صدر مؤخرًا عن دار كنوز للنشر والتوزيع، كتاب جديد بعنوان «جنون العالم السري للتجسس» للكاتبة الصحفية حنان أبو الضياء.

ويسلط الكتاب الضوء على ما يدور في عالم التجسس، ويكشف كيف يعيش الجواسيس وطبيعة الأدوار المزدوجة التي يؤدونها من أجل النجاح في مهامهم.

ويوضح الكتاب أن عالم التجسس هو مرادف للخيانة والسرية، حيث يعيش الجواسيس في الظل بهويات مزيفة متنكرين دوما لجمع أسرار لا يجرؤ غيرهم على البحث عنها، ويشير إلى أن حياتهم سلسلة من الأدوار المزدوجة يتقنون الصبر وبناء الثقة حتى يتمكنوا من انتزاع المعلومة، وأن ما نراه في السينما لا يتجاوز المظاهر.

ويلفت الكتاب إلى أن الحقيقة أعمق بكثير وأشد قسوة، وكما قال جون ريس ديفيز: التجسس أشبه بلعبة الشطرنج أحياناً عليك الانسحاب، وأحيانا عليك التضحية بقطعة للفوز.

ومنذ يهوذا الاسخريوطي، أشهر الخونة في التاريخ، وحتى عمليات الحربين العالميتين، ظل التجسس حاضرا في صياغة مصير الأمر، ففي الستينيات أنفقت وكالة المخابرات المركزية ملايين الدولارات على مشروع القط الصوتي بزرع أجهزة تنصت في القطط، لكنه فشل لأن الحيوانات لم تبال بالسياسة. وفي الحرب العالمية الثانية استخدم الحمام المزود بكاميرات للتجسس على المواقع الألمانية، فيما بني الألمان أشجارا مزيفة بداخلها جنود، وظلت مخادعة للحلفاء سبعة أشهر كاملة.

ويؤكد الكتاب أن أغرب القصص تأتي من الأساطير، مثل حكاية القرد الذي نجا من سفينة فرنسية خلال حروب نابليون، فقبض عليه سكان هارتلبول بإنجلترا وشنقوه ظنا أنه جاسوس فرنسي، وفي الحرب العالمية الثانية، نفذت المخابرات البريطانية عملية اللحم المفروم الشهيرة، حيث استخدمت حجة مجهولة زرعت عليها وثائق مضللة لخداع الألمان، مما فتح الطريق أمام غزو صقلية بنجاح

وعالم الشفرات بدوره لا يقل مأساوية فآلان تورينغ، عبقري فك الشفرات وأحد أبطال الحرب وُجد ميتا عام 1954 بجوار تفاحة مسمومة بالسيانيد، قيل إنه انتحر، لكن نظريات أخرى ربطت موته بالتجارب الكيميائية التي كان يجربها، كما لم يخل التاريخ من من جواسيس أسطوريين مثل سيدني رايلي، الذي عمل لحساب أربع دول مختلفة وكان مصدر إلهام لشخصية جيمس بوند، قبل أن يُعدم في روسيا عام 1925.

ويشير الكتاب إلى أن التكنولوجيا خدمت التجسس بطرق مذهلة، فقد اعتمدت الأقمار الصناعية الأولى على كبسولات فيلم تسقط من الفضاء وتلتقطها الطائرات في الجو، وفي خمسينيات القرن الماضي، استغلت وكالة المخابرات المركزية بيوت الدعارة في تجارب سرية على عقار LSD ضمن ما عرف بـ عملية منتصف الليل.

ويخلص الكتاب إلى أن الدرس المستفاد من كل هذه الحكايات أن عالم التجسس يعلمنا أن ما يبدو ظاهرا قد يكون أكثر أهمية مما يخفى، وأن القوة الحقيقية لا تأتي فقط من المكر في الظلام، بل من القدرة على العمل العلني وإظهار الحق والخير.

اقرأ أيضاًمليئة بالعبر والدروس.. كتاب جديد يوثق مسيرة ملهم إمبراطورية هائل سعيد

«بريشة فنان وعين عالم».. إطلاق كتاب أجنحة ملوّنة لحماية الطيور المصرية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الكاتبة حنان أبو الضياء إلى أن

إقرأ أيضاً:

للمرة الثانية.. منتخب سلة العراق يخسر أمام إيران في تصفيات كأس العالم

للمرة الثانية.. منتخب سلة العراق يخسر أمام إيران في تصفيات كأس العالم

مقالات مشابهة

  • «شهادتي وذكرياتي زمن مبارك».. كتاب جديد لمصطفى بكري عن دار كنوز للنشر
  • «من الانضباط إلى جنون الفن».. «كنور» للنشر والتوزيع تصدر كتاب مبدعون كانوا عسكريين
  • كنوز لن ينالها المسلم إلا بقراءته للقرآن الكريم.. عالم أزهري يوضحها
  • موسكو تحذر من مساع فرنسية للمشاركة المباشرة في حرب أوكرانيا
  • إيران تصل إلى عالم نووي إسرائيلي.. باقة زهور ورسالة تهديد تكشف التفاصيل
  • الاقتصاد الألماني يواجه أعمق أزماته بعد الحرب العالمية الثانية
  • نتنفس هواءكم جماعة إيرانية تخترق سيارة عالم نووي إسرائيلي وتثير المنصات
  • هل الحرب الأوكرانية خلف جنون الذهب المستجدّ؟
  • للمرة الثانية.. منتخب سلة العراق يخسر أمام إيران في تصفيات كأس العالم