مسؤولون أميركيون: واشنطن تضغط لبدء مرحلة أكثر دقة بالحرب على غزة
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
ذكر مسؤولون أميركيون أن البيت الأبيض يضغط خلف الأبواب المغلقة من أجل نهاية أسرع للمرحلة بالغة الشدة من الحرب الإسرائيلية على غزة، بينما تحدثت مصادر صحفية إسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أجرى محادثات مع مسؤولين إسرائيليين بشأن بدء مفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس.
وقال مسؤول أميركي رفيع إن سوليفان ناقش العملية العسكرية في غزة وكيفية تحويلها من عملية مرتفعة الشدة إلى عملية أقل حدة، مضيفا أن الإسرائيليين أطلعوا سوليفان على عزمهم اعتماد جدول زمني.
ورأى المسؤول الأميركي أن الجداول الزمنية للعملية العسكرية الإسرائيلية لا تهم بقدر أهمية الظروف التي ستحكمها، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشمل عمليات أكثر دقة تستند إلى معلومات استخبارية عن كيفية استهداف بنية تحتية معينة، على حد قوله.
كما نقلت شبكة "سي بي إس نيوز" عن مسؤول أميركي آخر أن تل أبيب أبلغت واشنطن باكتمال المرحلة الحالية من الغارات الجوية المكثفة والعملية البرية الكبيرة خلال أسبوعين أو ثلاثة، وقال المسؤول الأميركي إن ذلك لا يعني نهاية العمليات القتالية.
وتحدث مصدر "سي بي إس نيوز" عن انخفاض كثافة القصف الجوي والتركيز على غارات غير عشوائية.
مرحلة جديدة
وقال سوليفان إن الحرب في غزة ستنتقل إلى مرحلة جديدة تركز على الاستهداف الدقيق لقيادة حركة حماس، وعلى العمليات المدعومة بالمعلومات الاستخباراتية.
وأوضح سوليفان أنه أجرى نقاشات "قيّمة" في إسرائيل بشأن الانتقال إلى عملية عسكرية أقل كثافة، وأشار إلى اتفاق واشنطن وتل أبيب على أن القتال سيستغرق أشهرا، ولكن وفق مراحل مختلفة.
وأضاف المسؤول الأميركي أن إسرائيل ستواصل مطاردة رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، وقائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه أبلغ سوليفان أن الحرب ستتواصل حتى تحقيق ما وصفه بالنصر التام.
في حين شدد المسؤول الأميركي على أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أنها "لا تنوي احتلال غزة على المدى الطويل، والإشراف على غزة وإدارة غزة وأمن غزة يجب أن يعود للفلسطينيين".
المحتجزون في غزة
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الموساد ديفيد برنيع بحث أمس مع مستشار الأمن القومي الأميركي بدء مفاوضات لإطلاق سراح الرهائن.
في المقابل، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إنه لم يتبق لنتنياهو وأركان حربه سوى إعلان فشلهم في تحقيق أي هدف.
وشدد القيادي في حماس أنه لا تفاوض بشأن الأسرى إلا بعد وقف كامل للعدوان على قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المسؤول الأمیرکی حرکة حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
لوموند تنشر تحقيقا عن حجم الجرحى والقتلى الروس بالحرب في أوكرانيا
لم تعلن موسكو عن أي خسائر بشرية منذ بدء حربها مع أوكرانيا، ولكن جنديا روسيا هاربا، وهو خبير حاسوب سابق وحامل نقالة كان يخدم في أوكرانيا، قدّم لصحيفة لوموند بيانات عن الجرحى بين عامي 2022 و2024.
بهذه المقدمة افتتحت صحيفة لوموند تحقيقا بقلم فيكتور دوبوف، قدم فيه الجندي أليكسي جيليايف (40 عاما)، الذي وصل إلى باريس بعد أن فرّ من أوكرانيا في أغسطس/آب 2024، معلومات مهمة عن فرقته، حيث كان يحمل نقالة في الجيش الروسي داخل الأراضي الأوكرانية لنقل الجرحى تحت النيران وبين الجثث.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الهند والصين وباكستان والتنافس الشرس لكسب ود طالبانlist 2 of 2انقطاع الكهرباء بجنوب فرنسا والشرطة تحقق في حرائق متعمدةend of listيتساءل جيليايف بعد أن عاد إليه الشعور بالأمان مشوبا بالإحساس بالذنب -كما تقول الصحيفة- "لماذا أنا هنا في مقهى في باريس ورفاقي يموتون في الوحل؟"، ويتذكر أن كل شيء بدأ في خريف 2023 عندما رأى في محطة سانت بطرسبورغ حشدا من الجنود المشوهين والمكسورين الذين تم نقلهم إلى المصحات، فقرر أنه "من الضروري الذهاب إلى الجبهة لمساعدة هؤلاء الرجال".
أرسل جيليايف إلى منطقة لوغانسك في دونباس، ولكن بعد إصابته في الرقبة بشظية من لغم نقل إلى المستشفى، وعندما حان وقت العودة إلى الجبهة منحه رئيسه إجازة إضافية، وكانت هذه بداية رحلة الهروب، كما قال للصحيفة.
إعلان 3 غيغابايتات من المعلومات السريةيصر جيليايف، وهو خبير حاسوب مدني، على أنه لم يعد خائفا من أي شيء، ويشير إلى وحدة التخزين "يو إس بي" التي يحملها معه دائما، والتي يقول إن بها "3 غيغابايتات من المعلومات السرية للغاية".
ويذكر هذا الخبير أنه كان يعمل في الجيش، ليلا في نقل رفاقه الذين يسقطون في جبهات القتال إلى المستشفيات، ونهارا في إدخال معلومات الجرحى في نظام القيادة العليا، وقد نسخ قاعدة البيانات هذه قبل فراره، وقرر مشاركتها مع صحيفة لوموند.
وتحكي الأرقام التي يحملها قصة حرب الرقيب أليكسي جيليايف من فرقة المشاة الآلية رقم 144، موضحا أن 20 شابا كانوا يؤدون خدمتهم العسكرية قتلوا في فرقته وحدها، رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعد بعدم إرسال أي مجندين إلى الجبهة، خاصة أن القانون الروسي ينص على أنه لا يجوز إرسال المجندين خارج روسيا، بما في ذلك إلى الحرب في أوكرانيا، ولكن العديد منهم موجودون هناك.
ومن بين المتطوعين، يتذكر أليكسي جيليايف شابا يبلغ من العمر 18 عاما، تم إغراؤه مثل الكثيرين بالراتب، قائلا "أخبرني أنه انضم للجيش لأنه أراد المال لشراء جهاز بلاي ستيشن 5. وبعد 20 دقيقة حملته على نقالة. مات في المعركة".
يقول جيليايف "كانت لدينا مسكنات للألم، ولكن المضادات الحيوية كانت قليلة"، وكان الجنود يعانون من نقص المياه ولم يكن أمامهم خيار سوى "إذابة الثلج للشرب والاغتسال"، و"مع أن الطعام كان كافيا، خسر الجنود 20 كيلوغراما في شهر أو شهرين بسبب الظروف والضغوط".
وبعيدا عن التصريحات المنتصرة التي أطلقها بوتين والتي لم يقتنع بها أكثر من 20% من الجنود الذين كان معظمهم يسخرون منها، يرى أليكسي جيليايف أن "غالبية الرجال مقتنعون بأن الرئيس أضعف مما يبدو، وهم لا يفهمون أهداف العملية، ولا لماذا استمرت الحرب كل هذا الوقت".
إعلانوقالت الصحيفة إن البيانات المتاحة لدى جيليايف تبدأ من بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 وتنتهي يوم 16 يونيو/حزيران 2024، وهي تضم نحو 3600 قتيل و10 آلاف جريح من الفرقة 144 التي تضم في المتوسط ما بين 10 آلاف و13 ألف رجل على الأرض بشكل دائم، وهذه الأرقام -حسب جيليايف- جزء من الصورة فقط، لأنها تعني عدد الجثث المرسلة إلى المشرحة، وعدد الجرحى الذين تم إجلاؤهم إلى روسيا، وهي لا تشمل من تركوا على الجبهة أو دفنوا هناك أو استعادهم الأوكرانيون.
كثرة استهلاك الكحول والمخدراتونبهت الصحيفة إلى فئة "المفقودين ثم الذين تم العثور عليهم"، وقالت إنها تحتوي على 1827 اسما لجنود من الفرقة 144 عثر على بعضهم في المستشفى، والبعض الآخر في "أقبية" بلدة زايتسيفي في دونباس، وهي -حسب جيليايف- مدينة مرادفة للتعذيب، يذكر أن 5 جنود حاولوا الفرار من القتال وضعوا في حفرة هناك ثم أجبروا على العودة إلى الخطوط الأمامية.
وقد قام أليكسي جيليايف بنسخ بيانات فرقة المشاة الآلية الثالثة المجاورة لفرقته، والتي يبلغ عدد جنودها نحو 30 ألف جندي في الفرقتين، وقد جرح منها 7826، يقول "أتذكر بعضهم جيدا لأنني نقلتهم، وقد أصيبوا بألغام أو طائرات مسيرة. في غضون ثمانية أشهر تقريبا، أجليت حوالي 1500 شخص".
ويقدر حامل النقالة السابق أن العدد الحقيقي للقتلى في فرقته بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2024 يبلغ نحو 2000 قتيل، مشيرا إلى أنه للحصول على العدد الإجمالي "يجب ضرب هذا الرقم في 2.5 أو 3 أضعاف".
ويقول المؤرخ ستيفان أودوين روزو، المتخصص في الحرب العالمية الأولى، إن تقييم جيليايف هو أنها حرب استنزاف كما حدث في الحرب العالمية الأولى، ويقترح ضرب الأرقام الرسمية في ثلاثة للحصول على العدد الفعلي، مؤكدا أن "كل قتيل يقابله ثلاثة أو أربعة جرحى".
إعلانوحسب لوموند، تكشف قاعدة البيانات أن 60% من الإصابات ناجمة عن انفجارات، إما بسبب مسيرات وإما بألغام أو قذائف، وأن متوسط معدل الوفيات بين الجرحى 4%، كما تشير الصحيفة إلى أنه "يتم أحيانا التقليل من شدة الإصابات لإعادة الجنود إلى الجبهة بسرعة كبرى"، حيث يصنف مبتورو الأطراف أحيانا على أنهم "مصابون بجروح طفيفة".
وتؤكد قاعدة البيانات هذه كثرة استهلاك الكحول والمخدرات، مع تشخيص "التسمم الفموي الحاد بمادة غير معروفة" أو "بسائل يحتوي على الكحول"، ولكنها لا تشمل الجرحى الذين أرسلوا إلى المستشفيات المدنية، ولا أولئك الذين تلقوا العلاج في الموقع أو تم إجلاؤهم إلى المرافق الطبية في الأراضي الأوكرانية المحتلة.
ويختتم تحقيق الصحيفة بأن جيليايف سيواجه "جريمة الفرار والخيانة العظمى والسجن المؤبد" إذا عاد إلى روسيا لكشفه هذه الأسرار العسكرية.