دول أجنبية تطالب بوضع حد لعنف المستوطنين في الضفة الغربية
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
حثت دول في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى أستراليا وكندا والنرويج والمملكة المتحدة وسويسرا، إسرائيل على اتخاذ إجراءات ملموسة لوضع حد لعنف المستوطنين غير المسبوق في الضفة الغربية.
ووفقا لبيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الفرنسية، دانت هذه الأطراف بشدة أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون الذين يرهبون المجتمعات الفلسطينية.
ونددت تلك الدول بـ"عجز إسرائيل عن حماية الفلسطينيين"، وطالبوا تل أبيب بتقديم الضالعين فيه إلى القضاء.
وقالت فرنسا، وأستراليا، وبلجيكا، وكندا، والدنمارك، وإسبانيا، وفنلندا، ولوكسمبورغ، والنرويج وهولندا والمملكة المتحدة والسويد وسويسرا والاتحاد الأوروبي في البيان إنهم "يعبرون عن قلقهم العميق في مواجهة الكم غير المسبوق من الهجمات التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".
وأفادت الخارجية الفرنسية في البيان المشترك بالقول "إننا ندين بشدة العنف الذي يرتكبه المستوطنون المتطرفون الذين يرهبون المجتمعات الفلسطينية".
وشددت الدول على أن هذه الزيادة في أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين غير مقبولة، وأنه يجب على إسرائيل بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال، أن تحمي المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية كما يجب تقديم المسؤولين عن هذا العنف إلى العدالة.
إقرأ المزيدوأوضحت أن فشل إسرائيل في حماية الفلسطينيين ومقاضاة المستوطنين المتطرفين أدى إلى بيئة من الإفلات التام من العقاب وصل فيها عنف المستوطنين إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرة إلى أن هذا الوضع يهدد الأمن في الضفة الغربية وفي المنطقة ويهدد احتمالات السلام الدائم.
وبينما رحبت تلك الدول ببيان رئيس الوزراء نتنياهو في 9 نوفمبر بشأن هذا الموضوع الذي أشار فيه إلى أنه سيتم اتخاذ تدابير ضد مرتكبي العنف، دعت إلى تنفيذ تدابير استباقية لضمان الحماية الفعالة والفورية للمجتمعات الفلسطينية حيث أكدت أن الكلمات مهمة ولكن يجب ترجمتها إلى واقع.
وجددت تلك الدول موقفها من سياسة الاستيطان غير القانونية بموجب القانون الدولي مذكرة إسرائيل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي ولا سيما المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة.
#Israël | La France, l’Australie, la Belgique, le Canada, le Danemark, l’Espagne, la Finlande, le Luxembourg, la Norvège, les Pays-Bas, le Royaume-Uni, la Suède, la Suisse et l’Union européenne expriment leur profonde préoccupation face au nombre sans précédent d’attaques… pic.twitter.com/G2UEgfiQ2E
— France Diplomatie???????????????? (@francediplo) December 15, 2023وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد حذر من أن العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية قد ينقلب ضد إسرائيل إن لم تتم السيطرة عليه.
إقرأ المزيدكما حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من تصعيد أمني في الضفة الغربية، بسبب عدم مسؤولية الوزراء في الحكومة.
من جهته ندد مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بالهجمات التي يرتكبها "مستوطنون إسرائيليون ضد فلسطينيين" في الضفة الغربية، معربا عن "قلقه العميق" إزاء ذلك.
وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة التي وصلت بالفعل هذا العام إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 15 عاما، بعد أن شنت إسرائيل حربا جديدة على قطاع غزة ردا على معركة "طوفان الأقصى" التي أشعلتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" مع فصائل المقاومة في السابع من أكتوبر الماضي.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الاستيطان الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة السلطة القضائية الضفة الغربية القضية الفلسطينية باريس تل أبيب حركة حماس شرطة طوفان الأقصى قطاع غزة فی الضفة الغربیة ضد الفلسطینیین التی یرتکبها
إقرأ أيضاً:
سياسة بريطانيا وجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
حمد الناصري
انتقد جيرمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، الهجمات التي شنتها إسرائيل على المدنيين في غزة واعتبرها مؤسفة جدًا، وقال "لا يبرر القتل العشوائي للفلسطينيين الذين يدفعون الثمن.."، كما انتقد سيادة بلاده بريطانيا وقال "يصعب عليهم الاتساق ـ الفلسطينيين، مع مبدأ تساوي الجميع في حق الحياة بغض النظر عن جنسياتهم أو أصولهم".
كما وجه انتقادات لاذعة إلى وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان التي لوحت في أكثر من مرة بجعل حمل العلم الفلسطيني مخالفًا للقانون في حال تم تقدير أن حمله يعتبر استفزازًا أو يضر بالأمن العام، في إشارة إلى المُظاهرات العارمة في بريطانيا والدول الغربية المُناهضة لقتل المدنيين في غزة وتجويعهم.
وفي هذا الصدد، اعتبر كورين أن وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، قد قلصت الحقوق الديمقراطية للمواطنين في بريطانيا عبر قانون النظام العام الذي يمنح الشرطة سُلطة غير مسبوقة لقمع الاحتجاجات السلمية، مؤكدا أن ما يحدث من تهديد للمتظاهرين السلميين "امتداد مُرَوع آخر، لهذا الهجوم المناهض للديمقراطية".
إن موقف الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان في وجه العُدوان على غزة لا يقل قوة وبطولة عن موقف كوربين الذي خروج عن حزب العمال، بسبب انتقاده لسياسة بلاده في تقليص حقوق المواطنين السلميين وتهديدهم بمنح الشرطة البريطانية لسلطة غير مسبوقة وهي قمع الاحتجاجات السلمية. وجاء موقف الإعلامي البريطاني بيرس مورغان مُتماهيًا تمامًا مع موقف كورين، وقد صاح مورغان في وجه سفيرة إسرائيل في بريطانيا "إسرائيل تقتل الأطفال كل يوم، وتمنع دخول الصحفيين إلى غزة بحجة الخوف على سلامتهم… نحن لسنا أغبياء.." مِما وضعها في موقف مُحرج. جاء ذلك خلال حوار مُعد ومُسبق بين تسيبي هوتوفلي سفيرة إسرائيل في بريطانيا، وقد عرى نوايا الاحتلال، وقال بكل قوة: "أنتم تقتلون الأطفال في غزة"، مما دفع بالسفيرة إلى الانفعال والتهرُب من الرد الصريح.
إن جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة، هي امتداد لجرائم سابقة منذ 1948 إلى يومنا هذا.. بلا رادع دولي ولا قانون يوقفها ولا محكمة العدل الدولية تقول كلمة حق؛ وهي محكمة مختصة لمثل هذه الجرائم والإبادة الوحشية.. فضلا عن صَمت العالم أمامها وموت الضمير الحُر المدافع عن الحقوق الإنسانية.. فتشديد الحصار على أكثر من 2 مليون فلسطيني وتجويعهم جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، لكن إسرائيل فوق القانون الدولي وقانون الأمم المتحدة وقانون الإبادة والوحشية وقانون الإنسانية.
ولا تزال جرائم إسرائيل مُتسلسلة؛ حيث دمرت حياة النبات والإنسان والحيوان، وتُشدد حصارها بالتواطؤ مع أذنابها الذين أعلنوا موت ضمائرهم الإنسانية، واستهدفت كل القطاعات زرعًا وعِمارة وسكنًا ومخيمًا وشوارع عليها يسيرون، وأدوية وموت مرضى تنهار السُقوف من فوقهم، ذلك هو الفِعْل القبيح والسلوك المُشين. وصَمت العالم جميعه أمام هذه المجازر الوحشية والإبادة الجماعية والموت جوعًا وتشديد الحصار في كل شيء.. جرائم حرب ضد الإنسانية جمعاء.. ساهمت في خنق الرجولة ضد أجساد عربية مُسلمة أطمأنت أن قضيتها أبعد بكثير مما يعقله الآخرون، ورغم أن بيوتهم تهدمت وأولادهم قتلوا، وبأي ذنب قُتلت، إلا أنها تقاوم لأجل البقاء أو الحياة التي هي من حق الجميع.
الصور والتقارير المنشورة عن فاجعة الطبيبة آلاء النجار- التي قتل الإسرائيليون أولادها التسعة ولا يزال زوجها الطبيب حمدي النجار وأحد أولادها في حالة حرجة جدًا- تعني استخفاف إسرائيل بكل ما له وجود على وجه الأرض، عربي وغربي وشرقي، ضاربة بقوانين الأمم المتحدة عرض الحائط ومُستهترة بالمحكمة الدولية وعاصفة بكل تجمهر مُناهض لها، بل وتزيد من أفعالها المُشينة بلا رادع ولا خوف ولا وازع من ضمير، وكأنها مُطمئنة.. لا حسيب أُمميًا ولا رقيب دوليًا.
ما يحدث في غزة الآن من إبادة ووحشية يدعو إلى تحرك فوري؛ عربي ودولي، فالمشهد أمامنا صارخٌ إلى حد لا تحتمله الضمائر الحية، ولا يُجيز الصمت، هدم منازل وتسويتها بالشوارع وكأنها لم تكن، وتفحم جثامين المدنيين وتجويع ووحشية وإبادة جماعية لهي أساليب قمعية للحقوق الفلسطينية المُطالبة بدولة فلسطينية آمنة.
قرأنا عن كثير من الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية ولنا في الأساليب الوحشية ما يُذكرنا بها كالنازية والفاشية والبربرية، ومجازر أخرى للعرب والعُمانيين في إفريقيا، وتحديدًا مجزرة يناير 1964 في زنجبار، وهناك من يُؤكد عن دور إسرائيل الخفي في المجزرة البشعة للعُمانيين وإنهاء الحُكم العُماني في زنجبار في شرق افريقيا الذي امتد إلى قرابة 300 سنة أي 3 قرون، بعد تاريخ طويل من علاقة العُمانيين بشرق إفريقيا.
إن الخُذلان العربي سوف يذكره التاريخ بمرارة وقسوة، وأن فاجعة تجويع الفلسطينيين وإبادتهم سوف يُسأل عنه كل مُتواطئ.. لقد وصَف كثير من الصحف العالمية والمحلية كتاب "مُتواطئ" للصحفي البريطاني بيتر أوبورن حول ما وصفه في كتابه المُرتقب في أكتوبر من العام هذا 2025 بـ"التواطؤ الصريح" من العالم ومن الحكومة البريطانية، وسكوتها عن كل الجرائم والعُدوان الإسرائيلي على غزة على وجه الخصوص. وأكد أوبورن ما يُسميه بـ"تحالف الصمت والتواطؤ". ويرى أن تبرير المواقف وغض البصر عن الانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين، هو تواطؤ وتضليل وتشويه للحقائق، واعتبره خطاب كراهية، مؤكدًا أن بريطانيا شريكة في خلق بيئة تسمح بارتكاب جرائم ضد المدنيين في غزة، ومُنحازة دبلوماسيًا لإسرائيل، ومنحتها غطاءً سياسيًا وأخلاقيًا، مُتجاهلة قرارات الأمم المتحدة والمواثيق الدولية في الوقت الذي تنقل شاشات التلفزة مشاهد الدمار في غزة.