نقاشات فرنسية إسرائيلية حول جنوب لبنان.. خياران أمام حزب الله
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
مع تصاعد حدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي يبقى مصير الجنوب اللبناني مثار جدل مع ارتفاع حدة التسخين بين حزب من جه وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى.
في تطورات جديدة حول الأزمة اللبنانية، تركز المحادثات بين فرنسا ودولة الاحتلال على مستقبل حزب الله، والجبهة الشمالية لإسرائيل حيث تطالب حكومة الاحتلال من باريس لعب دور في كبح نفوذ الحزب وتحفيزه على التخلي عن الأنشطة العسكرية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الاتصالات الجارية بين باريس والدول الأخرى تجاوزت الجانب السياسي، حيث عقدت اجتماعات استخباراتية بين مسؤولين أمنيين فرنسيين في تل أبيب، تلاها لقاءات مع الاستخبارات الأميركية والبريطانية في إحدى دول المنطقة.
ركزت هذه المحادثات على سبل مساعدة دولة الاحتلال في مواجهة حزب الله فيما إذا حاول الدخول في الحرب، بما في ذلك النقاش حول المساعدة في حالة شن الاحتلال حربا على لبنان.
وكشفت المصادر عن أن اجتماعات عقدت بين وزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات في باريس وتل أبيب لبحث الوضع في لبنان، حيث قام الفرنسيون بمشاركة الإسرائيليين في خططهم المتعلقة بضرب حزب الله.
وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن إسرائيل لم تعد قادرة على تحمل التصعيد مع حزب الله، مطالبين بدعم فرنسا والولايات المتحدة لتعزيز القدرات العسكرية لدى الجيش اللبناني على الحدود مع دولة الاحتلال لمنع أي نشاط لحزب الله.
وفيما يتعلق بالحلول المقترحة لتسوية الأزمة، فإن الجانبين ناقشا إقامة منطقة عازلة خالية من المسلحين تمتد حتى نهر الليطاني واقترح الإسرائيليون تشكيل تحالف أميركي-فرنسي-إسرائيلي للتعامل مع الأزمة، نظرا لعدم ثقتهم في قدرة القوات الدولية على القيام بالمهمة.
كما تم التطرق إلى وضع الجيش اللبناني، حيث طالبت إسرائيل بدعم فرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى لتعزيز قدراته لضبط الحدود.
كما تم اقتراح برنامج لتعزيز قدرات الجيش اللبناني ونشره في الجنوب بإشراف تحالف ثلاثي بين إسرائيل وأميركا وفرنسا.
تحذير من التصعيد
وأفادت المصادر بأن الفرنسيين أشاروا إلى أن الأفكار الواردة من الجانب الإسرائيلي "تبدو غير واقعية"، وأنه يجب السعي إلى إيجاد عناصر لصفقة كبيرة، تتضمن مشروعًا يضمن انسحاب إسرائيل من المناطق اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا أو تسوية وضع النقاط الـ 13 المتنازع عليها.
ووفقًا للمصادر، تعتقد باريس أنه يمكن الاعتماد على حزب الله للتوصل إلى صفقة، وأنه في حال قدم لهم عرضًا يعالج النقاط الحدودية مع التهديدات، فإنه يمكن إقناعه بسحب قواته إلى خلف نهر الليطاني.
وتضيف المصادر أن هناك فئة في فرنسا تعتقد أن حزب الله أضعف مما كانوا يعتقدون، وأن قدراته ظهرت أقل من تصوّراتهم، وأنه في حالة الحرب، يمكنهم تحقيق أمور تؤذي إسرائيل، ولكن الرد الإسرائيلي سيكون هائلًا، وإسرائيل قادرة الآن على التعامل مع جبهات متعددة، ولديها القدرة على تحويل جهودها العسكرية بين غزة ولبنان.
ويؤكد حزب الله على حساباته المتعلقة بالشعب والوضع السياسي، ولن يخاطر ببداية حرب.
وتقول المصادر إن الفرنسيين، الذين يطمحون في لعب دور في هذا السياق، يعتقدون أن إسرائيل تسعى للحرب مع حزب الله، وأنها تبحث عن حل سياسي وأنها قد تفضل خطوات صعبة التنفيذ إذا لم يقبل بها حزب الله، مما قد يكون سببًا لتصعيد إسرائيل وعلى حزب الله أن تأخذ هذا في اعتبارها.
زيارة دبلوماسية إلى بيروت
وصلت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، إلى بيروت قادمة من فلسطين المحتلة في سياق الأوضاع الحالية.
التقت برئيس الجمهورية نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالإضافة إلى اللقاء مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وقيادة القوات الدولية في الجنوب.
تركزت الزيارة على المنطقة الجنوبية، حيث أكدت كولونا على ضرورة وقف التصعيد وتخفيض التوتر، مع تجنب لبنان الانخراط في حروب كبيرة، وذلك من خلال تكرار النصائح التي قدمتها في الزيارات السابقة وتمحورت المحادثات حول القرار 1701 والأفكار الممكن مناقشتها في هذا السياق.
وفي السياق ذاته، تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية تسريبات حول دور باريس في التوسط بين بيروت وتل أبيب لتحقيق حلا دبلوماسيا لخفض التصعيد في المنطقة الشمالية، مشيرة إلى رسالة من الرئيس ماكرون إلى لبنان تشير إلى تغيير في الواقع وضرورة فهم التحولات الراهنة.10:48
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الجنوب اللبناني فرنسا حزب الله دولة الاحتلال كاترين كولونا فرنسا حزب الله جنوب لبنان دولة الاحتلال كاترين كولونا سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله
إقرأ أيضاً:
محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل
لا تبدو الحكومة اللبنانية قادرة على نزع سلاح حزب الله في ظل غياب أي ضمانات بعدم تعرض البلاد لاعتداءات إسرائيلية جديدة، وهو ما يجعل احتمال العودة للتصعيد أمرا قائما خلال الفترة المقبلة.
فالولايات المتحدة التي لا تتوقف عن مطالبة لبنان بنزع سلاح الحزب، لا تقدم أي ضمانات بعدم وقوع اعتداءات إسرائيلية على لبنان، ولا تلزم الجانب الإسرائيلي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقا.
ففي حين ترفض إسرائيل الانسحاب من المناطق التي دخلتها في جنوب لبنان خلال المواجهة الأخيرة، ولا تتوقف عن ضرب أهداف في الأراضي اللبنانية، أكد المبعوث الأميركي توم براك ضرورة تجريد حزب الله من سلاحه في أقرب وقت ممكن وطالب الحكومة بتنفيذ المطلوب بدل الاكتفاء بالكلام.
وقد أكدت الرئاسة اللبنانية أن البلاد تمر بمنعطف خطير يقتضي حصر السلاح بيد الدولة، وأنها على تواصل مع الحزب بشأن هذا الملف، لكنها قالت إنها تحرز تقدما بطيئا في هذا الملف.
في المقابل، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أنه لا مجال للحديث عن نزع السلاح قبل رحيل قوات الاحتلال عن الأراضي اللبنانية، وإلزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم نهاية العام الماضي. كما قال قيادي بالحزب إن الولايات المتحدة تحاول تجريد لبنان من قوته.
ومن المقرر أن تبدأ الحكومة اللبنانية بحث ملف نزع سلاح الحزب الثلاثاء المقبل، لكنّ هذا لا يعني بالضرورة عزمها المضي قدما في هذا الملف الذي سيجد إشكالية كبيرة في نقاشه، كما يقول الكاتب الصحفي نيقولا ناصيف.
ورغم عدم ممانعة رئيس مجلس النواب نبيه بري مناقشة نزع سلاح الحزب، فإن هذا لا يعني وجود توافق على هذا الأمر لأن الحكومة تتكون من 3 أطراف أحدها معتدل بينما الآخران لن يوافقا على هذه المسألة أبدا، وفق ما أكده ناصيف خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر".
إعلانالأمر الآخر المهم الذي تحدث عنه ناصيف، يتمثل في أن أعضاء الحكومة يعودون إلى انتماءاتهم السياسية فور خروجهم من مجلس الوزراء، مما يعني أن مناقشة نزع سلاح الحزب يأتي في إطار التزام حكومة نواف سلام، بما أقسمت عليه عند توليه مقاليد الأمور.
ولا يمكن لحزب الله ولا لحكومة لبنان القبول بنزع السلاح ما لم تحصل بيروت على ضمانات أميركية فرنسية والتزامات إسرائيلية واضحة بعدم وقوع أي اعتداءات مستقبلا، وهو أمر ترفضه الولايات المتحدة.
لذلك، فإن حكومة نواف سلام تتفهم مخاوف الحزب ولن تقبل بحصر السلاح في يد الدولة التي تعرف أنها لن تكون قادرة على حماية البلاد من أي عدوان مستقبلي ما لم تكن هناك ضمانات واضحة بهذا الشأن، برأي ناصيف، الذي قال إن التاريخ مليء بالدروس المتعلقة بالتعامل مع إسرائيل.
في الوقت نفسه، فإن هناك تطابقا كاملا بين موقفي حزب الله وحركة أمل فيما يتعلق بمسألة نزع السلاح، ولا يمكن الحديث عن خلاف جوهري بينهما في هذه المسألة.
وبناء على هذا التطابق، فإنه من غير المتوقع أن يقبل الطرفان بالقفز على اتفاق وقف إطلاق النار والمضي نحو نزع السلاح بينما لم تلتزم إسرائيل بما عليها من التزامات حتى اليوم، كما يقول الباحث السياسي حبيب فياض.
التصعيد خيار محتمل
وفي ظل هذا التباعد في المواقف، تبدو احتمالات التصعيد كبيرة لأن الأميركيين يريدون وضع لبنان بين خيارين كلاهما سيئ، فإما أن يستسلم لشروط إسرائيل وإما أن يُترك وحيدا لمواجهة مصيره ووقف كل المساعدات التي يعول عليها في إعادة الإعمار وبناء الاقتصاد.
وحتى لو قدمت الولايات المتحدة ضمانات مستقبلية، فإن حزب الله وحركة أمل لا يمكنهما القبول بتسليم السلاح وفق الشروط الأميركية الإسرائيلية وهو ما يعني -برأي فياض- إمكانية العودة للتصعيد الذي قد يصل في مرحلة ما إلى مواجهة شاملة.
في المقابل، يرى الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي كينيث كاتزمان، أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تريدان محو حزب الله تماما كما هي الحال بالنسبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإنما تريدان نزع سلاحه والسماح له بالانخراط في السياسة.
وتقوم وجهة النظر الأميركية في هذه المسألة، على إمكانية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل وصولا إلى تطبيع محتمل للعلاقات مستقبلا، ومن ثم فإن إدارة دونالد ترامب -كما يقول كاتزمان- لا تصر على نزع سلاح الحزب اليوم أو غدا ولكنها تريده في النهاية لأنها تعتبره أداة إيرانية في المنطقة.
كما أن الفرق السياسية في لبنان نفسه ليست متفقة تماما مع الحزب حيث يعارضه بعضها ويتفق معه بعضها، وهو أمر يجعل مسألة تسليم سلاحه للدولة أمرا منطقيا، من وجهة النظر الأميركية.
لكن فياض يرى أن حديث كاتزمان عن التطبيع وخلاف اللبنانيين حول حزب الله "ينم عن عدم دراية بطبيعة الوضع في لبنان، الذي لن يطبع مع إسرائيل ولو طبعت كل الدول العربية"، مضيفا أن أقصى ما يمكن الوصول إليه هو العودة لهدنة 1949.
الموقف نفسه تقريبا تبناه ناصيف بقوله إن هناك 3 فرق لبنانية تتبنى مواقف مختلفة من حزب الله، حيث يريد فريق نزع سلاحه دون شروط، ويرفض فريق آخر الفكرة تماما، فيما يدعم فريق ثالث هذا المطلب لكنه يتفهم مخاوف الحزب.
إعلان