أعلنت وزارة التجارة والصناعة، عن مشروع تشغيل محطة الأمن الغذائي في ميناء حمد بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ووجهت الدعوة للشركات المتخصصة الراغبة في المشاركة من خلال تقديم طلب «إبداء الاهتمام». 
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزارة أمس، بحضور وسائل الإعلام للكشف عن تفاصيل مشروع الصوامع الاستراتيجية، حيث بدأت مرحلة إبداء طلبات الاهتمام أمس الثلاثاء وتستمر حتى 14 يناير 2024، تليها مرحلة المنافسة وتقديم العطاءات الفنية والمالية، ومن ثم توقيع اتفاقية التشغيل مع القطاع الخاص التي يتوقع لها أن تكون في الربع الأول من العام المقبل.


ويمكن للراغبين من الشركات المشاركة عبر موقع الوزارة الرسمي والتي سيتبعها إجراء المناقصة المقرر الإعلان عنها لاحقا. 
وقال سعادة السيد صالح بن ماجد الخليفي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة وتنمية الأعمال بوزارة التجارة والصناعة إن مشروع الصوامع الاستراتيجية يمثل أحد أهم البرامج الهادفة إلى تعزيز الأمن الغذائي لدولة قطر.
وأضاف الخليفي أن هذا المشروع يدعم بشكل أساسي استقرار واستدامة الإمدادات الغذائية بما يؤمن الأسواق المحلية من مختلف المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية الإقليمية والعالمية، التي من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على قطاعات التجارة والأمن الغذائي والإمدادات. 
حماية الاقتصاد الوطني
وأشار إلى أن دولة قطر ومن منطلق إدراكها لهذه العوامل، توجهت نحو تنفيذ سياسات متكاملة لحماية الاقتصاد الوطني من التقلبات وتنويع مصادر الدخل واعتماد استراتيجية وطنية للأمن الغذائي، تستهدف تعزيز وتنويع التجارة الدولية وتطوير الخدمات اللوجستية، وزيادة الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحيوية، وبناء احتياطيات استراتيجية تدعم استقرار الأسواق المحلية.
وأوضح وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة وتنمية الأعمال أنه بناء على هذا التوجه، حرصت دولة قطر على إيلاء أولوية كبرى للمخزون الاستراتيجي لكونه العمود الفقري وخط الدفاع الأول لمواجهة التحديات والأزمات الغذائية والطوارئ، وتعزيز قدرات الدولة على تلافي أي نقص في المواد الغذائية، بما يدعم استدامة منظومة الأمن الغذائي الوطني.

تعزيز المخزون الإستراتيجي
وأكد الخليفي أن تعزيز المخزون الاستراتيجي للدولة يعتمد على تضافر الجهود والطاقات والإمكانات بين كافة الجهات المعنية، خاصة من القطاعين الحكومي والخاص، لافتا في السياق ذاته إلى إصدار القانون رقم (12) لسنة 2020 بتنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الذي يعد خطوة حاسمة لتحقيق التكامل النموذجي للأدوار بين القطاعين بما يكفل للقطاع الخاص ومؤسساته بمختلف أحجامها وتخصصاتها الفرصة لمضاعفة مساهمتها في تنفيذ كبرى المشاريع التنموية في الدولة.
الرؤية المستقبلية
وحول دور مشروع الصوامع الاستراتيجية في الرؤية المستقبلية، قال إنه يعد نموذجا مثاليا لتكامل الأدوار والشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تولت الدولة بموجبه توفير الموارد والدعم المالي اللازمين، بينما توجه القطاع الخاص نحو توفير الخبرات والاستثمارات اللازمة، وتعزيز الاستفادة المثلى من المعرفة والتكنولوجيا.
ولفت الخليفي إلى تشييد مختلف مرافق المشروع في ميناء حمد، وذلك وفقا لأفضل الممارسات الصناعية والمعايير الدولية بالاعتماد على أحدث التطبيقات التكنولوجية الكفيلة برفع قدرات عمليات التخزين، وذلك عبر مرافق تتيح استيراد وتخزين ومعالجة وتوزيع عدد من السلع الغذائية الأساسية المتمثلة في الأرز والسكر وزيت الطعام.
جاهزية مرافق المشروع
كما أكد سعادة السيد صالح بن ماجد الخليفي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة وتنمية الأعمال بوزارة التجارة والصناعة، أن العمل جار حاليا على استكمال جاهزية تشغيل كافة مرافق المشروع، وذلك وفق الجدول الزمني المستهدف، بالتنسيق مع لجنة متابعة تنفيذ سياسات الأمن الغذائي في القطاعين الحكومي والخاص.

أهداف المشروع 
ويعد مشروع الصوامع الاستراتيجية خطوة مهمة في سبيل تعزيز القدرات التخزينية للدولة، إلى جانب تأمين وتعزيز وتطوير منظومة المخزون الاستراتيجي للسلع الغذائية والاستهلاكية والتموينية، بما من شأنه ترسيخ مكانة دولة قطر كواحدة من أبرز دول المنطقة قدرة على تحقيق الأمن الغذائي وأكثرها كفاية على مستوى المخزون الاستراتيجي، وذلك إيمانا منها بأن هذا القطاع يعد ركنا أساسيا من أركان الأمن والتنمية الاقتصادية.
ويهدف مشروع الصوامع الاستراتيجية إلى تحسين إدارة وتوازن المخزون الاستراتيجي، وذلك من خلال إتاحة تخزين هذه السلع الغذائية الأساسية لمدة عامين، بما يغطي احتياجات 3 ملايين نسمة في مساحة قدرها 500 ألف متر مربع، فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية لتخزين الأرز 360.000 طن متري، بينما تصل سعة تخزين السكر إلى نحو 185.000 طن متري، وتبلغ سعة تخزين الزيت حوالي 130.000 طن متري.

الهاجري: حماية منظومة الأمن الغذائي من التقلبات العالمية

قال السيد حمد هادي الهاجري مساعد مدير إدارة الأمن الغذائي بوزارة البلدية إن المخزون الاستراتيجي يحافظ على منظومة الأمن الغذائي للدولة من التقلبات العالمية الناجمة عن الظروف المناخية وغيرها، فضلا عن تنويع التجارة الدولية، كما يعمل كضمانة للأمن الغذائي، مشيرا إلى أن استراتيجية الأمن الغذائي لدولة قطر حددت النسبة المستهدفة من السلع الغذائية الأساسية والثانوية ونسبة مخزون الأمان من كل سلعة.
وأوضح أن صوامع الأمن الغذائي تمثل أكبر مجمع أمن غذائي موجود في المنطقة، حيث يلبي احتياجات ثلاثة ملايين نسمة من 3 سلع رئيسية، وهي الأرز والسكر والزيت مشيرا إلى أنه يمكن للشركات الراغبة في المشاركة بالمشروع استيراد السلع الرئيسية من الخارج ثم القيام بعملية إعادة التعبئة والتصدير إلى دول الجوار.  وأكد الهاجري أن الشركات الوطنية الرائدة مثل (حصاد وودام وزاد) تصنف كشركات عالمية لما يتمتع به من إمكانيات كبيرة وأفرع في عدة دول حول العالم ما سيساهم بالطبع في توفير السلع الاستراتيجية بتنوع وجودة ما سيساهم في نجاح واستدامة المشروع.  

الشيباني: توفير التسهيلات اللازمة للشركات لأداء أعمالها

وفي السياق ذاته، قال المهندس علي جابر الشيباني من لجنة تسيير مشروع ميناء حمد إن الخزانات والصوامع مصممة على أعلى مستوى وفق أحدث الأنظمة المتبعة عالميا كما أنها مؤهلة لاستقبال أنماط مختلفة من السلع دون التقيد بأنواع بعينها. 
وأضاف إن ميناء حمد يوفر التسهيلات اللازمة للشركات لأداء أعمالها بسهولة ويسر حيث يتوفر في المحطة موظفون من كافة إدارات الميناء مثل الأمن والسلامة والهيئة العامة للجمارك ووزارة الصحة ممثلة في إدارة فحص السلع وغيرها. 
وحول خطط التوسع قال الشيباني إن هناك خططا للتوسعة المستقبلية في أجزاء من المشروع، حيث تتوافر المساحات اللازمة لإجرائها، مشيرا إلى أن ميناء حمد خصص رصيفا خاصا لمشروع مرافق ومخازن الأمن الغذائي والتي تشتمل على كل الأدوات اللازمة، لافتا إلى أن الميناء استقبل في أغسطس من العام الماضي رافعتين متنقلتين وملحقاتهما للقيام بعمليات الشحن والتفريغ. 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر وزارة التجارة الأمن الغذائي القطاعین الحکومی والخاص المخزون الاستراتیجی الأمن الغذائی بین القطاعین میناء حمد إلى أن

إقرأ أيضاً:

غازبروم تتراجع عن مشروع بوابة تركيا إلى أوروبا

أفادت وكالة بلومبيرغ أن شركة غازبروم الروسية قررت بصمت التخلي عن خطة إنشاء مركز توزيع غاز في تركيا، كانت تأمل من خلاله استعادة موطئ قدم في سوق الطاقة الأوروبية، الذي فقدته إلى حد كبير منذ غزو أوكرانيا في عام 2022.

وبحسب مصادر مطلعة نقلت عنها الوكالة، فإن غازبروم "جمّدت عمليًا" جهودها المتعلقة بالمشروع، بعد أشهر من دراسة إمكانيات استخدام الأراضي التركية كنقطة دخول بديلة إلى أوروبا، خاصة مع تعطّل أنابيب "نورد ستريم" وتوقف نقل الغاز عبر أوكرانيا المتوقع بنهاية عام 2024.

خسارة فرصة بمليارات الدولارات

كان السوق الأوروبي المصدر الأكبر لعائدات شركة غازبروم، حيث كانت تُدرّ صادرات الغاز نحو 8 مليارات دولار شهريًا قبل الحرب. ورغم الدعم السياسي العلني الذي أبداه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشروع، خصوصًا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن الخطة واجهت تحديات تقنية وسياسية حالت دون تنفيذها.

وفقًا للمصادر التي تحدّثت إلى بلومبيرغ بشرط عدم كشف هويتها، فإن بعض مدراء غازبروم كانوا متشككين في جدوى المشروع منذ البداية، حتى قبل أن تتضح التفاصيل التنظيمية والبنية التحتية اللازمة.

تمسك أنقرة بحق تسويق الغاز بشكل مستقل قلّص من فرص السيطرة الروسية على المركز المقترح (الفرنسية) تحديات فنية وسياسية في تركيا

ذكرت بلومبيرغ أن تركيا لم تكن تمتلك سعة تصديرية إضافية كافية نحو أوروبا الجنوبية، كما أن أنقرة رفضت منح غازبروم حق تسويق الغاز بصورة مشتركة، وهو ما حدّ من النفوذ الروسي المحتمل في المركز المقترح.

إعلان

كما أضافت المصادر أن تركيا كانت تخطط لتسويق الغاز بنفسها، على أن تكتفي غازبروم بدور المورّد فقط، وهو ما اعتبرته الشركة الروسية تفريطًا في السيطرة.

في الوقت نفسه، تمضي الاتحاد الأوروبي قدمًا في خطة لحظر واردات الغاز الروسي كليًا بحلول عام 2027، مما يُقلّص فرص موسكو لاستعادة نفوذها الطاقي في القارة.

خلفية المشروع: طموح وقيود

كانت فكرة المركز التركي قد طُرحت لأول مرة من قِبل الرئيس بوتين في أكتوبر/تشرين الأول 2022، بعد أسابيع من تفجير خطوط "نورد ستريم". حينها، عبّر عن رغبته في إنشاء مسار بديل لتوصيل ما يصل إلى 55 مليار متر مكعب سنويًا إلى أوروبا عبر البحر الأسود وتركيا.

غير أن المشروع لم يكن أصلاً من بنات أفكار غازبروم، بل وُلد في دوائر سياسية قريبة من الكرملين، بحسب ما أكده مصدر مطلع للوكالة. وقد فوجئ بعض موظفي قسم التصدير في الشركة بترويج بوتين العلني للمبادرة، رغم أنها لم تكن مدروسة اقتصاديًا بشكل كافٍ.

ورغم اهتمام بعض المسؤولين الأتراك بالمشروع، ووجود طموح لديهم لجعل بلادهم مركزًا إقليميًا لتجارة الغاز بأسعار مرجعية محلية، فإن الخطة لم تشهد أي تقدم يُذكر.

صمت رسمي ومواقف متباينة

لم ترد غازبروم، ولا مكتب نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك المسؤول عن قطاع الطاقة، على طلبات التعليق من بلومبيرغ. كما لم يصدر رد فوري من الكرملين أيضًا.

من جانبها، امتنعت وزارة الطاقة التركية وشركة بوتاش المشغّلة لخطوط الأنابيب عن تقديم أي تعليق رسمي، بينما قال مسؤول تركي مطلع – طلب عدم الكشف عن هويته – إن تركيا لا تزال منفتحة على التعاون مع روسيا بشأن المشروع، لكنها أقرت بأن العملية "تأخرت لفترة طويلة".

التراجع الصامت عن المشروع يؤكد هشاشة التحالفات الطاقية الروسية في ظل الأوضاع الجيوسياسية الراهنة (رويترز) لا تأثير على التبادل الحالي

أكدت بلومبيرغ أن تجميد مشروع المركز لا يؤثر على العقود الحالية بين غازبروم وتركيا، التي لا تزال من كبار مستهلكي الغاز الروسي. ومع ذلك، يُظهر هذا التطور مدى تقلّص خيارات موسكو لاستعادة تأثيرها في سوق الغاز الأوروبي في ظل المناخ السياسي الراهن.

إعلان

فبعد أن كانت روسيا المورّد الأكبر للغاز إلى أوروبا عبر عدة مسارات برية وبحرية، تجد نفسها اليوم محصورة في زوايا محدودة من السوق العالمية، تبحث فيها عن تحالفات جيوسياسية أكثر من حلول تجارية.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة الشهداء تدشّن مشروع توزيع الأضاحي لأسر الشهداء في الضالع
  • بيان جديد وعاجل من مجلس الأمن.. دعوة خاصة لجماعة الحوثي الإرهابية ورسائل داعمة للوحدة
  • من ملفات إبستين إلى دعوة عزل الرئيس.. تسلسل زمني لسجال ترامب وماسك
  • حازم المنوفي: العلامة الجديدة للمنافذ التموينية تعزز ثقة المواطنين
  • غازبروم تتراجع عن مشروع بوابة تركيا إلى أوروبا
  • وزيرة البيئة: التصحر في قلب أزمة الأمن الغذائي
  • فرص استثمارية متاحة في قطاع الصناعات الغذائية .. تفاصيل
  • للتقليل من الآثار البيئية والاقتصادية.. «الأمن الغذائي» تطلق الحملة التوعوية «حج بلا هدر»
  • ستستمر طوال الموسم وتتضمن برامج توعوية متعددة.. “الأمن الغذائي” تطلق الحملة التوعوية “حج بلا هدر”
  • محافظ أسيوط يفتتح معرض اليوم الواحد لتوفير السلع الغذائية والأساسية بأسعار تنافسية