موقع النيلين:
2025-12-12@18:40:26 GMT

المثقفون الجنجويد النظرات والعبر وشوبنهاور

تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT


المثقفون الجنجويد النظرات والعبر وشوبنهاور
أي نقاش مع أمثال هؤلاء المثقفين السودانيين ؟ من أين نبدأ الكلام ومتى ننهيه ؟
” المثقفون ” وأعني تحديدا تلك الفئة المشتغلة بالإنتاج الذهني والإبداعي – ونخص كلامنا مشيرين إلى تناقضات بعض الذين إنجرفوا بإتجاه لعاع الدنيا ، من لوامع ذهب ” آل حمدان دقلوا ” وخشخشات ورق الدراهم المجلوب من وراء الحدود على قوادم سنابك خيول الجنجويد .


مثقفون ، نشئنا بتأثيرات منجزاتهم الكتابية الإبداعية ، وهم يبحثون عن قيم الحق بلغة الفنون ، قرأناهم منظرين ونقادا للسرديات الأدبية ، قرأناهم في الفلسفة الجمالية والشعر ووسائل الإعلام والترجمة ، فلاسفة ومؤرخين وأساتذة جامعات ، شعراء مناصرين لحقوق الحيوان ، كتبوا ملاحم بكائية ، لم ينسوا حتى ” القرنتية ” وحقها في العيش محازية شواطئ مقرن النيلين .
نجوم في المسرح والتلفزيون ، حملناهم على أهداب العيون تعظيما لهم وإعجابا بما يطرحون من أفكار تنشد رفاه أهل السودان .
بيد أننا نعيش لحظة سقوطهم في ” ميدان التطبيق العملي ” إذ قلبوا معاني الإنتماء الوطني رأسا على عقب ، على قرار ما فعله بعض السابلة من عوام الناس ، الذين رأيناهم مع المتمردين القدم مع القدم والكتف مع الكتف أعوان خلصاء ومرشدين أوفياء للعربان والمرتزقة في عمليات نهب البنوك والأسواق ، وإحتلال بيوت المواطنين ، وقلع السيارات من أصحابها ، واختطاف الأحرار من أبناء السودان .
أولئك الجماليون ، وفلاسفة أنسنة السياسية والحكم ، صفقوا للجنجويد في إغتصابهم للحرائر ، وممارسة الإستعباد الجنسي بأسم ، إزالة دولة ” 56 ” و ” الجلابة ” وكنس الإسلاميين .
عم يمكن الكلام ، وصفا للحالة ، غير أن يستحضر المرء مقولات الشاعر السوداني صلاح أحمد إبراهيم مثال المثقف المنتبه لأصالته ومعنى وجوده فكتب في أكتوبر 1968م مقالا في مجلة الخرطوم تحت عنوان : ” المثقف السوداني في المصطرع الثقافي ” .
ذلك المقال يتقافز كقفزات الأرنب أمامي لوصف الحالة قائلا :
” المثقفون في السودان ” لحم رأس ” وهم يمثلون الفوضى الفكرية التي في رأس السودان ، قنوعون ، سريعوا التأثر بالفكرة القادمة من خارج البلاد ..
جامعة الخرطوم تمثل إزدواج الشخصية في المثقف السوداني ، فهي دمغة من الدمن الإستعمارية البواقي …
قلعة من قلاع الثقافة البريطانية والثقافة البريطانية لا تحتمل ضرة ” ..
وأضاف قائلا :
تقول لي : مثقفوا الخرطوم كالصحراء لا تنبت فيها بذرة ،
أخطأت في التشبيه ، للصحراء في ماضي الزمان شاعرا ذا قلم وقدرة ،
لكنه استكان للخمول ، للذبول وأذبل شعره ، فرط في خياله ، وما الخيال للصحراء إلا الخضرة .
مثقفوا الخرطوم ، قهوة ، ونومة ، وسهرة وسكرة .
أوفى صلاح أحمد إبراهيم القول في سفر تاريخ الإنتاج الكتابي الإبداعي السوداني ..
واليوم جاءوا يجهدون أنفسهم متفلسفين ليقنعوننا بأن عربان الشتات ، هم أئمة المدنية الجدد ، ورسل الديمقراطية ، المناضلين من أجل السلام والحرية والعدالة .
يحتاج أولئك – بالطبع – إلى جهد خارق لإقناعنا أن كل ما قرأناه قديما في كتب الفلسفة والمنطق ، والفنون ، هي كلها كانت على خطأ . وأن آل حمدان دقلو هم أهل الحقيقة والحق .
هنا أيضا أستدعي قول الكاتب الدرامي ” أسامة أنور عكاشة ” صاحب المنجز الإبداعي التلفزيوني مسلسل ” رحلة السيد أبو العلا البشري ” الذي إنتج عام 1985م … قال جريا على لسان ” محمود مرسي ” بطل المسلسل مجسدا شخصية ” أبو العلا البشري ” صائحا في وجه نقيضه ” تهامي ” في صراعهما القيمي – ممسكا بيده الكتب – قائلا :
” لو كانت الكتب دي غلط ، قول لي وأنا أحرقهم !
الكتب دي كلها غلط ؟
* مقدمة أبن خلدون وكلامه عن العمران البشري ، غلط ؟!
قول لي يا تهامي ، وأنا أحرقهم !
* يوتوبيا توماس مور ، حلمه بأرض الفضيلة والكمال ..
لو كانت غلط قول لي ، وأنا أحرق الكتب دي كلها !
* النظرات والعبرات ، وحي القلم .. الجمهورية والسياسة ، الدفاع عن سقراط ، الأخلاق ، المنطق .
* كل المفكرين دول غلط ؟!
العقاد .
طه حسين .
شوبنهاور .
ڨولتير .
تولستوي .
تشيخوف .
ديكارت .
كافكا .
دوستويڨسكي !
* لو كل المفكرين دول غلط ؟
قول لي وأنا أحرقهم ! ”
أي مثقف ذلك الذي يسقط من الدفاع عن سقراط إلي الدفاع عن آل دقلو .

الدكتور فضل الله أحمد عبدالله

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عاجل .. مشروع ميزانية الدفاع الأميركية ينص على مواجهة أي تأثير أجنبي يوسع الحرب في السودان.. واشنطن تضع السودان تحت حماية الاستخبارات

متابعات تاق برس- طلب مشروع ميزانية الدفاع الأميركية دعم الاستخبارات لمواجهة التدخل الأجنبي في السودان

وينص مشروع ميزانية الدفاع الأميركية على مواجهة أي تأثير أجنبي يوسع الحرب في السودان.

 

وضعت الولايات المتحدة الأمريكية السودان رسمياً تحت حماية المظلة الاستخباراتية الأمريكية لمراقبة ومواجهة أي تدخلات خارجية تغذي النزاعات والحروب بالسلاح والمال والدعم اللوجستي.

 

وأجازت لجنتي الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب مشروع قانون تفويض الاستخبارات [IAA].

 

“ويتضمن القانون في القسم 532 فقرة تنص على تعزيز الدعم الاستخباراتي لمواجهة نفوذ الخصوم الأجانب في السودان خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً من تاريخ دخول هذا القانون حيز التنفيذ.

 

ويشير القانون إلى أنه يتعيٌن على مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA، بالتنسيق مع رؤساء العناصر الأخرى في مجتمع الاستخبارات التي يراها مناسبة، أن يضع خطة تتضمن الآتي: مشاركة المعلومات الاستخباراتية ذات الصلة – إن وجدت – المتعلقة بجهود الخصوم الأجانب للتأثير في النزاع في السودان، مع الحلفاء والشركاء الإقليمين للولايات المتحدة، بما في ذلك خفض تصنيف السرية عن هذه المعلومات أو رفع السرية عنها كلياً عند الحاجة ومواجهة جهود الخصوم الأجانب للتأثير في النزاع في السودان، بهدف حماية الأمن القومي الأمريكي والأمن الإقليمي”.

 

 

وقال مراقبون إن لإدارة الأمريكية عندها قانون سنوي يسمى قانون تفويض الدفاع الوطني [NDAA] يجاز في ديسمبر نهاية السنة 2025م.

 

وأشاروا إلى أن قانون الدفاع الوطني يحتوي على قانون الاستخبارات الذي وردت فيه فقرة السودان بالاسم يعني السودان أصبح داخل ضمن خطط الدفاع والاستخبارات بالقانون الملزم.

 

وأكدوا أن قانون الاستخبارات حدث فيه تصويتات في مجلسي الشيوخ والنواب من شهر يوليو الماضي إلى أن وصلوا إلى مرحلة مناقشته بواسطة لجنتي القوات المسلحة في المجلسين وتم دمجه رسمياً مع قانون الدفاع في نوفمبر 2025م وحالياً قانون الدفاع قيد التصويت وستتم إجازته نهاية ديسمبر.

 

وأوضحوا أن إجازة القانون سيتم سريعا لأنه يتضمن أمن قومي ولا يخضع لمسألة جمهوريين ولا ديمقراطيين.

وبعد إجازة القانون مدير الـ CIA مطالب بتقديم خطة عمل في غضون 90 يوم حول كيفية التعامل مع المعلومات المتعلقة بالسودان (الشق التنفيذي) للتحرك.

 

ونوه خبراء إلى أن هذا القانون دائم وملزم لجميع الإدارات الحالية والقادمة في الولايات المتحدة وهو قانون استخباراتي وليس عسكري (يعني بجمع معلومة ويحللها بشكل استباقي عشان يمنع خطر حالي أو مستقبلي عشان يتم التعامل معاه بشكل فوري).
وتأتي أهميته في انه يشكل درع وقاية للسودان من أي تدخلات خارجية تأتي مثل السلاح وتهريب الذهب والدعم اللوجستي من دول خارجية.

 

وستستخدم لاحقاً في فرض عقوبات وضغوط على أي دولة تريد تتعامل مع السودان كزريبة من غير بواب وتدخل وتطلع زي ما تريد والكلام دا يشمل الجميع من الجانبين.

 

وأشاروا إلى أن الهدف الرئيسي من القانون هو حماية الأمن الإقليمي والأمن القومي الأمريكي الذي يقع السودان داخل نطاقه الجغرافي حسب تعريفهم لمفهوم الأمن والحماية الإقليمية (البحر الأحمر ومنطقة الساحل وسط وغرب أفريقيا).

 

وتعتبر هذه خطوة حماية للسودان مستقبلاً من التدخلات الخارجية غير المسؤولة ومكافحة الإرهاب ومنع تدفق السلاح وتهريب الذهب.

مشروع ميزانية الدفاع الأميركية على مواجهة أي تأثير أجنبي يوسع الحرب في السودان

مقالات مشابهة

  • القائمة النهائية لصقور الجديان السوداني في كأس الأمم الإفريقية
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • مقتل 4 جنود وإصابة آخرين جراء استهداف معسكر للجيش السوداني
  • المحكمة الجنائية الدولية تصدر حكمًا مخففًا على “علي كوشيب” قائد الجنجويد في السودان بإرتكاب جرائم في دارفور
  • جنوب السودان تعلن وصول ضباط وجنود من الجيش السوداني بعتادهم العسكري من هجليج
  • من الخرطوم .. تحذير من مدير جهاز المخابرات السوداني .. الخطر ما زال قائمًا
  • عاجل .. مشروع ميزانية الدفاع الأميركية ينص على مواجهة أي تأثير أجنبي يوسع الحرب في السودان.. واشنطن تضع السودان تحت حماية الاستخبارات
  • خبير عسكري: انسحاب الجيش السوداني من هجليج يعني الاستعداد لهجوم مضاد
  • تحطم طائرة شحن للجيش السوداني غرب بورتسودان
  • الجنائية الدولية تحكم على أحد قادة الجنجويد بالسجن 20 عاما