ظاهرة تشكل تهديدا حقيقيا لكوكب الأرض.. ما الذي تعرفه عن ظاهرة النينيو وماذا ينتظر العالم بسبب التغير المناخي؟
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
يعاني العالم منذ سنوات من تداعيات التغيرات المناخية، وفي ظل توقعات بتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وتسارع وتيرتها تتزايد المخاوف من الانعكاسات الكارثية التي طالت العديد من البلدان ومن بينها دول عربية.
وتابع برنامج "سيناريوهات" (2023/7/13) توقعات العلماء بأن يشهد العالم موسما صيفيا شديد الحرارة، حيث يبدو أن السنوات الخمس -حسب تقديرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية- ستكون الأحرّ على الإطلاق.
وحذرت المنظمة من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، وقالت إن الفترة المقبلة ستصبح بشكل شبه مؤكد الأكثر حرارة بكوكب الأرض على الإطلاق.
كما توقعت المنظمة أن تشهد الفترة المقبلة تطور ظاهرة النينيو المناخية التي تتزامن بشكل عام مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الجفاف في بعض أنحاء العالم وأمطار غزيرة بمناطق أخرى.
كما قدرت المنظمة عدد الكوارث المرتبطة بالطقس والمناخ بنحو 12 ألف كارثة خلال الـ50 سنة الماضية، مشيرة إلى أن هذه الكوارث أودت بحياة أكثر من مليوني شخص وأسفرت عن خسائر اقتصادية بقيمة 4.3 تريليونات دولار.
وبهذا الصدد، قال أستاذ التشريع البيئي والتنمية المستدامة بالمغرب زين العابدين الحسيني إن سنة 2022 سجلت أرقاما قياسية غير مسبوقة في سجلات الأرصاد الجوية خاصة في دول جنوب أوروبا والمغرب الكبير، مشيرا إلى أن ذلك جاء بعد 5 سنوات من الجفاف، ولذلك من المتوقع أن تسير سنة 2023 على الوتيرة نفسها، في ظل تزايد الانبعاثات التي تلوث الجو.
ظاهرة النينيووقال إن ظاهرة النينيو تشير إلى ارتفاع في درجة حرارة مياه البحر السطحية بشكل لا يتناسب مع الفترة الزمنية، وهو ما كان ينتج ظواهر مناخية تتجلى في أمطار طوفانية قد تتطور لأعاصير، كما تتسبب في ما أسماه بالظواهر القصوى التي تحدث خلالها فيضانات وكوارث طبيعية.
وعن أسباب هذه التغيرات، أشار الخبير في التغيرات المناخية نظير عبود فزعة إلى أن تغير المناخ ناجم بالأساس عن تصرفات الإنسان، فالغازات المنبعثة من الأرض زادت الطين بلة وجعلت الكوارث الطبيعية تتزايد بشكل كبير.
كما أوضح أن المناطق الأفريقية والآسيوية من المتوقع أن تشهد بشكل أكبر تغيرات مناخية، خاصة في ظل صعوبة تأقلم هذه المناطق مع هذه التغيرات وعدم اتخاد إجراءات للتعامل السليم معها.
مؤتمر باريسوعن مخرجات مؤتمر باريس، رأى الخبير في التغير المناخي والكوارث الطبيعية بدوي رهبان أن اتفاقية باريس للمناخ عام 2015 لم تفشل بل كانت محطة مهمة في مسار نقاش مواجهة تبعات التغيرات المناخية، معتبرا أن هذا المسار بدأ عام 1988 عندما تم تشكيل الهيئة الحكومية لتغير المناخ في الأمم المتحدة.
ولكنه أشار إلى وجود بعض المطبات التي حالت دون تنفيذ بنود مؤتمر باريس، من أهمها انعدام الرغبة السياسية في الالتزام بها، وكذا جائحة كورونا والمشكلات الاقتصادية التي جعلت من الصعب بمكان تنفيذ اتفاقية باريس بل خلقت صعوبات جديدة تحتاج بدورها إلى تدابير وسياسات أخرى لمواجهتها.
وفي هذا السياق، يذكر أن الرئيس المعين لقمة مؤتمر المناخ "كوب28" سلطان أحمد الجابر حثّ الحكومات على رفع أهدافها المناخية خلال الشهرين المتبقيين قبل عقد القمة المقررة هذا العام بالإمارات.
وقال خلال اجتماع في بروكسل لوزراء وممثلين معنيين بالمناخ من حوالي 20 دولة، من بينها البرازيل والصين والولايات المتحدة "أدعو جميع الحكومات إلى تحديث المساهمات المحددة وطنيا بحلول سبتمبر/أيلول من هذا العام، لضمان التوافق مع اتفاقية باريس"، مشيرا إلى تعهدات خفض الانبعاثات التي قطعتها كل دولة للمساهمة في تحقيق أهداف اتفاقية باريس لعام 2015 للحد من تغير المناخ.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جائزة أبوظبي.. «رحلة العُمر» التي يُلاحقها «عُشّاق الفورمولا-1»
عمرو عبيد (القاهرة)
تابعت الصحف العالمية تجهيزات أبوظبي لسباق الجائزة الكُبرى، في ختام مُنافسات بطولة العالم لـ«الفورمولا-1»، واهتمت «دي تيليجراف» الهولندية بكثير من تفاصيل السباق الإماراتي، خاصة أن مواطنها وبطل العالم 4 مرات، ماكس فيرستابن، تجاوز بداية الموسم المذبذبة، وعاد بقوة وشراسة في الجولات الأخيرة، ليفتح الطريق أمام إمكانية احتفاظه باللقب العالمي، للمرة الخامسة على التوالي.
وتحدثت «دي تيليجراف» عن صراع شرس آخر، يتعلق بمحاولة عُشّاق «الفورمولا-1» من جماهير فيرستابن، اقتناص تذاكر حضور السباق الإماراتي، التي باتت محدودة جداً ويصعب الحصول عليها، حيث أكدت أن «محبي ماكس» يلاحقون آخر التذاكر المُتاحة، وقالت إن الكُل يريد الحضور لمشاهدة السباق الناري في حلبة مرسى ياس، لكن الأمر ليس سهلاً، في ظل اهتمام جماهيري غفير وغير عادي بالسباق الحاسم الأخير في أبوظبي.
الصحيفة الهولندية كتبت تقارير حول «السيناريوهات» المطروحة لتتويج أي من السائقين الثلاثة، ببطولة العالم، وكتبت عن فيرستابن بصورة مُنفردة، قائلة إنه يُمكنه الاحتفاظ بلقبه الخامس حال فوزه بسباق أبوظبي، بشرط أن يحل نوريس بعيداً عن المركزين، الثاني والثالث، وقالت إن قدرة أوسكار بياستري على التتويج ببطولة العالم، لا تتعلق به وحده، بل ترتبط بالثُنائي الآخر، في سباق مُشتعل إلى أقصى حد حسب تعبيرها، وكانت قد كتبت عن عدم مُشاركة بياستري في التجارب الحُرة الأولى للسباق الإماراتي.
على جانب آخر، كتبت «ذا صن» البريطانية عن «رحلة العُمر» إلى أبوظبي، حسب وصفها، حيث قالت إن كثيراً من جماهير «الفورمولا-» يُسارعون لحجز الرحلة، من أجل حضور نهائي موسم مُذهل و«مُشمس»، وسط صراع ثُلاثي رائع ومُثير، وتغزّلت الصحيفة البريطانية في أفق أبوظبي «الساحر» وحلبة مرسى ياس «المُذهلة»، في عُطلة «الفورمولا-1» المثالية، حسب رأيها ووصفها.
أما «ماركا» الإسبانية، فكتبت تقريراً عن ماكس فيرستابن، قالت فيه إنه يملك «قدوة مُذهلة» في صراع مُماثل، إذا أراد الفوز بالجائزة الإماراتية الكُبرى، ومن ثم التتويج بلقب بطل العالم، وحدث ذلك عندما توجّه سيباستيان فيتل إلى أبوظبي في 2010 ، آملاً في حدوث «مُعجزة صغيرة»، تحققت بالفعل في النهاية، بعد سلسلة من الأحداث والمواقف الغريبة داخل الحلبة.
لتتعلم «ريد بُل» منذ ذلك الوقت أن الخسارة لا تعني شيئاً، طالما بقيت لفة واحدة في السباق، وها هو فيرستابن يعود إلى نفس المرحلة، بظروف متشابهة إلى حد كبير، لكن الروح متطابقة بينه وبين فيتل، حسب رؤيتها، وأشارت «ماركا» إلى أن «ماكس» يعرف جيداً كيف يتعامل مع هذه الضغوط والسباقات الحاسمة، أكثر من غيره، إذ كانت له سابقة حديثة في 2021، وقت اللفة الأخيرة التاريخية مع لويس هاميلتون في أبوظبي، لكن «سباق 2025» يختلف، حيث يخوضه «مكلارين» بسيارة أكثر توازناً، وسائقين في قمة مستواهما، أما فيرستابن، فلن يعتمد كلياً على نفسه هذه المرة، بل ينتظر تأثير الضغوط على نوريس وبياستري.