المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في غزة؟
  • أخنوش : الحكومة ملتزمة بمواصلة تنزيل المشاريع التي بدأت بفك العزلة عن جهة كلميم وادنون
  • ألمانيا تضغط على إسرائيل.. السلاح مقابل تحسين الوضع الإنساني في غزة
  • زعيم الحوثيين يتوعد: التصعيد ضد إسرائيل قادم وبقوة