رأي اليوم:
2025-05-09@06:49:34 GMT

ملح الجنوب اللبناني في صناعة السلام

تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT

ملح الجنوب اللبناني في صناعة السلام

 

الدكتور نسيم الخوري يمكن التكهّن بأن الصور المتدفٌقة من فلسطين باتت تنبع أساساً من القتل كان آخرها صباح أوّل من أمس في مخيّم جنين. لن يفقه أحد السبب والزمن والكيفية والنتيجة إلاّ بالسؤآل: ماذا تفعل الشعوب المضطهدة عبر غابات الزيتون حين تُقلع من جذورها Roots بهدف بناء المستوطنات سوى مقاومة الأجيال العارية للجرافات وأحجار المطاحن ؟.

لم يفرز العقل الدولي عبر 75 سنة حبة طحين صالحة لعجنها بزيت القدس، لتُلصق سلاماً فوق باب التاريخ الدامي الثقيل فتسقط الأوهام والتقارير الدولية بين إسرائيل والفلسطينيين توخّياً لفكّ عقدة السلام المستحيل.‏ وكأنّ العالم أدمن تلك التراجيديا المتعسّلة بالكوارث وتقود إلى تجويف المقدسات في المسيحية والإسلام.  أمامي النص الحرفي لتقرير «لجنة ميتشل» عن أوضاع الأراضي المحتلة. وضعته في 25 أيار2001 لجنة شرم الشيخ لتقصي الحقائق التي شُكّلت خلال “مؤتمر السلام في الشرق الأوسط”، لبحث أسباب العنف المتكرّرة والمفاجئة التي تندلع بين الفلسطينيين والإسرائيلين  من دون تهيئة، وأهم ما فيه مجموعة من التوصيات وسرد المسؤوليات لمنع تكرار وقوع هذه الأحداث، وفي رأسها مسألتان أو عقدتان هما: المستوطنات والقدس.‏ 1- لماذا جورج ميتشل (1972-1905) الذي لطالما مصرّاً  أنّ ” النزاعات يصنعها البشر ويواصلونها وهم وحدهم القادرون على إيجاد حلولٍ نهائية لها أو وضع حدٍّ لها” ؟ هو سياسي أميركي معروف إبن حارس مبنى إيرلندي/ أميركي (تبنّته مهاجرة لبنانية هي ماري سعد أصلها من قريتي الكفير في جنوبي لبنان)، ساعدته على إكمال دراسته في القانون وكان يعمل سائقاً وحارساً ليليّاً ليبدأ حياته محامياً ثم مدعيا عاما ثم قاضيا. شغل خلال ولايتي جورج بوش وبيل كلينتون منصب الأكثرية في مجلس الشيوخ الأميركي( 1989-1994). كلّفه كلينتون، بعد تقاعده النيابي سنة 1995، بملف مفاوضات السلام في إيرلندا الشمالية، المهمة التي وصّفها في كتابه “صنع السلام” بالأقسى والأنجح ليتابع من 1995 إلى 2000 رئيساً أوّل لمجموعة الأزمات الدولية وهي منظمة أميركية تعنى بتفكيك الأزمات في العالم. اعتبر الرئيس باراك أوباما ميتشل بأنّه صاحب “مواهب خارقة في التفاوض” إثر نجاحه في التوصل لاتفاق سلام تاريخي في إيرلندا الشمالية ولهذا أوفده في ال2000 رئيساً للّجنة الدولية حول الشرق الأوسط التي حملت إسمه لإنهاء العنف المتكرر والمتمادي بين الإسرائيليين والفلسطينيين حيث وضع ميتشل تقريراً مات وشئت إحياءه لموضوعيته ولكونه كان جوازالتحاق ميتشل في ال2002 خبيراً مرموقاً بمركز النزاعات الدولية بجامعة كولومبيا. 2- ماذا في خلاصات تقرير ميتشل؟ أ- في المستوطنات :« تتحمل حكومات إسرائيل وحدها مسؤولية المساهمة في إعادة الثقة. بات من الصعب جداً بل المضني دوليا، المحافظة على وقف العنف بين الفلسطينيين والإسرائيلييين إن لم تجمّد الحكومة الإسرائيليية أنشطتها في بناء المستوطنات، وعليها أن تُقرّر جيداً ما إذا كانت هذه المستوطنات هي نقاط احتكاكٍ حقيقية أو وسائل مهمة للمقايضة في مفاوضات مستقبلية أو أنها ستبقى مكامن استفزاز قادرة على أن تحول دون بدء أية مفاوضات مثمرة».‏ ب- في المختصر التاريخي: تمتّع إسرائيل منذ تأسيسها بدعم قوي من الولايات المتحدة الأمريكية بكونها الصوت الوحيد المؤيد للعدو الإسرائيلي، ولكن حتى في العلاقات متينة إلى هذا الحد، كانت تقوم بعض دواعي الخلاف بيننا وبينها حول معضلة المستوطنات… أذكّر بما أعلنه‏ جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكية، عندما قال:« في كل مرة قصدت فيها إسرائيل لمهمة تتعلق بالسلام، كنت استقبل بإعلان عن نشاط استيطاني جديد. هذا انتهاك لسياسة الولايات المتحدة، ومسألة الاستيطان هي أول مسألة يثيرها الفلسطينيون في أراضيهم الذين يعيشون في وضع بائس حقاً، كما يثيرها العرب. لا أظن أن هناك عقبة تعترض السلام أكبر من العقبة التي يشكلها النشاط الاستيطاني الذي يستمر بصورة متسارعة”. “تمثل هذه السياسة، في جوهرها، يكتب ميتشل، سياسة كل الإدارات الأمريكية خلال العقود المنصرمة”،‏ وينتقد بإسهاب تركيا والنروج ودول الاتحاد الأوروبي حيال سياسة الاستيطان غير الشرعية في القانون الدولي المناهضة للاتفاقيات السابقة”.‏ ويتابع في الأماكن المقدسة، بأنه « لا يُعقل أن تتحول أماكن مثل الحرم الشريف/جبل الهيكل في القدس، وقبر يوسف في نابلس، وقبر راحيل في بيت لحم إلى مسارح للاستيطان والعنف والموت، وهي أماكن سلام وصلاةٍ وتأمل يجب أن تكون مفتوحة لكل الديانات».‏ صحيح أنّ لكلّ النزاعات حلولاً، لكنّ ميتشل ختم تقريره بكلمتين:” إنّ المشهد الدبلوماسي والسياسي في الشرق الأوسط سيكون حلّ أصعب بكثير من ملف إيرلندا الشمالية”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

خلال جولة الشرق الأوسط.. ترامب يحسم موقفه من زيارة إسرائيل

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، الثلاثاء، إنه لا يخطط لزيارة إسرائيل في ختام جولته بالمنطقة الأسبوع المقبل التي تشمل السعودية وقطر والإمارات.

ولم يؤكد البيت الأبيض قط أن إسرائيل ستكون جزءا من جولته القادمة، لكن انتشرت شائعات على نطاق واسع في الأوساط الدبلوماسية والأمنية الداخلية بأنه سيمدد زيارته لتشمل إسرائيل حليفة الولايات المتحدة.

ومن المقرر أن يبدأ ترامب في الأسبوع المقبل جولة إلى السعودية وقطر والإمارات بين 13 مايو الجاري و16 منه، وستكون الأولى له خارج الولايات المتحدة في ولايته الرئاسية الثانية، علما بأنه أجرى زيارة مقتضبة لروما لحضور جنازة البابا فرنسيس.

ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تأمل إحراز تقدّم في ملف غزة قبل جولة ترامب الخارجية، في حين تمنع إسرائيل منذ شهرين دخول شحنات المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات إلى القطاع الفلسطيني حيث وسّعت نطاق حملتها العسكرية.

وقالت إسرائيل إنها ستهجّر معظم سكان غزة، وقد حذّر وزير المال بتسلئيل سموتريتش، الثلاثاء من أن غزة "ستكون مدمّرة بالكامل" بعد انتهاء الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام ونصف عام.

والثلاثاء أكّدت قطر، التي تتوسط مع مصر في مفاوضات إنهاء الحرب في غزة، أن جهودها مستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.

مقالات مشابهة

  • العباس يدعو البابا الجديد لمواصلة جهود السلام التي بدأها سلفه فرنسيس
  • بعد فشل كل المسارات التي اتبعها السودان، يكون قطع العلاقات هو بداية للحل
  • الوساطة العُمانية.. نهاية استراتيجية الردع وهندسة السلام الممكن
  • شاهد.. تفاقم أزمة المياه في الجنوب اللبناني
  • العفو الدولية: أي تحرك لتهجير الغزيين قسرا نحو الجنوب يمثل جريمة حرب
  • العفو الدولية :على “إسرائيل التخلي عن خطط ضم غزة وتهجير الفلسطينيين
  • عقب إطلاق مُسيّرة.. الحوثيون: اتفاق وقف النار مع أميركا لا يشمل إسرائيل
  • خلال جولة الشرق الأوسط.. ترامب يحسم موقفه من زيارة إسرائيل
  • الجيش اللبناني يعلن تسلمه من "حماس" مشتبها ثالثا بإطلاق صواريخ على إسرائيل
  • عودة التوتر إلى الجنوب اللبناني.. ضربات إسرائيلية تستهدف «بنى تحتية استراتيجية»