يعد نظام الاتصال بالليزر طريقة أخرى للاتصالات وهي تحدث من خلال الاتصالات اللاسلكية في الغلاف الجوي، إذ أعلنت وكالة ناسا أنها استخدمت هذا النظام لبث فيديو من الفضاء يظهر فيه قط يسمى «تاترز»، وذلك على مسافة 31 مليون كيلومتر من الأرض، الأمر الذي يمثل علامة فارقة تاريخية.

أول فيديو من الفضاء السحيق عبر الليزر

يتيح مقطع الفيديو الذي بثته وكالة الفضاء ناسا إرسال بعثات بشرية مستقبلية خارج مدار الأرض،  يؤكد البث ضرورة التزام ناسا بتطوير الاتصالات البصرية التي تعتبر عنصرا أساسيا لتلبية احتياجاتهم المستقبلية في نقل البيانات، وفقا لما ذكرته وكالة ناسا عبر موقعها الرسمي.

15 ثانية كانت مدة فيديو الاختبار الذي نقله العرض التوضيحي لوكالة ناسا وكان بطله القط «تاترز»، وهو خاص بموظف في مختبر الدفع النفاث، من خلال استخدام أداة متطورة تسمى جهاز «إرسال واستقبال» ليزر الطيران، إذ استغرقت إشارة الفيديو نحو ما يقرب من 101 ثانية من أجل التمكن من الوصول إلى الأرض.

تقنية الاتصالات بالليزر

في 13 أكتوبر الماضي صممت وكالة ناسا تقنية الاتصالات بالليزر، التي أطلقتها مع مهمة Psyche وهي تابعة لها حتى تتمكن من نقل البيانات من الفضاء السحيق، وكان ذلك بمعدلات أكبر من 10 إلى 100 مرة من أنظمة الترددات الراديوية الحديثة التي يتم استخدامها اليوم في مهمات الفضاء السحيق. 

وتوضح الرسومات العديد من الميزات من العرض التكنولوجي، مثل المسار المداري لـ Psyche، وقبة تلسكوب Palomar، والمعلومات الفنية حول الليزر ومعدل بث البيانات الخاص به ويتم أيضًا عرض معدل ضربات قلب تاتر ولونه وسلالته.  

 وقال رايان روغالين، رئيس إلكترونيات الاستقبال للمشروع في مختبر الدفع النفاث على الرغم أن الإرسال من ملايين الأميال، إلا أن كان قادرا على إرسال الفيديو بشكل أسرع من معظم اتصالات الإنترنت التي تحتوي على نطاق عريض، حيث بعد تلقي الفيديو في بالومار، تم إرساله إلى مختبر الدفع النفاث عبر الإنترنت.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ناسا وكالة الفضاء الفضاء السحیق من الفضاء

إقرأ أيضاً:

حرب الأشعة.. كيف تحوّل القوى الكبرى الليزر إلى سلاح ميداني؟

أعادت حادثة الليزر الأخيرة في البحر الأحمر بين سفينة صينية وطائرة استطلاع ألمانية فتح واحد من أكثر الملفات حساسية في سباق التسلح العالمي: أسلحة الطاقة الموجهة.

صباح الثاني من يوليو، وبينما كانت الطائرة الألمانية "أسبيدس" في مهمة ضمن عمليات حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، تعرّضت لشعاع ليزري يُعتقد أنه صادر عن سفينة حربية صينية. الحادث، الذي كاد يتسبب بكارثة جوية وفق مسؤولين ألمان، لم يكن عرضياً. بل يعكس تصاعد الاستخدام العسكري الميداني لليزر من قِبل القوى الكبرى.

ويشهد العالم سباقاً متسارعاً بين القوى العظمى لتحويل أسلحة الطاقة الموجهة، وتحديداً الليزر، من نماذج اختبارية إلى أدوات حاسمة في ساحة المعركة.

الولايات المتحدة: درع متعدد الطبقات

في طليعة هذا التطور، يختبر الجيش الأمريكي بشكل مكثف منظومة DE M-SHORAD (الطاقة الموجهة-الدفاع الجوي قصير المدى). هذه المنظومة، التي تدمج ليزراً بقوة 50 كيلوواط على مركبة "سترايكر" المدرعة، تمثل جزءاً من رؤية أمريكية لإنشاء "دفاع متعدد الطبقات"، يجمع بين أسلحة الطاقة الموجهة والصواريخ التقليدية.

ووفقاً لمسؤولين في البرنامج، فإن هذه التقنية لا تهدف إلى إلغاء الصواريخ، بل إلى "تكملتها"، مؤكدين أن الجمع بين القدرات الحركية (الصواريخ) وقدرات الطاقة الموجهة (الليزر) هو ما سيحقق السيطرة في مسارح العمليات المستقبلية.

 الصين: طموح واسع النطاق

تستثمر الصين بقوة في تطوير ونشر أنظمة ليزر خاصة بها. ورغم سرية الكثير من برامجها، فقد عرضت شركات الدفاع الصينية أنظمة مثل "Silent Hunter" (الصياد الصامت)، وهو نظام ليزر مضاد للدرونز مركب على شاحنات. وتفيد تقارير استخباراتية غربية بأن الصين تعمل على دمج أنظمة ليزر أكثر قوة على مدمراتها البحرية، بهدف مواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز.

روسيا: حماية البنية التحتية الاستراتيجية

لم تتخلف روسيا عن الركب، حيث أعلنت وزارة دفاعها عن إجراء تجارب ميدانية ناجحة لأنظمة ليزر مضادة للطائرات المسيّرة. وتزعم موسكو أن أنظمتها، مثل نظام "بيريسفيت" (Peresvet)، قادرة على العمل بفعالية حتى في الظروف الجوية الصعبة. ويتمثل الهدف الاستراتيجي في حماية المنشآت الحيوية، كالمنشآت النفطية والغازية، ضمن منظومة الدفاع الجوي الشاملة للبلاد.

 بريطانيا: دقة "نار التنين"

دخلت بريطانيا السباق بقوة عبر مشروع "DragonFire" (نار التنين). فبعد تجارب ناجحة للغاية قبالة السواحل الإسكتلندية في يناير 2024، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن تسريع خطط تجهيز سفن البحرية الملكية بهذا النظام. أثبت "DragonFire" قدرته على إصابة أهداف جوية بدقة فائقة وبتكلفة تشغيلية منخفضة للغاية، لا تتجاوز 10 جنيهات استرلينية للطلقة الواحدة.

إسرائيل: "الشعاع الحديدي" لسد فجوة القبة الحديدية

تُعد إسرائيل، من أبرز الدول التي دفعت بتكنولوجيا الليزر نحو النضج العملياتي. نظامها "Iron Beam" (شعاع الحديد)، الذي تطوره شركة "رافائيل" للأنظمة الدفاعية المتقدمة، مصمم ليعمل جنباً إلى جنب مع منظومة "القبة الحديدية" الشهيرة.

بينما تتصدى "القبة الحديدية" للصواريخ الأكبر حجماً عبر صواريخها الاعتراضية باهظة الثمن، يستهدف "الشعاع الحديدي" التهديدات الأصغر والأقرب، مثل قذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيّرة، بتكلفة لا تتجاوز بضعة دولارات للطلقة الواحدة. وبعد تجارب ناجحة أثبتت قدرة النظام (الذي يُقدر أن قوته تبلغ حوالي 100 كيلوواط) على تدمير أهدافه، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تسريع وتيرة نشره ليصبح جزءاً لا يتجزأ من منظومة الدفاع متعددة الطبقات في البلاد.

تحديات تقنية

وعلى الرغم من هذا التقدم، لا تزال هناك تحديات تقنية كبيرة. تتأثر فعالية أشعة الليزر بعوامل الطقس مثل الضباب والأمطار والغبار. كما أن متطلبات الطاقة والتبريد لهذه الأنظمة تشكل عبئاً لوجستياً في الميدان.

لكن العامل الذي يدفع هذا التطور بقوة هو الكلفة التشغيلية. ففي حين قد تصل تكلفة صاروخ اعتراضي واحد إلى ملايين الدولارات، فإن تكلفة إطلاق شعاع ليزري واحد لا تتعدى بضعة دولارات. هذا الفارق الهائل في التكلفة يجعل من الليزر خياراً جذاباً للغاية للتعامل مع التهديدات منخفضة التكلفة، مثل أسراب الطائرات بدون طيار.

مقالات مشابهة

  • وكالة الفضاء السعودية: تجارب طلابية سعودية وعربية على متن محطة الفضاء الدولية
  • حرب الأشعة.. كيف تحوّل القوى الكبرى الليزر إلى سلاح ميداني؟
  • ناسا تلتقط صوراً من أقرب نقطة للشمس
  • وزير الاتصالات يشارك في القمة العالمية لمجتمع المعلومات بجنيف.. فيديو
  • فيديو| بعد الحريق.. هل تنجح جهود إعادة سنترال رمسيس المدمَّر إلى الحياة؟
  • ترامب يُعيّن وزير النقل مديراً لوكالة الفضاء الأميركية
  • وكالة الفضاء السعودية تنظّم جلسة علمية حول إعداد التجارب في بيئة الجاذبية الصغرى
  • أحمد موسى: بعض الأطراف تستغل أي حادث لبث شائعات مغرضة ضد الدولة |فيديو
  • متحدث الحكومة: عودة جميع الخدمات المتأثرة بنطاق سنترال رمسيس خلال ساعات.. فيديو
  • الصين ترد على أزمة الليزر في البحر الأحمر