صحيفة الاتحاد:
2025-08-01@10:53:16 GMT

هدى إبراهيم الخميس تكتب: اللغة مسكن الوجود

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

بالأمس انطلقت احتفالية «أيام العربية»، تحت شعار «اللغة العربية لغة الشعر والفنون»، واستمعنا بكل تقدير وامتنان إلى كلمة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، ومداخلات أهل الفكر والثقافة والفنون وعشاق اللغة بمحاور أساسية استراتيجية من لحن الحروف العربية والشعر العربي والفنون وتحديات التلقي وآفاق الترجمة إلى شعرية اللغة وفنية القصيدة سعياً لبحث التحديات التي تواجهها لغتنا واستشراف مستقبلها.


أكتب لكم لا لكوني كاتبة أو أديبة بل لكوني ابنة هذه اللغة، أمسها ويومها وغدها، وكما يقول جبران خليل جبران: «لي من لغتي قيثارة أتناولها فأستخرج منها أغنية تحلم بها روحي».
مع ما تتفرد به لغتنا من إعجاز وقدسية وجمال أتوقف عند أمر آخر، وهو قدرتها على توحيدنا بتنوعنا وتعددنا واختلاف لهجاتنا، توحدنا كأمة عربية من 456 مليوناً في 22 دولة، وما يقارب الملياري مسلم في 57 دولة إسلامية.
تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على لغتنا وهويتنا في زمن متسارع وتقنيات متغيرة، وأن نكون الأمناء على تحقيق أهداف ثلاثة تعليم العربية بحداثة جاذبة، ومحتوى أخاذ، ونشرها وترجمتها إلى اللغات العالمية الحية وترسيخ مكانتها العالمية لغير الناطقين بها.
وفي ظل ريادة الإمارات لصناعة نهضة عربية شهدنا مبادرات طموحة وحراكاً وإنجازات من جائزة الشيخ زايد للكتاب، وشهادة الكفاءة الدولية في اللغة العربية – «سمة»، وتقرير حالة اللغة العربية وقمتها، ومجمع اللغة العربية في الشارقة، إلى محرك البحث باللغة العربية الإماراتي الهوية «جيس». وما زال أمامنا الكثير من العمل في التعليم بأسلوب حديث ومعاصر بروائع وكنوز العربية نعلق قلوب أبنائنا بها من جديد ونعيد حلة الفخر لها.

النشر والترجمة
وفي نشر اللغة العربية وترجمتها من خلال حفظ حقوق مؤلفينا وملكياتهم الفكرية، ودعم التفرغ الأدبي والإقامات الإبداعية، كمسؤولية وطنية للمؤسسات والأفراد، تعزيزاً للاقتصاد الإبداعي، وقد كان لنا شرف المساهمة في دعم النشر والكتاب والناشرين، كمحرك أساسي لنهضة المعارف واستثماراً في المواهب والقدرات لبناء الحضارة، سئلت «ما العائد الذي تجنونه من دعمكم للنشر؟، قلت لهم إن خدمة الكاتب ونشر الكتاب لا تقدران بثمن. وفي ترسيخ مكانة اللغة العربية لغير الناطقين بها، أو ليس قدر الإمارات أن تحمل رسالة العربية إلى العالم في المسرح والسينما والموسيقى والحروفية والتشكيل والخط، أو ليس من حق لغتنا علينا أن يكون لها أكاديميتها العالمية أسوة بالأكاديمية الفرنسية، والمجلس الثقافي البريطاني ومعهد غوته وغيرها.
مع الشعار الذي يعليه ملتقانا «اللغة العربية لغة الشعر والفنون»، تحضرني مقولة الفيلسوف الألماني هيدجر «اللغة مسكن الوجود، في حماها يسكن الإنسان والمفكرون والشعراء»، هم الذين يصونون هذا الحمى بترنيمة أم وحكاية جدة ووصية أب، ومع العربية كلمة الحق والخلود أُعلي رسالة الأمل، لأن اللغة العربية لغة الشعر والفنون.. لغة الحياة.
مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون 

أخبار ذات صلة سلطان القاسمي: لابد من إعادة الزخم للغة العربية خليل عيلبوني يحاضر عن «اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اللغة العربية مركز أبوظبي للغة العربية اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

د. منال إمام تكتب: الدبلوماسية الثقافية.. أداة إستراتيجية لحماية الأمن القومي المصري

في المقال السابق، سلطتُ الضوء على الدبلوماسية الثقافية بوصفها إحدى أنبل أدوات القوة الناعمة، وتشمل الفنون والتعليم والدين، لتقيم جسورًا من التفاهم والتقارب بين الشعوب، وتعزز من صورة الدولة في الوجدان العالمي، وتخدم مصالحها بعيداً عن صخب السياسة. واستجابةً لما وردني من اقتراحاتٍ من قراءٍ أعزاء وأصدقاء كرام، أضع بين أيديكم اليوم رؤية عملية تتضمن خطوات واقعية لتعظيم دور الدبلوماسية الناعمة، وتفعيل أثرها في خدمة الأمن القومي المصري.
أولًا: تحويل المقومات الثقافية المصرية إلى أدوات استراتيجية
(أ) مواجهة الفكر المتطرف بالفكر المستنير، الجهات المسؤولة: (الأزهر، وزارة الأوقاف، وزارة الخارجية) الخطوات العملية:
•    زيادة عدد المبعوثين الأزهريين إلى الدول الإفريقية والآسيوية ذات القابلية للتطرف.
•    إنشاء منصات إلكترونية متعددة اللغات لنشر الفكر الوسطي الأزهري.
•    تنظيم مؤتمرات دولية للحوار الديني تستضيفها مصر وتُبث عالميًا.
•    تخصيص منح دراسية لطلاب من مناطق متأثرة بالتطرف لدراسة العلوم الإسلامية والإنسانية في مصر.
ثانيًا: تعميق العلاقات الثقافية مع إفريقيا والعالم العربي، الجهات المسؤولة:( وزارة الثقافة، وزارة الخارجية، الهيئة العامة للاستعلامات)
الخطوات العملية:
•    فتح مراكز ثقافية مصرية جديدة في 10 عواصم إفريقية وعربية خلال 3 سنوات.
•    تنظيم أسابيع ثقافية متنقلة (فنية، تراثية، موسيقية) في الدول المستهدفة.
•    دعم مشاركة الفنانين المصريين في مهرجانات دولية تحمل البعد الإفريقي والعربي.
•    إنتاج أفلام وثائقية عن الروابط التاريخية والثقافية بين مصر وإفريقيا تُترجم وتُعرض محليًا في تلك الدول.
ثالثًا: تعزيز الدبلوماسية التعليمية – صناعة حلفاء المستقبل، الجهات المسؤولة: (وزارة التعليم العالي، الجامعات المصرية، وزارة الهجرة)
الخطوات العملية:
•    توسيع برنامج المنح الدراسية الموجهة للطلاب من إفريقيا والدول العربية.
•    إنشاء مكتب "رعاية الخريجين الأجانب" للتواصل المستمر معهم بعد العودة لبلدانهم.
•    تنظيم "الملتقى السنوي لخريجي الجامعات المصرية" بالتعاون مع السفارات المصرية بالخارج.
•    إدخال مواد عن "الهوية والثقافة المصرية" ضمن البرامج الموجهة للطلبة الأجانب.
رابعًا: ربط الجاليات المصرية بالخارج بالهوية الوطنية، (الجهات المسؤولة وزارة الهجرة، وزارة الثقافة، الهيئة الوطنية للإعلام)
الخطوات العملية:
•    تنظيم مهرجانات ثقافية سنوية للجاليات المصرية (بداية في 5 دول ذات كثافة عالية).
•    تطوير تطبيق رقمي يضم محتوى ثقافي وتراثي باللغة العربية واللغات الأجنبية موجه لأبناء الجيل الثاني والثالث.
•    إنتاج برامج إعلامية خاصة بالجاليات تبث على المنصات الرقمية.
•    إقامة معسكرات ثقافية صيفية للشباب المصري بالخارج داخل مصر لتعزيز الارتباط بالوطن.
خامسًا: استخدام السينما والفنون كرسائل موجهة للعالم، الجهات المسؤولة: (وزارة الثقافة، وزارة الإعلام، نقابة المهن السينمائية)
الخطوات العملية:
•    إطلاق صندوق دعم الأفلام التي تقدم صورة مصر المتنوعة والمعتدلة (بشراكة حكومية-خاصة).
•    ترجمة المسلسلات والأفلام المصرية الناجحة للغات الأفريقية والآسيوية وتوزيعها في تلك الأسواق.
•    إرسال وفود فنية تمثل مصر في المعارض والمهرجانات الدولية بشكل دوري.
•    دمج البعد الثقافي والدبلوماسي في أعمال درامية تُبث خلال مواسم رمضانية وسينمائية رئيسية.
سادسًا: التنسيق بين مؤسسات الدولة: خطة وطنية شاملة ومطلوب تشكيل لجنة وطنية عليا للدبلوماسية الثقافية تضم ممثلين عن:
•    وزارات: الثقافة، التعليم، الأوقاف، الإعلام، الخارجية، الهجرة
•    الأزهر الشريف
•    الهيئات الإعلامية والجامعات
مهامها:
•    إعداد استراتيجية وطنية للقوة الناعمة المصرية خلال 5 سنوات.
•    تقييم البرامج الثقافية الحالية وتطويرها وفق أهداف الأمن القومي.
•    متابعة التنفيذ ورفع تقارير دورية لمجلس الوزراء والرئاسة.
وفي النهاية: الدبلوماسية الثقافية لم تعد ترفًا، بل ضرورة لحماية الأمن القومي في بيئة إقليمية معقدة. إن ما تملكه مصر من رصيد حضاري وديني وثقافي يجب ألا يبقى فقط في المتاحف والكتب، بل يتحول إلى أدوات نشطة للتأثير الإقليمي والدولي. حين تُدار الثقافة بوعي، تصبح خط الدفاع الأول عن الوطن.

طباعة شارك الدبلوماسية الثقافية الوجدان العالمي الأمن القومي المصري

مقالات مشابهة

  • حضور وتفاعل جماهيري لافت مع الفنان خالد عبدالرحمن في الأردن .. فيديو
  • سعر الريال مقابل الجنيه المصري والعملات العربية اليوم الخميس 6-2-1447
  • مواقيت الصلاة اليوم الخميس 31 يوليو 2025 في المدن والعواصم العربية
  • «دبي للثقافة» تختتم مؤتمر المدرسة الصيفية العالمية
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: ما وراء البريق الخادع للشهرة السريعة
  • د. منال إمام تكتب: الدبلوماسية الثقافية.. أداة إستراتيجية لحماية الأمن القومي المصري
  • هند عصام تكتب.. الملك أمنمحات الثالث
  • 136 ألف طالب يبدأون امتحانات الثانوية الجديدة الخميس بالاردن
  • لجنة ضبط الوجود الأجنبي بجنوب كردفان تعقد اجتماعا بسلاطين جنوب السودان
  • زوج يلاحق زوجته بعد هجرها مسكن الزوجية وطلبها 60 ألف جنيه مصروف.. التفاصيل